قال عز من قائل: ﴿ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم﴾
39 - في عيون الأخبار فيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا عليه السلام أنه قال: فان قال، فلم يعبدوه؟(1) (قيل).
لئلا يكونوا ناسين لذكره ولا تاركين لأدبه، ولا لاهين عن أمره ونهيه، إذا كان فيه صلاحهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم عليهم الأمد فقست قلوبهم.
40 - في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه السلام يقول فيها.
أول عبادة الله معرفته، وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيد الله نفى الصفات عنه، بشهادة العقول ان كل صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل مخلوق ان له خالقا ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران بالحدث، وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث.
41 - في أصول الكافي - علي بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال: كتبت إلى أبى جعفر عليه السلام - أو قلت له -: جعلني الله فداك نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟قال.
فقال: ان من عبد الاسم دون المسمى بالأسماء فقد أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا، بل ا عبد الله الواحد الأحد الصمد المسمى بهذه الأسماء دون الأسماء، ان الأسماء صفات وصف بها نفسه تعالى.
42 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أفضل العبادة ادمان التفكر في الله وفى قدرته.
43 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم، انما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل.
44 - وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: قال أبو جعفر عليه السلام.
ان أشد العبادة الورع.
45 - وباسناده إلى علي بن الحسين عليه السلام قال: من عمل بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس.
46 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العبادة ثلاثة، قوم عبدوا الله عز وجل خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عز وجل حبا له فتلك عبادة الأحرار، وهي أفضل العبادة.
47 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى إسماعيل بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العبادة سبعون جزءا أفضلها جزءا طلب الحلال.
48 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام أنه قال: النظر إلى ذريتنا عبادة، فقيل له: يا بن رسول الله النظر إلى الأئمة منكم عبادة أو النظر إلى جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟قال: بل النظر إلى جميع ذرية النبي صلى الله عليه وآله عبادة ما لم يفارقوا منهاجه، ولم يتلوثوا بالمعاصي.
49 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما عبد الله بشئ أفضل من الصمت والمشي إلى بيته.
50 - عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: لا عبادة الا بتفقه.
51 - وفيما أوصى به النبي عليا عليهما السلام: يا علي من اتى بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس.
52 - في عيون الأخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام في قول الله عز وجل الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناءا قال: جعلها ملائمة بطبائعكم موافقة لأجسادكم ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم ولا شديد طيب الريح فتصدع هاماتكم ولا شديد النتن فتعطبكم، و لا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به، وتتماسكون و تتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشا لكم، ثم قال عز وجل، (والسماء بناءا) سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم، ثم قال عز وجل: وانزل من السماء ماءا يعنى المطر ينزله من أعلى ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم (2) ثم فرقه رذاذا ووابلا وهطلا (3) لتنشفه أرضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فيفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم، ثم قال عز وجل: فاخرج به من الثمرات رزقا يعنى مما يخرجه من الأرض رزقا لكم فلا تجعلوا الله أندادا أي أشباها وأمثالا من الأصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر ولا تقدر على شئ، وأنتم تعلمون انها لا تقدر على شئ من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم تبارك وتعالى.
53 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال كان علي عليه السلام يقوم في المطر أول مطر يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته و ثيابه، فيقال له: يا أمير المؤمنين الكن الكن (4) فيقول: ان هذا ماء قريب العهد بالعرش ثم أنشأ يحدث فقال: ان تحت العرش بحرا فيه ما ينبت به أرزاق الحيوانات، فإذا أراد الله عز وجل ان ينبت ما يشاء لهم رحمة منه أوحى الله عز وجل فمطر منه ما شاء من سماء إلى سماء، حتى يصير إلى سماء الدنيا، فيلقيه إلى السحاب، والسحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحى الله عز وجل إلى السحاب اطحنيه وأذيبيه ذوبان الملح في الماء، ثم انطلقي به إلى موضع كذا عباب أو غير عباب (5) فتقطر عليهم على النحو الذي يأمره الله فليس من قطرة تقطر الا ومعها ملك يضعها موضعها، ولم تنزل من السماء قطرة من مطر الا بقدر معدود و وزن معلوم، الا ما كان يوم الطوفان على عهد، نوح فإنه نزل منها منهمر (6) بلا عدد ولا وزر
54 - في نهج البلاغة فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها، وأجمدها بعد رطوبة اكنافها، فجعلها لخلقه مهادا، وبسطها لهم فراشا فوق بحر لجي (7) راكد لا يجرى، و قائم لا يسرى.
