قال عز من قائل: ﴿فان أحصرتم فما استيسر من الهدى﴾

653 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أبن أبى نصر عن داود بن سرحان عن عبد الله بن فرقد عن حمران عن أبي جعفر (ع) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين صد بالحديبية قصر وأحل ونحر، ثم انصرف منها ولم يجب عليه الحلق، حتى يقضى النسك، فاما المحصور فإنما يكون عليه التقصير.

654 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول المحصور غير المصدود، المحصور المريض، والمصدود الذي يصده المشركون كما ردوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء، والمحصور لا تحل له النساء، قال: وسألته عن رجل احصر فبعث بالهدى؟قال: يواعد أصحابه ميعادا إن كان في الحج فمحل الهدى يوم النحر، فإذا كان يوم النحر فليقصر من رأسه ولا يجب عليه الحلق حتى يقضى المناسك، وإن كان في عمرة فلينظر مقدار دخول أصحابه مكة، والساعة التي يعدهم فيها، فإذا كان تلك الساعة قصر وأحل، وإن كان مرض في الطريق بعد ما يخرج فأراد الرجوع رجع إلى أهله ونحر بدنة.

أو أقام مكانه حتى يبرأ إذا كان في عمرة: وإذا برأ فعليه العمرة واجبة، وإن كان عليه الحج رجع أو أقام ففاته الحج فان عليه الحج من قابل، فان الحسين بن علي صلوات الله عليه خرج معتمرا فمرض في الطريق فبلغ عليا عليه السلام ذلك وهو في المدينة، فخرج في طلبه فأدركه بالسقيا وهو مريض بها، فقال: يا بنى ما تشتكي؟فقال: اشتكى رأسي فدعا علي عليه السلام ببدنة فنحرها وحلق رأسه ورده إلى المدينة، فلما برأ من وجعه اعتمر، قلت: أرأيت حين برئ من وجعه قبل ان يخرج إلى العمرة حل له النساء؟قال: لا تحل له النساء حتى يطوف بالبيت وبالصفا والمروة، قلت: فما بال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت؟قال: ليساسواء كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصدودا والحسين (ع) محصورا.

655 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا احصر الرجل بعث بهديه، فإذا أفاق ووجد من نفسه خفة فليمض ان ظن أنه يدرك الناس، فان قدم مكة قبل ان ينحر الهدى فليقم على احرامه حتى يفرغ من جميع المناسك.

ولينحر هديه ولا شئ عليه، وان قدم مكة وقد نحر هديه فان عليه الحج من قابل أو العمرة قلت: فان مات وهو محرم قبل ان ينتهى إلى مكة؟قال: يحج عنه إن كانت حجة الاسلام، ويعتمر انما هو شئ عليه.

656 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في المحصور ولم يسق الهدى، قال: ينسك ويرجع، فإن لم يجد ثمن هدى صام.

657 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن مثنى عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحصر الرجل فبعث بهديه فآذاه رأسه قبل ان ينحر هديه فإنه يذبح شاة في المكان الذي احصر فيه أو يصوم أو يتصدق، والصوم ثلاثة أيام والصدقة على ستة مساكين نصف صاع لكل مسكين.

658 - سهل عن ابن أبي نصر عن رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن الرجل يشترط وهو ينوى المتعة فيحصر هل يجزيه ان لا يحج من قابل؟قال يحج من قابل، والحاج مثل ذلك إذا أحصر، قلت، رجل ساق الهدى ثم احصر؟قال.

يبعث بهديه.

قلت.

هل يستمتع من قابل؟فقال لا ولكن يدخلا في مثل ما خرج منه.

659 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن ابان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال المصدود يذبح حيث صد.

ويرجع صاحبه فيأتي النساء والمحصور يبعث بهديه ويعدهم يوما، فإذا بلغ الهدى أحل هذا في مكانه، قلت له: أرأيت ان ردوا عليه دراهمه ولم يذبحوا عنه وقد أحل فأتى النساء قال: فليعد وليس عليه شئ، وليمسك الان عن النساء إذا بعث.

660 - في عيون الأخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام (فان قال): فلم أمروا بحجة واحدة لا أكثر من ذلك: (قيل) له لان الله تعالى وضع الفرايض على أدنى القوم قوة كما قال عز وجل: (فما استيسر من الهدى) يعنى شاة ليسع القوى والضعيف، وكذلك ساير الفرايض انما وضعت على أدنى القوم قوة

661 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين حج حجة الاسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة فصلى بها ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهل بالحج، وساق مأة بدنة، وأحرم الناس كلهم بالحج، لا ينوى عمرة ولا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة طاف بالبيت، وطاف الناس معه، ثم صلى ركعتين عند المقام واستلم الحجر، ثم قال: ابدأ بما بدأ الله به فأتى الصفا فبدأ بها ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا، فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شئ أمر الله تعالى به، فأحل.

الناس وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو كنت استقبلت من أمرى ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم، ولم يكن يستطيع أن يحل من أحل الهدى الذي معه، ان الله تعالى يقول: (ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدى محله) فقال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله علمنا كانا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أو لكل عام؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل لابد الأبد، وان رجلا قام فقال يا رسول الله! نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، انك لن تؤمن بها أبدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

662 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره): حدثنا محمد ابن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع لما فرغ من السعي قام عند المروة فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر الناس هذا جبرئيل - وأشار بيده إلى خلفه - يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يسق هديا أن يحل، ولو استقبلت من أمرى ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم، ولكني سقت الهدى وليس لسايق الهدى أن يحل حتى يبلغ الهدى محله، فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكناني فقال: يا رسول الله علمنا ديننا فكأننا خلقنا اليوم، أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا أم لكل عام؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لابل لابد الأبد، وان رجلا قام فقال: يا رسول الله نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر؟فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انك لن تؤمن بها أبدا.

