قال عز من قائل: ﴿وهم فيها خالدون﴾

61 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام.

انما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها ان يطيعوا الله، ابدا فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى (قل كل يعمل على شاكلته) (1) قال.

على نيته.

62 - تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عند قوله تعالى، (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) (2) يذكر عليه السلام فيه أحوال المتقين بعد دخولهم الجنة وفيه ثم يرجعون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها فهي عين الحياة فلا يموتون ابدا،

63 - وفيه واما قوله، ان الله لا يستحيى ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا فإنه قال الصادق عليه السلام ان هذا القول من الله رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم فقال الله عز وجل: (ان الله لا يستحيى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها).

64 - قال: وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام.

ان هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فالبعوضة أمير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والدليل على ذلك قوله: (فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم له (واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا) فرد الله عليهم فقال: (وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه في علي ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل يعنى من صله أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام (ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون).

65 - في مجمع البيان روى عن الصادق عليه السلام أنه قال، انما ضرب الله المثل بالبعوضة لان البعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين فأراد الله سبحانه ان ينبه بذلك المؤمنين على لطف خلقه وعجيب صنعه.

66 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد بن مسلم أو أبى حمزة عن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام قال: قال لي علي بن الحسين عليه السلام، يا بنى إياك ومصاحبة القاطع لرحمه فانى وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلث مواضع قال في البقرة: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

67 - في عيون لاخبار حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين ابن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عز وجل: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسويهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم قال: هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا لتعتبروا به ولتتوصلوا به إلى رضوانه، ولتتوقوا به من عذاب نيرانه، (ثم استوى إلى السماء) أخذ في خلقها واتقانها (فسويهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم) ولعلمه بكل شئ علم المصالح فخلق لكم كلما في الأرض لمصالحكم يا بني آدم.

68 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال: قال علي عليه السلام لبعض اليهود: وقد سأله عن مسائل وسميت السماء سماء لأنها وسم الماء يعنى معدن الماء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

69 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وفيه يقول عليه السلام وقد ذكر صخرة بيت المقدس ومنها استوى ربنا إلى السماء أي استولى على السماء والملائكة.

70 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها، وأدام مربها، وأعصف مجريها وأبعد منشاها، فأمرها بتصفيق الماء الزخار، وإثارة موج البحار، فمخضته مخض السقا وعصفت به عصفها بالفضاء ترد أوله على آخره.

وساجيه على مائره، حتى عب عبابه ورمى بالزبد ركامه فرفعه في هواء منفتق، وجو منفهق فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا (3).

71 - في عيون الأخبار حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بايلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي محمد بن علي قال: حدثنا أبي علي بن الحسين قال: حدثنا ابن الحسين بن علي عليهم السلام، قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في مسجد الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال يا أمير المؤمنين انى أسئلك عن أشياء فقال سل تفقها ولا تسئل تعنتا (4) فأحدق الناس بأبصارهم فقال: أخبرني عن أول ما خلق الله تبارك وتعالى؟فقال: خلق النور، قال: فمم خلقت السماوات قال من بخار الماء، قال: فمم خلقت الأرض؟قال: من زبد الماء، قال: فمم خلقت الجبال؟قال: من الأمواج، قال: فلم سميت مكة أم القرى؟قال لان الأرض دحيت من تحتها، وسأله عن السماء الدنيا مما هي؟قال من موج مكفوف وسأله عن طول الشمس والقمر وعرضهما؟قال تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ، وسأله كم طول الكوكب وعرضه؟قال اثنا عشر فرسخا في اثنا عشر فرسخا، وسأله عن ألوان السماوات السبع وأسمائها؟فقال له: اسم سماء الدنيا رفيع وهي من ماء ودخان، واسم سماء الثانية قيذوم وهي على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها الماروم وهي على لون الشبه، والسماء الرابعة اسمها ارفلون وهي على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيعون وهي على لون الذهب، والسماء السادسة اسمها عروس وهي من ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها عجماء وهي درة بيضاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

72 - في نهج البلاغة فلما أمهد أرضه وأنفذ أمره اختار آدم عليه السلام خيرة من خلقه وجعله أول جبلته.

73 - في عيون الأخبار حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أبو سعيد النسوي قال حدثني إبراهيم بن محمد بن هارون قال حدثنا أحمد بن الفضل البلخي قال حدثني خالي يحيى بن سعيد البلخي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طوال كث اللحية بعيد ما بين المنكبين، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورحب به ثم التفت إلى فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته، أليس كذلك هو يا رسول الله؟فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بلى ثم مضى فقلت: يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له؟قال: أنت كذلك والحمد لله، ان الله عز وجل قال في كتابه: انى جاعل في الأرض خليفة والخليفة المجعول فيها آدم عليه السلام، وقال عز وجل: (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) فهو الثاني، وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون عليه السلام: (أخلفني في قومي وأصلح) فهو هارون إذا استخلفه موسى عليه السلام في قومه وهو الثالث، وقال عز وجل (واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر وكنت أنت المبلغ عن الله عز وجل وعن رسوله، وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدى عنى، وأنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدى، فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ، أو لا تدري من هو؟قلت: لا قال: ذاك أخوك الخضر عليه السلام فاعلم.

74 - وفيه في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الطواف بالبيت ان الله عز وجل قال للملائكة: انى جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فردوا على الله عز وجل هذا الجواب فندموا، فلاذوا بالعرش فاستغفروا، فأحب الله عز وجل ان يتعبد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح، ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور.

ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به، فتاب الله عز وجل عليه فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.

75 - في كتاب الخصال عن أبي لبابة بن عبد المنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يوم الجمعة سيد الأيام وأعظم عند الله تعالى من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خصال: خلق الله فيه آدم عليه السلام، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض.

وفيه توفى الله آدم عليه السلام

76 - في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام: ألا تدلني على من آخذ عنه ديني؟فقال: هذا على أن أبى أخذ بيدي فأدخلني إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بنى ان الله عز وجل قال: (انى جاعل في الأرض خليفة) وان الله عز وجل إذا قال قولا وفى به.

