قال عز من قائل: ﴿وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة﴾
208 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن الرضا علي بن موسى عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل أمة صديق وفاروق، وصديق هذه الأمة وفاروقها علي بن أبي طالب ان عليا سفينة نجاتها وباب حطتها.
209 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال علي عليه السلام: واما العشرون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لي.
مثلك في أمتي مثل باب حطة في بني إسرائيل، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عز وجل.
210 - وفيه يقول أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل: ونحن باب حطة.
211 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله على السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: أنا باب حطته.
212 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة قال فيها عليه السلام: الأواني فيكم أيها الناس كهارون في آل فرعون، وكباب حطة في بني إسرائيل.
213 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام قال: قال: نحن باب حطتكم
214 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال، نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا.
فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون.
215 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام في أثناء كلام طويل فان موسى عليه السلام قد اعطى الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا؟قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل الحديبية و حاصره أهل مكة قد اعطى ما هو أفضل من ذلك وذلك أن أصحابه شكوا إليه الظمأ وأصابهم ذلك حتى التقت خواصر الخيل، فذكر واله عليه السلام ذلك فدعا بركوة يمانية، ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء فصدرنا وصدرت الخيل (1) رواءا وملاء نأكل مزادة وسقاء (2) ولقد كنا معه بالحديبية وإذا ثم قليب جافة، فاخرج صلى الله عليه وآله وسلم سهما من كنانته، فناوله البراء بن عازب فقال له: اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة، فاغرسه فيها، ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا من تحت السهم، ولقد كان يوم الميضأة (3) عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته كحجر موسى حيث دعا بالميضأة فنصب يده فيها ففاضت بالماء وارتفع حتى توضأ منه ثمانية آلاف رجل وشربوا حاجتهم، وسقوا دوابهم وحملوا ما أرادوا.
216 - في مجمع البيان وروى أنه كان حجرا مربعا.
217 - وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال.
نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: مقام إبراهيم وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود.
218 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الجارود زياد بن المنذر قال: قال أبو جعفر عليه السلام إذا خرج القائم من مكة ينادى مناديه: الا لا يحملن أحد طعاما ولا شرابا، وحمل معه حجر موسى بن عمران عليه السلام وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا الا انفجرت منه عيون، فمن كان جايعا شبع، ومن كان ظمآنا روى ورويت دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.
219 - في الخرائج والجرائح عن أبي سعيد الخراساني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام مثله وزاد في آخره: فإذا نزلوا ظاهره انبعث منه الماء واللبن دائما، فمن كان جايع شبع.
ومن كان عطشانا روى.
220 - في أصول الكافي عن أبي سعيد الخراساني عن أبي عبد الله قال: قال أبو جعفر (ع) وذكر مثل ما في كمال الدين وتمام النعمة الا قوله ورويت دوابهم إلى آخره.
221 - يونس عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام وتلا هذه الآية ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال: والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها، فقتلوا فصار قتلا واعتداءا ومعصية.
222 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين قال: الصابئون قوم لا مجوس ولا يهود ولا نصارى ولا مسلمين وهم يعبدون الكواكب والنجوم.
223 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال: فقلت له فلم سمى النصارى نصارى؟قال: لأنهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام، نزلتها مريم وعيسى عليهما السلام بعد رجوعهما من مصر.
224 - في كتاب عقاب الأعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال حدثني رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر: أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه (إلى قوله): ورجلان من بني إسرائيل هودا قومهما ونصراهما.
225 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار الصيرفي عن أبي الحسن الماضي عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام بعد أن قال أن في النار لواديا يقال له سقر، وان في تلك الوادي لجبلا، وان في ذلك الجبل لشعبا، وان في ذلك الشعب لقليبا، وان في ذلك القليب لحية وذكر شدة ما في الوادي وما بعده من العذاب، وان في جوف تلك الحية سبع صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة، واثنان من هذه الأمة قلت: جعلت فداك ومن الخمسة و من الاثنان؟قال: اما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل (إلى قوله) ويهود الذي هود اليهود، وبولس الذي نصر النصارى.