663 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قالا: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن سليمان بن داود المنقري عن الفضيل بن عياض قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اختلاف الناس في الحج، فبعضهم يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله مهلا بالحج، وقال بعضهم: مهلا بالعمرة، وقال بعضهم: خرج قارنا وقال بعضهم حرج ينتظر أمر الله عز وجل فقال أبو عبد الله عليه السلام علم الله عز وجل انها حجة لا يحج رسول الله صلى الله عليه وآله بعدها ابدا فجمع الله عز وجل له ذلك كله في سفرة واحدة ليكون جميع ذلك سنة لامته، فلما طاف بالبيت وبالصفا والمروة أمره جبرئيل عليه السلام أن يجعلها عمرة الامن كان معه هدى فهو محبوس على هديه ولا يحل لقوله عز وجل (حتى يبلغ الهدى محله) فجمعت له العمرة والحج، وكان خرج على خروج العرب الأول لان العرب كانت لا تعرف الا الحج وهو في ذلك ينتظر أمر الله عز وجل، وهو يقول عليه السلام الناس على أمر جاهليهم الاما غيره الاسلام، وكانوا لا يرون العمرة في أشهر الحج، فشق على أصحابه حين قال: اجعلوها عمرة، لأنهم كانوا لا يعرفون العمرة في أشهر الحج، وهذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وآله انما كان في الوقت الذي أمرهم فيه بفسخ الحج، فقال: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وشبك بين أصابعه يعنى في أشهر الحج، قلت: فيعتد بشئ من أمر الجاهلية؟فقال: ان أهل الجاهلية ضيعوا كل شئ من دين إبراهيم عليه السلام الا الختان والتزويج والحج، فإنهم تمسكوا بها ولم يضيعوها.

664 - في الكافي عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على كعب بن عجرة والقمل يتناثر من رأسه وهو محرم، فقال له أتؤذيك هوامك؟فقال: نعم، فأنزلت هذه الآية: (فمن كان منكم مريضا أو به اذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله أن يحلق وجعل الصيام ثلاثة أيام، والصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين مدين والنسك شاة، قال أبو عبد الله عليه السلام وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار، يختار ما شاء، وكل شئ من القرآن: فمن لم يجد كذا فعليه كذا فالأولى الخيار.

665 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نصر عن مثنى عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا احصر الرجل فبعث بهديه فآذاه رأسه قبل ان ينحر هديه فإنه يذبح شاة في المكان الذي احصر فيه، ويصوم أو يتصدق، والصوم ثلثه أيام والصدقة على ستة مساكين نصف صاع لكل مسكين.

666 - في من لا يحضره الفقيه ومر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كعب بن عجرة الأنصاري وهو محرم وقد اكل قمل رأسه وحاجبيه وعينيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كنت أرى ان الامر يبلغ ما أرى فأمره فنسك عنه نسكا وحلق رأسه، يقول الله: (فمن كان منكم مريضا أو به اذى من رأسه ففدية من صيام، أو صدقة أو نسك) فالصيام ثلاثة أيام، و الصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين صاع من تمر، والنسك شاة لا يطعم منها أحد الا المساكين.

667 - روى عن الزهري أنه قال: لي علي بن الحسين عليه السلام ذكر حديثا طويلا في وجوه الصوم وفيه يقول عليه السلام: وصيام اذى حلق الرأس واجب، قال الله عز وجل.

(فمن كان منكم مريضا أو به اذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) فصاحبها فيها بالخيار، فان صام صام ثلثا، وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدى، قال الله عز وجل: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة).

668 - في كتاب علل الشرايع في العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام (فان قال): فلم أمروا بالتمتع في الحج؟(قيل) ذلك تخفيف من ربكم ورحمة، لان يسلم الناس من احرامهم، ولا يطول ذلك عليهم فيدخل عليهم الفساد، وأن يكون الحج والعمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة وتبطل، ولان يكون الحج مفردا من العمرة، ويكون بينهما فصل وتمييز، وان لا يكون الطواف بالبيت محظورا لان المحرم إذا طاف بالبيت قد أحل الا لعلة، فلولا التمتع لم يكن للحاج ان يطوف، لأنه إذا طاف أحل وفسد احرامه ويخرج منه قبل أداء الحج ولان يجب على الناس الهدى والكفارة فيذبحون وينحرون ويتقربون إلى الله جل جلاله، فلا تبطل هراقة الدماء والصدقة على المساكين.

669 - أبى (ره) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحج متصل بالعمرة لان الله عز وجل يقول: (فإذا امنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى) فليس ينبغي لاحد الا أن يتمتع لان الله عز وجل أنزل ذلك في كتابه وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله.

670 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى) قال: شاة.

671 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سعيد الأعرج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من تمتع في أشهر الحج ثم أقام بمكة حتى يحضر الحج من قابل فعليه شاة، ومن تمتع في غير أشهر الحج ثم جاوز حتى يحضر الحج فليس عليه دم، انما هي حجة مفردة وانما الأضحى على أهل الأمصار.

672 - علي بن إبراهيم عن أبيه رفعه في قوله تعالى: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) قال: كما لها كمال الاضجية.

673 - في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن محمد عن زكريا المؤمن عن عبد الرحمن بن عتبة عن عبد الله بن سليمان الصيرفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لسفيان الثوري: ما تقول في قول الله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) أي شئ يعنى بكاملة؟قال: سبعة وثلاثة، قال: ويختل ذا على ذي حجى ان سبعة وثلاثة عشرة ؟! قال: فأي شئ هو أصلحك الله؟قال: انظر، قال: لاعلم لي فأي شئ هو أصلحك الله؟قال: الكاملة كمالها كمال الأضحية، سواء أتيت بها أولم تأت فالأضحية تمامها كمال الأضحية.

674 - أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن المتمتع يكون له فضول من الكسوة بعد الذي يحتاج إليه، فتسوى تلك الفضول مائة درهم، يكون ممن يجب عليه الهدى (1) فقال: له بد من كرى ونفقه؟قلت: له كراء و ما يحتاج إليه بعد هذا الفضل من الكسوة قال: وأي شئ كسوة بمائة درهم؟هذا ممن قال الله: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم).

675 - في الكافي بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله الكرخي قال: قلت للرضا عليه السلام: المتمتع يقدم وليس معه هدى أيصوم ما لم يجب عليه؟قال: يصبر إلى يوم النحر، فإن لم يصب فهو ممن لم يجده.

676 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشا عن ابان عن الحسين بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السبعة الأيام والثلاثة الأيام في الحج لا تفرق، انما هي بمنزلة الثلاثة الأيام في اليمين.