77 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي عباد عمران ابن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام) قال: بينا أبى عليه السلام وانا في الطواف إذ أقبل رجل شرجب من الرجال فقلت: وما الشرجب أصلحك الله قال: الطويل، فقال: السلام عليكم وأدخل رأسه بيني وبين أبى قال: فالتفت إليه أبى وانا فرددنا عليه السلام ثم قال: أسئلك رحمك الله فقال له أبى نقضي طوافنا ثم تسئلني فلما قضى أبى الطواف دخلنا الحجر فصلينا الركعات ثم التفت فقال، أين الرجل يا بنى؟فإذا هو وراءه قد صلى، فقال: ممن الرجل؟قال: من أهل الشام قال ومن أي أهل الشام؟فقال: ممن يسكن بيت المقدس، فقال: قرأت الكتابين (5) قال: نعم قال.

سل عما بدا لك.

فقال: أسئلك عن بدو هذا البيت؟وعن قوله: (ن والقلم وما يسطرون) وعن قوله: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) (6) فقال: يا أخا أهل الشام اسمع حديثنا ولا تكذب علينا فان من كذب علينا في شئ فقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله فقد كذب على الله، ومن كذب على الله عذبه الله عز وجل.

أما بدو هذا البيت فان الله تبارك وتعالى قال للملائكة.

(انى جاعل في الأرض خليفة) فردت الملائكة على الله تعالى، فقالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فأعرض عنها فرأت ان ذلك من سخطه فلاذت بعرشه، فأمر الله ملكا من الملائكة أن يجعل له بيتا في السماء السادسة يسمى الضراح، بإزاء عرشه، فصيره لأهل السماء يطوفون به يطوف به سبعون ألف ملك في كل يوم لا يعودون ويستغفرون فلما ان هبط آدم إلى السماء الدنيا أمره بمرمة هذا البيت وهو بإزاء ذلك، فصيره لآدم وذريته كما صير ذلك لأهل السماء، قال: صدقت يا بن رسول الله.

78 - على ابن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد ابن أبي نصروا بن محبوب جميعا عن المفضل بن صالح عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول كنت مع أبي في الحجر فبينما هو قائم يصلى إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال: انى أسئلك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها الا أنت ورجل آخر، قال ما هي قال: أخبرني أي شئ كان سبب الطواف بهذا البيت؟فقال.

ان الله تعالى لما أمر الملائكة ان يسجدوا لآدم فردوا عليه فقالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال الله عز وجل: انى اعلم مالا تعملون فغصب عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم ان يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور ومكثوا يطوفون به سبع سنين ويستغفرون الله تعالى مما قالوا ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضى عنهم.

فهذا كان أصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذو الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم و طهورا لهم، فقال صدقت.

79 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسين بن موسى (7) عن زرارة قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فسألني ما عندك من أحاديث الشيعة؟قلت: ان عندي منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها نارا ثم أحرقها، قال ولم؟هات ما أنكرت منها فخطر على بالى الادمون فقال لي ما كان علم الملائكة حيث قالت.

(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).

80 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن قال، حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمر وبن أبي المقدام عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام ان الله تبارك وتعالى لما أحب أن يخلق خلقا بيده وذلك بعد مضى الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة، قال، ولما كان من شأنه أن يخلق آدم عليه السلام للذي أزاد من التدبير والتقدير لما هو مكونه في السماوات والأرض وعلمه لما أراد من ذلك كله كشط عن اطباق السماوات (8) ثم قال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس، فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق عظم ذلك عليهم، وغضبوا الله واسفوا على أهل الأرض ولم يملكوا غضبهم ان قالوا يا رب أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن، وهذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك، ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك، وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تأسف ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك، فلما سمع الله ذلك من الملائكة (قال إني جاعل في الأرض خليفة) لي عليهم فيكون حجة لي عليهم في ارضى على خلقي، فقالت الملائكة سبحانك (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) قالوا: فاجعله منا فانا لا نفسد في الأرض ولا نسفك الدماء، قال الله جل جلاله: يا ملائكتي انى اعلم مالا تعلمون انى أريد أن أخلق خلقا بيدي اجعل ذريته أنبياء مرسلين وعبادا صالحين وأئمة مهتدين اجعلهم خلفائي على خلقي في ارضى ينهونهم عن المعاصي وينذرونهم عذ أبى، ويهدونهم إلى طاعتي، ويسلكون بهم إلى طريق سبيلي واجعلهم حجة لي عذرا أو نذرا وأبين النسناس (9) من ارضى فأطهرها منهم وانقل مردة الجن العصاة عن بريتي وخلقي وخيرتي واسكنهم في الهواء وفى أقطار الأرض الا يجارون نسل خلقي: واجعل بين الجن وبين خلقي حجابا، ولا يرى نسل خلقي الجن ولا يؤانسوهم ولا يخالطونهم ولا يجالسونهم فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم لنفسي أسكنتهم مساكن العصاة وأوردتهم مواردهم ولا أبالي، فقالت الملائكة: يا ربنا افعل ما شئت لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم وتمام الحديث متصلا بهذا مذكور في الحجر عند قوله تعالى: (انى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون).

81 - وباسناده إلى يحيى بن أبي العلا الرازي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد سأله رجل فقال: وأخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه قال: فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إليه وقال: ما سألني عن مسألتك قط أحد قبلك، ان الله عز وجل لما قال للملائكة.

(انى جاعل في الأرض خليفة) ضجت الملائكة من ذلك وقالوا يا رب ان كنت لابد جاعلا في أرضك خليفة فاجعله منا من يعمل في خلقك بطاعتك فرد، عليهم (انى اعلم مالا تعلمون) فظنت الملائكة ان ذلك سخط من الله عز وجل عليهم.

فلاذوا بالعرش يطوفون به، فأمر الله عز وجل لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم.

