قال عز من قائل: ﴿وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك﴾
1000 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي داود عن عبد الله بن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مسجد السهلة يقول فيه عليه السلام ومنه سار داود إلى جالوت.
1001 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لم يبعث أنبياء ملوكا في الأرض الا أربعة بعد نوح.
ذو القرنين واسمه عياش، وداود، وسليمان ويوسف عليهما السلام فاما عياش ملك ما بين المشرق والمغرب، واما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر، وكذلك كان ملك سليمان واما يوسف فملك مصر وبواديها ولم يجاوزها إلى غيرها.
1002 - عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة اختار من الأنبياء أربعة للسيف إبراهيم وداود وموسى وأنا.
1003 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عاش داود عليه السلام مأة سنة منها أربعون سنة ملكه
1004 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: وكان بين موسى وبين داود خمسمأة سنة وبين داود وعيسى ألف سنة ومأة سنة.
1005 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد الله بن القاسم عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله ليدفع بمن يصلى من شيعتنا عمن لا يصلى من شيعتنا ولو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا، وان الله ليدفع بمن يزكى من شيعتنا عمن لا يزكي ولو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا، وان الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج، ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا وهو قول الله عز وجل ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين فوالله ما نزلت الا فيكم ولا عني بها غيركم.
1006 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله ليدفع وذكر مثله الا قوله: فوالله ما نزلت الخ.
1007 - في مجمع البيان ولولا دفع الله الناس) الآية قيل: فيه ثلاثة أقوال، الثاني ان معناه يدفع الله بالبر عن الفاجر الهلاك عن علي عليه السلام وقريب منه وما روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لولا عباد لله ركع، وصبيان رضع وبهايم رتع، لصب عليكم العذاب صبا.
1008 - وروى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله يصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله، ولا يزالون في حفظ الله ما دام فيهم.
1009 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بالزيادة بالايمان يفضل المؤمنون بالدرجات عند الله، قلت: وان للايمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند الله؟فقال: نعم قلت: صف لي ذلك رحمك الله.
حتى افهمه قال ما فضل الله به أولياء بعضهم على بعض فقال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات إلى اخر الآية وقال: ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) وقال: (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات) وقال (هم درجات عند الله) فهذا ذكر الله درجات الايمان ومنازله عند الله.
1010 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن الأصبغ بن نباتة قال: كنت واقفا مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل فجاء رجل حتى توقف بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا، فعلى ما نقاتلهم! فقال أمير المؤمنين عليه السلام: على ما انزل الله عز وجل في كتابه فقال يا أمير المؤمنين ليس كل ما انزل الله في كتابه اعلمه فعلمنيه: فقال: علي عليه السلام: ما انزل الله في سورة البقرة، فقال يا أمير المؤمنين ليس كل ما انزل الله في سورة البقرة اعلمه فعلمنيه، فقال علي عليه السلام هذه الآية: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد (فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم ورب الكعبة، ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.
1011 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره شبهه مع تغيير غير مغير للمعنى وفى آخره بعد قوله: (ومنهم من كفر) فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل وبالنبي صلى الله عليه وآله وبالكتاب وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا، ولو شاء الله قتالهم بمشيته وارادته.
1012 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما خلق الله خلقا أفضل منى ولا أكرم عليه منى: قال علي عليه السلام: فقلت: يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرئيل؟فقال عليه السلام: يا علي ان الله تعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جميع النبيين و المرسلين، والفضل بعدى لك يا علي وللأئمة من بعدك، وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا والحديث طويل أخذنا منه الأنسب بالغرض.
1013 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام: ثم ذكر ما فضل الله عز وجل به أوليائه بعضهم على بعض، فقال عز وجل: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات) إلى آخر الآية.
1014 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فاما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح القدس، وروح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الأشياء، وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا (1) فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز وجل (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) ثم قال في جماعتهم (وأيدهم بروح منه) يقول أكرمهم ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم.
1015 - في روضة الكافي ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال قلت لأبي جعفر عليه السلام ان العامة يزعمون أن بيعة أبى بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا الله عز ذكره، وما كان الله ليفتن أمة محمد صلى الله عليه وآله من بعده، فقال أبو جعفر (ع) أو ما يقرأون كتاب الله أوليس الله يقول (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضروا الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين) قال: فقلت له: انهم يفسرون على وجه آخر، قال أوليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من الأمم انهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات حيث قال (وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) وفى هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
1016 - في الخرايج والجرايح روى عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا لقيت السبع ماذا تقول؟قلت: لا أدرى قال: إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل: عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة رسوله وعزيمة سليمان بن داود، وعزيمة على أمير المؤمنين والأئمة من بعده تنحت (تنح ظ) عن طريقنا ولم تؤذنا فانا لا نؤذيك.
1017 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن جعفر بن محمد عن الحسن بن أسيد عن يعقوب بن جعفر قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وآله انه لا إله إلا هو الحي القيوم، ويسمى بهذه الأسماء الرحمن الرحيم العزيز الجبار العلي العظيم، فتاهت هنالك عقولهم، واستخفت حلومهم، فضربوا له الأمثال وجعلوا له أندادا وشبهوه بالأمثال، ومثلوه أشباها، وجعلوه يزول ويحول فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره.
ولا يدركون بكيفية بعده.
1018 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى وعدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله وسهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكا إليه رجل عبث أهل الأرض بأهليته وبعياله فقال كم سقف بيتك؟قال: عشرة أذرع.
فقال: أذرع ثمانية أذرع ثم اكتب آية الكرسي فيما بين الثمانية إلى العشرة كما تدور، فان كل بيت سمكه أكثر من ثمانية أذرع فهو محتضر تحضره الجن تكون فيه تسكنه.
1019 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار وأحمد بن أبي عبد الله عن أبيه جميعا عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمك البيت إذا رفع ثمانية أذرع كان مسكونا، فإذا زاد على ثمان فليكتب على رأس الثمان آية الكرسي.
1020 - وباسناده إلى محمد بن إسماعيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا كان البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب في أعلاه آية الكرسي.
1021 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام: يا علي ومن كان في بطنه ماء أصفر فليكتب على بطنه آية الكرسي ويشربه فانهه يبرأ بإذن الله عز وجل.
1022 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذر (ره) قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس في المسجد وحده إلى أن قال: قلت له: فأي آية أنزلها الله تعالى عليك أعظم؟قال: آية الكرسي، ثم قال: يا باذر ما السماوات السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة في ارض فلاة.
1023 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: وإذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه انها تبرأ فإنه يعافى انشاء الله.
1024 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ان في بطني ماء اصفر فهل من شفاء؟فقال: نعم بلا درهم ولا دينار، ولكن اكتب على بطنك آية الكرسي وتغسلها وتشربها، وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عز وجل.
ففعل الرجل فبرأ بإذن الله عز وجل.
