قال عز من قائل: ﴿ فويل لهم﴾
255 - في مجمع البيان وروى الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه واد في جهنم يهوى فيه الكافر أربعين خريفا قبل ان يبلغ قعره.
256 - وفيه وقيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلى التوراة وحرفوا صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليرفعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود، وهو المروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.
257 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وقالوا لن تمسنا النار الا أياما معدودة قال: قال بنو إسرائيل: لن تمسنا النار ولن نعذب الا الأيام المعدودات التي عبدنا فيها العجل، فرد الله عليهم قل: يا محمد لهم اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله مالا تعلمون.
258 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس عن صباح المزني عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال: إذا جحد امامة أمير المؤمنين عليه السلام فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
259 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبي عمير قال سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: لا يخلد الله في النار الا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك.
260 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام في قول الله عز وجل: وقولوا للناس حسنا قال: نزلت في أهل الذمة ثم نسخها قوله تعالى: قاتلوا الذين لا يؤمنون الآية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
261 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي على قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجل: جعلت فداك قول الله عز وجل: (وقولوا للناس حسنا) هو للناس جميعا فضحك وقال: لا، عنى قولوا، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أهل بيته عليهم السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
262 - في تفسير العياشي عن حريز عن سدير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أطعم رجلا سائلا لا أعرفه مسلما؟ قال نعم أطعمه ما لم تعرفه بولاية ولا بعداوة، ان الله يقول (وقولوا للناس حسنا).
263 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال سمعته يقول اتقوا الله ولا تحملوا الناس على أكتافكم ان الله يقول في كتابه (وقولوا للناس حسنا).
264 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم، وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقربه قال الله تبارك وتعالى (وقولوا للناس حسنا).
265 - وباسناده إلى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل (وقولوا للناس حسنا) قال قولوا للناس ولا تقولوا الا خيرا حتى تعلموا ما هو.
266 - وباسناده إلى جابر بن يزيد عن أبي جعفر (ع) قال في قول الله عز وجل (قولوا للناس حسنا) قال قولوا للناس أحسن ما تحبون ان يقال فيكم.
267 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى هاشم قال قال أبو عبد الله عليه السلام انما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها ان يعصوا الله ابدا وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها أن يطيعوا الله ابدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: قل كل يعمل على شاكلته قال على نيته.
268 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام ولا تدع النصيحة في كل حال قال الله عز وجل (وقولوا للناس حسنا).
269 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله (ع) أنه قال الوجه الرابع من الكفر ترك ما أمر الله عز وجل به، وهو قول الله عز وجل وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم فكفرهم بترك ما أمر الله عز وجل ونسبهم إلى الايمان، ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده، قال (فما جزاء من يفعل ذلك منكم) الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
270 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال اخبرني عن القيامة لم سميت القيامة؟قال لان فيها قيام الخلق للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