82 - وباسناده إلى علي بن حديد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليه السلام انه سئل عن ابتداء الطواف؟فقال: ان الله تبارك وتعالى لما أراد خلق آدم عليه السلام قال للملائكة: (انى جاعل في الأرض خليفة) فقال ملكان من الملائكة: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عز وجل، وكان تبارك وتعالى نوره ظاهر للملائكة، فلما وقعت الحجب بينه وبينهما علما.

أنه قد سخط قولهما، فقالا للملائكة: ما حليتنا وما وجه توبتنا؟فقالوا: ما نعرف لكما من التوبة الا أن تلوذا بالعرش، قال: فلاذا بالعرش حتى أنزل الله عز وجل توبتهما، ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما، وأحب الله تبارك وتعالى أن يعبد بتلك العبادة، فخلق الله تعالى البيت في الأرض وجعل على العباد الطواف حوله، وخلق البيت المعمور في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة.

83 - وباسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن علي قال: قلت لأبي عبد الله (10) لم صار الطواف سبعة أشواط؟قال: لان الله تبارك وتعالى قال للملائكة: (انى جاعل في الأرض خليفة) فردوا على الله تبارك وتعالى، (وقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) قال الله: (انى اعلم مالا تعلمون) وكان لا يحجبهم عن نوره، فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام، فلاذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة، وجعله مثابة ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور، فجعله مثابة للناس وأمنا، فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد لكل ألف سنة شوطا واحدا.

84 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟فقال: ان الله هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عز وجل: (انا كنا نستنسخ ما كنتم تعلمون) (11) وقال لأهل النار: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون) (12) فقد علم عز وجل انه لو ردهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لما قالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون) فلم يزل الله عز وجل علمه سابقا للأشياء قديما قبل أن يخلقها فتبارك الله ربنا وتعالى علوا كبيرا خلق الأشياء كما شاء وعلمه بها سابق لها كما شاء، كذلك ربنا لم يزل ربنا عالما سميعا بصيرا.

85 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأل أبى عليه السلام رجل وقال: حدثني عن الملائكة حين ردوا على الرب حيث غضب عليهم وكيف رضى عنهم؟فقال: ان الملائكة طافوا بالعرش سبع سنين يدعونه ويستغفرونه ويسألونه ان يرضى عنهم فرضى عنهم بعد سبع سنين فقال صدقت ومضى فقال أبى عليه السلام: هذا جبرئيل عليه السلام، اتاكم يعلمكم معالم دينكم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

86 - في مجمع البيان روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الملائكة سألت الله تعالى ان يجعل الخليفة منهم وقالوا نحن نقدسك ونطيعك ولا نعصيك كغيرنا، قال: فلما أجيبوا بما ذكر في القرآن علموا انهم تجاوزوا مالهم فلاذوا بالعرش استغفارا، فأمر الله تعالى آدم بعد هبوطه ان يبنى له في الأرض بيتا يلوذ به المخطئون كما لاذ بالعرش الملائكة المقربون، فقال الله تعالى للملائكة: انى اعرف بالمصلحة منكم وهو معنى قوله: (اعلم مالا تعلمون).

87 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن زياد عن أيمن بن محرز عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ان الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام أسماء حجج الله كلها ثم عرضهم - وهم أرواح - على الملائكة فقال: (أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) بأنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم، (قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم) قال الله تبارك وتعالى: يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بها وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا انهم أحق بان يكونوا خلفاء الله في ارضه وحججه على بريته، ثم غيبهم عن أبصارهم و استعبدهم بولايتهم ومحبتهم، وقال لهم: ألم أقل لكم انى أعلم غيب السماوات والأرض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون حدثنا بذلك أحمد بن الحسين القطان عن الحسن ابن علي السكوني عن محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام.

88 - في مجمع البيان وقد روى عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال: الأرضين والجبال والشعاب والأودية، ثم نظر إلى بساط تحته فقال: وهذا البساط مما علمه.

89 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله مثل لي أمتي في الطين وعلمني أسمائهم كما علم آدم الأسماء كلها.

90 - محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دالجوح (13) فيه حب مختلط، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلقى إلى علي حبة حبة ويسأله أي شئ هذا؟وجعل على يخبر؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما ان جبرئيل أخبرني ان الله علمك اسم كل شئ كما علم آدم الأسماء كلها.

91 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام ويقول فيها: الذي عجزت الملائكة على قربهم من كرسي كرامته وطول ولههم إليه، وتعظيم جلال عزه وقربهم من غيب ملكوته أن يعلموا من أمره الا ما أعلمهم، وهم من ملكوت القدس بحيث هم، ومن معرفته على ما فطرهم عليه أن قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم، فما ظنك أيها السائل ممن هو كذا؟.

92 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (وعلم آدم الأسماء كلها) قال: أسماء الجبال والبحار والأودية والنبات، والحيوان، ثم قال الله عز وجل للملائكة: (أنبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) فقالوا كما حكى الله (سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم) فقال الله: (يا آدم أنبئهم بأسمائهم) فاقبل آدم عليه السلام يخبرهم فقال الله: ألم أقل لكم انى اعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) فجعل آدم عليه السلام حجة عليهم.

93 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عما ندب الله الخلق إليه أدخل فيه الضلال؟قال: نعم والكافرون دخلوا فيه، لان الله تبارك وتعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم، فدخل في أمره الملائكة وإبليس، فان إبليس كان مع الملائكة في السماء يعبد الله وكانت الملائكة تظن انه منهم ولم يكن منهم، فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم اخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد، فعلمت الملائكة عند ذلك ان إبليس لم يكن منهم فقيل له عليه السلام: فكيف وقع الامر على إبليس وانما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم؟فقال: كان إبليس مبهم بالولاء ولم يكن من جنس الملائكة، وذلك أن الله خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس منهم حاكما في الأرض، فعتوا وافسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه إلى السماء، فكان مع الملائكة يعبد الله إلى أن خلق الله تبارك وتعالى آدم.

