قال عز من قائل: ﴿ولا تكونوا أول كافر به ولا تشركوا بآياتي ثمنا قليلا﴾

163 - في مجمع البيان روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من سن سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.

164 - وروى عن أبي جعفر في هذه الآية قال: كان حي بن اخطب وكعب بن الأشرف وآخرون من اليهود لهم مأكلة على اليهود في كل سنة، فكرهوا بطلانها بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحرفوا لذلك آيات، من التوراة فيها صفته وذكره، فذلك الثمن الذي أريد في الآية،

165 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: فلت له المرأة عليها اذان وإقامة؟فقال، إن كانت تسمع اذان القبيلة فليس عليها شئ، والا فليس عليها أكثر من الشهادتين، لان الله تبارك وتعالى قال للرجال أقيموا الصلاة وقال للنساء.

(وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

166 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن إسحاق بن المبارك قال، سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن صدقة الفطرة أهي مما قال الله (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)؟فقال: نعم.

167 - في عيون الأخبار في العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام قال فان قال: فلم أمروا الصلاة؟قيل، لان الصلاة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام لان فيه خلع الأنداد والقيام بين يدي الجبار بالذل والاستكانة، والخضوع والاعتراف وطلب الإقالة من سالف الزمان، ووضع الجبهة على الأرض كل يوم وليلة، ويكون العبد ذاكرا لله تعالى غير ناس له، ويكون خاشعا وجلا متذللا طالبا راغبا في الزيادة للدين والدنيا، مع ما فيه من الانزجار عن الفساد، وصار ذلك عليه في كل يوم وليلة، لئلا ينسى العبد مدبره وخالقه، فيبطر (1) ويطغى، وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدي ربه زجرا له عن المعاصي، وحاجزا ومانعا عن أنواع الفساد.

168 - في من لا يحضره الفقيه وكتب الرضا علي بن موسى عليهما السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب إليه من جواب مسائله ان علة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء، لان الله عز وجل كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال الله: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) في أموالكم اخراج الزكاة، وفى أنفسكم توطين النفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل، والطمع في الزيادة مع ما فيه من الزيادة والرأفة والرحمة لأهل الضعف، والعطف على أهل المسكنة والحث لهم على المواساة وتقوية الفقراء، والمعونة لهم على أمر الدين وهو عظة لأهل الغنى، وعبرة لهم ليستدلوا على فقراء الآخرة بهم، وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله عز وجل لما خولهم وأعطاهم، والدعاء والتضرع والخوف من أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة، في أداء الزكاة والصدقات، وصلة الأرحام واصطناع المعروف.

169 - في عيون الأخبار باسناده إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: إن الله عز وجل أمر بثلاثة يقرون (ظ يقرن) بها ثلاثة أمر بالصلاة والزكاة، فمن صلى ولم يزك لم تقبل صلاته (الحديث)

170 - في مجمع البيان روى انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مررت ليلة اسرى بي على أناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء يا جبرائيل؟فقال هم خطباء من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.

171 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام من لم ينسلخ من هوا جسه (2) ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها، ولم يهزم الشيطان ولم يدخل في كنف الله تعالى و توحيده وأمان عصمته لا يصلح له الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلما أظهر أمرا يكون حجة عليه، ولا ينتفع الناس به، قال الله تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ويقال له يا خائن أتطالب خلقي بما خنت به نفسك، وأرخيت عنه عنانك؟172 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)؟قال نزلت في القصاص والخطاب، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام وعلى كل منبر منهم خطيب مصقع (3) يكذب على الله وعلى رسوله وعلى كتابه.

173 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال في قول الله عز وجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: يا أبا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.

174 - وباسناده إلى خيثمة قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام أبلغ شيعتنا ان أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.

175 - وباسناده إلى ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.

176 - وباسناده إلى قتيبة الأعشى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من أشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا وعمل بغيره.

177 - وباسناده إلى معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره.

