الآية 57 - 65

﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنت تجرى من تحتها الأنهر خلدين فيها أبدا لهم فيها أزوج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا (57) إن الله يأمركم أن تؤدوا الامنت إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا (58)﴾

إن الله كان عزيزا: لا يمتنع عليه ما يريده.

والذين ء امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنت تجرى من تحتها الأنهر خلدين فيها أبدا: تقديم ذكر الكفار ووعيدهم، لان الكلام فيهم، وذكر المؤمنين بالعرض.

لهم فيها أزوج مطهرة: من الأقذار التي تكون لأزواج الدنيا.

وندخلهم ظلا ظليلا: فيانا لا جوب فيه (1) ودائما لا تنسخه الشمس.

وهذا إشارة إلى النعمة التامة الدائمة.

والظليل صفة مشتقة من الظل، لتأكيده، كقولهم: شمس شامس، وليل أليل، ويوم أيوم.

إن الله يأمركم أن تؤدوا الامنت إلى أهلها: قيل: نزلت يوم الفتح في عثمان ابن طلحة بن عبد الدار، لما أغلق باب الكعبة وأبى أن يدفع المفتاح ليدخل فيها.

وقال: لو علمت أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم أمنعه، فلوى علي (عليه السلام) يده وأخذه منه ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلى ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح، ويجمع له السقاية والسدانة، فأمره الله أن يرده إليه، فأمر عليا (عليه السلام) بأن يرد ويعتذر إليه، وصار ذلك سببا لا سلامه، ونزل الوحي بأن السدانة في أولاده أبدا (2).

وفي مجمع البيان: عنهما (عليهما السلام): أنها في كل من ائتمن أمانة من الأمانات.

أمانات الله أو امره ونواهيه، وأمانات عباده فيما يأتمن بعضهم بعضا من المال وغيره (3).

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عمار ابن مروان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في وصية له: أن ضارب علي (عليه السلام) بالسيف وقاتله لو ائتمنني واستنصحني واستشارني، ثم قلبت ذلك منه، لأديت إليه الأمانة (4).

وفي معاني الأخبار: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن يونس بن عبد الرحمن قال: سألت موسى بن جعفر (عليه السلام) عن قوله الله (عز وجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "؟فقال: هذه مخاطبة لنا خاصة، أمر الله (تبارك وتعالى) كل إمام منا أن يؤدي إلى الامام الذي بعده ويوصي إليه، ثم هي جارية في سائر الأمانات (5).

ولقد حدثني أبي، عن أبيه أن علي بن الحسين (عليه السلام) قال لأصحابه: عليكم بأداء الأمانة فلو أن قاتل الحسين بن علي ائتمنني على السيف الذي فتله به لا ديته إليه (6).

وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام).

إيانا عنى أن يؤدي الامام الأول إلى الذي بعده العلم والكتب والسلاح (7).

وفي أصول الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشا، عن أحمد بن عمر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "؟قال: هم الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يؤدي الامام الأمانة إلى من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه (8).

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "؟قال: هم الأئمة يؤدي الامام إلى الامام من بعده، ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه (9).

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن ابن أبي يعفور، عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "؟قال: أمر الله الامام الأول أن يدفع إلى الامام الذي بعده كل شئ عنده (10).

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي كهمس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام قال: عليك وعليه السلام، إذا أنيت عبد الله فاقرأه السلام وقل له: إن جعفر بن محمد يقول لك: انظر ما بلغ به علي (عليه السلام) إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصدق الحديث وأداء الأمانة (11).

محمد بن يحيى، عن أبي طالب رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك اعتاده فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته (12).

وفي شرح الآيات الباهرة، قال محمد بن العباس: عن الحسين بن محمد بإسناده، عن رجاله، عن أحمد بن عمر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها "؟قال: هم الأئمة من آل محمد (صلوات الله عليهم)، أمرهم أن يؤدوا الأمانات الإمامة إلى من بعده، لا يختص بها غيره ولا يزويها عنه (13).

وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل: في الكافي، وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام): يعني العدل الذي في أيديكم (14) (15).

وفي رواية أخرى للعياشي: أن تحكموا بالعدل إذا ظهرتم أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم (16).

﴿يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنزعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا (59)﴾

إن الله نعما يعظكم به: أي نعم الشئ الذي يعظكم به.

ف? " ما " منصوبة موصوفة ب? " يعظكم به " أو مرفوعة موصولة به، والمخصوص بالمدح محذوف، وهو المأمور به من أداء الأمانات والعدل في الحكومات.

وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام): فينا نزلت والله المستعان (17).

إن الله كان سميعا: بأقوالكم وأحكامكم.

بصيرا: بما تفعلون بأداء الأمانات.

يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم: في الكافي، والعياشي: عن الباقر (عليه السلام) إيانا عنى خاصة، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا (18) (19).

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: الأئمة من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام) إلى أن تقوم الساعة (20).

وبإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما أنزل الله (عز وجل) على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن اولي الامر الذين قرن طاعتهم بطاعته؟فقال (عليه السلام): هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي محمد وكنيي حجة الله في أرضعه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان.

قال جابر: فقلت له: يا رسول الله، فهل لشيعة الانتفاع به في غيبته؟فقال (عليه السلام): والذي بعثني بالنبوة أنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وأن تجلاها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله، فاكتمه إلا عن أهله (21).

وفي تفسير العياشي: عن أبان أنه قال: دخلت على أبي الرضا (عليه السلام)، قال سألته عن قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "؟فقال: ذلك علي بن أبي طالب ثم سكت، قال: فلما طال سكوته قلت: ثم من؟قال: ثم الحسن قلت: ثم من؟قال: ثم الحسين، قلت: ثم من؟قال: ثم علي بن الحسين فلم بزل يسكت عند كل واحد حتى أعيد المسألة، فيقول، حتى سماهم إلى آخرهم (صلى الله عليهم) (22).

عن عمران الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنكم أخذتم هذا الامر من حذو، يعني من أصله عن قول الله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ومن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أن تمسكتم به لن تضلوا) لا من قول فلان ولا من قول فلان (23).

عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: هي في علي (عليه السلام) وفي الأئمة، جعلهم الله مواضع الأنبياء غير أنهم لا يحلون شيئا ولا يحرمونه (24).

عن حكيم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك أخبرني من اولي الامر الذين أمر الله بطاعتهم؟فقال لي: أولئك علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر (عليهم السلام) فاحمدوا الله الذي عرفكم أئمتكم وقادتكم حين جحدهم الناس (25).

وفيه عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام): ثم قال للناس: يا أيها الذين آمنوا، فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " إيانا عنى خاصة (26) وفي عيون الأخبار: في باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وقال (عز وجل) في موضع آخر: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " ثم رد المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " يعني الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما (27).

وفي هذا المجلس كلام طويل له (عليه السلام) يقول فيه في شأن ذي القربى: فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيته لهم وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى، كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله، ثم برسوله، ثم بهم وقرن سهمهم بسهمه وسهم رسوله، وكذلك في الطاعة قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فبدأ بنفسه، ثم برسوله، ثم بأهل بيته (28).

وفي باب ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين: وبإسناده إلى الرضا (عليه السلام)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي (عليهم السلام) قال: أوصى النبي (صل الله عليه وآله وسلم) إلى علي والحسن والحسين (عليهم السلام)، ثم قال في قول الله (عز وجل): " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: الأئمة من ولد علي وفاطمة إلى أن تقوم الساعة (29).

وفي أصول الكافي: أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) قولنا في الأوصياء: إن طاعتهم مفترضة؟فقال: نعم، الذين قال الله (عز وجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وهم الذين قال الله (عز وجل): " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " (30) (31).