677 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن رفاعة بن موسى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المتمتع لا يجد الهدى قال: يصوم قبل التروية بيوم، ويوم التروية، ويوم عرفة، قلت: فإنه قدم يوم التروية؟قال: يصوم ثلاثة أيام بعد التشريق، قلت: لم يقم عليه جماله، قال: يصوم يوم الحصبة وبعده يومين، قال قلت: وما الحصبة؟قال: يوم نفره قلت: يصوم وهو مسافر؟قال: نعم أليس هو يوم عرفة مسافرا انا أهل بيت نقول ذلك لقول الله تعالى: (فصيام ثلاثة أيام في الحج) يقول في ذي الحجة.

678 - أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم بن عمرو عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام أنه قال: من لم يجد هديا وأحب ان يقدم الثلاثة أيام في أول العشر فلا بأس.

679 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن متمتع لم يجد هديا؟قال: يصوم ثلاثة أيام في الحج، يوم قبل التروية، ويوم التروية ويوم عرفة قال: قلت فان فاته ذلك؟قال: يتسحر ليلة الحصبة.

ويصوم ذلك اليوم ويومين بعده، قلت: فإن لم يقم عليه جماله أيصومها في الطريق؟قال إن شاء صامها في الطريق، وان شاء إذا رجع إلى أهله.

680 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال قلت له رجل تمتع بالعمرة إلى الحج في عيبة ثياب له يبع من ثيابه ويشترى هديه؟قال لا هذا يتزين به المؤمن يصوم ولا يأخذ شيئا من ثيابه.

681 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام في متمتع يجد الثمن ولا يجد الغنم؟قال: يخلف الثمن عند بعض أهل مكة ويأمر من يشتري له ويذبح عنه وهو يجزى عنه، فان مضى ذو الحجة اخر ذلك إلى قابل من ذي الحجة.

682 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن يحيى الأزرق قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن متمتع كان معه ثمن هدى وهو يجد بمثل ذلك الذي معه هديا فلم يزل يتوانى ويؤخر ذلك متى إذا كان آخر النهار غلت الغنم فلم يقدر أن يشترى بالذي معه هديا قال يصوم ثلاثة أيام بعد أيام التشريق.

683 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن أبي بصير قال: سألته عن رجل تمتع فلم يجد هديا فصام الثلاثة الأيام، فلما قضى نسكه بدا له ان يقيم بمكة؟قال: ينظر مقدم أهل بلاده فإذا ظن أنهم قد دخلوا فليصم السبعة الأيام.

684 - أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن رجل تمتع فلم يجد ما يهدى به حتى إذا كان يوم النفر وجد ثمن شاة أيذبح أو يصوم قال بل يصوم فان أيام الذبح قد مضت.

685 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يصم في ذي الحجة حتى يهل هلال المحرم فعليه دم شاة وليس له صوم ويذبح (2) بمنى.

686 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن بحر عن حماد بن عثمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن متمتع صام ثلاثة أيام في الحج ثم أصاب هديا يوم خرج من منى قال أجزأه صيامه.

687 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن عمار قال: من مات ولم يكن له هدى لمتعته فليصم عنه وليه.

688 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل رجل يتمتع بالعمرة إلى الحج ولم يكن له هدى فصام ثلاثة أيام في الحج، ثم مات بعد ما رجع إلى أهله قبل ان يصوم السبعة الأيام أعلى وليه ان يقضى عنه؟قال ما أرى عليه قضاء.

689 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبة بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نمتع وليس معه ما يشترى به هديا، فلما أن صام ثلاثة أيام في الحج أيسر أيشتري هديا فينحره أو يدع ذلك ويصوم سبعة أيام إذا رجع إلى أهله؟قال: يشترى هديا فينحره ويكون صيامه الذي صامه نافلة له.

690 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم بن عمرو عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال ليس لأهل سرف ولا لأهل مر ولا (3) لأهل مكة متعة لقول الله عز وجل: ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام.

691 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت لأهل مكة متعة؟قال لا ولا لأهل بستان ولا لأهل ذات عرق ولا لأهل عسفان (4) ونحوها.

692 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام) قال: من كان منزله على ثمانية عشر ميلا من بين يديها، وثمانية عشر ميلا من خلفها، وثمانية عشر ميلا عن يمينها، وثمانية عشر ميلا عن يسارها، فلا متعة له مثل مر وأشباهها.

693 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن داود عن حماد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أهل مكة أيتمتعون؟قال: ليس لهم متعة، قلت، فالقاطن بها؟قال: إذا أقام بها سنة أو سنتين صنع صنع أهل مكة، قلت: فان مكث الشهر؟قال: يتمتع، قلت: من أين؟قال: يخرج من الحرم: قلت: أين يهل بالحج؟قال: من مكة نحوا مما يقول الناس.

694 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام (5) في السنة التي حج فيها وذلك في سنة اثنتي عشرة ومأتين، فقلت: جعلت فداك بأي شئ دخلت مكة مفردا أو متمتعا؟فقال: متمتعا، فقلت له: أيما أفضل، المتمتع بالعمرة إلى الحج أو من أفرد وساق الهدى؟فقال: كان أبو جعفر عليه السلام (6) يقول: المتمتع بالعمرة إلى الحج أفضل من المفرد السايق للهدى، وكان يقول ليس يدخل الحاج بشئ أفضل من المتعة.

695 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرايع الدين إلى أن قال عليه السلام: لا يجوز القران والافراد الا لمن كان أهله حاضري المسجد الحرام.

696 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن مثنى الحناط عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الحج أشهر معلومات شوال وذو القعدة وذو الحجة ليس لاحدان يحج فيما سواهن.

697 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج والفرض التلبية والاشعار والتقليد، فأي ذلك فعل فقد فرض الحج، ولا يفرض الحج إلا في هذه الشهور التي قال الله عز وجل (الحج أشهر معلومات) وهو شوال وذو القعدة وذو الحجة.

698 - علي بن إبراهيم باسناده قال أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة.

699 - فيمن لا يحضره الفقيه روى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال الحج أشهر معلومات شوال وذو القعدة وذو الحجة، فمن أراد الحج وفر شعره إذا نظر إلى هلال ذي القعدة، ومن أراد العمرة وفر شعره شهرا.

700 - في مجمع البيان وأشهر الحج عندنا شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة على ما روى عن أبي جعفر عليه السلام، وقيل هي شوال وذو القعدة وذو الحجة عن عطا والربيع و طاوس، وروى ذلك في اخبارنا

701 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار عن يونس عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أشهر الحج شوال وذو القعدة وذو الحجة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

702 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أحرم بالحج في غير أشهر الحج فلا حج له.