178 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن آبائه عن عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل مما خلق الله عز وجل العقل؟قال: خلقه ملك له رؤس بعدد الخلائق، من خلق ومن يخلق إلى يوم القيامة، ولكل رأس وجه ولكل آدمي رأس من رؤس العقل واسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب، وعلى كل وجه ستر ملقى لا يكشف (4) ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ويبلغ حد الرجال أو حد النساء، وإذا بلغ كشف ذلك الستر، فيقع في قلب هذا الانسان نور، فيفهم الفريضة والسنة، والجيد و الردى ألا ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت.

179 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال الصادق عليه السلام: موضع العقل الدماغ الا ترى الرجل إذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

180 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما العقل؟قال: ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟قال: تلك النكري تلك الشيطنة، وهي شبيهة العقل وليست بالعقل.

181 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن طلحة قال أبو عبد الله عليه السلام (الصبر) هو الصوم

182 - في الكافي على عن أبيه عن أبن أبى عمير عن سليمان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: واستعينوا بالصبر قال: يعنى بالصبر الصوم، وقال: إذا نزلت بالرجل النازلة والشدة فليصم، فان الله عز وجل يقول: (واستعينوا بالصبر) يعنى الصيام.

في من لا يحضره الفقيه مرسلا عن الصادق عليه السلام مثله.

183 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل مما اشتبه عليه من الآيات: فاما قوله (بل هم بلقاء ربهم كافرون) يعنى البعث فسماه الله عز وجل لقاءه وكذلك ذكر المؤمنين يظنون أنهم ملاقوا ربهم يعنى انهم يوقنون أنهم يبعثون ويحشرون ويحاسبون، ويجزون بالثواب والعقاب والظن ههنا اليقين.

184 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة وهو قوله عليه السلام، والله لوان كل ملك مقرب وكل نبي مرسل شفعوا في ناصب ما شفعوا.

185 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلث من كن فيه استكمل خصال الايمان: من صبر على الظلم وكظم غيظه، واحتسب وعفى وغفر، كان ممن يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.

186 - عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه: واما شفاعتي ففي أهل الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم.

أقول: والأحاديث في تحقق الشفاعة لأهل المعاصي كثيرة.

187 - في مجمع البيان واما ما جاء في الحديث: لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا فاختلف في معناه، قال الحسن: الصرف العمل، والعدل الفدية، وقال الأصمعي، الصرف التطوع، والعدل الفريضة، وقال أبو عبيدة الصرف الحيلة والعدل الفدية، وقال الكلبي: الصرف الفدية والعدل رجل مكانه.

188 - في تفسير العياشي عن يعقوب الأحمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العدل الفريضة.

189 - عن إبراهيم بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العدل في قول أبى - جعفر عليه السلام الفدا.

190 - قال: ورواه أوساط الرجلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا قال: الصرف النافلة، والعدل: الفريضة.

191 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال يا أمير المؤمنين: اخبرني عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله أي أربعاء هو؟فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر إلى قوله عليه السلام: ويوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان.