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن الحسين بن أبي العلا قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الأوصياء طاعتهم مفروضة؟قال: نعم، الذين قال الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وهم الذين قال الله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " (32).

علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد أبي سعيد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام) فقلت له: إن الناس يقولون: فماله لم يسم عليا وأهل بيته (عليهم السلام) في كتابه (عز وجل)؟فقال: قولوا لهم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي فسر ذلك لهم، ونزل الحج، فلم يقل لهم: طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي فسر ذلك لهم، ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم " ونزلت في علي والحسن والحسين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي: من كنت مولاه فعلي مولاه وقال: أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، فإني سألت الله أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض، فأعطاني ذلك، وقال: لا تعلموهم فإنهم اعلم منكم، وقال: إنهم لم يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة، فلو سكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يبين من أهل بيته، لا دعاها آل فلان وآل فلان، ولكن الله (عز وجل) انزل في كتابه تصديقا لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فكان علي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) فأدخلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت الكساء في بيت أم سلمة، ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلك: فقال: إنك إلى خير، ولكن هؤلاء، أهل بيتي وثقلي، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (33) (34).

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن السري أبي اليسع قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني بدعائم الاسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شئ منها، الذي من قصر عن معرفة شئ منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه، وقبل منه عمله ولم يضيق به مما هو فيه لجهل شئ من الأمور جهله؟فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، والايمان بأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول الله، والاقرار بما جاء به من عند الله، وحق في الأموال الزكاة، والولاية التي أمر الله (عز وجل) بها، ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله) قال: فقلت: فهل في الولاية شئ دون شئ فضل يعرف لمن أخذ به؟قال نعم، قال الله (عز وجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة الجاهلية).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان علي (عليه السلام)، وقال الآخرون: وكان معاوية، ثم كان الحسن ثم كان الحسين، وقال الآخرون: يزيد بن معاوية وحسين بن علي ولا سواء ولا سواء، قال: ثم سكت، ثم قال: أزيدك؟فقال له حكم الأعور: نعم جعلت فداك قال: ثم كان علي بن الحسين، ثم كان محمد بن علي أبا جعفر، وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر وفتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس، فهكذا يكون الامر، والأرض لا تكون إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه، إذ بلغت نفسك هذه، وأهوي بيده إلى حلقه وانقطعت عنك الدنيا، تقول حينئذ: لقد كنت على أمر حسن (35).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): قال علي (عليه السلام) في خطبة له: إن الله ذو الجلال والاكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده وأرسل رسولا منهم وأنزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرائضه فكانت الجملة قول الله (جل ذكره) حيث أمر فقال: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا فانقلبتم على أعقابكم وارتددتم ونقضتم الامر منكم ونكثتم العهد ولم يضر الله شيئا وقد أمر كم أن تردوا الامر إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم المستنبطين للعلم فأقر رتم ثم جحدتم (36).

وفي كتاب معاني الأخبار: عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه سأله: ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا؟فقال: أن لا يعرف من أمر الله بطاعته وفرض ولايته وجعل حجته في أرضه وشاهده على خلقه، قال: فمن هم يا أمير المؤمنين؟قال: الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه، فقال: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: فقبلت رأسه وقلت: أو ضحت عني وفرجت وأذهبت كل شك كان في قلبي (37).

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: وبإسناده إلى سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قد أخبرني ربي (جل جلاله) أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكون من بعدك، فقلت: يا رسول الله ومن شركائي من بعدي؟قال: الذين قرنهم الله (عز وجل) بنفسه وبي فقال: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فقلت: يا رسول الله ومن هم؟قال الأوصياء من آلي، يردون علي الحوض كلهم هاديين مهديين، لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، بهم تنصر أمتي، وبهم يمطرون، وبهم يدفع عنهم البلاء، وبهم يستجاب دعاؤهم، قلت: يا رسول الله سمهم لي، قال قال: ابني هذا، ووضع يده على رأس الحسن، ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين، ثم ابن له يقال له علي، وسيولد في حياتك فاقرأه مني السلام، ثم تكمل اثني عشر إماما، فقلت: يا رسول الله سمهم لي فسماهم رجلا رجلا، فقال فمنهم والله يا أخا بني هلال مهدي أمة محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعد لا كما ملأت جورا وظلما، والله إني لا عرف من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم (38).