94 - وفيه حديث طويل عن العالم عليه السلام وفيه: فخلق الله آدم فبقي أربعين سنة مصورا، وكان يمر به إبليس اللعين فيقول: لأمر ما خلقت؟فقال العالم عليه السلام: فقال إبليس: لان أمرني الله بالسجود لهذا لعصيته: قال ثم نفخ فيه فلما بلغت فيه الروح إلى دماغه عطس عطسة فقال: الحمد لله، فقال الله له: يرحمك الله، قال الصادق عليه السلام فسبقت له من الله الرحمة، ثم قال الله تبارك وتعالى للملائكة اسجدوا لآدم، فسجدوا له فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد.

95 - في روضة الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن علي بن حديد عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن إبليس أكان من الملائكة أم كان يلي شيئا من أمر السماء؟فقال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء ولا كرامة، فأتيت الطيار فأخبرته بما سمعت فأنكره وقال: كيف لا يكون من الملائكة والله عز وجل يقول: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا إبليس ودخل عليه الطيار وسأله وانا عنده فقال له: جعلت فداك أرأيت قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا) في غير مكان من مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذا المنافقون؟قال: نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.

96 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل قال: كان الطيار يقول لي إبليس ليس من الملائكة، وانما أمرت الملائكة بالسجود لآدم فقال إبليس: لا أسجد فما لإبليس يعصى حين لم يسجد، وليس هو من الملائكة، قال: فدخلت أنا وهو على أبى عبد الله عليه السلام قال: فأحسن والله في المسألة، فقال: جعلت فداك أرأيت ما ندب الله عز وجل إليه المؤمنين من قوله (يا أيها الذين آمنوا) ادخل في ذلك المنافقون معهم؟قال: نعم والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة وكان إبليس ممن أقر بالدعوة الظاهرة معهم.

97 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إن الملائكة كانوا يحسبون ان إبليس منهم وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب، فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين).

98 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عمن أخبره عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله تيما وعديا وبنى أمية يركبون منبره أفظعه (14) فأنزل الله تبارك وتعالى وقرآنا يتأسى به: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا إبليس أبى) ثم أوحى إليه يا محمد انى أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيتك.

99 - وباسناده إلى موسى بن بكر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الكفر و الشرك أيهما أقدم؟قال: فقال لي: ما عهدي بك تخاصم الناس (15) قلت: أمرني هشام بن سالم أن أسألك عن ذلك، فقال لي: الكفر أقدم وهو الجحود، قال الله عز وجل: (الا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)،

100 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليه السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليه السلام في كلام طويل.

هذا آدم أسجد الله له ملائكته فهل فعل بمحمد شيئا من هذا؟ فقال له علي عليه السلام.

لقد كان كذلك ولئن أسجد الله لآدم ملائكته فان سجودهم لم يكن سجود طاءة، انهم عبدوا آدم من دون الله عز وجل ولكن اعترافا لآدم بالفضيلة، ورحمة من الله له ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم اعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله عز وجل صلى في جبروته والملائكة بأجمعها، وتعبد المؤمنون بالصلاة عليه، فهذه زيادة له يا يهودي.

101 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه.

ان الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا واكراما، وكان سجودهم لله تعالى عبودية، ولآدم اكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون.

102 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام بعدان ذكر وفاة آدم عليه السلام وهبة الله حتى إذا بلغ الصلاة عليه، قال هبة الله.

يا جبرئيل تقدم فصل على آدم، فقال له جبرئيل عليه السلام.

يا هبة الله ان الله أمرنا ان نسجد لأبيك في الجنة، فليس لنا ان نؤم أحدا من ولده.

103 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله وحضرت الصلاة اذن جبرئيل وأقام الصلاة، فقال: يا محمد تقدم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله.

تقدم يا جبرئيل فقال له.

انا لا نتقدم على الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم.

104 - وباسناده إلى محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما سمى آدم آدم لأنه خلق من أديم الأرض (16).

105 - وباسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اخبرني عن آدم لم سمى آدم؟قال لأنه من طين الأرض وأديمها.

106 - في عيون الأخبار عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه.

وسأله لم سمى آدم آدم؟قال: لأنه خلق من أديم الأرض، وسأله عن اسم إبليس ما كان في السماء؟فقال: كان اسمه الحارث، وسأله عن أول من كفروا نشأ الكفر؟فقال: إبليس لعنه الله

107 - في كتاب التوحيد عن أبي جعفر (ع) حديث طويل يقول في آخره لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد؟أو ترى ان الله لم يخلق بشرا غيركم؟بلى والله لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدمين وقد سبق في الفاتحة.

108 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا (ع) انه ذكران اسم إبليس الحارث، وانما قول الله عز وجل: يا إبليس يا عاصي، وسمى إبليس لأنه أبلس من رحمة الله عز وجل.

109 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله (ع) قال: الآباء ثلاثة: آدم ولد مؤمنا، والجان ولد مؤمنا وكافرا، وإبليس ولد كافرا وليس فيهم نتاج، انما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم إناث.

110 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون.

يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟قال، بلى، فما معنى قول الله عز وجل وعصى آدم ربه فغوى فقال عليه السلام ان الله تبارك وتعالى قال لآدم عليه السلام، أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة وأشار لهما إلى شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ولم يقل لهما ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة وانما نهاكما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدلاهما بغرور فأكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تبارك و تعالى، (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) وقال عز وجل (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).

111 - في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن سلم بن شهاب قال، سئل علي بن الحسين عليه السلام أي الأعمال أفضل عند الله عز وجل؟فقال: مامن عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من بغض الدنيا وان لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا فأول ما عصى الله به الكبر وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص هي معصية آدم وحوا حين قال الله عز وجل لهما: (كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فأخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به إليه.