226 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام: لما انزل الله التوراة على بني إسرائيل لم يقبلوه فرفع الله عليهم جبل طور سيناء، فقال لهم موسى عليه السلام: ان لم تقبلوه وقع عليكم الجبل فقبلوه وطأطأوا رؤسهم.
227 - في مجمع البيان روى العياشي انه سئل الصادق عليه السلام عن قول الله خذوا ما آتيناكم بقوة أبقوة بالأبدان أم بقوة بالقلوب؟فقال بهما جميعا.
228 - وفيه وقيل: معناه اذكروا ما في تركه من العقوبة، وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
229 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر (ع) حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وكان من السبيل والسنة التي أمر الله عز وجل بها موسى عليه السلام أن جعل عليهم السبت فكان من أعظم السبت ولم يستحل أن يفعل ذلك من خشية الله أدخله الجنة، ومن استخف بحقه واستحل ما حرم الله عليه من العمل الذي نهاه الله عنه فيه أدخله الله عز وجل النار، وذلك حيث استحلوا الحيتان واحتبسوها وأكلوها في غير يوم السبت غضب الله عليهم من غير أن يكونوا أشركوا بالرحمن، ولاشكوا في شئ مما جاء به موسى عليه السلام، قال الله عز وجل: ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين.
230 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيكون قوم يبيتون على اللهو وشرب الخمر والغنا، فبينما هم كذلك مسخوا من ليلتهم، وأصبحوا قردة وخنازير، وهو قوله: واحذروا ان تعتدوا كما اعتدى أصحاب السبت، فقد كان املى لهم حتى أشروا (4) وقالوا: ان السبت لنا حلال، وانما كان حرم على أولادنا وكانوا يعاقبون على استحلالهم السبت، فاما نحن فليس علينا حرام، وما زلنا بخير منذر استحللناه وقد كثرت أموالنا وصحت أجسامنا، ثم اخذهم الله ليلا وهم غافلون، فهو قوله واحذروا ان يحل بكم مثل ماحل بمن تعدى وعصى.
231 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر صنفا (إلى أن قال): فاما القردة فكانوا قوما ينزلون على شاطئ البحر، اعتدوا في السبت فصادوا الحيتان فمسخهم الله قردة.
232 - وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هم ثلاثة عشر الفيل (إلى أن قال): واما القردة فقوم اعتدوا في السبت.
233 - في عيون الأخبار عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه كذلك حرم القردة، لأنه مسخ مثل الخنزير، وجعل عظة وعبرة للخلق، دليلا على ما مسخ على خلقه وصورته، وجعل فيه شبه من الانسان ليدل على أنه من الخلق المغضوب عليه.
234 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن عقبة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة، فتركوا يوم الجمعة وامسكوا يوم السبت فحرم عليهم الصيد يوم السبت.
235 - وباسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سأله عن أيام الأسبوع فالسبت قال: يوم مسبوت، وذلك قوله عز وجل في القرآن: ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في سنة أيام فمن الاحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت معطل، قال: صدقت يا محمد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
236 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل في بيان الأيام وفى آخره قال بعض مواليه: قلت فالسبت؟فال سبتت الملائكة لربها يوم السبت، فوجدته لم يزل واحدا.