وبإسناده إلى سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم الله (عز وجل) أتعلمون حيث نزلت: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وحيث نزلت: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " (39) وحيث نزلت: " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسول ولا المؤمنين وليجة " (40) قال الناس.

يا رسول الله هذه خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر الله (عز وجل) نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم، فنصبني للناس بغدير خم، ثم خطب، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة، الأهم في المقام وفي آخره قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء، وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا بما فضلنا (41).

وفيه: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: الأئمة من ولد علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) إلى أن تقوم الساعة (42).

وفي كتاب التوحيد بإسناده إلى الفضل بن السكر (43) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالمعروف والعدل والاحسان (44).

وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى عمر بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): لأي شئ يحتاج إلى النبي والامام؟فقال: لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أن الله (عز وجل) يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام، قال الله (عز وجل): " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " (45) وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون، يعني بأهل بيته الذين قرن (عز وجل) طاعتهم بطاعته، فقال " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون، وهم المؤيدون الموفقون المسددون، بهم يرزق الله عباده، وبهم يعمر بلاده، وبهم ينزل القطر من السماء، وبهم تخرج بركات الأرض، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم (صلوات الله عليهم أجمعين) (46).

وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثنا زيد بن الحسن الأنماطي قال.

سمعت محمد بن عبد الله بن الحسن، وهو يخطب بالمدينة ويقول: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (47).

وقال: حدثني عبيد الله بن كثير، معنعنا عن عمي الحسين أنه سأل جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن قول الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: فأولي الامر في هذه الآية آل محمد (صلى الله عليه وآله) (48).

وقال: حدثني أحمد بن القاسم، معنعنا عن أبي مريم قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) عن قول الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " كانت طاعة علي مفترضه؟قال: كانت طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) خاصة مفترضة لقول الله تعالى: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وكانت طاعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (49).

وقال: حدثني عبيد الله بن كثير، معنعنا عن سلمان الفارسي (رحمه الله) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي من برأ من ولايتك فقد برأ من ولايتي، ومن برأ من ولايتي فقد برأ من ولاية الله، يا علي طاعتك طاعتي وطاعتي طاعة الله، فمن أطاعك أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله، والذي بعثني بالحق نبيا لحبنا أهل البيت أعز من الجوهر ومن الياقوت الأحمر ومن الزمرد، وقال: أخذ ميثاق محبنا أهل البيت في أم الكتاب لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل إلى يوم القيامة، وهو قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) (50).

وقال: حدثني إبراهيم بن سليمان، معنعنا عن عيسى بن السري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن دعائم الاسلام التي لا يسع أحدا من الناس التقصير عن معرفة شئ منها، التي من قصر عن شئ منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن قام بها صلح دينه وقبل عمله، ولم يضيق ما هو فيه بجهل شئ جهله؟قال: شهادة أن لا إله إلا الله، والايمان برسوله، والاقرار بما جاء من عند الله، والصلاة، والزكاة، والولاية التي أمر الله بها، ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قلت: هل في الولاية شئ؟قال: قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) (51).

وقال: حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري، معنعنا عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قال: نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) (52).

فإن تنزعتم: أنتم أيها المؤمنون.

في شئ: من أمور الدين.

فردوه: فراجعوا فيه.

إلى الله: إلى محكم كتابه.