112 - في عيون الأخبار باسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي اكل منها آدم وحوا ما كانت؟فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروى انها الحنطة، ومنهم من يروى انها العنب، ومنهم من يروى انها شجرة الحسد؟فقال: كل ذلك حق، قلت: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟فقال: يا أبا الصلت ان شجرة الجنة تحمل أنواعا، وكانت شجرة الجنطة وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا، وان آدم لما أكرمه الله تعالى ذكره باسجاد ملائكته له وبادخال الجنة، قال في نفسه، هل خلق الله بشرا أفضل منى؟فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه، فناداه ارفع رأسك يا آدم وانظر إلى ساق عرشي، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فقال آدم عليه السلام: يا رب من هؤلاء؟فقال عز وجل: هؤلاء من ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي، ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار، ولا السماء ولا الأرض، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان حتى اكل من الشجرة التي نهى عنها، وتسلط على حوا لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد حتى اكلت من الشجرة كما اكل آدم، فأخرجهما الله تعالى من جنته واهبطهما عن جواره إلى الأرض.

113 - في مجمع البيان: (ولا تقربا هذه الشجرة) أي لا تأكلا منها، وهو المروى عن الصادق، وقيل: هي شجرة الكافور يروى عن علي عليه السلام

114 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) قال: فهبط آدم على الصفا وانما سميت الصفا لان صفوة الله هبط عليها، ونزلت حوا على المروة، وانما سميت المروة لأن المرأة نزلت عليها، فبقي آدم أربعين صباحا ساجدا يبكى على الجنة، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا آدم ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته؟قال: بلى، قال: وأمرك ان لا تأكل من الشجرة فلم عصيته؟قال: يا جبرئيل ان إبليس حلف لي بالله انه لي ناصح، وما ظننت ان خلقا خلقه الله يحلف بالله كاذبا.

115 - قال: وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم عليه السلام، فجمع فقال له موسى: يا أبت ألم يخلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته؟وأمرك ان لا تأكل من الشجرة فلم عصيته؟قال.

يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في التوراة؟قال: ثلثين الف سنة (17) قال.

قال فهو ذلك، قال الصادق عليه السلام فحج آدم موسى عليه السلام (18)

116 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسايل، فكان فيما سأله أنه قال له: لأي شئ فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلثين يوما، و فرض الله على الأمم أكثر من ذلك؟فقال النبي صلى الله عليه وآله، ان آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلثين يوما، ففرض الله على ذريته ثلثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم، وكذلك على آدم.

117 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن عثمان عن الحسن بن بشار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن جنة آدم؟فقال جنة من جنان الدنيا، يطلع عليها الشمس و القمر، ولو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبدا.

118 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسين بن ميسر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جنة آدم، فقال جنة من جنات الدنيا يطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا.

119 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن واصل ابن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أمر الله ولم يشأ وشاء ولم يأمر، أمر إبليس أن يسجد لآدم وشاء أن لا يسجد، ولو شاء لسجد، ونهى آدم عن أكل الشجرة وشاء ان يأكل منها، ولو لم يشأ لم يأكل.

120 - علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد الهمداني ومحمد بن الحسن عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن لله إرادتين ومشيتين، إرادة حتم وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء، ويأمر وهو لا يشاء، أوما رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك ولو لم يشأ ان يأكلا لما غلبت مشيتهما مشية الله، وأمر إبراهيم أن يذبح إسحاق ولم يشأ أن يذبحه، ولو شاء لما غلبت مشية إبراهيم مشية الله.

121 - في نهج البلاغة قال عليه السلام بعد ان ذكر آدم عليه السلام: فأهبطه بعد التوبة ليعمر أرضه بنسله، وليقيم الحجة به على عباده.

122 - وفيه أيضا: ثم أسكن الله سبحانه آدم دارا أرغد فيها عيشته، وأمن فيها محلته (19) وحذره إبليس وعداوته، فاغتره عدوه نفاسة عليه بدار المقام، ومرافقة الأبرار، فباع اليقين بشكه، والعزيمة بوهنه، واستبدل بالجزل (20) وجلا، وبالاغترار ندما، ثم بسط الله سبحانه له في توبته، ولقاه كلمة رحمته، ووعده المرد إلى جنته، فاهبطه إلى دار البلية وتناسل الذرية.

123 - في تفسير علي بن إبراهيم حديث طويل عن الصادق عليه السلام وفى آخره فقال الله لهما: اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين قال: إلى يوم القيامة.

124 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام كم كان طول آدم حين هبط به إلى الأرض وكم كان طول حوا؟قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام ان الله عز وجل لما أهبط آدم و زوجته حوا عليهما السلام إلى الأرض كانت رجلاه بثنية الصفا، ورأسه دون أفق السماء، و انه شكا إلى الله عز وجل ما يصيبه من حر الشمس، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام ان آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس، فاغمزه غمزة (21) وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه، وأغمز حوا غمزة فصير طولها خمسة وثلثين ذراعا بذراعها (22)

125 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لما اهبط آدم عليه السلام من الجنة أهبط على ابن قبيس، فشكا إلى ربه عز وجل الوحشة فإنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة، فاهبط الله تعالى عليه ياقوتة حمراء، فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان ضوئها يبلغ موضع الاعلام، فعلمت الاعلام على ضوئها فجعله الله حرما وباسناده إلى صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه السلام مثله.

126 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وسأله عن أكرم واد على وجه الأرض؟فقال: واد يقال له سرانديب، سقط فيه آدم من السماء.

127 - في كتاب الخصال عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين عليهم السلام، فاما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية (الحديث).

128 - عن أبي لبابة عن عبد المنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة سيد الأيام، خلق الله فيه آدم، واهبط فيه آدم إلى الأرض.

129 - عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: انما كان لبث آدم وحوا في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى اهبطهما تعالى من يومهما ذلك.

130 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال.

نخر إبليس نخرتين (23) حين اكل آدم من الشجرة حين اهبط به من الجنة.

131 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله قال، سمى الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه، فقطع للجبل اسم من اسم آدم عليه السلام، وهبطت حوا على المروة وانما سميت المروة مروة لأن المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة.

132 - وباسناده إلى أبى خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن آدم انزل فنزل في الهند.