237 - في مجمع البيان (فجعلناها) الضمير يعود إلى الأمة التي مسخت وهم أهل أيلة قرية إلى شاطئ البحر وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
238 - في عيون الأخبار حدثني أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميذاني ومحمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن رجلا من بني إسرائيل قتل قرابة له، ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ثم جاء يطلب بدمه فقالوا الموسى (ع): ان سبط آل فلان قتلوا فلانا فأخبرنا من قتله؟قال: ايتونى ببقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين ولو أنهم عمدوا إلى أي بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر يعنى لا صغيرة ولا كبيرة عوان بين ذلك ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ولو أنهم عمدوا إلى بقرة لاجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وانا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الان جئت بالحق فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال: لا أبيعها الا بملاء مسكها ذهبا فجاؤوا إلى موسى عليه السلام فقالوا له ذلك، فقال: اشتروها فاشتروها وجاؤا بها فأمر بذبحها ثم أمر ان يضرب الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك حيى المقتول، وقال: يا رسول الله ان ابن عمى قتلني دون من يدعى عليه قتلى، فعلموا بذلك قاتله، فقال لرسول الله موسى عليه السلام بعض أصحابه: أن هذه البقرة لها نبأ فقال: وما هو؟فقال: ان فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه وانه اشترى بيعا فجاء إلى أبيه والأقاليد تحت رأسه فكره ان يوقظه فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له: أحسنت خذ هذه البقرة فهو لك عوضا لما فاتك، قال: فقال له رسول الله موسى عليه السلام: انظروا إلى البر ما يبلغ بأهله
239 - وباسناده إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال في كلام طويل ان الذين أمروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس وكانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد وهم ذينونة واخوه ميذونة، وابن أخيه وابنته وامرأته هم الذين أمروا بعبادة العجل وهم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله تبارك وتعالى بذبحها.
وفى من لا يحضره الفقيه وفى كتاب الخصال مثله سواء.
240 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رجلا من خيار بني إسرائيل وعلمائهم خطب امرأة منهم، فأنعمت له وخطبها ابن عم لذلك الرجل، وكان فاسقا رديا فلم ينعموا له، فحسد ابن عمه الذي أنعموا له، فقعد له فقتله غيلة، ثم حمله إلى موسى عليه السلام فقال: يا نبي الله هذا ابن عمى قد قتل فقال موسى من قتله؟قال: لا أدري وكان القتل في بني إسرائيل عظيما جدا، فعظم ذلك على موسى فاجتمع إليه بنو إسرائيل فقالوا ما ترى يا نبي الله؟وكان في بني إسرائيل رجل له بقرة وكان له ابن بار وكان عند ابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته، وكان مفتاح بيته تحت رأس أبيه وكان نائما وكره ابنه ان ينبهه وينغص عليه نومه، فانصرف القوم فلم يشتروا سلعته، فلما انتبه أبوه قال له: يا بنى ما صنعت في سلعتك؟قال: هي قائمة لم أبعها لان المفتاح كان تحت رأسك فكرهت ان أنبهك وأنغص عليك نومك، قال له أبوه: قد جعلت هذه البقرة لك عوضا عما فاتك من ربح سلعتك، وشكر الله لابنه ما فعل بأبيه وأمر بني إسرائيل أن يذبحوا تلك البقرة بعينها، فلما اجتمعوا إلى موسى وبكوا وضجوا قال لهم موسى: (ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة) فتعجبوا و (قالوا أتتخذنا هزوا) نأتيك بقتيل فتقول اذبحوا بقرة؟فقال لهم موسى.
(أعوذ بالله ان أكون من الجاهلين) فعلموا انهم قد أخطأوا (فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر) الفارض التي قد ضربها الفحل ولم تحمل، والبكر التي لم تضربها (فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها) أي لونها شديدة الصفر (تسر الناظرين) إليها (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ان البقر تشابه علينا وانا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض) أي لم تذلل (ولا تسقى الحرث) أي لا تسقى الزرع (مسلمة لاشية فيها) أي لا نقط فيها الا الصفرة (قالوا الآن جئت بالحق) هي بقرة فلان فذهبوا ليشتروها، فقال لا يبيعها إلا بملاء جلدها ذهبا فرجعوا إلى موسى فأخبروه فقال لهم موسى: لا بد لكم من ذبحها بعينها، فاشتروها بملاء جلدها ذهبا فذبحوها ثم قالوا ما تأمرنا يا نبي الله فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: قل لهم اضربوه ببعضها وقولوا: من قتلك؟فاخذوا الذنب فضربوه به، وقالوا: من قتلك يا فلان فقال: فلان بن فلان ابن عمه الذي جاء به، وهو قوله: (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون).
241 - في الكافي باسناده إلى أبى البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال من لبس نعلا صفرا كان في سرور حتى يبليها.