والرسول: بالسؤال عنه في زمانه، وبالاخذ بسنته، والمراجعة إلى من أمر بالمراجعة إليه بعده، فإنها رد إليه.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، حماد، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل (53) " فإن تنازعتم في شئ - فارجعوه - إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم " (54).

وفي أصول الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشا، عن أحمد بن عائذ، عن ابن أذينة، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل وفي آخره قال (عليه السلام): فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم، كذا نزلت، وكيف بأمرهم الله (عز وجل) بطاعة ولاة الامر ويرخص لهم في منازعتهم (55) إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (56).

وفي نهج البلاغة: في معنى الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال: إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان ولا بد له من ترجمان، وإنما ينطق عنه الرجال، ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله سبحانه، قال الله سبحانه: " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " فرده إلى الله أن نحكم بكتابه، ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته، فإذا حكم بالصدق في كتاب الله، فنحن أحق الناس به، وإن حكم بسنة رسول الله فنحن أولاهم به (57).

وقال (عليه السلام) في عهده للأشتر: وأردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب (58) ويشتبه عليك من الأمور، فقد قال الله تعالى لقوم أحب إرشادهم " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول " فالراد إلى الله الاخذ بمحكم كتابه، والراد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة (59).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، حديث طويل: وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وبقوله: (ولو ردوه إلى الله وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) (60).

وفيه وقد ذكر (عليه السلام) الحجج.

قال السائل: من هؤلاء الحجج؟قال: هم رسول الله ومن حل محله، وأصفياء الله، وهم ولاة الامر الذين قال الله فيهم " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وقال فيهم: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل: ما ذلك الامر؟قال (عليه السلام): الذي تنزل به الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم من خلق أو رزق وأجل وعمر وحياة وموت، وعلم غيب السماوات والأرض والمعجزات التي لا ينبغي إلا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه (61).

عن الحسين بن علي (عليهما السلام) في خطبة له: وأطيعونا، فإن طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله (عز وجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " وقال: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا " (62).

وفي شرح الآيات الباهرة: قال محمد بن يعقوب: عن الحسن بن محمد بإسناده عن رجاله، عن بريد بن معاوية العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " قال: إيانا عنى، أن يؤدي الامام الأول إلى الامام الذي بعده ما عنده من العلم والكتب والسلاح، وقال إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم، ثم قال للناس: " يا أيها الناس آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " إيانا عنى خاصة، ثم أمر جميع المؤمنين بطاعتنا إلى يوم القيامة، إذ يقول: فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله والرسول وأولي الأمر منكم كذا نزلت، وكيف يأمرهم الله (عز وجل) بطاعة ولاة الامر ويرخص في منازعتهم، إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (63).

ومما ورد من أن ولاة الامر بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هم الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم): وما نقله الشيخ أبو علي الطبرسي (قدس الله روحه) في كتابه أعلام الورى بأعلام الهدى، قال: حدثنا غير واحد من أصحابنا، عن محمد بن همام، عن جعفر ابن محمد بن مالك الفزاري، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث، عن المفضل بن عمرو، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما نزلت: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قلت: يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله، لمن أولوا الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟فقال (صلى الله عليه وآله): هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيتي حجة الله في أرضه وبقيته على عباده ابن الحسن بن علي ذلك الذي يفتح الله (عز وجل ذكره)، على يديه مشارق الأرض ومغاربها، وذلك الذين يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر: فقلت: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟فقال (صلى الله عليه وآله): إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيؤون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها الحساب، يا جابر هذا من مكنوس سر الله ومخزون علم الله فاكتمه إلا عن أهله (64).

﴿ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضللا بعيدا (60)﴾

إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر: فإن الايمان يوجب ذلك.

ذلك: أي الرد.

خير: لكم.

وأحسن تأويلا: أي عاقبة، من تأويلكم بلا رد.

ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت: في تفسير علي بن إبراهيم: نزلت في الزبير بن العوام نازع رجلا من اليهود في حديقة فقال الزبير: نرضى بابن شيبة اليهودي، وقال اليهودي: نرضى بمحمد فأنزل الله (65).

قال البيضاوي: عن ابن عباس أن منافقا خاصم يهوديا، فدعى اليهودي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف، ثم أنهما احتكما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فحكم لليهودي، فلم يرض المنافق وقال: نتحاكم إلى عمر، فقال اليهودي لعمر: قضى لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يرض بقضائه وخاصم إليك، فقال عمر للمنافق: أكذلك؟فقال: نعم، فقال مكانكما حتى أخرج إليكما، فدخل فأخذ سيفه، ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتى برد، وقال: هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله، فنزلت، وقال جبرئيل (عليه السلام): إن عمر فرق بين الحق والباطل، فسمي الفاروق (66) انتهى.

ولا يخفى أنه لو صح هذا النقل، لدل على أن من أراد المنافق التحاكم إليه، هو الطاغوت، وهو كعب بن الأشرف وعمر، فهما طاغوتان بناء على هذا النقل.

وفي روضة الكافي: حميد بن زياد، عن محمد بن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد من أصحابه، عن أبان بن عثمان، عن أبي جعفر الأحول والفضيل بن يسار، عن زكريا النقاض، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (67).

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجلين من أصحابنا بكون بينهما منازعة في دين أو دنيا أو ميراث، فتحاكما إلى السلطان أو القضاة، (أيحل) (68) ذلك؟فقال: من تحاكم إلى الطاغوت، فحكم، فإنما يأخذ سحتا، وإن كان حقه ثابتا، لأنه أخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به، قيل: كيف يصنعان؟قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا، فارضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه، فإنما بحكم الله استخف وعلينا رد والراد علينا الراد على الله، وهو على حد الشرك بالله (69).

وقد أمروا أن يكفروا به: وقرئ: " بها " على أن الطاغوت جمع، لقوله: ﴿وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنفقين يصدون عنك صدودا (61) فكيف إذا أصبتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسنا وتوفيقا (62)﴾

" أوليائهم الطاغوت ".

ويريد الشيطان أن يضلهم ضللا بعيدا: عن الحق لا يرجى معه الاهتداء إلى الصواب.

وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول: وقرئ بضم اللام، على أنه حذف لام الفعل تخفيفا ثم ضم اللام لو أو الضمير (70).

رأيت المنفقين يصدون عنك صدودا: يحتمل رؤية البصر، فيكون " يصدون " حالا، ورؤية القلب، فيكون مفعولا ثانيا.

والصدود مصدر، أو اسم للمصدر الذي هو الصد، والفرق بينه وبين (السد) أنه غير محسوس والسد محسوس.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: هم أعداء آل محمد، كلهم جرت فيهم هذه الآية (71).

فكيف: يكون حالهم.

إذا أصبتهم مصيبة: نالتهم من الله عقوبة.

بما قدمت أيديهم: من التحاكم إلى غيرك، وعدم الرضا بحكمك.

﴿أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا (63)﴾

ثم جاءوك: عطف على " أصابتهم " أو على " يصدون " وما بينهما اعتراض.

يحلفون بالله: للاعتذار، حال من فاعل (جاء).

إن أردنا إلا إحسنا: وهو التخفيف عنك.

وتوفيقات: بين الخصمين، ولم نرد مخالفتك.

وقيل: جاء أصحاب القتيل طالبين دمه وقالوا: ما أردنا بالتحاكم إلى عمر إلا أن يحسن إلى صاحبنا ويوفق بينه وبين خصمه (72).

أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم: من النفاق، فلا يعني عنهم الكتمان والحلف الكاذب من العقاب.

فأعرض عنهم وعظهم: أي لا تعاقبهم لمصلحة في استبقائهم.

وفي روضة الكافي: علي، عن أحمد بن محمد بن محمد بن خالد، عن أبي جنادة الحصين ابن مخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) في قوله (عز وجل): " أولئك الذين " الآية، فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء وسبق لهم العذاب (73) (74).

