الآية 153 - 159

﴿يسئلك أهل الكتب أن تنزل عليهم كتبا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطنا مبينا (153)﴾

أولئك سوف يؤتيهم أجورهم: الموعودة لهم.

سمي الثواب أجرا، للدلالة على استحقاقهم لها.

والتصدية ب? " سوف " للدلالة على أنه كائن لا محالة، وإن تأخر.

وقرأ حفص عن عاصم، وقالون عن يعقوب، بالياء على تلوين الخطاب (1).

وكان الله غفورا: لم يزل يغفر ما فرط منهم من المعاصي.

رحيما: يتفضل عليهم بتضعيف الحسنات.

يسئلك أهل الكتب أن تنزل عليهم كتبا من المساء: في مجمع البيان: روي أن كعب بن الأشرف وجماعة من اليهود قالوا: إن كنت صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى موسى (2).

وقيل: كتابا محررا بخط سماوي على ألواح كما كانت التوراة، أو كتابا نعاينه حين ينزل، أو كتابا إلينا بأعياننا بأنك رسول الله (3).

فقد سألوا موسى أكبر من ذلك: جواب شرط مقدر، إي إن استكبرت ما ﴿ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا (154)﴾

سألوه منك، فقد سألوا موسى أكبر منه.

وهذا السؤال وإن كان من آبائهم، أسند إليهم، لأنهم كانوا آخذين بمذهبهم تابعين لهداهم.

والمعنى: إن عرفهم راسخ في ذلك وإن ما اقترحوه عليك، ليس بأول جهالاتهم وخيالاتهم.

فقالوا أرنا الله جهرة: عيانا، أي أرنا نره جهرة، أو مجاهرين ومعاينين.

فأخذتهم الصعقة: نار جاءت من السماء فأهلكتهم.

بظلمهم: بسبب ظلمهم وتعنتهم وسؤالهم بما يستحيل على الله تعالى.

ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاء تهم البينات: هذه الجناية الثانية التي اقترفها أيضا أوائلهم.

و " البينات " المعجزة، ولا يجوز حملها على التوراة، إذ لم يأتهم بعد.

فعفونا عن ذلك: لسعة رحمتنا.

وآتينا موسى سلطنا مبينا: حجة بينة تبين صدقه.

ورفعنا فوقهم الطور: الجبل.

بميثاقهم: ليقبلوه.

وقلنا لهم: على لسان موسى، والجبل مطل عليهم.

ادخلوا الباب: أي باب حطة.

سجدوا وقلنا لهم لا تعدوا في السبت: قيل: على لسان داود.

ويحتمل أن يراد على لسان موسى حين ظلل الجبل عليهم، فإنه شرع السبت، ولكن كان ﴿فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (155) وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما (156)﴾

الاعتداء فيه والمسخ به في زمن داود (4).

وقرأ ورش عن نافع " لا تعدوا " على أن أصله لا تعتدوا، فأدغمت التاء في الدال.

وقرأ قالون بإخفاء حركة العين وتشديد الدال، والنص عنه بالاسكان.

وأخذنا منهم ميثاقا غليظا: على ذلك، وهو قولهم: سمعنا وأطعنا.

فبما نقضهم ميثاقهم: أي فخالفوا ونقضوا، ففعلنا ما فعلنا بنقضهم.

و " ما " مزيدة للتأكيد، والباء متعلقة بالفعل المحذوف، ويجوز أن يتعلق ب? " حرمنا عليهم " المذكور الآتي، فيكون التحريم بسبب النقض وما عطف عليه إلى قوله: " فبظلم " لا بما دل عليه قوله: " بل طبع الله عليها " مثل " لا يؤمنون " لأنه رد لقولهم: " قلوبنا غلف " فيكون من صلة قولهم المعطوف على المجرور، فلا يتعلق به جاره.

وكفرهم بآيات الله: بالقرآن، أو بما في كتابهم.

وقتلهم الأنبياء بغير حق: في تفسير علي بن إبراهيم: قال: هؤلاء لم يقتلوا الأنبياء وإنما قتلهم أجدادهم فرضي هؤلاء بذلك، فألزمهم الله القتل بفعل أجدادهم، وكذلك من رضي بفعل فقد لزمه وإن لم يفعله (5).

وقولهم قلوبنا غلف: أوعية للعلوم، أو في أكنة، وقد مر تفسيره.

بل طبع الله عليها بكفرهم: فجعلها محجوبة عن العلم بخذلانها، ومنعها التوفيق للتدبر في الآيات والتذكير بالمواعظ.

وفي عيون الأخبار: بإسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام)، إلى أن قال: وسألته عن قول الله (عز وجل): " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم " قال: الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم قال (عز وجل): " بل طبع الله " إلى قوله: " بهتانا عظيما " (6).