703 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله سبحانه وتعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) فقال: ان الله اشترط على الناس شرطا وشرط لهم شرطا، قلت: فما الذي اشترط عليهم وما الذي شرطه لهم؟فقال: اما الذي اشترط عليهم فإنه قال: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) واما ما شرط لهم فإنه قال: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قال: يرجع لاذنب له، قال: قلت له: أرأيت من ابتلى بالفسوق ما عليه؟قال: لم يجعل الله له حدا يستغفر الله ويلبى، قلت: فمن ابتلى بالجدال ما عليه؟قال: إذا جادل فوق مرتين فعلى المصيب دم يهريقه وعلى المخطئ بقرة.

704 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام إذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكر الله كثيرا وقلة الكلام الا بخير، فان من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه الامن خير كما قال الله تعالى، فان الله عز وجل يقول (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) والرفث الجماع والفسوق الكذب و السباب: والجدال قول الرجل لا والله وبلى والله، واعلم أن الرجل إذا حلف بثلاثة أيمان ولاءا في مقام واحد وهو محرم فقد جادل، فعليه دم يهريقه ويتصدق به، وإذا حلف يمينا واحدة كاذبة فقد جادل وعليه دم يهريقه ويتصدق به، وقال وسألته عن الرجل يقول لعمري وبلى لعمري، قال ليس هذا من الجدال، انما الجدال لا والله وبلى والله.

705 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسين بن علي عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال: إذا حلف ثلاثة ايمان متتابعات صادقا فقد جادل وعليه دم.

وإذا حلف بيمين واحدة كاذبة فقد جادل وعليه دم.

706 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: سألته عن المحرم يريد ان يعمل العمل (7) فيقول له صاحبه: والله لا تعمله فيقول والله لأعملنه فيحالفه مرارا أيلزمه ما يلزم صاحب الجدال قال: لا انما أراد بهذا اكرام أخيه، انما ذلك ما كان فيه معصية.

707 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المغرا عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في الجدال شاة، وفى السباب والفسوق بقرة والرفث فساد الحج.

708 - في نهج البلاغة أوصيكم عباد الله بتقوى الله التي هي الزاد وبها المعاد زاد مبلغ ومعاد منجح.

709 - في مجمع البيان (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) قيل: كانوا يتأثمون بالتجارة في الحج، فرفع سبحانه بهذه اللفظة الاثم عمن يتجر في الحج عن ابن عباس، والمروى عن أئمتنا عليهم السلام وقيل: لا جناح عليكم أن تطلبوا المغفرة من ربكم رواه جابر عن أبي جعفر عليه السلام.

710 - في تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: أفيضوا من حيث أفاض الناس قال: أولئك قريش كانوا يقولون: نحن أولى الناس بالبيت، ولا يفيضون لامن المزدلفة، فأمرهم الله أن يفيضوا من عرفة.

711 - عن رفاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) قال: إن أهل الحرم كانوا يقفون على المشعر الحرام، ويقف الناس بعرفة ولا يفيضون حتى يطع عليهم أهل عرفة، وكان رجل يكنى أبا سيار وكان له حمار فاره وكان يسبق أهل عرفة، فإذا طلع عليهم قالوا أبو سيار، ثم أفاضوا فأمرهم الله أن يقفوا بعرفة يفيضوا منه.

812 - عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) قال: يعنى إبراهيم وإسماعيل.

713 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) قال: هم أهل اليمن.

714 - في روضة الكافي ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين فقال: اخبرني ان كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس؟فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا حسين أجب الرجل فقال الحسين عليه السلام: أما قولك اخبرني عن الناس فنحن الناس، ولذلك قال الله تبارك وتعالى ذكره في كتابه (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فرسول الله أفاض بالناس، والحديث طويل أخذنا منه، موضع الحاجة.

715 - في مجمع البيان (أفاض الناس) قيل فيه قولان: (أحدهما) ان المراد به الإفاضة من عرفات وأراد بالناس ساير العرب وانه أمر لقريش وحلفائها، وهم الخمس لأنهم كانوا لا يقفون مع الناس بعرفة، ولا يفيضون منها، ويقولون نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه، وكانوا يقفون بالمزدلفة ويفيضون منها، فأمرهم الله تعالى بالوقوف بعرفة والإفاضة منها كما يفيض الناس.

وأراد بالناس ساير العرب، وهو المروى عن الباقر عليه السلام (والثاني) ان المراد به الإفاضة من المزدلفة إلى منى يوم النحر قبل طلوع الشمس للرمي والنحر: ومما يسئل على القول الأول ان يقال: إذا كان ثم للترتيب فما معنى الترتيب ههنا؟وقد روى أصحابنا في جوابه ان ههنا تقديما وتأخيرا، و تقديره ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واستغفروا الله ان الله غفور رحيم.

716 - وفيه واختلف في سبب تسميتها بعرفات، فقيل: لان إبراهيم عليه السلام عرفها بما تقدم له من النعت لها والوصف، روى عن علي عليه السلام، وقيل: لان آدم وحوا اجتمعا فيها فتعارفا، وقد رواه أصحابنا أيضا.

717 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى معوبة بن عمار قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن عرفات لم سميت عرفات؟فقال: ان جبرئيل عليه السلام خرج بإبراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة، فلما زالت الشمس قال له جبرئيل عليه السلام: يا إبراهيم اعترف بذنبك وأعرف مناسكك، فسميت عرفات لقول جبرئيل عليه السلام له اعرف واعترف.

718 - في الكافي باسناده إلى أبي بصير انه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يذكران أنه قال جبرئيل لإبراهيم عليه السلام: هذه عرفات فاعرف بها مناسكك، واعترف بذنبك، فسمى عرفات، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

719 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ونزل رسول - الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بالبطحاء هو وأصحابه، ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس ان يغتسلوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله تعالى الذي انزل على نبيه صلى الله عليه وآله (فاتبعوا ملة أبيكم إبراهيم) فخرج النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه مهلين بالحج حتى اتى منى، فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر، ثم غدا والناس معه، وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع، ويمنعون الناس ان يفيضوا منها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وقريش ترجوان يكون افاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله تعالى عليه: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله) يعنى إبراهيم وإسماعيل و اسحق في افاضتهم منها ومن كان بعدهم، فلما رأت قريش ان قبة رسول الله صلى الله عليه وآله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شئ للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم حتى انتهى إلى نمرة وهو بطن عرنة (8) بحيال الأراك فضربت قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها فلما زالت الشمس خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه قريش وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ثم صلى الظهر والعصر باذان وإقامتين، ثم مضى إلى الموقف فوقف به، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال: أيها الناس ليس موضع اخفاف ناقتي بالموقف ولكن هذا كله وأومى بيده إلى الموقف - فتفرق الناس وفعل مثل ذلك بالمزدلفة، فوقف الناس حتى وقع قرص الشمس ثم أفاض وأمر الناس بالدعة (9) حتى انتهى إلى المزدلفة وهي المشعر الحرام.