133 - وباسناده إلى علي بن حسان الواسطي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اهبط الله آدم من الجنة على الصفا وحوا على المروة، وقد كانت امتشطت في الجنة، فلما صارت في الأرض قالت: ما أرجو من المشط وانا مسخوط على فحلت مشطتها فانتشر من مشطها العطر الذي كانت امتشطت به في الجنة، فطارت به الريح فألقت أثره في الهند، فلذلك صار العطر بالهند،

134 - وفى حديث آخر انها حلت عقيصتها (24) فأرسل الله عز وجل على ما كان فيها من ذلك الطيب ريحا فهبت به في المشرق والمغرب.

135 - أبى (ره) قال: حدثنا علي بن سليمان الرازي (25) قال: حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: كيف كان أول الطيب؟قال: فقال لي: ما يقول من قبلكم فيه؟قلت: يقولون: ان آدم لما هبط إلى ارض الهند فبكى على الجنة فسالت دموعه فصارت عروقا في الأرض، فصارت طيبا، فقال: ليس كما يقولون ولكن حوا كانت تغلفت قرونها (26) من أطراف شجر الجنة، فلما هبطت إلى الأرض وبليت بالمعصية رأت الحيض فأمرت بالغسل، فنفضت قرونها (27) فبعث الله عز وجل ريحا طارت به وحفظته (28) فذرت حيث شاء الله عز وجل فمن ذلك الطيب.

136 - وباسناده إلى عمر بن علي عن أبيه بن أبي طالب عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله سئل مما خلق الله عز وجل الكلب؟قال: خلقه من بزاق إبليس، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: لما اهبط الله عز وجل آدم وحوا إلى الأرض اهبطهما كالفرخين (29) المرتعشين فعدا إبليس الملعون إلى السباع وكانوا قبل آدم في الأرض: فقال لهم: ان طيرين قد وقعا من السماء لم ير الراؤن أعظم منهما، تعالوا فكلوهما، فتعادت السباع معه وجعل إبليس بحثهم ويصيح ويعدهم بقرب المسافة، فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق.

فخلق الله عز وجل من ذلك البزاق كلبين أحدهما ذكر والآخر أنثى، فقاما حول آدم وحوا الكلبة بجدة والكلب بالهند، فلم يتركوا (30) السباع أن يقربوهما، ومن ذلك اليوم الكلب عدو السبع والسبع عدو الكلب.

137 - وباسناده إلى زيد بن علي عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عز وجل حين أمر آدم ان يهبط هبط آدم وزوجته، وهبط إبليس ولا زوجة له، وهبط الحية ولازوج لها، فكان أول من يلوط بنفسه إبليس لعنه الله، فكانت ذريته من نفسه، وكذلك الحية وكانت ذرية آدم من زوجته، فأخبرهما انهما عدوان لهما.

138 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما اهبط الله تعالى آدم من الجنة اهبط معه مائة وعشرين قضيبا، منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها، وأربعون منها ما يؤكل داخلها ويرمى خارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى داخلها، وغرارة (31) فيها بذر كل شئ من النبات.

139 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الطفيل عامر بن واثلة عن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسايل: يا يهودي اما أول حجر وضع على وجه الأرض فان اليهود يزعمون أنها صخرة بيت المقدس وكذبوا، ولكنه الحجر الأسود الذي نزل به آدم عليه السلام معه من الجنة، وأول شجرة نبتت على وجه الأرض فان اليهود يزعمون أنها الزيتونة وكذبوا ولكنها نخلة من العجوة، نزل بها آدم عليه السلام معه من الجنة وبالفحل.

140 - وباسناده إلى يحيى المديني عن أبي عبد الله عن علي عليهما السلام مثله الا ذكر الفحل.

وباسناده إلى الحكم بن مسكين الثقفي عن صالح عن جعفر بن محمد عن علي عليه السلام مثله الا ذكر الفحل أيضا.

141 - في الكافي باسناده إلى مسمع عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما هبط آدم إلى الأرض احتاج إلى الطعام والشراب، فشكى إلى جبرئيل فقال له جبرئيل: يا آدم كن حراثا، قال: فعلمني دعاء قال: قل (اللهم اكفني مؤنة الدنيا وكل هول دون الجنة وألبسني العافية حتى تهينني المعيشة).

142 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم صاحب الشعير عن كثير بن كلثمة عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل فتلقى آدم من ربه كلمات قال (لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني وأنت ارحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب على انك أنت التواب الرحيم) .

143 - وفى رواية أخرى وقوله عز وجل: (فتلقى آدم من ربه كلمات) قال: سأله بحق محمد وعلى والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام.

144 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا - عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته ان قال: (اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد لما (غفرت لي) فغفر الله له والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

145 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي سعيد المدائني يرفعه في قول الله عز وجل: (فتلقى آدم من ربه كلمات) قال: سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

146 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل فيه يقول عليه السلام بعد ان ذكران آدم وحوا تمنيا منزلة أهل البيت عليهم السلام فلما أراد الله عز وجل أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل عليه السلام فقال لهما: إنكما انما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزائكما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عز وجل إلى أرضه، فسلا ربكما بحق الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما، فقالا: (اللهم انا نسئلك بحق الأكرمين عليك محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والأئمة الا تبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما انه هو التواب الرحيم.

147 - في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟قال سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا تبت على فتاب عليه.

148 - عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) ما هذه الكلمات؟قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: (يا رب أسئلك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الا تبت على فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم.

149 - عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل ان يخلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار إلى أن قال.