فلا يؤمنون إلا قليلا: منهم كعبد الله بن: سلام، أو إيمانا قليلا ولا عبرة به لنقصانه.

وبكفرهم: بعيسى، وهو معطوف على " بكفرهم " لأنه من أسباب الطبع، أو على قوله: " فبما نقضهم ".

ويجوز أن يعطف مجموع هذا وما عطف عليه على مجموع ما قبله، ويكون تكرير ذكر الكفر إيذانا بتكرير كفرهم، فإنهم كفروا بموسى ثم بعيسى ثم بمحمد (صلى الله عليه وآله).

وقولهم على مريم بهتانا عظيما: يعني نسبتها إلى الزنا.

في أمالي الصدوق (رحمه الله): بإسناده إلى الصادق (عليه السلام)، حديث طويل يقول فيه لعلقمة: يا علقمة إن رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا مريم ابنة عمران (عليها السلام) إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف (7).

﴿وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا (157)﴾

وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله: يعني رسول الله بزعمه.

ويحتمل أنهم قالوه استهزاء، ونظيره " إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون " (8) وأن يكون استئنافا من الله بمدحه، أو وصفا للذكر الحسن مكان ذكرهم القبيح.

وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم: قد مضى ذكر هذه القصة في سورة آل عمران عند قوله تعالى: " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي " (9).

قيل: إنما ذمهم الله بما دل عليه الكلام من جرأتهم على الله وقصدهم قتل نبيه المؤيد بالمعجزات القاهرة وتبجحهم (10) به، لا لقولهم هذا على حسب حسابهم (11).

والظاهر أن ذمهم لجرأتهم وقولهم كليهما.

و " شبه " مسند إلى الجار والمجرور، وكأنه قيل: ولكن وقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول، أو إلى الامر، أو إلى ضمير المقتول، لدلالة " إنا قتلنا " على أن ثمة مقتولا.

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى سدير الصير في عن أبي عبد الله (عليه السلام)، حديث طويل، وفيه: وأما غيبة عيسى (عليه السلام)، فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل، فكذبهم الله (جل ذكره) بقوله: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " (12).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عمير، عن جميل بن صالح، عن عمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن عيسى (عليه السلام) وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه، فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلا، فأدخلهم بيتا، ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء، فقال: إن الله أوحى إلى أنه رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود، فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي؟فقال شاب منهم: أنا يا روح الله، فقال، فأنت هوذا، فقال لهم عيسى: أما أن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، فقال رجل منهم: أنا هو يا نبي الله، فقال عيسى: أتحس بذلك في نفسك فلتكن هو، ثم قال لهم عيسى أما أنكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق، فرقتين مفتريتين على الله، في النار وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة، ثم قال: رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه، ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): إن اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى: إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، وأخذوا الشاب الذي القي عليه شبج عيسى، فقتل وصلب، وكفر الذي قال له عيسى: تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة (13) وإن الذين اختلفوا فيه: في شأن عيسى.

قال البيضاوي: إنه لما وقعت تلك الواقعة، اختلف الناس، فقال بعض اليهود: إنه كان كاذبا، فقتلناه حقا، وتردد آخرون فقال بعضهم: إن كان هذا ﴿بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما (158) وإن من أهل الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا (159)﴾

عيسى، فأين صاحبنا؟فقال بعضهم: الوجه وجه عيسى والبدن بدن صاحبنا، وقال من سمع منه إن الله يرفعني إلى السماء: إنه رفعه إلى السماء، فقال قوم: صلب الناسوت وصعد اللاهوت (14).

لفى شك منه: لفي تردد.

والشك كما يطلق على ما لا يترجح أحد طرفيه، يطلق على مطلق التردد وعلى ما يقابل العلم، ولذلك أكده بقوله: مالهم به من علم إلا اتباع الظن: استثناء منقطع، أي ولكنهم يتبعون الظن.

ويجوز أن يفسر الشك بالجهل، والعلم بالاعتقاد الذي يسكن إليه النفس جزما كان أو غيره، فيتصل الاستثناء.

وما قتلوه يقينا: أي وما قتلوه قتلا يقينا، أو ما قتلوه متيقنين كما ادعوا ذلك في قولهم: " إن قتلنا المسيح " أو يجعل " يقينا " تأكيدا لقوله: " وما قتلوه " كقولك: وما قتلوه حقا، أي حق انتفاء قتله حقا، وقيل: هو من قولهم: قتلت الشئ علماء إذا بالغ فيه علمك.

وفيه تهكم، لأنه إذا نفي عنهم العلم نفيا كليا بحرف الاستغراق ثم قيل: وما علموه علم يقين وإحاطة، لم يكن إلا تهكما بهم.