192 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعيد بن جبير عن سيد العابدين علي بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي عن أبيه سيد - الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لما حضرت يوسف عليه السلام الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه ثم حدثهم بشدة تنالهم تقتل فيها الرجال، وتشق فيها بطون الحبالى، وتذبح الأطفال، حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طوال، ووصفه ونعته لهم بنعته، فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمأة سنة، حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم، وحمل عليهم بالحجارة والخشب، وطلب الفقيه الذي كان يستريحون إلى أحاديثه، فاستتر فراسلوه فقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك فخرج بهم إلى بعض الصحارى، وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر، وكانت ليلة قمراء - فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم موسى عليه السلام وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه وأقبل إليهم وتحته بغلة، وعليه طيلسان خز فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت، فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما، ثم قال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك فلما رأى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم، فانكبوا على الأرض شكرا لله عز وجل، فلم يزدهم الا ان قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم، ثم غاب بعد ذلك وخرج إلى مدينة مدين، فأقام عند شعيب النبي ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الأولى، وكانت نيفا وخمسين سنة، واشتدت البلوى عليهم، واستتر الفقيه فبعثوا إليه انه لا صبر لنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحارى واستدعاهم وطيب نفوسهم، واعلمهم ان الله عز وجل أوحى إليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة، فقالوا بأجمعهم: الحمد لله فأوحى الله عز وجل إليه قل لهم قد جعلتها ثلثين سنة لقولهم الحمد لله فقالوا: كل نعمة فمن الله فأوحى الله إليه قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة، فقالوا: لا يأتي بالخير الا الله فأوحى الله إليه قل لهم: قد جعلتها عشرا، فقالوا: لا يصرف السوء الا الله، فأوحى الله إليه قل لهم: لا تبرحوا فقد أذنت لكم في فرجكم، فبينا هم كذلك، إذ طلع موسى عليه السلام راكبا حمارا فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه، وجاء موسى عليه السلام حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه: ما اسمك؟قال: موسى قال: ابن من؟قال ابن عمران قال: ابن من؟قال، ابن قاهب بن لاوي بن يعقوب، قال: بماذا جئت؟قال جئت بالرسالة من عند الله عز وجل، فقام إليه فقبل يده ثم جلس بينهم فطيب نفوسهم وأمرهم أمره ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعين سنة.

193 - وباسناده إلى محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن يوسف بن يعقوب عليه السلام حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب وهو ثمانون رجلا فقال: ان هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب، وانما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران عليه السلام غلام طوال جعد أدم، فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمى ابنه عمران ويسمى عمران ابنه موسى.

فذكر أبان بن عثمان عن أبي الحصين عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال، ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل كلهم يدعى انه موسى بن عمران فبلغ فرعون انه يرجعون به ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته وسحرته، ان هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام الذي يولد العام من بني إسرائيل.

فوضع القوابل على النساء وقال لا يولد العام ولد الا ذبح ووضع على أم موسى قابلة فلما راح ذلك بنو إسرائيل قالوا: إذا ذبح الغلمان واستحيى النساء هلكنا فلم نبق، فتعالوا: لا نقرب النساء فقال عمران أبو موسى عليه السلام، بل ائتوهن فان أمر الله واقع ولو كره المشركون، اللهم من حرمه فانى لا أحرمه ومن تركه فانى لا أتركه، ووقع على أم موسى فحملت فوضع على أم موسى قابلة تحرسها فإذا قامت قامت وإذا قعدت قعدت، فلما حملته أمه وقعت عليه المحبة وكذلك بحجج الله على خلقه، فقالت لها القابلة، مالك يا بنية تصفرين وتذوبين فقالت، لا تلوميني فانى إذا ولدت اخذ ولدى فذبح قالت لا تحزني فانى سوف أكتم عليك فلم تصدقها فلما ان ولدت التفتت إليها وهي مقبلة فقالت، ما شاء الله فقالت لها.

ألم أقل انى سوف اكتم عليك ثم حملته فأدخلته المخدع، وأصلحت امره ثم خرجت إلى الحرس فقالت انصرفوا - وكانوا على الباب - فإنما خرج دم مقطع فانصرفوا (الحديث) وهو بتمامه مذكور في القصص.

194 - في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي رحمة الله عليه باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام.

اما مولد موسى عليه السلام فان فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلوا على نسبه أنه يكون من بني إسرائيل، فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيف وعشرون ألف مولود وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تعالى إياه.


1- هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (هوى حبه) وهو مصحف والهواجس جمع الهاجس: ما وقع في جلدك.

2- خطيب مصقع أي بليغ.

3- وفى نسخة (ما يكشف).

4- كذا في النسخ وفى المصدر (اذينوية ووميذوية) بالياء وفى العلل (اذيبوية ومذوية)