تكركره الرياح العواصف (8) وتمخضه الغمام الذوارف (9) ان في ذلك لعبرة لمن يخشى.
55 - في أصول الكافي باسناده إلى جابر قال نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا: وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبد نافى علي (ع) فاتوا بسورة من مثله.
56 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام.
وحروف العبد ثلاثة العين، والباء، والدال، فالعين علمه بالله تعالى، والباء بونه عما سواه، والدال دنوه من الله بلا كيف ولا حجاب.
57 - في عيون الأخبار حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال.
حدثنا الحسين بن محمد بن عامر قال حدثنا أبو عبد الله السياري عن أبي يعقوب البغدادي قال قال ابن السكيت لأبي الحسن الرضا عليه السلام.
لماذا بعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء والعصاء (10) وآلة السحر - وبعث عيسى بالطب وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب؟فقال له أبو الحسن عليه السلام ان الله تعالى لما بعث موسى عليه السلام كان الأغلب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله تعالى بما لم يكن من عند القوم وفى وسعهم مثله، وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم، وان الله تعالى بعث عيسى عليه السلام في وقت ظهرت فيه الزمانات (11) واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله، وبما أحيى لهم الموتى وأبرء الأكمه والأبرص بإذن الله، وأثبت به الحجة عليهم، وان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام وأظنه قال والشعر فأتاهم من كتاب الله عز وجل ومواعظه وأحكامه ما أبطل به قولهم، وأثبت به الحجة عليهم فقال ابن السكيت: تالله ما رأيت مثلك اليوم؟قط فما الحجة على الخلق اليوم فقال عليه السلام العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه، والكاذب على الله فتكذبه فقال له ابن السكيت وهذا والله الجواب.
58 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام ولقد مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجبل وإذا الدموع تخرج من بعضه، فقال له ما يبكيك يا جبل؟فقال يا رسول الله كان المسيح مربى وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة، فأنا أخاف ان أكون من تلك الحجارة، قال: لا تخف تلك الحجارة الكبريت فقر الجبل وسكن وهدأ وأجاب (12).
59 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها قال: يؤتون من فاكهة واحدة على ألوان متشابهة.
60 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يزيد بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه قال: فلم سميت الجنة جنة؟قال.
لأنها جنينة (13) خيرة نقية، وعند الله تعالى ذكره مرضية1- كذا في النسخ لكن في المصدر (فلم تعبدهم) وهو الأنسب بسياق الحديث.
2- هضاب جمع الهضبة: المرتفع من الأرض كالتل والجبل الصغير والأوهاد جمع الوهدة: الأرض المنخفضة.
3- الرذاذ: المطر الضعيف الصغار القطر كالغبار الوابل: المطر الشديد الضخم القطر. والهطل: المطر الضعيف الدائم.
4- كن الشئ كنا وكنونا ستره في كنه وغطاه وصانه من الشمس.
5- قال الطريحي: العباب - بالضم -: معظم الماء وكثرته وارتفاعه، وماء عباب: يسيل سيلا لكثرته.
6- ماء منهمر: كثير سريع الانصباب
7- أي كثير الماء منسوب إلى اللجة وهي معظم الماء.
8- الكركرة: تصريف الريح السحاب إذا جمعته بعد تفريق وأصله يكرر من التكرير فأعادوا الكاف، يقال كركرت الفارس عنى أي دفعته ورددته، والرياح العواصف: الشديدة الهبوب.
9- مخضت اللبن: إذا حركته لتأخذ زبده. والذوارف من ذرفت عينه أي دمعت.
10- وفى المصدر (بالعصا ويده البيضاء)
11- الزمانة: الآفة: تعطيل القوى.
12- هدء بمعنى سكن أيضا.
13- الجنينة: المستورة.