قال عز من قائل: ﴿ومن أظلم ممن منع مساجد الله﴾
316 - في مجمع البيان روى عن أبي عبد الله عليه السلام انهم قريش حين منعوا رسول الله دخول مكة والمسجد الحرام.
317 - وروى عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام انه أراد جميع الأرض لقول النبي صلى الله عليه وآله جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا.
318 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المائة قال له اليهودي فأين وجه ربك؟فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: يا بن عباس أتيني بنار وحطب، فأتيته بنار وحطب، فأضرمها (1) ثم قال: يا يهودي أين يكون وجه هذه النار فقال: لها أقف لها على وجه، قال: ربي عز وجل على هذا المثل ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله...
319 - في كتاب الخصال باسناده إلى سلمان الفارسي في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجانليق المدينة مع مأة من النصارى بعد وفات النبي صلى الله عليه وآله وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها، ثم أرشد إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسأله عنها فأجابه، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن وجه الرب تبارك وتعالى؟فدعا عليه السلام بنار وحطب فأضرمه، فلما اشتعلت قال علي عليه السلام: أين وجه هذه النار؟قال: هي وجه من جميع حدودها، قال علي عليه السلام: هذه النار مدبرة مصنوعة لا يعرف وجهها، وخالقها لا يشبهها، (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله) لا يخفى على ربنا خافية.
320 - في كتاب علل الشرايع حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن محمد بن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل يقرأ السجدة وهو على ظهر دابته، قال: يسجد حيث توجهت به، فان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلى على ناقته وهو مستقبل المدينة يقول الله عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله).
321 - فيمن لا يحضره الفقيه وسأله معاوية بن عمار عن الرجل يقوم في الصلاة ثم ينظر بعد ما فرغ فيرى انه قد انحرف عن القبلة يمينا أو شمالا، فقال له.
قد مضت صلاته وما بين المشرق والمغرب قبلة، ونزلت هذه الآية في قبلة المتحير (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله).
322 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقوم من اليهود: أوليس قد ألزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة، وألزمكم به في الصيف أن تحترزوا من الحر أفبدا له في الصيف حين أمركم بخلاف ما كان أمركم به في الشتاء؟فقالوا: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فكذلكم الله تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم تعبدكم (2) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه في شئ آخر، فإذا أطعتم الله في الحالتين استحققتم ثوابه، فأنزل الله تعالى.
(و لله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم) يعنى إذا توجهتم بأمره فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
323 - عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه قال السائل: من هؤلاء الحجج؟قال: هم رسول الله ومن حل محله من أصفياء الله الذين قال الله.
(فأينما تولوا فثم وجه الله) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه.
324 - وفيه قال عليه السلام أيضا في الحجج.
وهم وجه الله الذي قال: (فأينما تولوا فثم وجه الله).
325 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو المضاء عن الرضا عليه السلام، قوله تعالى.
(فأينما تولوا فثم وجه الله) قال: علي عليه السلام.
326 - في مجمع البيان وقيل.
نزلت في صلاة التطوع على الراحلة تصليها حيثما توجهت إذا كنت في سفر، واما الفرائض فقوله.
(وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) يعنى ان الفرائض لا يصليها الا إلى القبلة، وهذا هو المروى عن أئمتنا عليهم السلام.
327 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال لم يخلق الله شجرة الا ولها ثمرة تؤكل، فلما قال الناس.
اتخذ الله ولدا ذهب نصف ثمرها.
فلما اتخذوا مع الله الها شاك الشجر (3).
328 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل، بديع السماوات والأرض فقال أبو - جعفر عليه السلام، ان الله عز وجل ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله، فابتدع السماوات والأرض ولم يكن قبلهن سماوات ولا أرضون، اما تسمع لقوله تعالى، (وكان عرشه على الماء) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
329 - في نهج البلاغة يقول لما أراد كونه كن فيكون، لا بصوت يفزع ولا نداء يسمع، وانما كلامه سبحانه فعل منه انشاء ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا ولو كان قديما لكان الها ثانيا.
330 - وفيه يقول ولا يلفظ، ويريد ولا يضمر.
331 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن يعقوب بن جعفر عن أبي إبراهيم عليه السلام أنه قال: ولا احده بلفظ بشق فم، ولكن كما قال الله عز وجل، (انما امره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) بمشيته من غير تردد في نفس.
332 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل، فالإرادة للفعل احداثه، انما يقول له كن فيكون بلا تعب ولا كيف.