720 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المشركين كانوا يفيضون من قبل ان تغيب الشمس، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وآله فأفاض بعد غروب الشمس قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام إذا غربت الشمس فأفض مع الناس، وعليك السكينة والوقار وافض بالاستغفار فان الله عز وجل يقول: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

721 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار: عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله سبحانه وتعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات) قال: هي أيام التشريق.

كانوا إذا قاموا بمنى بعد النحر تفاخروا فقال الرجل منهم: كان أبى يفعل كذا وكذا فقال الله تعالى: فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا قال والتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.

722 - في مجمع البيان (كذكركم آباءكم) معناه ما روى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انهم كانوا إذا فرغوا من الحج يجتمعون هناك ويعدون مفاخر آبائهم ومآثرهم ويذكرون أيامهم القديمة، وأياديهم الجسيمة فأمرهم الله سبحانه أن يذكروه مكان ذكرهم آبائهم في هذا الموضع (أو أشد ذكرا) أو يزيدوا على ذلك بأن يذكروا نعم الله سبحانه ويعدوا آلاء ويشكروا نعمائه لان آبائهم وإن كانت لهم عليهم اياد ونعم، فنعم الله سبحانه عليهم أعظم، وأياذيه عندهم أفخم ولأنه سبحانه المنعم بتلك المآثر والمفاخر على آبائهم وعليهم

723 - في تفسير علي بن إبراهيم (فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) قال كانت العرب إذا وقفوا بالمشعر يتفاخرون بآبائهم، فيقولون لا وأبيك، لا وأبي فامر هم الله أن يقولوا لا والله وبلى والله.

724 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام نحوه بدون لفظ يتفاخرون بآبائهم.

725 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (ره) قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليهما السلام في قول الله عز وجل: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة قال: رضوان الله والجنة في الآخرة، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا.

726 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال طف بالبيت سبعة أشواط وتقول في الطواف: اللهم إني أسئلك إلى أن قال عليه السلام وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود، (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).

727 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يستحب أن يقول بين الركن والحجر، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وقال إن ملكا موكلا يقول آمين.

728 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة) رضوان الله في الجنة في الآخرة والمعاش وحسن الخلق في الدنيا.

729 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داوود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأل رجل أبى بعد منصرفه من الموقف فقال: أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟فقال أبى: ما وقف بهذا الموقف أحد الا غفر الله له مؤمنا كان أو كافرا لأنهم في مغفرتهم على ثلث منازل: مؤمن غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأعتقه الله من النار وذلك قوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب) وسنذكر تتمة الحديث إن شاء الله.

730 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن علي عن أبيه عليهم السلام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذ سال عن رجل من أصحابه، فقالوا: يا رسول الله انه قد صار في البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه، فاتاه عليه السلام فإذا هو كهيئة الفرخ لا ريش عليه من شدة البلاء فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟قال نعم كنت أقول: يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فجعلها لي في الدنيا فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم الا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فقال فكأنما نشط من عقال وقام صحيحا وخرج معنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة،

731 - في مجمع البيان (ولله سريع الحساب) وورد في الخبر انه سبحانه يحاسب الخلايق كلهم في مقدار لمح البصر، وروى بقدر حلب شاة، وروى عن أمير المؤمنين أنه قال: معناه انه يحاسب الخلق دفعة كما يرزقهم دفعة.

732 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن منصور ابن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله سبحانه وتعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات) قال: أيام التشريق كانوا إذا قاموا بمنى بعد النحر تفاخروا، فقال الرجل منهم: كان أبى يفعل كذا وكذا فقال الله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) قال: والتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.

733 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى، واذكروا الله في أيام معدودات) قال: التكبير في أيام التشريق صلاة الظهر من يوم النحر إلى صلاة الفجر من يوم الثالث، وفى الأمصار عشر صلوات، فإذا نفر بعد الأولى أمسك أهل الأمصار، ومن أقام بمنى فصلى بها الظهر والعصر فليكبر.

734 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت عن عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (واذكروا الله في أيام معدودات) قال المعلومات و المعدودات واحدة وهي أيام التشريق.

735 - في تهذيب الأحكام محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن حماد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أصاب المحرم الصيد فليس له أن ينفر في النفر الأول، ومن نفر في النفر الأول فليس له أن يصيب الصيد حتى ينفر الناس، وهو قول الله: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه... لمن اتقى) قال: اتقى الصيد.

736 - عن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد عن علي عن أحدهما عليهما السلام أنه قال: في رجل بعث بثقله يوم النفر الأول وأقام هو إلى الأخير، قال: هو ممن تعجل في يومين.

737 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله عز وجل: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) فقال: يتقى الصيد حتى ينفر أهل منى في النفر الأخير.

738 - وفى رواية ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي - جعفر عليه السلام أنه قال: لمن اتقى الرفث والفسوق والجدال وما حرم الله عليه في احرامه.

739 - وفى رواية علي بن عطية عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لمن اتقى الله عز وجل وروى أنه يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، وروى من وفى وفى الله له.

740 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله (ع) قال سأل رجل أبى بعد منصرفه من الموقف فقال أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟فقال أبى ما وقف بهذا الموقف أحد الا غفر الله له، مؤمنا كان أو كافرا الا انهم في مغفرتهم على ثلث منازل إلى قوله و منهم من غفر الله له ما تقدم من ذنبه وقيل له أحسن فيما بقي من عمرك وذلك قوله تعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه) يعنى من مات قبل أن يمضى فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى الكبائر.