حتى أخرجه من صلب عبد الله ابن عبدا لمطلب، فأكرمه بست كرامات ألبسه قميص الرضا ورداه رداء الهيبة وتوجه بتاج الهداية والبسه سراويل المعرفة وجعل تكته تكة المحبة يشد بها سراويله، وجعل نعله نعل الخوف، وناوله عصاء المنزلة، ثم قال الله عز وجل يا محمد اذهب إلى الناس فقل لهم: قولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان أصل ذلك القميص من ستة أشياء قامته من الياقوت وكماه من اللؤلؤ، ودخر يصيه (32) من البلور الأصفر وإبطاه عن الزبرجد وجربانه (33) من المرجان الأحمر وجيبه من نور الرب جل جلاله فقبل الله عز وجل توبة آدم بذلك القميص ورد خاتم سليمان به ورد يوسف إلى يعقوب به ونجى يونس من بطن الحوت به وكذلك ساير الأنبياء عليهم السلام نجاهم من المحن به ولم يكن ذلك القميص الاميص محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

150 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى فرات ابن أحنف عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال لولا أن آدم أذنب ما أذنب مؤمن أبدا ولولا أن الله عز وجل تاب على آدم ما تاب على مذنب أبدا.

151 - وباسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل.

واما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل آدم فيها من الشجرة، فأخرجه الله من الجنة.

فأمر الله عز وجل ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لامتي فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل وأوصاني ان احفظها من بين الصلوات واما صلاة المغرب فهي ساعة التي تاب الله عز وجل فيها على آدم وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه ثلاثمأة سنة من أيام الدنيا وفى أيام الآخرة يوم كألف سنة ما بين العصر والعشاء فصلى آدم ثلث ركعات ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حوا، وركعة لتوبته فافترض الله عز وجل هذه الثلث ركعات على أمتي وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربي عز وجل أن يستجيب لمن دعاه فيها.

152 - وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله (ع) قال إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يتوب على آدم عليه السلام أرسل إليه جبرئيل فقال له السلام عليك يا آدم الصابر على بليته التائب عن خطيئته ان الله تبارك وتعالى بعثني إليك لأعلمك المناسك التي يريد أن يتوب عليك بها، واخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتى أتى البيت فنزلت عليه غمامة من السماء فقال له جبرئيل خط برجلك حيث أظلك هذا الغمام ثم انطلق به حتى اتى به إلى منى فأراه موضع مسجد منى فخطه وخط المسجد الحرام بعد ما خطه مكان البيت ثم انطلق به إلى عرفات فاقامه على العرفة وقال له: إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات، ففعل ذلك آدم صلى الله عليه وآله، ولذلك سمى المعترف، لان آدم عليه السلام اعترف عليه بذنبه، فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم، ويسئلون الله عز وجل التوبة كما سألها أبوهم آدم، ثم أمره جبرئيل عليه السلام فأفاض من عرفات، فمر على الجبال السبعة، فأمره ان يكبر على كل جبل أربع تكبيرات، ففعل ذلك آدم ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل، فجمع فيها بين صلاة المغرب وبين صلاة العشاء فلذلك سميت جمعا لان آدم جمع فيها بين الصلاتين، فوقت العتمة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ثم أمره ان ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح ثم أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع، وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات، ويسئل الله عز وجل التوبة والمغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، وانما جعل اعترافين ليكون سنة في ولده فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعا فقد وفى بحجه فأفاض آدم من جمع إلى منى، فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلى ركعتين في مسجد منى، ثم أمره أن يقرب إلى الله عز وجل قربانا ليتقبل الله منه، ويعلم ان الله قد تاب عليه، ويكون سنة في ولده القربان فقرب آدم عليه السلام قربانا فقبل الله منه قربانه، وأرسل الله عز وجل نارا من السماء فقبضت قربان آدم، فقال له جبرئيل، ان الله تبارك وتعالى قد أحسن إليك إذ علمك المناسك التي تاب عليك بها، وقبل قربانك فأحلق رأسك تواضعا لله عز وجل إذ قبل قربانك فحلق آدم رأسه تواضعا لله تبارك وتعالى، ثم اخذ جبرئيل بيد آدم فانطلق به إلى البيت، فعرض له إبليس عند جمرة العقبة، فقال له: يا آدم أين تريد؟قال جبرئيل: يا آدم ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، فذهب إبليس ثم أخذ بيده في اليوم الثاني فانطلق به إلى الجمرة الأولى، فعرض له إبليس فقال له: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فقال له: يا آدم أين تريد؟فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له: يا آدم أين تريد - فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم عليه السلام فذهب إبليس ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع فذهب إبليس فقال له جبرئيل: انك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا، ثم انطلق به إلى البيت فأمره ان يطوف بالبيت سبع مرات، ففعل ذلك آدم فقال له جبرئيل: ان الله تبارك وتعالى قد غفر لك وقبل توبتك وحلت لك زوجتك.

153 - وباسناده إلى أبى خديجة عن أبي عبد الله (ع) قال سئل أبى (ع) رجل وقال حدثني عن رضا الرب عن آدم عليه السلام، فقال: ان آدم انزل فنزل في الهند وسئل ربه عز وجل هذا البيت فأمره ان يأتيه فيطوف به أسبوعا ويأتي منى وعرفات، فيقضى مناسكه كلها فجاء من الهند فكان موضع قدميه حيت يطأ عليه عمران، وما بين القدم إلى القدم صحارى ليس فيها شئ، ثم جاء إلى البيت فطاف أسبوعا وأتى مناسكه فقضيها كما أمره الله فقبل الله منه التوبة وغفر له، قال: فجعل طواف آدم عليه السلام لما طافت الملائكة بالعرش سبع سنين.

فقال جبرئيل عليه السلام.

هنيئا لك يا آدم لقد غفر لك لقد طفت بهذا البيت قبلك بثلاثة آلاف سنة، فقال آدم عليه السلام.

يا رب اغفر لي، ولذريتي من بعدى، فقال: نعم من آمن منهم بي وبرسلي فقال: صدقت ومضى فقال أبى عليه السلام، هذا جبرئيل عليه السلام أتاكم يعلمكم معالم دينكم؟والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

154 - في عيون الأخبار عن علي عليه السلام حديث طويل وفيه: وسأله كم كان عمر آدم عليه السلام قال: تسعمائة سنة وثلاثون سنة.

