الآية 77 - 85

﴿ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل - قريب قل - متع الدنيا - قليل - والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا (77)﴾

كثر في قلب رجل لا يحتمله، قدر الشيطان عليه، فإذا خاصمكم الشيطان فاقبلوا عليه بما تعرفون، فإن كيد الشيطان كان ضعيفا، فقلت: وما الذي نعرفه؟قال: خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله (عز وجل) (1) (2).

ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم: عن القتال.

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة: واشتغلوا بما أمرتم به منهما.

قيل: وذلك حين كانوا بمكة وكانوا يتمنون أن يؤذن لهم في ذلك (3).

وفي مجمع البيان: المروي عن أئمتنا (عليهم السلام) أن هذه الآية منسوخة بقوله: " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم " (4) (5).

وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عبد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية " كفوا ألسنتكم " (6).

فعلى هذه الرواية تكون الآية فيمن لا يصح له القتال، ويكون المراد بكف الأيدي، كف الألسن عما يوجب القتال، ولم تكن الآية منسوخة.

والجمع بينها وبين الرواية الأولى: أنها منسوخة ببعض معانيها محكمة ببعض آخر.

وفي روضة الكافي: علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن الحسين بن عبد الرحمان، عن منصور، عن حريز، عن عبد الله (7)، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة، ثم قرأ " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " أنتم والله أنتم والله أهل هذه الآية (8).

يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن مالك الجهني قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مالك اما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا وتدخلوا الجنة (9) فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله: يخشون الكفار أن يقتلوهم، كما يخشون الله أن ينزل عليهم بأسه.

و " إذا " للمفاجأة، جواب " لما " و " فريق " مبتدأ " منهم " صفته " يخشون " خبره " كخشية الله " من إضافة المصدر إلى المفعول وقع موقع المصدر، أو الحال من فاعل " يخشون " على معنى يخشون مثل أهل خشية الله منه.

أو أشد خشية: عطف عليه إن جعلته حالا، مصدرا فلا، لان أفعل التفضيل إذا نصب ما بعده لم يكن من جنسه، بل هو معطوف على اسم الله، أي كخشية الله، أو كخشية أشد خشية منه على الفرض، اللهم إلا أن يجعل الخشية ذات خشية، كقولهم: جد جده، على معنى يخشون الناس خشية مثل خشية الله، أو خشية أشد خشية من خشية الله.

وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا أجل قريب: استزادة في مدة الكف عن القتال حذرا عن الموت.

ويحتمل أنهم ما تفوهوا به، ولكن قالوه في أنفسهم، فحكى الله عنهم (10).

وفي تفسير العياشي عنه: " كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة " قال: نزلت في الحسن بن علي أمره الله بالكف " فلما كتب عليهم القتال " نزلت في الحسين بن علي كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن يقاتلوا معه (11).

علي بن أسباط يرفعه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو قاتل معه أهل الأرض لقتلوا كلهم (12).

عن إدريس مولى لعبد الله بن جعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في تفسير هذه الآية: " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم " وهو الأصح مع الحسن (عليه السلام)، " فلما كتب عليهم القتال " مع الحسين (عليه السلام) " قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب " إلى خروج القائم (عليه السلام) فإن معه النصر والظفر (13).

وفي روضة الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي الصباح بن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله للذي صنعه الحسن بن علي (عليهما السلام) كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس، والله لقد نزلت هذه الآية: " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " إنما هي طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين (عليه السلام) قالوا: " ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل " أرادوا تأخير ذلك إلى القائم (عليه السلام) (14).

قل متع الدنيا قليل: سريع التقضى.

والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا: أي ولا تنقصون أدنى شئ من ثوابكم، فلا ترغبوا عنه، أو من آجالكم المقدرة.

والفتيل حبل دقيق من ليف، والسحاة التي في شق النواة، وما فتلته بين أصابعك من الوسخ، يكنى به عن القليل، كقولهم: وما أغنى عنك فتيلا.

وقرأ ابن كثير والكسائي بالياء لتقدم الغيبة.

﴿أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم - حسنة - يقولوا - هذه - من عند الله - وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل - من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا (78) ما - أصابك - من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا (79)﴾

أينما تكونوا يدرككم الموت: وقرئ بالرفع على حذف الفاء، أو على أنه كلام مبتدأ، و " أينما " متصل بلا تظلمون.