بل رفعه الله إليه: رد وإنكار لقتله، وإثبات لرفعه.

وفي من لا يحضره الفقيه: عن زيد بن علي، عن أبيه سيد العابدين (عليه السلام)، حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام): وإن لله (تبارك وتعالى) بقاعا في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله يقول: " تعرج الملائكة والروح إليه " (15) ويقول (عز وجل) في قصة عيسى بن مريم: " بل رفعه الله إليه " (16).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: رفع وعليه مدرعة من صوف (17).

وفي تفسير العياشي: عن الصادق (عليه السلام) قال: رفع عيسى بن مريم (عليهما السلام) بمدرعة صوف من غزل مريم، ومن نسج مريم، وخياطة مريم، فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى ألق عنك زينة الدنيا (18).

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه، عن إسماعيل بن أبي رفع، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن جبرئيل (عليه السلام) نزل علي بكتاب فيه خبر الملوك، ملوك الأرض قبلي وخبر من بعث قبلي من الأنبياء والرسل، وهو حديث طويل قال فيه (عليه السلام): إن عيسى بن مريم أتى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله ثلاث وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الأرض حيا، وادعى بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه، وإنما شبه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه، ولا على قتله وصلبه، لأنهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيبا لقوله تعالى: " بل رفعه الله إليه " بعد أن توفاه (عليه السلام) (19).

وبإسناده إلى أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، حديث طويل يذكر فيه القائم (عليه السلام).

وفيه: فإذا نشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك، وثلاثة عشر ملكا كلهم ينتظر القائم (عليه السلام) وهم الذين كانوا مع نوح (عليه السلام) في السفينة والذين كانوا مع إبراهيم الخليل (عليه السلام) حين القي في النار وكانوا - قيل - مع عيسى (عليه السلام) حيث رفع (20).

وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما قبض - أمير المؤمنين (عليه السلام) قال الحسن بن علي في مسجد الكوفة، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: أيها الناس، إنه قد قبض في هذا الليل رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في الليلة التي قبض فيها وصي موسى، يوشع بن نون، والليلة التي عرج فيها عيسى بن مريم، والليلة التي ينزل فيها القرآن، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (21).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني الحسين بن عبد الله السكيني، عن أبي سعيد البجلي، عن عبد الملك بن هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن الحسن بن علي (عليهما السلام)، وذكر حديثا طويلا، وفيه: قال (عليه السلام): وقد ذكر عيسى بن مريم (عليهما السلام)، وكان عمره ثلاث وثلاثون سنة ثم رفعه الله إلى السماء، ويهبط إلى الأرض بدمشق، وهو الذي يقتل الدجال (22).

وكان الله عزيزا: لا يغلب على ما يريده.

حكيما: فيما دبر لعباده.

وإن من أهل الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته: قيل: أي وإن من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به، فقوله: " ليؤمنن به " جملة قسمية وقعت صفة لاحد، ويعود الضمير الثاني إليه، والأول إلى عيسى، لمعنى: مامن اليهود النصارى أحد إلا ليؤمنن بأن عيسى عبد الله ورسوله قبل أن يموت ولو حين يزهقه روحه ولا ينفعه إيمانه.

ويؤيد ذلك أن قرئ " إلا ليؤمنن به قبل موتهم " بضم النون، لان أحد في معنى الجمع، وهذا كالوعيد لهم والتحريض على معاجلة الايمان به قبل أن يضطروا إليه ولم ينفعهم إيمانهم.

وقيل: الضميران لعيسى، والمعنى إذا نزل من السماء آمن به أهل الملل جميعا (23).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن أبي حمزة، عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج: يا شهر، آية في كتاب الله قد أعيتني ؟! فقلت: أيها الأمير أية آية هي؟فقال قوله: " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " والله إني لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه، ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد، فقلت: أصلح الل الأمير، ليس على ما تأولت، قال: كيف هو؟قلت: إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلا آمن به قبل موته، ويصلي خلف المهدي، قال: ويحك أنى لك هذا ومن أين جئت به ؟! فقلت: حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، فقال: جئت بها من عين صافية (24).

وروي فيه أيضا: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا رجع آمن به الناس كلهم (25).

وفي تفسير العياشي: عن أبي جعفر (عليه السلام) في تفسيرها: ليس من أحد من جميع الأديان يموت إلا رأى رسول الله وأمير المؤمنين (عليهما السلام) حقا من الأولين والآخرين (26).

وفي مجمع البيان: في أحد معانيها: ليؤمنن بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل موت الكتابي عن عكرمة، ورواه أصحابنا أيضا، قال: وفي هذه الآية دلالة على أن كل كافر يؤمن عند المعاينة، وعلى أن إيمانه ذلك غير مقبول كما لا يقبل إيمان فرعون في حال اليأس عند زوال التكليف (27).