155 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: عاش أبو البشر آدم عليه السلام سبعمائة وثلثين سنة


1- الاسراء: 84.

2- مريم: 85. والحديث مروى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه سئل النبي صلى الله عليه وآله عن تفسير هذه الآية.

3- أقول: قوله عليه السلام: اعتقم مهبها أي جعل هبوبها عقيما قال ابن أبي الحديد والريح العقيم التي لا تلقح سحابا ولا شجرا وكذلك كانت تلك الرياح المشار إليها لأنه سبحانه انما خلقها لتمويج الماء فقط وقيل إن المعنى: صار مهبها ضيقا لان الاعتقام هو أن تحفر البئر، فإذا قربت من الماء احتفرت بئرا صغيرا بقدر ما تجد طعم الماء، فإن كان عذبا حفرت بقيتها، فاستعير هنا من حيث ضيق المهب كما يحتفر البئر الصغير. قوله عليه السلام: (وادام مربها) أي ملازمتها لتحريك الماء من أرب بالمكان مثل ألب به أي لازمه. قوله عليه السلام: وأعصف مجراها) أي جريانها أو أسند إلى المحل مجازا من قبيل سال الميزاب، وأبعد منشأها، أي جعل مبدئها بعيدا لا يعرف ثم سلطها على ذلك الماء. قوله عليه السلام (فأمرها بتصفيق الماء الزخار التصفيق من صفقه إذا قلبه أو بمعنى الضرب الذي له صوت أو من صفق الشراب إذا حوله ممزوجا عن اناء إلى آخر ليصفو. و زخر البحر: أي مدو كثر ماؤه وارتفعت أمواجه. والزخار: فعال للمبالغة والإثارة: الهيجان. قوله عليه السلام: (فمخضته مخض السقا...) المخض: التحريك يقال مخضت اللبن إذا حركته لاستخراج ما فيه من الزبد، والسقاء ككساء: ما يوضع فيه الماء و اللبن ونحوهما من جلد الغنم ونحوه ليخرج زبده وهو قريب من القربة، والتشبيه للإشارة إلى شدة التحريك. ومعنى قوله (ع) (وعصفت به عصفها بالفضاء) معنى لطيف: يقول إن الريح إذا عصفت بالفضاء الذي لا أجسام فيه كان عصفها شديدا لعدم المانع وهذه الريح عصفت بذلك الماء العظيم عصفا شديدا كأنها تصعف لا ممانع لها فيه من الأجسام. (وساجيه على مائره) الساجي: الساكن، والمائر: المتحرك. قوله عليه السلام: (حتى عب عبابه...) عب الماء: ارتفع. وعباب كغراب: معظم الماء وكثرته وطغيانه، والمعنى: حتى ارتفع معظمه وأعلاه، والركام: المتراكم. قوله عليه السلام: (فرفعه في هواء...) أي رفع الله ذلك الزبد، في هواء مفتوق أي مفتوح. والجو المنفهق: المفتوح الواسع و (المكفوف) الممنوع من السقوط والسيلان، و (السمك): البناء.

4- قال الطريحي: التعنت: طلب العنت وهو الامر الشاق أي لا تسألا لغير الوجه الذي ينبغي طلب العلم له كالمغالبة والمجادلة.

5- قال الفيض (ره) في الوافي: أي التوراة والقرآن.

6- المعارج: 25 و 26.

7- وفى المصدر: (الحسن بن موسى) مكبرا ولكن الظاهر هو المختار.

8- كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه.

9- أي أخرجهم.

10- كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين (ع) قال: قلت: لم صار الطواف، الخ) وتوافقه نسخة الوسائل وهو الصحيح ونقل في هامشه عن بعض النسخ زيادة كلمة (لأبي) بعد لفظة (قلت) واماما تراه في المتن فهو خلاف الظاهر لكن النسخ متوافقة عليه فتركناه على حاله.

11- الجاثية: 29،

12- الانعام: 28،

13- كذا، ... فظع فلان بالامر: هاله وغلبه فلم يثق بأن يطيقه،

14- أي ما كنت أظن انك تخاصم الناس أولم يكن قبل هذا ممن يخاصم المخالفين قاله المجلسي (ره)،

15- أديم الأرض: وجهها،

16- وفى نسخة البحار: بثلاثين سنة).

17- قال المجلسي (ره) في بيان الحديث ما لفظه: وجدان الخطيئة قبل الخلق اما في عالم الأرواح بأن يكون روح موسى (ع) اطلع على ذلك في اللوح) أو المراد انه وجد في التوراة ان تقدير خطيئة آدم (ع) كان قبل خلقه بثلاثين سنة. وقوله (ع) فحج أي غلب عليه في الحجة وهذا يرجع إلى القضاء والقدر.

18- الرغد: النفع الواسع الكثير الذي ليس فيه عناء، والعيشة مصدر عاش يعيش وهو الحياة وما يعاش به من الرزق والطعام والخبز. ومحلة القوم: منزلهم. أي جعله فيها في عيشة واسعة وامن من الآفات.

19- الجذل: الفرح.

20- غمزه: كبسه بيده أي مسه بيده ولينه.

21: اعلم أن هذا الخبر من مشكلات الاخبار ومعضلات الآثار، وقد ذكر في البحار في شرحه كلاما طويلا يطول المقام بذكره فراجع ج 5: 34 من الطبعة القديمة و ج 11: 127 من الحديثة.

22- نخر الانسان والفرس: مد الصوت والنفس في خياشيمه:

23- العقيصة: المنسوجة من شعر الرأس.

24- وفى نسخة البحار (الزراري) أي المنسوب إلى زرارة بن أعين ولعله الصحيح.

25- أي تلطخها. والقرن: القطعة الملتفة من الشعر.

26- أي حركتها.

27- وفى نسخة البحار (وخفضته).

28- الفرخ. ولد الطاير.

29- فلم يتركا، ظ.

30- الغرارة - بالكسر - الجوالق.

31- الدخريصة من القميس: ما يوصل به البدن ليوسعه:

32- الجربان من القميس: طوقه.

33- الضمير يرجع إلى الأمة.