242 - عنه عن بعض أصحابنا بلغ به جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال من لبس نعلا صفرا لم ينزل ينظر في سرور ما دامت عليه، لان الله عز وجل يقول، (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين).
243 - في مجمع البيان وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله انهم أمروا بأدنى بقرة ولكنهم لما شددوا على أنفسهم شدد الله عليهم، وأيم الله لو لم يستثنوا ما بينت لهم إلى آخر الأبد.
244 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وقال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام لما نزلت هذه الآية ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة في حق اليهود والنواصب، فغلظ ما وبخهم به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال جماعة من رؤسائهم وذوي الألسن والبيان منهم يا محمد انك تهجونا وتدعى على قلوبنا ما الله يعلم منها خلافة، ان فيها خيرا كثيرا نصوم ونتصدى ونواسي الفقراء! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله انما الخير ما أريد به وجه الله وعمل على ما أمر الله تعالى فاما ما أريد به الرياء والسمعة ومعاندة رسول الله صلى الله عليه وآله واظهار الغنى عليه والتمالك والشرف فليس بخير بل هو الشر الخالص ووبال على صاحبه يعذبه الله به أشد العذاب، فقالوا له يا محمد أنت تقول هذا ونحن نقول بل ما نتفقه الا لابطال أمرك ورفع رياستك ولتفريق أصحابك عنك وهو الجهاد الأعظم نؤمل به من الله الثواب الاجل الاجسم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وفيه الزامهم على الوجه الأعظم.
245 - في الخرايج والجرايح روى عن الحسين بن علي عليهم السلام في قوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) قال.
أنه يقول يبست قلوبكم معاشر اليهود كالحجارة اليابسة، لا ترشح برطوبته، أي انكم لاحق الله تؤدون.
ولا لأموالكم تتصدقون ولا بالمعروف تتكرمون، ولا للضيف تقرون ولا مكروبا تغيثون، ولا بشئ من الانسانية تعاشرون وتواصلون، أو أشد قسوة أبهم على السامعين ولم يبين لهم كما يقول القائل.
أكلت خبزا أو لحما، وهو لا يريد به انه لا أدري أن يبهم على السامع حتى لا يعلم ما إذا أكل، وإن كان يعلم أن قد أكل أيهما، (وان من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار) أي قلوبكم في القساوة بحيث لا يجئ منها خير يا يهودي، وفى الحجارة ما يتفجر منه الأنهار فتجيئ بالخير والنبات لبنى آدم، (وان منها) أي من الحجارة (لما يشقق فيخرج منه الماء) دون الأنهار وقلوبكم لا يجيئ منها الكثير من الخير ولا القليل (وان منها لما يهبط) أي من الحجارة ان أقسم عليها باسم الله تهبط، وليس في قلوبكم شئ منه فقالوا، زعمت يا محمد ان الحجارة الين من قلوبنا وهذه الجبال بحضرتنا فاستشهدها على تصديقك فان نطقت بتصديقك فأنت المحق، فخرجوا إلى أوعر جبل (5) فقالوا، استشهده فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أسئلك يا جبل بجاه محمد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم خفف الله العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على تحريكه، فتحرك الجبل وفاض الماء، فنادى، اشهد انك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وان قلوب هؤلاء اليهود كما وصفت أقسى من الحجارة فقال اليهود، أعلينا تلبس أجلست أصحابك خلف هذا الجبل ينطقون بمثل هذا، فان كنت صادقا فتنح من موضعك إلى ذي القرار، ومر هذا الجبل يسير إليك، ومره أن ينقطع نصفين ترتفع السفلى وتنخفض العليا، فأشار إلى حجر تدحرج، فتدحرج، ثم قال لمخاطبة، خذه وقربه فستعيد عليك ما سمعت، فان هذا خير من ذلك الجبل فاخذه الرجل فأدناه من اذنه فنطق الحجر بمثل ما نطق به الجبل، قال: فأتني بما اقترحت، فتباعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى فضاء واسع ثم نادى، أيها الجبل بحق محمد وآله الطيبين لما اقتلعت من مكانك بإذن الله، وجئت إلى حضرتي، فتزلزل الجبل وسار مثل الفرس الهملاج (6) فنادى: أنا سامع لك ومطيع امرك، فقال: هؤلاء اقترحوا على أن آمرك ان تنقطع من أصلك فتصير نصفين فينحط أعلاك ويرتفع أسفلك، فانقطع نصفين وارتفع أسفله وانخفض أعلاه، فصار فرعه أصله ثم نادى الجبل: أهذا الذي ترون دون معجزات موسى الذي يزعمون انكم به تؤمنون؟فقال رجل منهم، هذا رجل تتأتى له العجايب فنادى الجبل، يا عدو الله أبطلتم بما تقولون نبوة موسى حيث كان وقوف الجبل فوقهم كالظلل، فيقال: هو رجل تتأتى له العجايب فلزمتهم الحجة ولم يسلموا.