ولو كنتم في بروج مشيدة: في قصور أو حصون مرتفعة، والبروج في الأصل بيوت على أطراف القصر، من تبرجت المراة، إذا ظهرت.

وقرئ مشيدة بصيغة اسم الفاعل، وصف لها بوصف فاعلها، كقولهم: قصيدة شاعرة ومشيدة، من شاد القصر، إذا رفعه.

لو إن تصبهم حسنة: نعمة، كخصب.

يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة: أي بلية، كقحط.

يقولوا هذه من عندك: يطيروا بك، ويقولون: إن هي إلا بشؤمتك، كما قالت اليهود حين دخل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة نقصت ثمارها وغلت قل كل من عند الله: يبسط ويقبض حسب إرادته.

فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا: يوعظون به، وهو القرآن، فإنهم لو فهموه وتدبروا معانيه، لعلموا أن الكل من الله، أو حديثا ما، كبهائم لا أفهام لها، أو حادثا من صروف الزمان، فيتفكروا فيها، فيعلموا أنه الباسط والقابض.

ما أصابك: يا إنسان.

من حسنة: من نعمة.

فمن الله: تفضلا، فإن كل ما يفعله الانسان من عبادة فلا يكافئ صغرى نعمة من أياديه.

وما أصابك من سيئة: من بلية.

فمن نفسك: لأنها السبب فيها، لاستجلابها بالمعاصي، وهو لا ينافي قوله: " كل من عند الله " فإن الكل منه إيجادا وإيصالا، غير أن الحسنة إحسان والسيئة مجازاة وانتقام، قال الله: " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " (15).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: عن الصادقين (عليهما السلام) أنهم قالوا: إن الحسنات في كتاب الله على وجهين، أحدهما الصحة والسلامة والامن والسعة في الرزق، والآخر الافعال كما قال: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " (16) وكذلك السيئات، فمنها الخوف والمرض والشدة، ومنها الافعال التي يعاقبون عليها (17).

وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كما أن بادي النعم من الله (عز وجل) وقد نحلكموه، فكذلك الشر من أنفسكم، وإن جرى به قدره (18).

وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): قال الله: ابن آدم بمشيئتي كنت، أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي، جعلتك سميعا بصيرا قويا، ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذاك أني أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني، ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا (80)﴾

وذاك أني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون (19).

وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى ربعي بن عبد الله بن الجارود، عمن ذكره، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليه وآبائه) قال: إن الله (عز وجل) خلق النبيين من طينة عليين وأبدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وخلق أبدانهم من دون ذلك، وخلق الكافرين من طينة سجين وقلوبهم وأبدانهم فخلط بين الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن، ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ويصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه، وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه (20).

وأرسلناك للناس رسولا: حال قصد بها التأكيد، إن علق الجار بالفعل، والتعميم إن علق بها، أي رسولا للناس جميعا، ويجوز نصبه على المصدر.

وكفى بالله شهيدا: على رسالتك بنصب المعجزات، فما ينبغي لاحد أن يخرج من طاعتك.

من يطع الرسول فقد أطاع الله: لأنه في الحقيقة مبلغ، والآمر والناهي هو الله.

نقل أنه (عليه السلام) قال: من أحبني فقد أحب الله، ومن أطاعني فقد أطاع الله، فقال المنافقون: لقد قارف الشرك وهو ينهى عنه، ما يريد إلا أن نتخذه ربا كما اتخذت النصارى عيسى، فنزلت (21).

وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد أبي زاهر، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعته يقول: إن الله (عز وجل) أدب نبيه على محبته، فقال: " إنك لعلى خلق عظيم " (22) ثم فوض إليه فقال (عز وجل): " وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (23) وقال (عز وجل): " من يطع الرسول فقد أطاع الله " ثم قال: وإن نبي الله فوض إلى علي وائتمنه، فسلمتم وجحد الناس، فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا، وأن تصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله (عز وجل) ما جعل الله خيرا في خلاف أمرنا (24).

عدة من أصحابنا: عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول، ثم ذكر مثله (25) (26).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ذروة الامر وسنامه، ومفتاحه، وباب الأشياء، ورضا الرحمان (تبارك وتعالى)، الطاعة للامام بعد معرفته، ثم قال: إن الله (تبارك وتعالى) يقول: " من يطع الرسول " إلى قوله: " حفيظا " (27).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعبد الله بن الصلت جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله، وزاد في آخره: أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله، فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حق في ثوابه، ولا كان من أهل الايمان (28).