1025 - أبو عبد الله الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان قال: جلس أبو عبد الله عليه السلام متوركا رجله اليمنى على فخذه اليسرى، فقال له رجل: جعلت فداك هذه جلسة مكروهة.
فقال: لا انما هو شئ قالته اليهود لما ان فرغ الله عز وجل من خلق السماوات والأرض واستوى على العرش جلس هذه الجلسة ليستريح، فأنزل الله عز وجل: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) وبقى أبو عبد الله عليه السلام متوركا كما هو.
1026 - في مجمع البيان روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما أراد الله عز وجل ان ينزل فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وشهد الله، و (قل اللهم مالك) إلى قوله (بغير حساب) تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله حجاب، وقلن.
يا رب تهبطنا دار الذنوب والى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور وبالقدس؟فقال، وعزتي وجلالي ما من عبد قرأ كن في دبر كل صلاة الا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه، والا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، والا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة والا أعذته من كل عدو ونصرته عليه.
ولا يمنعه دخول الجنة الا ان يموت.
1027 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله من قرأ آية الكرسي مائة مرة كان كمن عبد الله طول حياته.
1028 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن رجل سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج إن شاء الله، ومن قرأها بعد كل صلاة لم يضره ذو حمة.(2).
1029 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام حديث يذكر فيه صفة الرب عز وجل وفيه: لم يزل حيا بلا حياة، كان حيا بلا حياة حادثة.
1030 - وباسناده إلى عبد الاعلى عن العبد الصالح يعنى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه كان حيا بلا كيف ولا أين، حيا بلا حياة حادثة بل حي لنفسه.
1031 - وباسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول إن الله تعالى نور لا ظلمة فيه، وعلم لأجهل فيه، وحياة لأموت فيه.
1032 - في محاسن البرقي باسناده قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين أيديهم قال نحن أولئك الشافعون.
1033 - في كتاب التوحيد عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فقوله (الرحمن على العرش استوى قال أبو عبد الله عليه السلام بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش باين من خلقه من غيران يكون العرش حاملا له ولا أن يكون العرش حاويا له ولا ان العرش محتازا له ولكنا نقول هو حامل العرش وممسك العرش، ونقول من ذلك ما قال: وسع كرسيه السماوات والأرض فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش والكرسي حاويا له، وأن يكون عز وجل محتاجا إلى مكان أو إلى شئ مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه.
1034 - وباسناده عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيه عليه السلام بعد ان ذكر الأرضين السبع ثم السماوات السبع والبحر المكفوف وجبال البرد، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند حجب النور كحلقة في فلاة في (3) وهو سبعون ألف حجاب، يذهب نورها بالابصار، وهذا والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة في والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب في الكرسي كحلقة في فلاة في ثم تلا هذه الآية: (وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم) وفى روضة الكافي باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله.
1035 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي، لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع، ومنه الأشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والأين والمشية وصفة الإرادة وعلم الألفاظ والحركات والترك وعلم العود والبداء، فهما في العلم بابان مقرونان لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال رب العرش العظيم أي صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في ذلك مقرونان.
1036 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص بن غياث قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (وسع كرسيه السماوات والأرض) قال علمه.
1037 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي - عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل (وسع كرسيه السماوات والأرض؟فقال السماوات والأرض وما بينهما في الكرسي والعرش هو العلم الذي لا يقدر أحد قدره.
1038 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (ره) قال حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل بن يسار قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (وسع كرسيه السماوات والأرض) فقال يا فضيل السماوات والأرض وكل شئ في الكرسي وفى الكافي مثله سواء.
1039 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (ره) عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وسع كرسيه السماوات والأرض) السماوات والأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات والأرض؟فقال بل الكرسي وسع السماوات والأرض، والعرش وكل شئ في الكرسي.
1040 - حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل، (وسع كرسيه السماوات والأرض) السماوات والأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات والأرض؟فقال، ان كل شئ في الكرسي وفى الكافي أيضا مثل هذين الحديثين سواء.
1041 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عاصم بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1042 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الكرسي محيط بالسموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى وان تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى وذلك قوله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض) ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1043 - في تفسير علي بن إبراهيم واما آية الكرسي فإنه حدثني أبي عن الحسين ابن خالد انه قرأ أبو الحسن الرضا عليه السلام: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم أي نعاس (له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه)
1044 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن أبي جرير القمي وهو محمد بن عبيد الله وفى نسخة عبد الله عن أبي الحسن عليه السلام (له ما في السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه).
1045 - في تفسير علي بن إبراهيم متصلا بما سبق: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم قال: ما بين أيديهم من أمور الأنبياء وما كان، وما خلفهم أي ما لم يكن بعد، قوله: (الا بما شاء) أي بما يوحى إليهم (ولا يؤده حفظهما) أي لا يثقل عليه حفظ ما في السماوات و ما في الأرض قوله: (لا إكراه في الدين) أي لا يكره أحد على دينه من الامن بعد ان تبين له ويبين له الرشد من الغى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله) فهم الذين غصبوا آل محمد حقهم قوله: (فقد استمسك بالعروة الوثقى) يعنى الولاية (لا انفصام لها) أي حبل لا انقطاع له الله ولى الذين آمنوا) يعنى أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام (يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا) وهم الظالمون آل محمد (أولياؤهم الطاغوت وهم الذين تبعوا من غصبهم يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والحمد لله رب العالمين) كذا أنزلت.
1046 - حدثني أبي عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله، (وسع كرسيه السماوات والأرض) أيما أوسع، الكرسي أو السماوات قال، لابل الكرسي وسع السماوات والأرض، والعرش وكل شئ خلق الله في الكرسي.
1047 - حدثني أبي عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة ان عليا صلوات الله عليه سئل عن قول الله تبارك وتعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض) قال.
السماوات والأرض وما فيهما من مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة أملاك يحملونه بإذن الله، فاما ملك منهم ففي صورة الآدميين.
وهي أكرم الصور على الله، وهو يدعو الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لبنى آدم، والملك الثاني في صورة الثور وهو سيد البهايم وهو يطلب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع البهايم، والملك الثالث في صورة النسر وهو سيد الطير وهو يطلب إلى الله تبارك وتعالى ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع الطير، والملك الرابع في صورة الأسد وهو سيد السباع وهو يرغب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع ولم يكن في هذه الصور أحسن من الثور ولا أشد انتصابا منه حتى اتخذ الملاء من بني إسرائيل العجل فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذي في صورة الثور رأسه استحياءا من الله ان عبد من دون الله شئ يشبه وتخوف (4) أن ينزل به العذاب.
1048 - في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، هل كان الله عارفا بنفسه قبل ان يخلق الخلق، قال، نعم، قلت، يراها ويسمعها؟قال ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن يسئلها ولا يطلب منها هو نفسه، و نفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج إلى أن يسمى نفسه ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف فأول ما اختاره لنفسه (العلي العظيم) لأنه أعلى الأشياء كلها فمعناه الله واسمه العلي العظيم، هو أول أسمائه لأنه علا على كل شئ وفى أصول الكافي مثله.