741 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن أبي أيوب قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام، انا نريد ان نتعجل السير - وكانت ليلة النفر حين سألته - فأي ساعة ننفر؟فقال لي، اما اليوم الثاني فلا تنفر حتى تزول الشمس وكانت ليلة النفر، واما اليوم الثالث فإذا ابيضت الشمس فانفر على بركة الله، فان الله تعالى يقول، (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه) فلو سكت لم يبق أحد الا تعجل ولكنه قال، (ومن تأخر فلا اثم عليه).

742 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمي عن معاوية ابن وهب عن إسماعيل بن نجيح الرماح قال، كنا عند أبي عبد الله عليه السلام بمنى ليلة من الليالي فقال، ما يقول هؤلاء فيمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه؟قلنا.

ما ندري، قال، بلى يقولون من تعجل من أهل البادية فلا اثم عليه، ومن تأخر من أهل الحضر فلا اثم عليه، وليس كما يقولون قال الله جل ثناؤه (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه) الا لا اثم عليه (ومن تأخر فلا اثم عليه) الا لا اثم عليه (لمن اتقى) انما هي لكم والناس سواد وأنتم الحاج.

743 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبد الاعلى قال.

قال أبو عبد الله عليه السلام.

كان أبى يقول.

من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، ثم قرأ، (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قلت، ما الكبر؟قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ان أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق (10) قلت، ما غمص الخلق وسفه الحق قال، يجهل الحق ويطعن عن أهله، فمن فعل ذلك نازع الله ردائه.

744 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال، (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قال، يرجع لاذنب له.

745 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي (ره) قال، حدثنا الحسن بن محمد بن عامر عن أبي عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قال: يرجع ولاذنب له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

746 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجا لا يخطو خطوة ولا تخطو به راحلته الا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له بها درجة، فإذا وقف بعرفات فلو كانت ذنوبه عدد الثرى رجع كما ولدته أمه، يقال: له استأنف العمل يقول الله: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى).

747 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه) الآية قال: أنتم والله هم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا يثبت على ولاية علي عليه السلام الا المتقون.

748 - عن حماد عنه في قوله: لمن اتقى) الصيد فان ابتلى بشئ من الصيد ففداه فليس له أن ينفر في يومين.

749 - عن الحسين بن بشار قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا قال: فلان وفلان ويهلك الحرث و النسل هم الذرية، والحرث الزرع.

750 - عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله يقول في كتابه وهو ألد الخصام بل هم يختصمون، قال قلت، وما الألد؟قال الخصومة (11).

751 - ???????

752 - عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال سألتهما عن قوله (وإذا تولى سعى في الأرض) إلى آخر الآية، فقال النسل الولد، والحرث الأرض، وقال أبو عبد الله الحرث الذرية.

753 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن محمد بن سليمان الأزدي عن أبي الجارود عن أبي إسحاق عن أمير المؤمنين عليه السلام، (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل) بظلمه وسوء سيرته (والله لا يحب الفساد).

754 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام ان الحرث في هذا الموضع الدين والنسل الناس.

755 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الحرث في هذا الموضع الدين، والنسل الناس، ونزلت في الثاني، ويقال في معاوية.

756 - في كتاب الخصال عن الحسن بن علي الديلمي مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول، من حج بثلاثة نصر من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عز وجل بالثمن، ولم يسأله من أين كسب ماله من حرام أو حلال.

757 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره إلى حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليه السلام في قول الله عز وجل: ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله قال: نزلت في علي عليه السلام حين بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

758 - وباسناده إلى سعيد بن أوس قال: كان أبو عمرو بن العلا إذا قرئ (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) قال: كرم الله عليا عليه السلام، فيه نزلت هذه الآية.

759 - وباسناده إلى انس بن مالك قال: لما توجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الغار ومعه أبو بكر أمر النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ان ينام على فراشه ويتغشى ببرده، فبات علي عليه السلام موطنا نفسه على القتل وجاءت رجال قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما أرادوا ان يضعوا عليه أسيافهم لا يشكون انه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا أيقظوه ليجد ألم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلما أيقظوه فرأوه عليا فتفرقوا في طلب رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله عز وجل: ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد؟760 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) قال: ذلك أمير المؤمنين عليه السلام، ومعنى يشرى نفسه يبذلها.

761 - في مجمع البيان روى السدى عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام حين هرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المشركين إلى الغار، ونام على فراش النبي صلى الله عليه وآله، ونزلت الآية بين مكة والمدينة.

762 - وروى أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادى: بخ بخ، من مثلك يا بن أبى طالب يباهى الله تعالى بك الملائكة؟.

763 - وروى عن علي عليه السلام ان المراد بالآية الرجل يقتل على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر.

764 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين قال: في ولايتنا.

765 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ادخلوا في السلم كافة) قال: في ولاية أمير المؤمنين.

766 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى محمد بن إبراهيم قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (ع) يقول في قوله تعالى: (ادخلوا في السلم كافة) قال: في ولاية علي بن أبي طالب: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) قال: لا تتبعوا غيره.

767 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان) قال: أتدري ما السلم؟قال: قلت: أنت أعلم، قال: ولاية على والأئمة الأوصياء من بعده، قال (وخطوات الشيطان) والله ولاية فلان وفلان.

768 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله (ع) قالوا: سألناهما عن قول الله: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) قال: أمروا بمعرفتنا.

769 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان) قال، السلم هم آل محمد صلى الله عليه وآله أمر الله بالدخول فيه.

770 - عن أبي بكر الكلبي عن أبي جعفر عن أبيه (ع) في قوله.

(ادخلوا في السلم كافة) هو ولايتنا.

771 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال.

قال أمير المؤمنين عليه السلام وقد ذكر عترة خاتم النبيين والمرسلين، وهم باب السلم فأدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

772 - عن جابر قال.

قال أبو جعفر عليه السلام في قوله تعالى: في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر قال: ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل.

773 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفى آخره: واما معنى الامر فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر.

774 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه: وان حلف على شئ والذي عليه اتيانه خير من تركه، فليأت الذي هو خير ولا كفارة عليه، انما ذلك من خطوات الشيطان.

775 - في من لا يحضره الفقيه روى العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهم السلام انه سئل عن امرأة جعلت مالها هديا وكل مملوك لها حرا ان كلمت أختها أبدا؟قال تكلمها وليس هذا بشئ، انما هذا وشبهه من خطوات الشيطان.