وفي روضة الكافي: خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي خطبة الوسيلة، يقول فيها (عليها السلام): ولا مصيبة عظمت، ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لان الله ختم به الانذار والاعذار، وقطع به الاحتجاج، والعذر بينه وبين خلقه، وجعله بابه الذي بينه وبين عباده، ومهيمنه الذي لا يقبل إلا به ولا قربة إليه إلا بطاعته، وقال في محكم كتابه: " من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا " فقرن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته، فكان ذلك دليلا على ما فوض إليه، وشاهدا له على من اتبعه وعصاه، وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم (29).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، حديث طويل، وفيه: وأجرى فعل بعض الأشياء على أيدي من أصطفى من امنائه، فكان فعلهم فعله وأمرهم أمره، كما قال: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " (30).

وفي عيون الأخبار: بإسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلي ابن موسى الرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: أن المؤمنين يرون ربهم من منازلهم في الجنة؟فقال (عليه السلام): يا أبا الصلت إن الله تعالى فضل نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته ومبايعته مبايعته وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال (عز وجل): " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وقال: " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " (31).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله) ودرجة النبي (صلى الله عليه وآله) في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منزله، فقد زار الله (تبارك وتعالى) (32).

ومن تولى: عن طاعته.

فما أرسلناك عليهم حفيظ: تحفظ عليهم أعمالهم وتحاسبهم عليها، إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب وهو حال من الكاف.

﴿ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا (81) أفلا يتدبرون القرآن - ولو كان - من عند - غير الله - لوجدوا - فيه - اختلفا كثيرا (86)﴾

ويقولون: إذا أمرتهم.

طاعة: أي أمرنا طاعة، أو منا طاعة.

وأصلها النصب على المصدر، والرفع للدلالة على الثبات.

فإذا برزوا من عندك: خرجوا.

بيت طائفة منهم غير الذي تقول: زورت خلاف ما قلت لها، أو ما قالت لك من القبول وضمان الطاعة.

والتبييت إما من البيتوتة، لأن الأمور تدبر بالليل، أو من بيت الشعر، أو البيت المبني، لأنه يسوى ويدبر.

وقرأ حمزة وأبو عمر و " بيت طائفة " بالادغام لقربهما في المخرج.

والله يكتب ما يبيتون: يثبته في صحائفهم للمجازاة، أو في جملة ما يوحى إليك لتطلع على أسرارهم أو في كليهما.

فأعرض عنهم: قلل المبالاة بهم، أو تجاف عنهم.

وتوكل على الله: في الأمور كلها، خصوصا في شأنهم.

وكفا بالله وكيلا: يكفيك معرتهم وينتقم لك منهم.

أفلا يتدبرون القرآن: يتأملون في معانيه، ويتبصرون ما فيه.

وأصل التدبر النظر في أدبار الشئ.

﴿وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا (83)﴾

ولو كان من عند غير الله: لو كان كلام البشر كما زعم الكفار.

لوجدوا فيه اختلافا كثيرا: من تناقض المعنى، وتفاوت النظم، وكون بعضه فصيحا وبعضه ركيكا، وبعضه معجزا وبعضه غير معجز، وبعضه مطابقا للواقع وبعضه غير مطابق لنقصان القوة البشرية.

ولعل ذكره هنا للتنبيه على أن اختلاف ما سبق من الاحكام، ليس لتناقض في الحكم، بل لاختلاف الأحوال في الحكم والمصالح.

وفي نهج البلاغة: قال (عليه السلام): وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا، وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " (33).

وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف: مما يوجب الامن أو الخوف.

أذاعوا به: أفشوه.

قيل: كان قوم من ضعفة المسلمين إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو أخبرهم الرسول بما أوحي إليه من وعد بالظفر، أو تخويف من الكفرة، أذاعوا به، لعدم جزمهم وكانت إذاعتهم مفسدة (34).

وقيل: كانوا يسمعون أراجيف المنافقين، فيذيعونها، فيعود وبالا على المسلمين.

والباء مزيدة، أو لتضمين الإذاعة معنى التحدث (35).

في أصول الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان ابن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله (عز وجل) عير أقواما بالإذاعة في قوله (عز وجل): " وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به " فإياكم والإذاعة (36).