ويقرب من هذا ما رواه الامامية: أن المحتضرين من جميع الأديان يرون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلفاءه عند الوفاة (28).

ويروون في ذلك عن علي (عليه السلام) أنه قال للحارث الهمداني: يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا يعرفني طرفه وأعرفه * بعينه واسمه وما فعلا (29) وفي الجوامع عنهما (عليهما السلام): حرام على روح أن تفارق جسدها حتى ترى محمدا وعليا (30).

وفي تفسير العياشي: عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية؟فقال: هذه نزلت فينا خاصة، إنه ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من.

1- النور: 40.

2- الاحتجاج: ج 1 ص 26 احتجاج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير على الخلق كلهم وفي غيره من الأيام بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومن بعده من ولده من الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) س 7.

3- الكافي: ج 8 ص 333 س 15 قطعة من رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة. ط النجف.

4- مجمع البيان: ج 3 ص 131 في نقل المعنى لآية 148 من سورة النساء.

5- مجمع البيان: ج 3 ص 131 في نقل المعنى لآية 148 من سورة النساء.

6- تفسير العياشي: ج 1 ص 283 ح 296.

7- تفسير العياشي: ج 1 ص 283 ح 297.

8- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 157 س 8 في تفسيره لآية 148 من سورة النساء.

9- أورده السيوطي في تفسيره الدر المنثور: ج 2 ص 725 نقلا عن قتادة، لاحظ تفسيره لآية 150 من سورة النساء.

10- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 157 س 12 في تفسيره لآية 151 من سورة النساء.

11- قوله: (على تلوين الخطاب) أي على الالتفات من التكلم إلى الغيبة (من حاشية الكازروني على البيضاوي).

12- مجمع البيان: ج 3 ص 133 في شأن نزول آية 153 من سورة النساء.

13- نقله البيضاوي: ج 1 ص 253 في تفسيره لآية 153 من سورة النساء وفي مجمع البيان أيضا.

14- نقله البيضاوي: ج 1 ص 254 في تفسيره لآية 154 من سورة النساء.

15- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 157 س 15 في تفسيره لآية 155 في تفسيره لآية 155 من سورة النساء.

16- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 123 باب 11 ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد ح 16.

17- الأمالي: ص 91، المجلس الثاني والعشرون ح 3 ص 23.

18- الشعراء: 27.

19- آل عمران: 55.

20- بجح في حديث أم زرع (وبجحني فبجحت) أي فرحني ففرحت (النهاية لابن الأثير: ج 1 ص 96. لغة بجح).

21- أي لم يذمهم الله تعالى لمجرد قولهم المذكور، إذ هو مطابق ظنهم، أوليس قصدهم الكذب حتى يذموا، بل ذمهم باعتبار ما يستفاد من كلامهم من التبجح والسرور بقتله (من حاشية الكازروني على تفسير البيضاوي).

22- كمال الدين وتمام النعمة: ص 345 الباب الثالث والثلاثون (ما أخبر به الصادق (عليه السلام) من وقوع الغيبة) ح 50 س 17.

23- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 103 في تفسيره لآية 55 من سورة آل عمران.

24- نقله البيضاوي: ج 1 ص 255 في تفسيره لآية 157 من سورة النساء.

25- المعارج: 4.

26- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 127 باب 29 فرض الصلاة قطعة من ح 4.

27- لم أعثر عليه في تفسير القمي ولكن رواه في الصافي: ج 1 ص 479 في تفسيره لآية 158 من سورة النساء.

28- تفسير العياشي: ج 1 ص 175 ح 53.

29- كمال الدين وتمام النعمة: ص 225 الباب الثاني والعشرون (أن الأرض لا تخلو من حجة لله " ح 20 س 6.

30- كمال الدين وتمام النعمة: ص 671 الباب الثامن والخمسون (نوادر الكتاب) ح 22 وصدر الحديث (قال أبو عبد الله (عليه السلام): كأني انظر إلى القائم (عليه السلام) على ظهر النجف، فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرسا أدهم أبلق بين عينيه شمراخ، ثم ينتقض فرسه فلا يبقى أهل بلدة الا وهم يظنون أنه معهم في بلادهم، فإذا نشر راية..) وتمام الحديث (وأربعة آلاف مسومين ومردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا يوم بدر وأربعة آلاف ملك الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليه السلام)، فلم يؤذن لهم، فصعدوا في الاستئذان وهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام) فهم شعث غبر يبكون عند قبر الحسين (عليه السلام) إلى يوم القيامة، وما بين قبر الحسين (عليه السلام) إلى السماء، مختلف الملائكة).