1049 - في روضة الكافي محمد بن خالد عن حمزة بن عبيد عن إسماعيل بن عباد عن أبي عبد الله عليه السلام: (ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء) وآخرها (وهو العلي العظيم والحمد لله رب العالمين) وآيتين بعدها.
1050 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث طويل: الأمور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه وامر تبين لك غيه فأجتنبه، وامر اختلف فيه فرده إلى الله.
1051 - في مجمع البيان (فمن يكفر بالطاغوت) وقيل فيه خمسة أقوال أحدها انه الشيطان وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
1052 - في أصول الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن ابان عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال: هي الايمان.
1053 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: في قوله عز وجل: فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال: هي الايمان بالله وحده لا شريك له، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
1054 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب موسى بن جعفر عن آبائه عليهما السلام وأبو الجارود عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال، مودتنا أهل البيت.
1055 - في محاسن البرقي عنه عن الحسن بن أحمد عن ابان الأحمر عن أبي جعفر الأحول عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال عروة الله الوثقى التوحيد و الصبغة الاسلام.
1056 - في عيون الأخبار باسناده إلى أبى الحسن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أحب ان يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدى، وليعاده عدوه وليأتم بالأئمة الهداة من ولده.
1057 - وفيه فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأئمة من ولد الحسين من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى.
1058 - وفيه باسناده إلى الرضا عليه السلام انه ذكر القرآن يوما فعظم الحجة فيه والآية المعجزة في نظمه، فقال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى.
1059 - وفى باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين وان الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه في كل عصر واوان وانهم العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
1060 - في كتاب الخصال عن عبد الله بن العباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينا خطيبا فقال في آخر خطبته نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى.
1061 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال أمير - المؤمنين عليه السلام في خطبة، انا حبل الله المتين وانا عروة الله الوثقى،
1062 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه نحن حجج الله في ارضه ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى،
1063 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب ان يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليستمسك بولاية اخى ووصيي علي بن أبي طالب فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه، ولا ينجو من أبغضه وعاداه.
1064 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال المؤمن ينقلب في خمسة من النور، مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره يوم القيمة إلى النور.
1065 - في روضة الكافي سهل عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام (والذين كفروا أولياؤهم الطواغيت).
1066 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة قال: قص أبو عبد الله عليه السلام قصة الفريقين جميعا في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين فقال إن الخير والشر خلقان من خلق الله له فيهما المشية في تحويل ما شاء الله (5) فيما قدر فيها حال عن حال والمشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر وذلك أن الله قال في كتابه (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) فالنور هم آل محمد عليهم السلام والظلمات عدوهم.
1067 - عن مهزم الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله، وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولاعفون عن كل رعية دانت بكل امام من الله وإن كانت الرعية في أعمالها سيئة، قلت: فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء قال: نعم ان الله تعالى يقول: (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) ثم ذكر حديث ابن أبي يعفور رواية محمد بن الحسين وزاد فيه فأعداء علي أمير المؤمنين هم الخالدون في النار وان كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة.
1068 - في أصول الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل في طينة المؤمن والكافر وفيه أو من كان ميتا فأحييناه فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر، وكان حياته حين فرق الله بينهما بكلمته، كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور
1069 - وباسناده إلى الباقر عليه السلام حديث طويل في شأن انا أنزلناه في ليله القدر يقول فيه عليه السلام وقد ذكر نزول الملائكة بالعلم فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية وان قالوا من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك فقل فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه، فان قالوا فان الخليفة هو حكمهم، فقل: (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) (إلى قوله (خالدون) لعمري ما في الأرض ولا في السماء ولى لله عز وجل الا وهو مؤيد ومن أيده لم يخط وما في الأرض عدو لله عز ذكره الا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لابد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك لابد من وال.
1070 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليهما السلام انى أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم أمانة وصدق و وفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء والصدق قال.
فاستوى أبو - عبد الله عليه السلام جالسا فأقبل على كالغضبان ثم قال: لادين لمن دان الله بولاية امام جايز ليس من الله ولا عتب على من دان بولاية امام عادل من الله قلت لادين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟قال نعم لادين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: الا تسمع لقول الله عز وجل.
(الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) يعنى ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله عز وجل: وقال: (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) قال قلت أليس الله عنى بها الكفار حين قال: والذين كفروا؟قال: فقال: وأي نور للكافر وهو كافر فأخرج من الظلمات انما عنى الخ كذا في تفسير العياشي (6) انما عنى بهذا انهم كانوا على نور الاسلام، فلما ان تولوا كل امام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار مع الكفار، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
1071 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله انه تلا هذه الآية: (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) قيل: يا رسول الله من أصحاب النار؟قال: من قاتل عليا بعدى فأولئك أصحاب النار هم مع الكفار فقد كفروا بالحق لما جاءهم.
1072 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال حدثني رجل من أصحاب أبي عبد الله (ع) قال سمعته يقول إن أشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة نفر أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه الحديث وهو مذكور بتمامه في سورة الفلق.
1073 - وفيه باسناده إلى إسحاق بن عمار الصيرفي عن أبي الحسن الماضي (ع) حديث طويل يقول في آخره، وان في جوف تلك الحية (7) لسبع صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة واثنان من هذه الأمة، قال قلت جعلت فداك ومن الخمسة ومن الاثنان؟قال اما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، قال انا أحيى وأميت، وفرعون الذي قال انا ربكم الاعلى، ويهود الذي هود اليهود، وبولس الذي نصر النصارى، ومن هذه الأمة أعرابيان.
1074 - في كتاب الخصال عن محمد بن خالد باسناده رفعه إلى أبى عبد الله (ع) قال ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران، فاما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين والكافران نمرود وبخت نصر.
1075 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال لما دخل يوسف على الملك قال له كيف أنت يا إبراهيم؟قال: انى لست بإبراهيم انا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال وهو صاحب إبراهيم الذي حاج إبراهيم في ربه، قال وكان أربعمأة سنة شابا.
1076 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبي عبد الله (ع) قال خالف إبراهيم (ع) قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمه فقال إبراهيم (ع) ربى الذي يحيى ويميت قال انا أحيى وأميت قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1077 - في مجمع البيان واختلف في وقت هذه المحاجة قيل: بعد القائه في النار وجعلها عليه بردا وسلاما عن الصادق عليه السلام، وقد روى عن الصادق عليه السلام ان إبراهيم قال له: أحيي من قتلته ان كنت صادقا.