776 - وفيه وسئل عن الرجل يقول على ألف بدنة وهو محرم بألف حجة، قال تلك خطوات الشيطان.

777 - في عيون الأخبار محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال سألت الرضا عليه السلام إلى أن قال: وسألته عن قول الله تعالى: هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة قال يقول: هل ينظرون الا ان يأتيهم بالملائكة في ظلل من الغمام هكذا نزلت.

778 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن أبي جعفر (ع) قال سمعته يقول ابتداء منه ان الله إذا بدا له ان يبين خلقه ويجمعهم لما لابد منه أمر مناديا ينادى، فاجتمع الإنس والجن في أسرع من طرفة عين، ثم اذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهي ضعف التي تليها، فإذا رآها أهل سماء الدنيا قالوا جاء ربنا، قالوا لا وهو آت يعنى امره حتى تنزل كل سماء يكون كل واحدة منهما من وراء الأخرى، وهي ضعف التي تليها، ثم ينزل أمر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر والى ربكم ترجع الأمور، ثم يأمر الله مناديا ينادى (يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا ينفذون الا بسلطان فبأي آلاء ربكما تكذبان) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

779 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) بولاية الشياطين على ملك سليمان، ويقرأ أيضا (سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة فمنهم من آمن ومنهم من جحد ومنهم من أقر ومنهم من بدل ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب).

780 - في مجمع البيان (زين للذين كفروا الحياة الدنيا) فان الانسان انما يكلف بان يدعى إلى شئ تنفر نفسه عنه، أو يزجر عن شئ تتوق نفسه إليه وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وآله حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات.

781 - في روضة الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن عديس عن أبان عن يعقوب بن شعيب انه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: كان الناس أمة واحدة فقال: كان الناس قبل نوح أمة ضلال فبدالله (12) فبعث المرسلين وليس كما يقولون لم يزل (13) وكذبوا.

782 - في تفسير العياشي عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (كان الناس أمة واحدة) قال كان هذا قبل نوح أمة واحدة، فبدالله فأرسل الرسل قبل نوح قلت أعلى هدى كانوا أم على ضلالة؟قال: كانوا على ضلالة قال: بل كانوا ضلالا لا مؤمنين ولا كافرين ولا مشركين.

783 - عن مسعدة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) فقال: كان ذلك قبل نوح، قيل فعلى هدى كانوا؟قال: لا كانوا ضلالا، وذلك بأنه لما انقرض آدم عليه السلام وصالح ذريته بقي شيث وصيه لا يقدر على اظهار دين الله الذي كان عليه آدم وصالح ذريته وذلك أن قابيل توعده بالقتل كما قتل أخاه هابيل، فسار فيهم بالتقية والكتمان، فازداد واكل يوم ضلالا حتى لم يبق على الأرض معهم الامن هو سلف، ولحق الوصي بجزيرة في البحر يعبد الله فبدالله تبارك وتعالى أن يبعث الرسل، ولو سئل هؤلاء الجهال لقالوا: قد فرغ من الامر، فكذبوا انما هو شئ يحكم به الله في كل عام ثم قرأ (فيها يفرق كل أمر حكيم) فيحكم الله تبارك وتعالى ما يكون في تلك السنة من شدة أو رخاء أو مطر أو غير ذلك، قلت: أفضلال كانوا قبل النبيين أم على هدى؟قال: لم يكونوا على هدى كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها لا تبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله أما تسمع يقول إبراهيم: (لئن لم يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين) أي ناسيا للميثاق،

784 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال كانوا قبل نوح أمة واحدة على فطرة الله لا مهتدين ولا ضلالا فبعث الله النبيين.

785 - في تفسير علي بن إبراهيم: (قوله كان الناس أمة واحدة) قال: قبل نوح عليه السلام على مذهب واحد فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.

786 - في الخرايج والجرايح وعن زين العابدين عن آبائهم عليهم السلام قال: فما تمدون أعينكم ألستم آمنين، لقد كان من قبلكم ممن هو على ما أنتم عليه يؤخذ فتقطع يده ورجله ويصلب ثم تلا: أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية.

787 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه عن بكر بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ: وزلزلوا ثم زلزلوا حتى يقول الرسول.

788 - في الكافي بعض أصحابنا مرسلا قال: إن أول ما نزل في تحريم الخمر قول الله عز وجل يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما فلما نزلت هذه الآية أحس القوم بتحريم الخمر وعلموا ان الاثم مما ينبغي اجتنابه ولا يحمل الله عز وجل عليهم من كل طريق، لأنه قال (ومنافع للناس) ثم أنزل الله عز وجل آية أخرى (الحديث).

789 - في تفسير العياشي عن حمدويه عن محمد بن عيسى قال: سمعته يقول كتب إليه إبراهيم بن عنبسة يعنى إلى علي بن محمد عليهما السلام ان رآى سيدي ومولانى ان يخبرني عن قول الله عز وجل: (يسئلونك عن الخمر والميسر) الآية فما المنفعة (14) جعلت فداك فكتب كل ما قومر به فهو الميسر، وكل مسكر حرام.

790 - عن عامر بن السمط عن علي بن الحسين عليهما السلام قال، الخمر من ستة أشياء التمر والزبيب والحنطة والشعير والعسل والذرة،

791 - في مجمع البيان الخمر وهي كل شراب مسكر مخالط للعقل مغط عليه، وما اسكر كثيرة فقليله خمر، هذا هو الظاهر في روايات أصحابنا.

792 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام قال: النرد والشطرنج والأربعة عشر (15) بمنزلة واحدة، وكل ما قومر عليه فهو ميسر.

793 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن مثنى الحناط عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: أمير المؤمنين عليه السلام.

الشطرنج والنرد هما الميسر،

794 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الملك القمي قال: كنت أنا وإدريس أخي عند أبي عبد الله فقال إدريس: جعلنا الله فداك ما الميسر؟فقال أبي عبد الله عليه السلام هي الشطرنج قال، فقلت.

اما انهم (16) يقولون: انها النرد قال.

والنرد أيضا.

795 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو قال: العفو الوسط.

796 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) قال: لا اقتار ولا اسراف.

798 - في مجمع البيان (قل العفو) فيه أقوال إلى قوله: (وثالثها) ان العفو ما فضل عن قوت السنة عن الباقر عليه السلام قال ونسخ ذلك باية الزكاة.