ولو ردوه: ذلك الامر.

إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم: أي الأئمة المعصومين (عليهم السلام) على ما في الجوامع، عن الباقر (عليه السلام) (37).

لعلمه: في أي وجه يذكره، أو يذكرونه.

الذين يستنبطونه منهم: يستخرجون تدبيره بعقلهم المؤيد بروح القدس.

وأصل الاستنباط اخراج النبط، وهو الماء يخرج من البئر أول ما يحفر.

وفي تفسير العياشي: عن عبد الله بن جندب، عن الرضا (عليه السلام): يعني آل محمد وهم الذين يستنبطون من القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم حجة الله على خلقه (38).

عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: هم الأئمة (عليهم السلام) (39).

وفي أصول الكافي: بإسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وقال (عز وجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فقال (عز وجل): " ولو ردوه إلى الله والى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " فرد الامر أمر الناس إلى أولي الامر منهم الذين أمر بطاعتهم وبالرد إليهم (40).

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام)، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): ومن وضع ولاية الله وأهل استنباط علم الله، في غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء، فقد خالف أمر الله (عز وجل) وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتكلفين بغير هدى وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله، فكذبوا على الله وزاغوا عن وصية الله وطاعته، فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله (تبارك وتعالى)، فضلوا وأضلوا أتباعهم، فلا يكون لهم يوم القيامة حجة (41).

وقال أيضا بعد أن قرأ " فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين " (42) فإن يكفر بها أمتك فقد وكلنا أهل بيتك بالايمان الذي الذي أرسلنا له فلا يكفرون بها أبدا ولا أضيع الايمان الذي أرسلناك به وجعلت أهل بيتك بعدك على أمتك ولاة من بعدك وعلى الاستنباط الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا زور ولا بطر ولا رياء (43).

ولولا فضل الله عليكم ورحمته: بإرسال الرسل وإنزال الكتب ونصب الأئمة (عليهم السلام).

في الجوامع: عنهم (عليهم السلام): فضل الله ورحمته النبي وعلي (عليهم السلام) (44).

وفي تفسير العياشي: عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، وحمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قالا: فضل الله رسوله، ورحمته الأئمة (عليهم السلام) (45).

﴿فقتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا (84)﴾

عن محمد بن الفضيل، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: الرحمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والفضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) (46).

لا تبعتم الشيطان: بالكفر والضلالة.

إلا قليلا: منكم تفضل عليه بعقل راجح اهتدى به إلى الحق والصواب، وعصمه عن متابعة الشيطان، أو إلا اتباعا قليلا عن الندور.

وفي تفسير العياشي: عن ابن مسكان، عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا " فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنك لتسأل عن كلام القدر، وما هو من ديني ولا دين آبائي، ولا وجدت أحدا من أهل بيتي يقول به (47).

فقاتل في سبيل الله: ان تثبطوا وتركوك وحدك.

لا تكلف إلا نفسك: إلا فعل نفسك، لا يضرك مخالفتهم وتقاعدهم، فتقدم إلى الجهاد وإن لم يساعدك أحد، فإن الله ناصرك لا الجنود.

وفي أصول الكافي: بإسناده إلى مرازم (48) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله كلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما لم يكلف أحدا من خلقه، كلفه أن يخرج إلى الناس كلهم وحده بنفسه إن لم يجد فئة تقاتل معه، ولم يكلف أحدا هذا قبله ولا بعده، ثم تلا هذه الآية (49).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم، محمد الثقفي، عن محمد بن مروان جميعا، عن أبان بن عثمان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله (تبارك وتعالى) أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعدد أشياء كثيرة، وفي آخر الحديث قال (عليه السلام): ثم كلف ما لم يكلف أحدا من الأنبياء، أنزل عليه سيفا من السماء في غير غمد، وقيل له: قاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك (50).

ونقل أن أبا سفيان يوم أحد لما رجع واعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) موسم بدر الصغرى، فكره الناس، وتثاقلوا حين بلغ الميعاد، فنزلت، فخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وما معه إلا سبعون ولو لم يتبعه أحد لخرج وحده (51).

وقرئ " لا تكلف " بالجزم، و " لا نكلف " بالنون على بناء الفاعل، أي لا نكلفك إلا فعل نفسك، لا أنا لا نكلف أحدا إلا نفسك.

وحرض المؤمنين: على القتال إذ ما عليك في شأنهم إلا التحريض.

عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا: يعني قريشا، وقد فعل بأن ألقى في قلوبهم الرعب حتى رجعوا.

والله أشد بأسا: من قريش.

وأشد تنكيلا: تعذيبا، وهو تقريع وتهديد لمن لم يتبعه.

وفي تفسير العياشي: عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الناس لعلي إن كان له حق فما منعه أن يقوم به؟قال: فقال: إن الله ﴿من يشفع شفعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شئ مقيتا (85)﴾

لم يكلف هذا إلا إنسانا واحدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين " فليس هذا إلا الرسول وقال لغيره: " إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة " فلم يكن يومئذ فئة يعينونه على أمره (52).

على الثمالي، عن عيص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلف ما لم يكلف أحد أن يقاتل في سبيل الله وحده وقال: " حرض المؤمنين على القتال "، وقال: إنما كلفتم اليسير من الامر أن تذكروا الله (53).

عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام): إن لكل كلبا يبتغي الشر فاجتنبوه يكفيكم الله بغيركم إن الله يقول: " والله أشد بأسا وأشد تنكيلا " لا تعلمون بالشر (54).

من يشفع شفعة حسنة: راعى بها حق مسلم، ودفع بها عنه ضرا، أو جلب إليه نفعا، ابتغاء لوجه الله، ومنها الدعاء لمسلم.

وفي الجوامع: عن الصادق (عليه السلام): من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له، وقال له الملك: ولك مثلاه، فذلك النصيب (55).

يكن له نصيب منها: أي ثوابها.

ومن يشفع شفعة سيئة: وهي ما كان خلاف ذلك، ومنها الدعاء على المؤمن.

يكن له كفل منها: نصيب من وزرها، مساو لها في القدر والكفل النصيب.

وفي تفسير علي بن إبراهيم، قال: يكون كفيل ذلك الظلم الذي يظلم صاحب الشفاعة (56).

وكان الله على كل شئ مقيتا: مقتدرا، من أقات الشئ، قدر عليه، أو شهيدا حافظا واشتقاقه من القوت، فإنه يقوي البدن ويحفظه.

وفي كتاب الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو دل على خير، أو أشاربه، فهو شريك.

ومن أمر بسوء، أو دل عليه، أو أشار به، فهو شريك (57).

وفي الكافي: عن السجاد (عليه السلام): إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب ويذكره بخير قالوا: نعم الأخ أنت لأخيك تدعو له بالخير وهو غائب عنك وتذكره بخير، قد أعطاك الله تعالى مثلي ما سألت له، وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه، ولك الفضل عليه، وإذا سمعوه يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه، قالوا: بئس الأخ أنت لأخيك، كف أيها المستر على ذنوبه وعورته وأربع على نفسك (58) واحمد الله الذي ستر عليك، واعلم أن الله أعلم بعبده منك (59).


1- الكشاف: ج 1 ص 534 في تفسيره لآية 75 من سورة النساء، قال: (ولما خرج استعمل على أهل مكة عتاب بن أسيد فرأوا منه الولاية والنصرة كما أرادوا).

2- الكافي: ج 8 ص 34، حديث إسلام علي (عليه السلام)، ح 536 س 18.

3- تفسير العياشي: ج 1 ص 257 ح 193.

4- تفسير العياشي: ج 1 ص 257 ح 194.

5- يقال: فلان لا يؤبه له ولا يؤبه به، أي لا يبالي به، وعن ابن السكيت: ما وبهت له، أي ما فطنت له (مجمع البحرين: ج 6 ص 365 لغة وبه).

6- الكافي: ج 1 ص 45 باب استعمال العلم، ح 7.