1078 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال إني يحيى هذه الله بعد موتها فقال: ان الله بعث على بني إسرائيل نبيا يقال له إرميا، فقال قل لهم ما بلد تنقيته من كرايم البلدان وغرس (8) فيه من كرايم الغرس ونقيته من كل غرسة فاخلف فأنبت خرنوبا (9) قال: فضحكوا واستهزؤا به فشكاهم إلى الله قال: فأوحى الله إليه ان قل لهم ان البلد بيت المقدد والغرس بنو إسرائيل تنقيته من كل غرسة، ونحيت عنهم كل جبار، فأخلفوا فعملوا المعاصي (10) فلا سلطن عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم ويأخذ أموالهم: فان بكوا إلى فلم ارحم بكائهم وان دعوا لم استجب دعائهم فشلتهم وفشلت، ثم لأخربنها مأة عام ثم لأعمرنها فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول الله ما ذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم؟فعاود لنا ربك فصام سبعا فلم يوح إليه شئ فأكل اكلة ثم صام سبعا فلم يوح إليه شئ فاكل اكلة ثم صام سبعا فلما إن كان يوم الواحد والعشرين أوحى الله إليه: لترجعن عما تصنع أتراجعني في أمر قضيته أو لأردن وجهك على دبرك؟ثم أوحى الله إليه قل لهم لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه.
فسلط الله عليهم بخت نصر فصنع بهم ما قد بلغك ثم بعث بخت نصر إلى النبي فقال: انك قد نبئت عن ربك وحدثتهم بما اصنع بهم فان شئت فأقم عندي فيمن شئت وان شئت فاخرج، فقال لابل اخرج فتزود عصيرا وتينا وخرج، فلما ان غاب مد البصر التفت إليها فقال إني يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام أماته غدوة وبعثه عشية قبل ان تغيب الشمس وكان أول شئ خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض (11) ثم قيل له: (كم لبثت قال لبثت يوما) فلما نظر إلى الشمس لم تغب قال: (أو بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه و انظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما) قال فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض، ويرى العروق كيف تجرى فلما استوى قائما قال: اعلم أن الله على كل شئ قدير وفى رواية هارون (12) فتزود عصيرا ولبنا
1079 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا ألم تر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال ما تبين لرسول الله انها في السماوات قال رسول الله اعلم أن الله على كل شئ قدير، سلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرب وآمن يقول الله: (فلما تبين له قال اعلم أن الله على كل شئ قدير).
1080 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام وأمات الله إرميا النبي عليه السلام الذي نظر إلى خراب بيت المقدس وما حوله حين غزاهم بخت نصر وقال: انى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام ثم أحياه ونظر إلى أعضائه كيف تلتئم وكيف تلبس اللحم، والى مفاصله وعروقه كيف توصل فلما استوى قاعدا قال: اعلم أن الله على كل شئ قدير.
1081 - في مجمع البيان (أو كالذي مر على قرية) وهو عزير وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام وقيل: هو إرميا وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
1082 - وروى عن علي عليه السلام ان عزيرا خرج من أهله وامرأته حامل وله خمسون سنة، فأماته الله مأة سنة ثم بعثه فرجع إلى أهله ابن خمسين سنة ولها ابن له مائة سنة، فكان ابنه أكبر منه فذلك من آيات الله.
1083 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل قال فيه وقد ذكر بخت نصر وقتله من قتل من اليهود سبعين الف مقاتل على دم يحيى بن زكريا عليهما السلام، وخرب بيت المقدس وتفرقت الملوك البلدان في سبعة وأربعين سنة من ملكه، بعث الله العزيز، نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله عز وجل أهلها، ثم بعثهم له وكانوا من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت، فنزلوا في جوار عزير وكانوا مؤمنين، وكان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وايمانهم وأحبهم على ذلك وآخاهم عليه، فغاب عنهم يوما واحدا.
ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى، فحزن عليهم وقال إني يحيى هذه الله بعد موتها تعجبا منه حيث أصابهم وقد ماتوا أجمعين في يوم واحد.
فأماته الله عز وجل عند ذلك مأة عام فلبث وهم مائة سنة، ثم بعثه الله وإياهم وكانوا مائة ألف مقاتل ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم أحد على يدي بخت نصر.
1084 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن إسماعيل بن ابان عن عمر بن عبد الله الثقفي قال: اخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي زين العابدين عليهما السلام من المدينة إلى الشام وكان ينزله معه، وكان يقعد مع الناس في مجالسهم، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسئلونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك، فقال، ما لهؤلاء القوم ألهم عيد اليوم؟قالوا: لا يا بن رسول الله ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في علمهم، قال أبو جعفر: وله علم! قالوا: من اعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى عليه السلام قال: فهلموا ان نذهب إليه، فقالوا: ذاك إليك يا بن رسول الله قال: فقنع أبو جعفر عليه السلام رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه فاختلطوا بالناس حتى اتوا الجبل، قال، فقعد أبو جعفر عليه السلام وسط النصارى هو وأصحابه، فاخرج النصارى بساطا ثم وضع الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى ثم قصد أبا جعفر عليه السلام فقال، أمنا أنت أم من الأمة المرحومة! فقال أبو جعفر عليه السلام، من الأمة المرحومة، فقال، أفمن علمائهم أنت أم من جهالهم؟قال، لست من جهالهم، قال النصراني أسئلك أو تسألني؟فقال أبو جعفر عليه السلام، سلني فقال، يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول سلني ان هذا العالم بالمسائل، ثم قال: يا عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا من النهار أي ساعة هي؟قال أبو جعفر عليه الاسلام: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، إلى أن قال النصراني: فأسئلك أو تسألني؟ قال أبو جعفر عليه السلام: سلني، فقال: يا معشر النصارى والله لاسئلنه مسألة يرتطم فيها (13) كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له سل، قال: أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت منه باثنين (14) حملتهما جميعا في ساعة واحدة، وولدتهما في ساعة واحدة، و ماتا في ساعة واحدة، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد، فعاش أحدهما خمسين ومأة سنة، وعاش الاخر خمسين سنة من هما؟قال أبو جعفر عليه السلام: هما عزير وعزرة، كان حمل أمهما على ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت، وعاش عزير وعزرة خمسين سنة، ثم أمات الله عزيرا ثم أحياه (15) فعاش عزرة مع عزير ثلثين سنة، ثم أمات الله عزيرا مأة سنة، وبقى عزرة يحيى ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة، قال النصراني.
يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط اعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام، ردوني فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر صلوات الله عليه.