271 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون) فإنها نزلت في أبي ذر (ره) وعثمان بن عفان، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذر (ره) إلى الربذة دخل عليه أبو ذر رضي الله عنه وكان عليلا متوكئا على عصاه، وبين يدي عثمان مأة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي، وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسمها فيهم، فقال أبو ذر لعثمان، ما هذا المال؟فقال عثمان: مأة ألف درهم حملت إلى من بعض النواحي، أريد ان أضم إليها مثلها، ثم أرى فيها رأيي فقال أبو ذر، يا عثمان أيما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير؟فقال عثمان: بل مأة ألف درهم، فقال أبو ذر: اما تذكر انا وأنت قد دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله عشاءا فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه، فلم يرد علينا السلام، فلما أصبحنا اتيناه فرأيناه ضاحكا مستبشرا فقلنا له: بآبائنا وأمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا ثم عدنا إليك اليوم فرأيناك ضاحكا مستبشرا؟فقال: نعم كان قد بقي عندي من فئ المسلمين أربعة دنانير، لم أكن قسمتها وخفت أن يدركني الموت وهو عندي وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها، فنظر عثمان إلى كعب الأحبار وقال له: يا أبا إسحاق ما تقول في رجل أدى زكاة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شئ فقال: لا ولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ، فرفع أبو ذر عصاه فضرب بها رأس كعب ثم قال له: يا ابن اليهودية الكافرة ما أنت والنظر في احكام المسلمين قول الله أصدق من قولك حيث قال: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكنزون فقال عثمان: يا أبا ذر انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك، ولولا صحبتك لرسول الله صلى الله عليه وآله لقتلتك، فقال: كذبت يا عثمان اخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لا يفتنونك يا باذرو (1) لا يقتلونك، واما عقلي فقد بقي منه ما احفظ حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله فيك وفى قومك، قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله في وفى قومي قال سمعته صلى الله عليه وآله يقول إذا بلغ آل أبي العاص ثلثين رجلا صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا، وعباده خولا (2) والفاسقين حزبا، والصالحين حربا، فقال عثمان: يا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم هل سمع أحد منكم هذا من رسول الله فقالوا: لاما سمعنا هذا من رسول الله: فقال عثمان: ادع عليا فجاء أمير المؤمنين عليه السلام فقال له عثمان: يا أبا الحسن انظر ما يقول هذا الشيخ الكذاب فقال أمير المؤمنين عليه السلام، مه يا عثمان لا تقل كذاب، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء (3) على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صدق أبو ذر فقد سمعنا هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فبكى أبو ذر عند ذلك فقال: ويلكم كلكم قد مد عنقه إلى هذا المال ظننتم انى اكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم نظر إليهم فقال: من خيركم؟فقالوا: أنت تقول انك خيرنا، قال نعم خلفت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الجبة وهي على بعد وأنتم قد أحدثتم احداثا كثيرة، والله سائلكم عن ذلك ولا يسألني، فقال عثمان: يا باذر أسئلك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله الا ما أخبرتني عن شئ أسئلك عنه، فقال أبو ذر، والله لو لم تسألني بحق رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخبرتك، فقال أي البلاد أحب إليك أن تكون فيها فقال: مكة حرم الله وحرم رسوله ا عبد الله فيها حتى يأتيني الموت فقال: لا ولا كرامة لك قال: المدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا ولا كرامة لك، قال: فسكت أبو ذر فقال عثمان: أي البلاد أبغض إليك أن تكون فيها؟قال: الربذة التي كنت فيها على غير دين الاسلام، فقال عثمان، سر إليها فقال أبو ذر: قد سألتني فصدقتك وأنا أسئلك فأصدقني؟قال: نعم، قال أبو ذر، أخبرني لو بعثتني في بعث أصحابك إلى المشركين فأسروني فقالوا: لا نفديه الا بثلث ما تملك؟قال: كنت أفديك.
قال: فان قالوا: لا نفديه الا بنصف ما تملك؟قال: كنت أفديك قال فان قالوا: لا نفديه الا بكل ما تملك؟قال: كنت أفديك قال أبو ذر، الله أكبر قال لي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما، يا باذر كيف أنت إذا قيل لك أي البلاد أحب إليك أن تكون فيها؟فتقول، مكة حرم الله ورسوله أ عبد الله فيها حتى يأتيني الموت، فيقال لك، لا ولا كرامة لك، فتقول: فالمدينة حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقال لك، لا ولا كرامة لك، ثم يقال لك، فأي البلاد أبغض إليك أن تكون فيها؟فتقول: الربذة التي كنت فيها على غير دين الاسلام، فيقال لك: سر إليها، فقلت: ان هذا لكاين يا رسول الله؟فقال: أي والذي نفسي بيده انه لكائن فقلت يا رسول الله أفلا أضع سيفي هذا على عاتقي فاضرب به قدما قدما؟قال: لا، اسمع واسكت ولو لعبد حبشي، وقد أنزل الله فيك وفى عثمان آية فقلت: وما هي يا رسول الله؟قال قوله تبارك وتعالى، (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من دياركم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم أسارى تفادوهم وهم محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون.
1- الخول: العبيد يعنى انهم يستخدمونهم ويستعبدونهم.
2- المراد بالخضراء: السماء لأنها تعطى الخضرة وبالغبراء: الأرض لأنها تعطى الغبرة في لونها. وأقلت أي حملت.
3- عير: جبل بمدينة.