333 - في عيون الأخبار باسناده إلى صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه، فإرادة الله هي الفعل لاغير ذلك، يقول له كن فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان، ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك، كما أنه بلا كيف.
334 - وفيه حديث طويل عن الرضا عليه السلام أيضا يقول فيه، وكن منه صنع وما يكون به المصنوع،
335 - في مجمع البيان قرأ نافع ولا تسأل بفتح التاء والجزم على النهى، وروى ذلك عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.
336 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به قال هم الأئمة عليهم السلام.
337 - في مجمع البيان (يتلونه حق تلاوته) اختلف في معناه على وجوه إلى قوله: وثالثها ما روى عن أبي عبد الله عليه السلام ان حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار، يسأل في الأولى، ويستعيذ من الأخرى.
338 - في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ما هذه الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟وهو أنه قال: (يا رب أسئلك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا تبت على فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم)، فقلت له: يا بن رسول الله فما يعنى عز وجل بقوله فأتمهن؟قال: يعنى أتمهن إلى القائم اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام.
339 - في مجمع البيان روى عن الصادق عليه السلام انه ما ابتلاه الله به في نومه من ذبح ولد إسماعيل أبى العرب، فأتمها إبراهيم وعزم عليها وسلم لأمر الله، فلما عزم قال الله تعالى ثوابا له لما صدق، وعمل بما أمر الله انى جاعلك للناس إماما ثم انزل الله عليه الحنيفية وهي الطهارة، وهي عشرة أشياء، خمسة في الرأس، وخمسة في البدن، فاما التي في الرأس: فأخذ الشارب واعفاء اللحى، وطم الشعر، والسواك، والخلال، فاما التي في البدن: فحلق الشعر من البدن، والختان، وتقليم الأظفار، والغسل من الجنابة، والطهور بالماء، فهذه الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام، فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة، وهو قوله تعالى: (واتبع ملة إبراهيم حنيفا) ذكره علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره (انتهى).
340 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل صلوات الله عليه وآله بعد النبوة والخلة، مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها وأشار بها ذكره (4) فقال عز وجل: (انى جاعلك للناس إماما) فقال الخليل عليه السلام سرورا بها ومن ذريتي؟قال الله عز وجل: لا ينال عهدي الظالمين فأبطلت هذه الآية امامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة.
341 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام ابن سالم ودرست بن أبي منصور عنه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وقد كان إبراهيم عليه السلام نبيا وليس بامام، حتى قال الله: (انى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) فقال الله: (لا ينال عهدي الظالمين) من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما.
342 - محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما، فلما جمع له الأشياء (قال إني جاعلك للناس إماما) قال: فمن عظمها في عين إبراهيم (قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) قال: لا يكون السفيه امام التقى.
343 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد العزيز أبى السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل ان يتخذه إماما، فلما جمع له هذه الأشياء وقبض يده قال له: يا إبراهيم انى جاعلك للناس إماما، فمن عظمها في عين إبراهيم قال: يا رب ومن ذريتي؟قال: لا ينال عهدي الظالمين.
344 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه: قد خطر على من ماسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لإبراهيم: (لا ينال عهدي الظالمين) أي المشركين لأنه سمى الشرك ظلما بقوله (ان الشرك لظلم عظيم) فلما علم إبراهيم ان عهد الله تبارك اسمه بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام، قال: واجنبني وبنى أن نعبد الأصنام).
345 - في مجمع البيان (لا ينال عهدي الظالمين) قال مجاهد: العهد الإمامة، وهو المروى عن الباقر وأبى عبد الله عليهما السلام.
346 - في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال إذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل اللهم إني أشهدك ان هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وامنا مباركا وهدى للعالمين.
347 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر وعن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال محمد بن علي الباقر عليه السلام: يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله عز وجل؟يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على صخرة فأمرنا الله تعالى ان نتخذه مصلى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
348 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نسي أن يصلى الركعتين عند مقام إبراهيم عليه السلام في طواف الحج والعمرة، فقال: كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام إبراهيم عليه السلام فان الله عز وجل يقول: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وإن كان قد ارتحل فلا امره أن يرجع.
349 - في مجمع البيان سئل الصادق عليه السلام عن الرجل يطوف بالبيت طواف الفريضة ونسي أن يصلى ركعتين عند مقام إبراهيم؟فقال: يصليها ولو بعد أيام، ان الله تعالى قال: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).