1085 - وفيه واما قوله: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال إني يحيى هذه الله بعد موتها) فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عملت بنو إسرائيل بالمعاصي و عتوا عن أمر ربهم أراد الله ان يسلط عليهم من يذلهم ويقتلهم، فأوحى الله إلى إرميا يا إرميا ما بلد انتجبته من بين البلدان وغرست فيه من كرايم الشجر فأخلف فأنبت خرنوبا، فأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا: راجع ربك ليخبرنا ما معنى هذا المثل، فصام إرميا سبعا فأوحى الله إليه يا إرميا اما البلد فبيت المقدس، واما ما انبت فيها فبنوا إسرائيل الذين أسكنتهم فيه فعملوا بالمعاصي وغيروا ديني وبدلوا نعمتي كفرا، فبي حلفت لأمتحننهم بفتنة يظل الحكيم فيها حيرانا، ولأسلطن عليهم شر عبادي ولادة، وشرهم طعاما فليتسلطن عليهم بالجبرية فيقتل مقاتليهم، ويسبي حريمهم، ويخرب بيتهم الذي يغترون به، ويلقى حجرهم الذي يفتخرون به على الناس في المزابل مأة سنة، فأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل فقالوا له، راجع ربك ما ذنب الفقراء والمساكين والضعفاء؟فصام إرميا سبعا ثم اكل اكلة فلم يوح إليه شئ، ثم صام سبعا فأوحى الله إليه يا إرميا لتكفن عن هذا أو لأردن وجهك إلى قفاك، قال: ثم أوحى الله إليه قل لهم: لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فقال إرميا: رب اعلمني من هو حتى آتيه وآخذ لنفسي وأهل بيتي منه أمانا، قال: ايت موضع كذا وكذا فانظر إلى غلام أشدهم زمانة، وأخبثهم ولادة، وأضعفهم جسما، وشرهم غذاءا فهو ذاك، فأتى إرميا ذلك البلد فإذا هو بغلام في خان زمن ملقى على مزبلة وسط الخان، وإذا لم أم تزبى بالكسر (16) وتفت الكسر في القصعة، وتحلب عليه خنزيرة لها.
ثم تدنيه من ذلك الغلام فيأكله.
فقال إرميا: إن كان في الدنيا الذي وصفه الله فهو هذا.
فدنا منه فقال له: ما اسمك؟فقال: بخت نصر.
فعرف انه هو، فعالجه حتى برأ ثم قال له، أتعرفني؟قال، لا، أنت رجل صالح، قال: انا إرميا نبي بني إسرائيل أخبرني الله انه سيسلطك على بني إسرائيل فتقتل رجالهم وتفعل بهم وتفعل، قال: فتاه (17) في نفسه في ذلك الوقت ثم قال إرميا: اكتب لي كتابا بأمان منك، فكتب له كتابا وكان يخرج إلى الجبل ويحتطب ويدخل المدينة ويبيعه، فدعا إلى حرب بني إسرائيل وكان مسكنهم في بيت المقدس، وأقبل بخت نصر فيمن أجابه نحو بيت المقدس وقد اجتمع إليه بشر كثير، فلما بلغ إرميا اقباله نحو بيت المقدس استقبله على حمار له ومعه الأمان الذي كتبه له بخت نصر، فلم يصل إليه إرميا من كثرة جنوده وأصحابه فصير الأمان على خشبة ورفعها، فقال: من أنت؟فقال: انا إرميا النبي الذي بشرتك بأنك سيسلطك الله على بني إسرائيل وهذا أمانك لي، قال: أما أنت فقد أمنتك: واما أهل بيتك فانى ارمى من ههنا إلى بيت المقدس، فان وصلت رميتي إلى بيت المقدس فلا أمان لهم عندي، وان لم تصل فهم آمنون، وانتزع قوسه ورمى نحو بيت المقدس فحملت الريح النشابة (18) حتى علقتها في بيت المقدس، فقال لا أمان لهم عندي، فلما وافى نظر إلى جبل من تراب وسط المدينة وإذا دم يغلى وسطه، كلما القى إليه التراب خرج وهو يغلى، فقال: ما هذا؟فقالوا هذا دم نبي كان لله فقتله ملوك بني إسرائيل ودمه يغلى، وكلما ألقينا عليه التراب خرج يغلى، فقال بخت نصر لأقتلن بني إسرائيل ابدا حتى يسكن هذا الدم وكان ذلك الدم دم يحيى بن زكريا عليهما السلام، وكان في زمانه ملك جبار يزنى بنساء بني إسرائيل، وكان يمر بيحيى بن زكريا فقال له يحيى اتق الله أيها الملك لا يحل لك هذا، فقالت له امرأة من اللواتي كان يزنى بهن حين سكر أيها الملك اقتل يحيى، فأمر ان يؤتى برأسه فاتى برأس يحيى (ع) في طشت وكان الرأس يكلمه ويقول له: يا هذا اتق الله ولا يحل لك هذا، ثم غلى الدم في الطشت حتى فاض إلى الأرض، فخرج يغلى ولا يسكن، وكان بين قتل يحيى وخروج بخت نصر مأة سنة فلم يزل بخت نصر يقتلهم وكان يدخل قرية قرية فيقتل الرجال والنساء والصبيان وكل حيوان والدم يغلى ولا يسكن، حتى افنى من بقي منهم، ثم قال: بقي أحد في هذه البلاد؟قالوا: عجوز في موضع كذا وكذا، فبعث إليها فضرب عنقها على الدم فسكن، وكانت آخر من بقي، ثم أتى بابل فبنى بها مدينة وأقام وحفر بئرا فالقى فيها دانيال والقى معه اللبوة (19) فجعلت اللبوة تأكل طين البئر ويشرب دانيال لبنها، فلبث بذلك زمانا فأوحى الله إلى النبي الذي كان ببيت المقدس ان أذهب بهذا الطعام والشراب إلى دانيال واقرأه منى السلام، قال وأين هو يا رب؟قال في بئر بابل في موضع كذا وكذا، قال فأتاه فاطلع في البئر فقال يا دانيال قال لبيك، صوت غريب، قال إن ربك يقرئك السلام وقد بعث إليك بالطعام و الشراب فدلاه إليه (20) قال فقال دانيال الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله لذي من وثق به لم يكله إلى غيره الحمد لله الذي يجزى بالاحسان احسانا، الحمد لله الذي يجزى بالصبر نجاة و الحمد لله الذي يكشف ضرنا عند كربتنا، والحمد لله الذي هو ثقتنا حين تنقطع الحيل منا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ساء ظننا بأعمالنا قال فأرى بخت نصر في نومه كأن رأسه من حديد ورجليه من نحاس وصدره من ذهب، قال فدعا المنجمين فقال لهم ما رأيت؟فقالوا ما ندري ولكن قص علينا ما رأيت فقال لهم وأنا أجرى عليكم الأرزاق منذ كذا وكذا ولا تدرون ما رأيت في المنام؟فأمر بهم فقتلوا، قال فقال له بعض من كان عنده إن كان عند أحد شئ فعند صاحب الجب فان اللبوة لم تعرض له وهي تأكل الطين وترضعه، فبعث إلى دانيال فقال: ما رأيت في المنام؟فقال رأيت كأن رأسك من كذا، ورجلك من كذا، وصدرك من كذا قال هكذا رأيت فما ذاك؟قال قد ذهب ملكك وأنت مقتول في ثلاثة أيام، يقتلك رجل من ولد فارس، قال فقال له ان على لسبع مداين على باب كل مدينة حرس، وما رضيت بذلك حتى وضعت بطة (21) من نحاس على باب كل مدينة، لا يدخل غريب الا صاحت عليه حتى يؤخذ، قال فقال له ان الامر كما قلت لك، قال فبث الخيل (22) وقال لا تلقون أحدا من الخلق الا قتلتموه كائنا من كان، وكان دانيال جالسا عنده، وقال لا تفارقني هذه الثلاثة الأيام فان مضت قتلتك، فلما كان في اليوم الثالث ممسيا اخذه الغم، فخرج فتلقاه غلام كان يخدم ابنا له من أهل فارس وهو لا يعلم أنه من أهل فارس، فدفع إليه سيفه وقال له يا غلام لا تلقى أحدا من الخلق الا وقتلته وان لقيتني أنا فاقتلني فاخذ الغلام سيفه فضرب به بخت نصر ضربة فقتله، وخرج إرميا على حماره ومعه تين قد تزوده، وشئ من عصير، فنظر إلى سباع البر وسباع البحر وسباع الجو تأكل تلك الجيف، ففكر في نفسه ساعة ثم قال أنى يحيى الله هؤلاء (23) وقد أكلتهم السباع، فأماته الله مكانه مأة عام ثم بعثه أي أحياه فلما رحم الله بني إسرائيل وأهلك بخت نصر رد بني إسرائيل إلى الدنيا، وكان عزير لما سلط الله بخت نصر على بني إسرائيل هرب ودخل في عين وغاب فيها، وبقى إرميا ميتا مأة سنة ثم أحياه الله، فأول ما أحيى منه عينيه في مثل غرقئ البيض فنظر فأوحى الله إليه كم لبثت قال لبثت يوما) ثم نظر إلى الشمس قد ارتفعت فقال (أو بعض يوم) فقال الله تبارك وتعالى (قد لبثت مأة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) أي لم يتغير (وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما) فجعل ينظر إلى العظام البالية المنفطرة تجتمع إليه، والى اللحم الذي قد أكلته السباع يتألف إلى العظام من هنا وهيهنا، ويلتزق بها حتى قام وقام حماره، فقال (اعلم أن الله على كل شئ قدير).
