قال عز من قائل: ﴿ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع﴾
495 - في مجمع البيان وقد اختلف في تقدير الكلام وتأويله على وجوه أولها ان المعنى مثل الذين كفروا في دعائك إياهم، أي مثل الداعي لهم إلى الايمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التي لا تفهم وانما تسمع الصوت، فكما ان الانعام لا يحصل لهم من دعاء الداعي الا السماع دون تفهم المعنى فكذلك الكفار لا يحصل لهم من دعائك إياهم إلى الايمان الا السماع دون تفهم المعنى، لأنهم يعرضون عن قبول قولك وينصرفون عن تأمله، فيكونون بمنزلة من لم يعقله ولم يفهمه، وهذا كما تقول العرب فلان يخافك كخوف الأسد والمعنى كخوفه من الأسد فأضاف الخوف إلى الأسد وهو في المعنى مضاف إلى الرجل قال الشاعر: فلست مسلما ما دمت حيا * على زيد بتسليم الأمير أراد بتسليمي على الأمير وهذا معنى قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.