350 - وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة مقام إبراهيم وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود:
351 - في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله الأبزاري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نسي فصلى ركعتين طواف الفريضة في الحجر، قال: يعيدها خلف المقام لان الله تعالى يقول: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) يعنى بذلك ركعتي طواف الفريضة.
352 - موسى بن القاسم عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نسي أن يصلى ركعتي طواف الفريضة خلف المقام وقد قال الله: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) حتى ارتحل؟فقال: إن كان ارتحل فانى لا أشق عليه ولا آمره أن يرجع ولكن يصلى حيث يذكر.
353 - موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس لأحد ان يصلى ركعتي طواف الفريضة الا خلف المقام، لقول الله عز وجل: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) فان صليتهما في غيره فعليك إعادة الصلاة.
354 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيد الله بن علي الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أيغتسلن النساء إذا أتين البيت؟قال: نعم، ان الله عز وجل يقول: إن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود فينبغي للعبدان لا يدخل الا وهو طاهر قد غسل عنه العرق والأذى وتطهر.
355 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) قال الصادق عليه السلام: يعنى نح عنه المشركين، وقال: لما بنى إبراهيم عليه السلام البيت وحج الناس شكت الكعبة إلى الله تبارك وتعالى ما تلقى من أنفاس المشركين، فأوحى الله إليها قرى كعبتي فانى أبعث في آخر الزمان قوما يتنظفون بقضبان الشجر ويتخللون.
356 - في مجمع البيان قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان لله عز وجل في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة تنزل على هذا البيت، ستون منها للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين.
357 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه على باسناده قال: قال أبو الحسن عليه السلام في الطايف: أتدري لم سمى الطايف؟قلت: لا، قال.
ان إبراهيم عليه السلام دعا ربه ان يرزق أهله من كل الثمرات، فقطع له قطعة من الأردن، فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا، ثم أقرها الله عز وجل في موضعها، فإنما سميت الطائف للطواف بالبيت.
358 - وباسناده إلى أحمد بن محمد قال: قال الرضا عليه السلام، أتدري لم سمى الطائف الطائف؟قلت، لا قال.
لان الله عز وجل لما دعاه إبراهيم عليه السلام أن يرزق أهله من الثمرات أمر بقطعة من الأردن فصارت بثمارها حتى طافت بالبيت، ثم أمرها ان تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمى بالطائف فلذلك سمى الطائف.
359 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال، ان إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام إلى أن قال، فقال إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء البيت والحج قال رب اجعل هذا البلد آمنا و ارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال: من الثمرات القلوب أي حببهم إلى الناس لينتابوا (5) ويعودوا إليهم.
360 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل عن علي بن الحسين عليهما السلام في قول إبراهيم عليه السلام، (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله) إيانا عنى بذلك وأولياؤه وشيعة وصيه، قال: ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار قال: عنى بذلك ممن جحد وصيه ولم يتبعه من أمته، و كذلك والله هذه الأمة.
361 - في مجمع البيان (آمنا) قيل معناه يأمنون فيه، كما يقال ليل نائم أي ينام فيه، قال ابن عباس: يريد حراما محرما لا يصاد طيره ولا يقطع شجره ولا يختلى خلاه، والى هذا المعنى يؤول ما روى عن الصادق عليه السلام من قوله: (من دخل الحرم مستجيرا به فهو آمن من سخط الله عز وجل، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج أو يوذى حتى يخرج من الحرم.
362 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة: ان الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لاحد قبلي، ولا تحل لاحد بعدى، ولم تحل لي الا ساعة من النهار، فهذا الخبر وأمثاله المشهورة في روايات أصحابنا يدل على أن الحرم كان آمنا قبل دعوة إبراهيم عليه السلام وانما أكدت حرمته بدعائه عليه السلام وقيل: انما صار حرما بدعائه عليه السلام، وقبل ذلك كان كسائر البلاد واستدل عليه بقول النبي صلى الله عليه وآله ان إبراهيم حرم مكة، وانى حرمت المدينة.
1- هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (ثم بعده)
2- الشوك: ما يخرج من النبات شبيها بالأبر ويقال له بالفارسية (خار).
3- أشار بذكره: رفعه بالثناء عليه.
4- انتهابهم: أتاهم مرة بعد أخرى.
5- النزعة: الطريق في الجبل.