1086 - في تفسير العياشي عن علي بن محمد العلوي عن علي بن مرزوق عن إبراهيم بن محمد قال: ذكر جماعة من أهل العلم ان ابن الكوا قال لعلي عليه السلام يا أمير - المؤمنين ما ولد أكبر من أبيه من أهل الدنيا؟قال نعم أولئك ولد عزير حيث مر على قرية خربة وقد جاء من ضيعة له تحته حمار، ومعه سلة (24) فيها تين وكوز فيه عصير، فمر على قرية خربة فقال: (انى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام) فتوالد ولده وتناسلوا ثم بعث الله إليه فأحياه في المولد الذي أماته فيه، فأولئك ولده أكبر من أبيهم
1087 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن عبد الحميد عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله لإبراهيم أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي أكان في قلبه شك؟قال: لا كان على يقين ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه.
1088 - في عيون الأخبار حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال فما معنى قول الله عز وجل (وعصى آدم ربه) إلى أن قال فأخبرني عن قول إبراهيم عليه السلام: رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي؟قال الرضا عليه السلام ان الله تعالى كان أوحى إلى إبراهيم (ع) انى متخذ من عبادي خليلا ان سألني احياء الموتى أجيبه، فوقع في نفس إبراهيم (ع) انه ذلك الخليل فقال (رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) على الخلة قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم فأخذ إبراهيم عليه السلام نسرا وبطا وطاووسا وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله - وكانت عشرة - منهن جزءا وجعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم دعاهن بأسمائهن، فوضع عنده حبا وماءا فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الأبدان، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه، فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فطرن، ثم وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن: يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم عليه السلام: بل الله يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، قال المأمون: بارك الله فيك يا أبا الحسن.
1089 - وفيه في باب استسقاء المأمون بالرضا عليه السلام بعد جرى كلام بين الرضا عليه السلام وبعض أهل النصب من حجاب المأمون لعنهما الله: فغضب الحاجب عند ذلك فقال: يا بن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك، ان بعث الله تعالى بمطر مقدر وقته لا يتقدم ولا يتأخر جعلته آية تستطيل بها وصولة تصول بها، كأنك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم عليه السلام لما اخذ رؤس الطير بيده ودعا أعضائها التي كان فرقها على الجبال فأتينه سعيا وتركبن على الرؤس وخفقن وطرن بإذن الله عز وجل فان كنت صادقا فيما توهم فاحيى هذين وسلطهما على، فان ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فاما المطر المعتاد فلست أنت أحق بان يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعاكما دعوت، وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون الذي كان مستندا إليه، وكانا متقابلين على المسند فغضب على ابن موسى الرضا عليه السلام وصاح بالصورتين: دونكما الفاجر، فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا اثرا، فوثبت الصورتان وقد عادتا أسدين، فتناولا الحاجب ورضاه وهشماه وأكلاه ولحسا دمه (25) والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون، فلما فرغا أقبلا على الرضا عليه السلام وقالا.
يا ولي الله في أرضه ماذا تأمرنا ان نفعل بهذا أنفعل به فعلنا هذا - يشيران إلى المأمون - فغشى على المأمون مما سمع منهما، فقال الرضا عليه السلام: قفا فوقفا ثم قال الرضا عليه السلام صبوا عليه ماء ورد وطيبوه، ففعل ذلك به وعاد الأسدان يقولان أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟قال لا فان لله عز وجل فيه تدبيرا هو ممضيه، فقالا ماذا تأمرنا؟فقال: عودا إلى مقركما كما كنتما، فعادا إلى المسند وصارا صورتين كما كانتا، فقال المأمون الحمد لله الذي كفاني شر حميد بن مهران يعنى الرجل المفترس، ثم قال للرضا عليه السلام يا بن رسول الله هذا الامر لجدكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم لكم ولو شئت لنزلت عنه لك، فقال الرضا عليه السلام لو شئت لما ناظرتك ولم أسئلك فان الله عز وجل قد أعطاني من طاعة ساير خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين الا جهال بني آدم فإنهم وان خسروا حظوظهم فلله عز وجل فيه تدبير وقد أمرني بترك الاعتراض عليك واظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف بالعمل من تحت يد فرعون مصر قال: فما زال المأمون ضئيلا (26) إلى أن قضى علي بن موسى الرضا عليه السلام ما قضى.
1090 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهم جزءا) الآية قال: أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب فذبحهن وعزل رؤسهن ثم نحز أبدانهن في المنحاز (27) بريشهن لحومهن وعظامهن حتى اختلطت، ثم جزاهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل ثم وضع عنده حبا وماءا، ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه ثم قال اتين سعيا بإذن الله، فتطاير بعضها إلى بعض، اللحوم والريش والعظام حتى استوت الأبدان كما كانت، وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فوقفن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب ثم قلن، يا نبي الله أحييتنا أحياك الله فقال إبراهيم، بل الله يحيى ويميت فهذا تفسير الظاهر قال عليه السلام وتفسير الباطن خذ أربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك ثم ابعثهم في أطراف الأرضين حججا لك على الناس وإذا أردت ان يأتوك دعوتهم بالاسم الأكبر يأتونك سعيا بإذن الله تعالى.