798 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام انه لما نزلت (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) اخرج كل من كان عنده يتيم وسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اخراجهم فأنزل الله تبارك وتعالى ويسئلونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح وقال الصادق عليه السلام: لا بأس ان تخالط طعامك بطعام اليتيم فأن الصغير يوشك ان يأكل كما يأكل الكبير، واما الكسوة وغيرها فيحسب على كل رأس صغير وكبير كما يحتاج إليه.

799 - في مجمع البيان عند قوله: (وآتوا اليتامى أموالهم) الآية روى أنه لما نزلت هذه الآية كرهوا مخالطة اليتامى فشق ذلك عليهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله سبحانه وتعالى (ويسئلونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم) الآية عن الحسن، وهو المروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام.

800 - في الكافي عثمان عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (وان تخالطوهم فاخوانكم (قال.

يعنى اليتامى إذا كان الرجل يلي الأيتام في حجره فليخرج من ماله على قدر ما يخرج لكل انسان منهم فيخالطهم ويأكلون جميعا ولا يرزأن (17) من أموالهم شيئا انما هي النار.

801 - أحمد بن محمد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت أرأيت قول الله عز وجل: (وان تخالطوهم فاخوانكم: قال تخرج من أموالهم بقدر ما يكفيهم وتخرج من مالك قدر ما يكفيك ثم تنفقه، قلت: أرأيت ان كانوا يتامى صغارا وكبارا وبعضهم أعلى كسوة من بعض وبعضهم آكل من بعض ومالهم جميعا؟فقال: اما الكسوة فعلى كل انسان منهم ثمن كسوته، واما الطعام فاجعلوه جميعا فان الصغير يوشك ان يأكل مثل الكبير والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

802 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام انا ندخل على أخ لنافى بيت أيتام ومعهم خادم لهم، فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟فقال.

إن كان في دخولكم عليهم منفعة لهم فلا بأس وإن كان فيه ضرر فلا وقال عليه السلام بل الانسان على نفسه بصيرة فأنتم لا يخفى عليكم وقد قال الله عز وجل (وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح).

803 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ان اخى هلك وترك أيتاما ولهم ماشية فما يحل لي منها؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان كنت تليط حوضها وترد نادتها (18) ويقوم على رعيتها فاشرب من ألبانها غير مجتهد للحلب ولا ضار بالولد، والله يعلم المفسد من المصلح.

804 - عن علي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله في اليتامى: (وان تخالطوهم فاخوانكم) قال: يكون لهم التمر واللبن، ويكون لك مثله على قدر ما يكفيك ويكفيهم، ولا يخفى على الله المفسد من المصلح.

805 - عنه عن عبد الله بن حجاج (19) عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: يكون لليتيم عندي الشئ وهو في حجري أنفق عليه منه وربما أصيب مما يكون له من الطعام وما يكون منى إليه أكثر؟فقال: لا بأس بذلك ان الله يعلم المفسد من المصلح.

806 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام، يا أبا محمد ما تقول في رجل يتزوج نصرانية على مسلمة؟قلت جعلت فداك وما قولي بين يديك قال لتقولن فان ذلك يعلم به قولي، قلت: لا يجوز تزويج النصرانية على مسلمة ولاغير مسلمة، قال لم؟قلت، لقول الله عز وجل، ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن قال، فما تقول في هذه الآية، (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)؟قلت، قوله، (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) نسخت هذه الآية، فتبسم ثم سكت.

805 - في مجمع البيان عند قوله تعالى، (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) روى أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام انه منسوخ بقوله، (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) وبقوله (ولا تمسكوا بعصم الكوافر).


1- في المصدر (ويذبحه).

2- سرف - ككتف -: موضع على عشرة أميال من مكة، ومر: على مرحلة منها.

3- البستان: بستان بنى عامر قرب مكة مجتمع النخلتين اليمانية والشامية وذات عرق: موضع بالبادية ميقات العراقيين. وعسفان: موضع بين مكة والمدينة، بينه وبين مكة نحو ثلاث مراحل.

4- يعنى أبا جعفر الثاني عليه السلام.

5- يعنى أبا جعفر الأول عليه السلام.

6- أي يريد ان يعمل عملا ويخدمهم على وجه الاكرام وهم يقسمون عليه على وجه التواضع أن لا يفعل قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول.

7- نمرة: هي الجبل الذي عليه انصاب الحرم وعرنة: موضع بعرفات.

8- أي الوقار والسكينة

9- وقد مر الحديث بعينه سندا ومتنا تحت رقم 721 أيضا.

10- في النهاية: في الحديث: (انما ذلك من سفه الحق وغمص الناس) أي احتقرهم ولم يرهم شيئا، تقول منه: غمص الناس يغمصهم غمصا، وقال: من سفه الحق أي من جهله وقيل: جهل نفسه ولم يفكر فيها، قال وفى الكلام محذوف تقديره انما البغى فعل من سفه الحق والسفه في الأصل: الخفة والطيش، وسفه فلان رأيه إذا كان مضطربا لا استقامة له والسفيه: الجاهل.

11- كذا في جملة من النسخ وفى بعضها هكذا: (قال: قلت: وما الفرق؟قال: الخصومة) وفى المصدر كنسخة البرهان: (قال: قلت وما ألد؟قال: شديد الخصومة).

12- هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (عند الله) مكان (فبدالله) ويحتمل التصحيف أيضا.

13- قال المجلسي (ره) أي ليس كما يقولون: (ان الله تعالى قدر الامر في الأزل وقد فرغ منها فلا يتغير تقديراته تعالى) بل لله البداء فيما كتب في لوح المحو والاثبات.

14- كذا في النسخ وفي الوسائل (أبواب ما يكتسب به باب 102) (فما الميسر) عوض (فما المنقعة) ولعله الظاهر.

15- قال الطريحي: لعل المراد بالأربعة عشر الصفان من النقر يوضع فيهما شئ يلعب فيه في كل صف سبع نقر محفورة فتلك أربعة عشر والله أعلم.

16- هذا هو الظاهر الموافق لنسخ الكافي لكن في الأصل (عندهم) مكان (اما انهم).

17- رزأ الشئ ومنه: نقصه.

18- لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. والنادية: النوق المتفرقة.

19- وفى المصدر (عبد الرحمن بن الحجاج) بدل (عبد الله) وهو أخوه وكلاهما يرويان عن أبي الحسن موسى (ع).