7- قوله: (إذا سمعتم العلم) المراد بالعلم المذعن به، لانفس التصديق، والمقصود أنه بعد حصول العلم ينبغي الاشتغال بأعماله والعمل على وفقه عن طلب علم آخر، وقوله (عليه السلام): (ولتتسع قلوبكم) أي يجب أن يكون طلبكم للعلم بقدر تتسعه قلوبكم ولا تستكثروا منه، ولا تطلبوا ما لا تقدرون على الوصول إلى كنهه، فإنه حينئذ يستولي الشيطان عليكم ويوقعكم في الشبهات. وقيل ينبغي أن يكون اهتمامكم بالعمل، لا بكثرة السماع والحفظ إلى حد يضيق قلوبكم عن احتماله، وذلك إنما يكون بترك العمل، لان العالم إذا عمل بعلمه، لا يضيق قلبه عن احتمال العلم. وقوله (عليه السلام): (فإذا خاصمكم) تنبيه على دفع ما يتوهم من أن القناعة من العلم بما يسعه القلب يؤدي إلى العجز عن مخاصمة الشيطان، بأن الاقبال على الشيطان بما تعرفون من العقائد المعتبرة في أصل الايمان يكفي في رفعه، فإن كيد الشيطان كان ضعيفا. والمراد بقوله: (خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عز وجل) خاصموه بآثار قدرته الظاهرة في الرسول، أو على يده الدالة على رسالته، وبآثار قدرته الظاهرة في الوصي من فطانته وعلمه وصلاحه بعد تنصيص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على عينه أو صفاته، وبما ظهر من قدرته تعالى في كل شئ، فإنه يدل على قدرته على إنشاء النشأة الآخرة وإثابة المطيع وتعذيب العاصي، فإن بهذه المعرفة تنبعث النفس على فعل الطاعات وترك السيئات، ثم كلما ازداد علما وسيعا ازداد بصيرة ويقينا (مرآة العقول: ج 1 ص 146).

8- قال في الكشاف: ج 1 ص 535 عند تفسيره لآية 77 من سورة النساء (وذلك أن المسلمين كانوا مكفوفين عن مقاتلة الكفار ما داموا بمكة وكانوا يتمنون أن يودى لهم فيه).

9- البقرة: 190.

10- مجمع البيان: 2 ص 285 عند تفسيره لآية 189 من سورة البقرة قال: واختلف في الآية (أي قوله تعالى: " وقاتلوا في سبيل الله " هل هي منسوخة أم لا، إلى أن قال: وروي عن أئمتنا أن أن هذه الآية ناسخة لقوله: " كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة ".

11- الكافي: ج 2 ص 114 كتاب الايمان والكفر، باب الصمت وحفظ اللسان، ح 8.

12- سند الحديث في الروضة هكذا (عنه، عن علي بن الحسين، عن منصور، عن حريز بن عبد الله، عن الفضيل).

13- الكافي: ج 8 ص 289 ح 434 س 2.

14- الكافي: ج 8 ص 146 ح 122.

15- من قوله (وإذا للمفاجأة) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج 1 ص 231.

16- تفسير العياشي: ج 1 ص 258 ح 198.

17- تفسير العياشي: ج 1 ص 258 ح 199.

18- تفسير العياشي: ج 1 ص 257 ح 195.

19- الكافي: ج 8 ص 330 ح 506.

20- الشورى: 30.

21- الانعام: 160.

22- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 144 س 12 في تفسيره لآية 79 من سورة النساء.

23- التوحيد: ص 368 باب 60 القضاء والقدر والفتنة والأرزاق والأسعار والآجال ح 6.

24- الكافي: ج 1 ص 159 كتاب التوحيد، باب الجبر والقدر والامر بين الامرين ح 12 وصدر الحديث (أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إن بعض أصحابنا يقول بالجبر وبعضهم يقول بالاستطاعة قال: فقال لي: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، قال علي بن الحسين: قال الله (عز وجل): يا بن آدم إلخ، وتمامه (قد نظمت لك كل شئ تريد).

25- علل الشرائع: ج 1 ص 78 باب 77 العلة في خروج المؤمن من الكافر وخروج الكافر من المؤمن ح 2.

26- نقله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل): ج 1 ص 232 عند تفسيره لآية 80 من سورة النساء.

27- القلم: 4.

28- الحشر: 7.

29- الكافي: ج 1 ص 265، كتاب الحجة باب التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى الأئمة (عليهم السلام) في أمر الدين ح 1.

30- الكافي: ج 1 ص 265، كتاب الحجة، باب التفويض ذيل ح 1.

31- وللعلامة المجلسي (قدس سره) بحث دقيق وتحقيق لطيف هنا في معنى التفويض فراجع إن شئت (مرآة العقول: ج 3 ص 142).