1091 - وفى هذا الكتاب وروى أن الطيور التي أمر بأخذها الطاووس والنسر والديك والبط.
1092 - في تفسير العياشي عن علي بن أسباط ان أبا لحسن الرضا عليه السلام سئل عن قول الله: (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) أكان في قلبه شك؟قال: لا ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه، قال: والجزء واحد من عشرة.
1093 - عن عبد الصمد قال: جمع لأبي جعفر المنصور القضاة فقال لهم: رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟فلم يعلموا كم الجزء وشكوا فيه، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة أن يسال جعفر بن محمد (ع) رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟فقد أشكل ذلك على القضاة فلم يعلموا كم الجزء، فان هو أخبرك به والا فاحمله على البريد ووجهه إلى، فاتى صاحب المدينة أبا عبد الله عليه السلام فقال له: ان أبا جعفر بعث إلى أن أسئلك عن رجل أوصى بجزء من ماله وسال من قبله من القضاة فلم يخبروه ما هو، وقد كتب إلى أن فسرت ذلك له والا حملتك على البريد إليه فقال أبو عبد الله عليه السلام: هذا في كتاب الله بين ان الله يقول، لما قال إبراهيم: (رب أرني كيف تحيى الموتى) إلى قوله (كل جبل منهن جزءا وكانت الطير أربعة والجبال عشرة، يخرج الرجل لكل عشرة أجزاء جزءا واحدا وان إبراهيم دعى بمهراس (28) فدق فيه الطير جميعا وحبس الرؤس عنده ثم إنه دعى بالذي أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج، والى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا، فأهوى نحو إبراهيم فقال إبراهيم (29) ببعض الرؤس فاستقبله به، فلم يكن الرأس الذي استقبله به لذلك البدن حتى انتقل إليه غيره فكان موافقا للرأس، فتمت العدة وتمت الأبدان.
1094 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل يوصى بجزء من ماله فقال: جزء من عشرة كانت الجبال عشرة وكانت الطير الطاووس والحمامة والديك والهدهد.
فأمر الله ان يقطعهن ويخلطهن وأن تضع على كل جبل منهن جزءا، وان يأخذ رأس كل طير فيها بيده، قال: فكان إذا اخذ رأس الطير منها بيده تطاير إليه ما كان منه حتى يعود كما كان.
1095 - عن محمد بن إسماعيل عن عبد الله بن عبد الله قال: جائني أبو جعفر بن سليمان الخراساني وقال: نزل بي رجل من خراسان من الحجاج فتذاكرنا الحديث فقال: مات لنا أخ بمرو، وأوصى إلى بمأة ألف درهم، وأمرني ان اعطى أبا حنيفة منها جزءا ولم اعرف الجزء كم هو مما ترك؟فلما قدمت الكوفة أتيت أبا حنيفة فسألته عن الجزء فقال لي.
الربع، فأبى قلبي ذلك، فقلت: لا أفعل حتى أحج واستقصى المسألة، فلما رأيت أهل الكوفة قد اجمعوا على الربع قلت لأبي حنيفة: لا تسبق بذلك (30) لك، أوصى بها يا أبا حنيفة ولكن أحج واستقصى المسألة، فقال أبو حنيفة: وانا أريد الحج، فلما آتينا مكة وكنا في الطواف فإذا نحن برجل شيخ قاعد قد فرغ من طوافه وهو يدعو ويسبح، إذا التفت أبو حنيفة فلما رآه قال: إن أردت ان تسئل غاية الناس فاسال هذا فلا أحد بعده، قلت: ومن هذا؟قال: جعفر بن محمد عليه السلام، فلما قعدت واستمكنت إذ ابتدر أبو حنيفة خلف ظهر جعفر بن محمد عليه السلام، فقعد قريبا حتى سلم عليه وعظمه وجاء غير واحد مزدلفين مسلمين عليه وقعدوا فلما رأيت ذلك من تعظيمهم له اشتد ظهري فعمد أبو حنيفة ان يكلم فقلت: جعلت فداك انى رجل من أهل خراسان وان رجلا مات وأوصى إلى بمأة ألف درهم ان اعطى منها جزء وسمى لي الرجل فكم الجزء جعلت فداك؟فقال جعفر بن محمد عليه السلام يا أبا حنيفة لك أوصى قل فيها، فقال الربع، فقال لابن أبي ليلى: قل فيها، فقال: الربع فقال جعفر عليه السلام ومن أين قلتم الربع؟قالوا لقول الله: (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) فقال أبو عبد الله (ع) وانا أسمع هذا - قد علمت الطير أربعة فكم كانت الجبال: انما الاجزاء للجبال ليس للطير فقالوا: ظننا انها أربعة فقال أبو عبد الله عليه السلام: ولكن الجبال عشرة.
1096 - عن معروف بن خربوذ قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقال إن الله لما أوحى إلى إبراهيم عليه السلام ان خذ أربعة من الطير عمد إبراهيم فأخذ الحمامة والطاووس والوزة (31) والديك فنتف ريشهن بعد الذبح فرجعهن (32) في مهراسة فهرسهن ثم فرقهن على جبال الأردن، وكانت يؤمئذ عشرة أجبال فوضع على كل جبل منهن جزءا ثم دعاهن بأسمائهن فأقبلن إليه سعيا يعنى مسرعات، فقال إبراهيم عند ذلك، اعلم أن الله على كل شئ قدير.
1097 - روى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال، كانت الجبال عشرة، وكانت الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب، وقال، فخذ أربعة من الطير فقطعهن بلحمهن وعظامهن وريشهن ثم أمسك رؤسهن ثم فرقهن على عشرة جبال على كل جبل منهن جزءا فجعل ما كان في هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه ولحمه ودمه، ثم يأتيه حتى يضع رأسه في عنقه.
حتى فرغ من أربعتهن.
1098 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال، لما رأى إبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى جيفة على ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البر تجئ سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، وتجئ سباع البر فتأكل منها فيشد بعضها على بعض ويأكل بعضها بعضا، فعند ذلك تعجب إبراهيم عليه السلام مما رأى وقال: (رب أرني كيف تحيى الموتى) قال: كيف تخرج ما تناسل التي أكل بعضها بعضا: (قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) يعنى حتى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها (قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) فقطعهن وأخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضا، فخلط (ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا) فلما دعاهن أجبنه وكانت الجبال عشرة في كتاب.
علل الشرايع نحوه وزاد بعد قوله عشرة قال: وكانت الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب وفى تفسير علي بن إبراهيم نحو ما في الروضة بتغيير يسير غير مغير للمقصود وفى آخره فعند ذلك قال إبراهيم ان الله عزيز حكيم.
1099 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام أخبره انى شاك وقد قال إبراهيم عليه السلام: (رب أرني كيف تحيى الموتى) وأنا أحب ان تريني شيئا، فكتب عليه السلام إليه: ان إبراهيم عليه السلام كان مؤمنا وأحب ان يزداد ايمانا، وأنت شاك والشاك لاخير فيه.