246 - في مجمع البيان وقد ورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسى القلوب، وان أبعد الناس من الله القاسي القلب.
247 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن حجرا كان يسلم على في الجاهلية وانى لأعرفه الان.
248 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي ثلث يقسين القلب، استماع اللهو، وطلب الصيد، واتيان باب السلطان.
249 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: ولا يطول عليكم الأمل فتقسو قلوبكم.
250 - عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام لا تفرح بكثرة المال (إلى قوله) وترك ذكرى يقسى القلوب.
251 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير - المؤمنين عليه السلام، ما جفت الدموع الا لقسوة القلوب وما قست القلوب الا لكثرة الذنوب،
252 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى عليه السلام، يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك، والقاسي القلب منى بعيد.
253 - في مجمع البيان: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم الآية روى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: كان قوم من اليهود ليسوا من المعاندين المتواطئين إذا لقوا المسلمين حدثوهم بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وآله فنهاهم كبراؤهم عن ذلك وقالوا، لا تخبروهم بما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وآله فيحاجوكم به عند ربكم، فنزلت هذه الآية.
254 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى أبى محمد العسكري عليه السلام في قوله تعالى ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب الا أماني ان الأمي منسوب إلى أمه أي هو كما خرج من بطن أمه لا يقرأ ولا يكتب، لا يعلمون الكتاب المنزل من السماء، ولا المتكلم به ولا يميزون بينهما الا أماني "، أي الا ان يقرء عليهم ويقال لهم ان هذا كتاب الله وكلامه لا يعرفون ان قرئ من الكتاب خلاف ما هم فيه، وان هم الا يظنون أي ما يقرء عليهم رؤساءهم من تكذيب محمد صلى الله عليه وآله في نبوته وامامته على سيد عترته، وهم يقلدونهم مع أنه محرم عليهم تقليدهم فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا قال عليه السلام، قال الله تبارك وتعالى هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا انها صفة محمد صلى الله عليه وآله وهي خلاف صفته وقالوا للمستضعفين منهم: هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان، انه طويل عظيم البدن والبطن، أهدف أصهب الشعر (7) ومحمد صلى الله عليه وآله بخلافه، وهو يجئ بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة، وانما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رياستهم، وتدوم لهم إصاباتهم ويكفوا أنفسهم مؤنة خدمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخدمة علي عليه السلام وأهل خاصته، فقال الله عز وجل، (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد وعلى عليهما السلام الشدة لهم من العذاب، في أسوء بقاع جهنم، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الأولى، مما يكسبونه من الأموال التي يأخذونها إذا ثبتوا أعوانهم على الكفر بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، والجحد لوصيه وأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام ولى الله، والحديث طويل أخذنا منه ما به كفاية وتركنا الباقي خوف الإطالة.
1- المزادة: ما يوضع فيه الزاد، والسقاء؟جلد السخلة إذا اجدع يكون للماء واللبن.
2- الميضأة: الموضع يتوضأ فيه، المطهرة يتوضأ منها،
3- أشر أشرا: بطر ومرح،
4- الأوعر: المكان الصلب ضد السهل.
5- دابة هملاج: حسنة السير في سرعة وبخترة.
6- الأهدف: كأنه من الهدف بمعنى الجسم. والأصهب ما يخالط بياض شعره حمرة.
7- ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.