32- (ذروة الامر) بالضم والكسر: أعلاه، والامر، الايمان، أو جميع الأمور الدينية، أو الأعم منها ومن الدنيوية (وسنامه) بالفتح، أي أشرفه وأرفعه، مستعارا من سنام البعير، لأنه أعلى عضو منه: (ومفتاحه) أي ما يفتح به ويعلم به سائر أمور الدين (وباب الأشياء) أي سبب علمها، أو ما ينبغي أن يعلم قبل الدخول فيها، أو ما يصير سببا للدخول في منازل الايمان. وعلى بعض الوجوه تعميم بعد التخصيص، (ورضا الرحمان) بالكسر والقصر بمعنى ما يرضى به (بعد معرفته) أي الامام، أو الرحمن تعالى شأنه، والأول أظهر (ومن تولى) أي عن طاعته (حفيظا) أي تحفظ أعمالهم وتحاسبهم عليها: " إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " والاستشهاد بالآية إما لان طاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما كانت تجب من حيث الخلافة والإمامة التي هي رئاسة عامة، فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إماما على الناس في زمانه مع رسالته، فبهذه الجهة تجب طاعة الامام بعده، أو لعلمه (عليه السلام) بأن المراد بالرسول فيها أعم من الامام، أو لان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بطاعة الأئمة (عليهم السلام) بالنصوص المتواترة، فطاعتهم طاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وطاعته طاعة الله، فطاعتهم طاعة الله، أو علم (عليه السلام) أن المراد بطاع الرسول طاعته في تعيين اولي الامر بعده وأمره بطاعتهم، أو لأنهم لما كانوا نواب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلفائه فحكمهم حكمه في جميع الأشياء إلا ما يعلم اختصاصه بالرسالة، وهذا ليس منه (مرآة العقول: ج 2 ص 323). الكافي: ج 1 ص 185، كتاب الحجة، باب فرض طاعة الأئمة، ح 1.

33- الكافي: ج 2 ص 18 كتاب الايمان والكفر، باب دعائم الاسلام، قطعة من ح 5.

34- الكافي: ج 8 ص 26، خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي خطبة الوسيلة س 4.

35- كتاب الاحتجاج: ج 1 ص 374، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن متشابهة تحتاج إلى التأويل.. س 21.

36- الفتح: 10.

37- عيون الأخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 15 باب 11 ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد ح 3.

38- نهج البلاغة: ص 61 ومن كلام له (عليه السلام) في ذم اختلاف العلماء في الفتيا، وفيه يذم أهل الرأي ويكل أمر الحكم في أمور الدين للقرآن صبحي الصالح.

39- نقله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل): ج 1 ص 233 عند تفسيره لآية 83 من النساء.

40- نقله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل): ج 1 ص 233 عند تفسيره لآية 83 من النساء.

41- الكافي: ج 2 ص 369، كتاب الايمان والكفر، باب الإذاعة، ح 1.

42- جوامع الجامع: ص 92 س 13 عند تفسيره لآية 83 من سورة النساء.

43- تفسير العياشي: ج 1 ص 260 قطعة من ح 206.

44- تفسير العياشي: ج 1 ص 260 ح 205.

.

45- الكافي: ج 1 ص 295 قطعة من ح 3.

46- كمال الدين وتمام النعمة: ص 218 باب 22 اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام)، ح 2 س 6.

47- الانعام: 89.

48- كمال الدين وتمام النعمة: ص 219 باب 22 اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام (.. س 6.

49- جوامع الجامع: ص 92 س 16.

50- تفسير العياشي: ج 1 ص 260 ح 207.

51- تفسير العياشي: ج 1 ص 261 ح 209.

52- تفسير العياشي: ج 1 ص 261 ح 210.

53- مرازم بن حكيم الأزدي المدائني: مرازم بالميم المضمومة والراء المهملة والألف والزاء المعجمة المكسورة والميم، وحكيم بضم الحاء المهملة، وفتح الكاف وسكون الياء المثناة من تحت، والميم (تنقيح المقال: ج 3 ص 208 تحت رقم 11622).

54- لم نعثر على الحديث في أصول الكافي، والكنه موجود في الروضة: ص 274 قطعة من ح 414 س 22.

55- الكافي: ج 2، ص 17 كتاب الايمان والكفر، باب الشرائع قطعة من ح 1.

56- نقله بوجه أبسط في مجمع البيان: ج 3 ص 83 تحت عنوان (القصة).

57- تفسير العياشي: ج 1 ص 261 ح 211.

58- تفسير العياشي: ج 1 ص 262 ح 214.

59- تفسير العياشي: ج 1 ص 262 ح 215 وفيه: لكل كلبا يبغي.