1100 - في الخرايج والجرايح وروى عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند الصادق عليه السلام مع جماعة فقلت: قول الله لإبراهيم: (خذ أربعة من الطير فصرهن إليك) أكانت أربعة من أجناس مختلفة أو من جنس واحد؟قال.
تحبون ان أريكم مثله؟قلنا: بلى، قال: يا طاووس فإذا طاوس طار إلى حضرته، ثم قال: يا غراب، فإذا غراب بين يديه، ثم قال: يا بازي فإذا بازي بين يديه، ثم قال: يا حمامة فإذا حمامة بين يديه، ثم أمر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها وان يخلط ذلك كله بعضه ببعض، ثم اخذ برأس الطاووس فقال: يا طاووس فرأيت لحمه وعظامه وريشه تتميز من غيرها حتى التصق ذلك كله برأسه، وقام الطاووس بين يديه حيا، ثم صاح بالغراب كذلك وبالبازي و الحمامة كذلك، فقامت كلها حيا بين يديه.
1101 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن عبد الرحمن بن سيابة قال: إن امرأة أوصت إلى وقالت، ثلثي يقضى به ديني، وجزء منه لفلان، فسألت عن ذلك ابن أبي ليلى فقال.
ما أرى لها شيئا ما أدرى ما الجزء، فسألت عنه أبا عبد الله عليه السلام بعد ذلك وخبرته كيف قالت المراة وبما قال ابن أبي ليلى، فقال.
كذب ابن أبي ليلى لها عشر الثلث، ان الله عز وجل أمر إبراهيم عليه السلام فقال - (اجعل على كل جبل منهن جزءا) وكانت الجبال يؤمئذ عشرة، فالجزء هو العشر من الشئ.
1102 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية بن عمار قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل أوصى بجزء من ماله؟قال - جزء من عشرة، قال الله عز وجل، (اجعل على كل جبل منهن جزءا) وكانت الجبال عشرة.
1103 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن أبان بن تغلب، قال، قال أبو جعفر عليه السلام، الجزء واحد من عشرة، لان الجبال عشرة والطيور أربعة.
1104 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال.
حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن جميل عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: في الرجل يوصى بجزء من ماله.
ان الجزء واحد من عشرة لان الله عز وجل يقول (ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) وكانت الجبال عشرة، والطير أربعة، فجعل على كل جبل منهن جزءا.
1105 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن عمير عن أبيه عن نصر بن قابوس قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إذا أحبت أحدا من اخوانك فأعلمه ذلك، فان إبراهيم عليه السلام قال: (رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي).
1106 - في تفسير العياشي عن المفضل بن محمد الجعفي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: حبة أنبتت سبع سنابل قال: الحبة فاطمة عليها السلام، والسبع السنابل سبعة من ولدها سابعها قائمهم، قلت: الحسن؟قال: إن الحسن امام من الله مفترض طاعته ولكن ليس من السنابل السبعة أو لهم الحسين وآخرهم القائم فقلت: قوله: في كل سنبلة مائة حبة فقال يولد الرجل منهم في الكوفة مأة من صلبه وليس ذلك الا هؤلاء السبعة.(33).
1107 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحسن العبد المؤمن يضاعف الله له عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف، وذلك قول الله تعالى (والله يضاعف لمن يشاء)
1108 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال أبو عبد الله عليه السلام: (والله يضاعف لمن يشاء) لمن أنفق ماله ابتغاء مرضات الله وسيأتي في كلامه انشاء الله.
1- دب: مشى على هينته كمشى الضعيف ودرج الرجل: مشئ.
2- لسمك: السقف أو من أعلى البيت إلى أسفله.
3- الحمة: السم.
4- القى - بالكسر والتشديد - من القوى وهي الأرض القفر الخالية.
5- في بعض النسخ (تخوفا.
6- وفى المصدر (ما يشاء) بدل (ما شاء الله).
7- أي من قوله (ع) (قال: قلت أليس الله.. إلى قوله.. انما عنى) غير موجود في رواية الكافي بل هو من زيادة رواية العياشي في التفسير.
8- إشارة إلى ما ذكر في الحديث قبيل هذا الكلام ووصف جية في قليب من النار.
9- كذا في النسخ والظاهر كما في نسختي البحار والبرهان غرست).
10- قال المجلسي (ره) في بيان الحديث - وقد نقله عن كتاب تفسير القمي (ره) -: قوله: فأخلف أي فسد من قولهم: اخلف الطعام: إذا تغير طعمه ورائحته، واخلف فلان أي فسد، أولم يأت بما هو عادة من قولهم: اخلف الوعد، أومن قولهم: أخلفت النجوم أمهلت فلم يكن فيها مطر، ويحتمل أن يكون المراد تغير أهل القرية وفسادهم (انتهى) والخرنوب: شجر مثمر من فصيلة القرنيات، دائم الورق، منابته منطقة شرقي المتوسط ثماره على شكل قرني، طويلة وعريضة، يستخرج منه نوع من الدبس.
11- كذا في النسخ وفى المصدر (فعملوا بمعاصي الله).
12- الغرقئ: بياض البيض الذي يؤكل.
13- أي هارون بن خارجة الآتي في رواية علي بن إبراهيم.
14- ارتطم في الوحل: وقع فيه.
15- كذا في النسخ والظاهر كما في المصدر والبحار (بابنين) فصحف.
16- ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر ونسخة البحار ومعه يصح المعنى أيضا لان المراد من الخمسين المذكور فيه هو تمام الزمانين الذي عاشا معا فذكره (ع) أولا ثم فصله بقوله: (فعاش عزرة مع عزير، ثلثين سنة ثم أمات الله... إلى قوله.. ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة) فصار المجموع خمسين الذي ذكره أولا على نحو الاجمال.
17- زبى اللحم: نثره في الزبية، والزبية: حفيرة يشتوى فيها ويخبز. والكسر - كعنب - جمع الكسرة. الخبز المتكسر اليابس.
18- تاه: تكبر. تحير.
19- النشابة: السهم.
20- اللبوة: الأنثى من الأسد.
21- دلا الدلو: أرسلها في البئر.
22- البطة واحدة البط: الإوز.
23- من بث الخبر: نشره واذاعه.
24- في المصدر: (انى يحيى هذه الله بعد موتها).: . اه.
25- وفى المصدر (شنة) والشنة: القربة الخلق.
26- رضة: دقه وجرشه وهشم الشئ: كسره. ولحس القصعة: لعقها وأخذ ما علق بجوانبها بلسانه أو بإصبعه.
27- الضئيل: النحيف الحقير.
28- نحزه: دقه بالمنحاز وهو الهاون.
29- المهراس: الهاون.
30- وفى المصدر (فمال إبراهيم).
31- وفى المصدر (لاسوءة بذلك) وفى نسخة (لاسترة بذلك).
32- الوزة لغة في الإوز: البط.
33- كذا في النسخ والظاهر (فجعلهن) وفى المصدر (ثم جعلهن).