﴿وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواب رحيما (64)﴾

وقل لهم في أنفسهم: في شأن أنفسهم، أو خاليا بهم فإن النصيحة في السر أنجع.

قولا بليغا: يؤثر فيهم، كتخويفهم بالقتل والاستئصال إن ظهر منهم النفاق، والتخويف بعذاب الله للمنافقين، والوعد بالثواب على الاخلاص " والقول البليغ " هو الذي يطابق مدلوله المقصود.

وقيل: الظرف، أي في أنفسهم، متعلق ب? " بليغا " على معنى بليغا في أنفسهم مؤثرا فيها.

وفيه ضعف، لان معمول الصفة لا يتقدم على موصوفها.

وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله: بسبب إذنه في طاعته، وأمره المبعوث إليهم بأن يطيعوه فمن لم يرض بحكمه وبما نص عليه فهو كافر وإن أظهر الاسلام وتكلف أكثر شعائره، لأنه عدم رضا بما أمر الله وحكم به.

ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم: بالنفاق.

جاءوك: خبر أن، و " إذ " متعلق به.

فاستغفروا الله: بالتوبة والاخلاص.

واستغفر لهم الرسول: واعتذروا إليك حتى انتصبت لهم شفيعا.

وإنما عدا، عن الخطاب، تفخيما لشأنه، وتنبيها على أن حق الرسول أن يقبل اعتذار التائب، وإن عظم جرمه ويشفع، ومن منصبه أن يشفع في كبار الذنوب.

لو جدوا الله توابا رحيما: لعلموه قابلا لتوبتهم، متفضلا عليهم بالرجمة.

وإن كان (وجد) بمعنى (صادف) كان " توابا " حالا، و " رحيما " بدلا منه، أو حالا آخر، أو من الضمير فيه.

وفي كتاب المناقب لابن شهرآشوب: إسماعيل بن يزيد بإسناده، عن محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتغيب حتى وجد الحسن والحسين (عليهما السلام) في طريق خال، فاخذهما واحتملهما على عاتقه وأتى بهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله إني مستجير بالله وبهما، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى رد يده إلى فيه، ثم قال للرجل: اذهب فأنت طليق، وقال للحسن والحسين: قد شفعتكما فيه، اي فتيان فأنزل الله تعالى: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " (75).

وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها، أو حين تدخلها ثم تأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، إلى أن قال (عليه السلام): اللهم إنك قلت: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وإني أتيت نبيك مستغفرا تائبا عن ذنوبي، وإني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ليغفر ذنوبي (76).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: وقوله " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك (يا علي) ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (65)﴾

فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " هكذا نزلت (77).

فلا وربك: أي فوربك، ولا مزيدة لتأكيد القسم، وقيل: لتظاهر " لا " في قوله: لا يؤمنون: وفيه فوربك ضعف: لأنها تزاد في الاثبات أيضا، كقوله: " لا أقسم بهذا البلد " (78) (79).

حتى يحكموك فيما شجر بينهم: فيما اختلف بينهم واختلط، ومنه الشجر، لتداخل أغصانه واختلاطها.

ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت: ضيقا مما حكمت به، أو من حكمك، أو شكا من أجله، فإن الشاك في ضيق من أمره.

ويسلموا تسليما: وينقادوا لك بظاهرهم وباطنهم.

وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم: عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة أو بريد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: لقد خاطب الله أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه (80)، قال: قلت: في أي موضع؟قال: في قوله " ولو أنهم " وتلا إلى قوله " حتى يحكموك فيما شجر بينهم " فيما تعاقدوا عليه: لئن أمات الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يردوا هذا الامر في بني هاشم " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت " عليهم من القتل أو العفو " ويسلموا تسليما " (81).

علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له، وأقاموا الصلاة، وأتوا الزكاة، وحجوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثم قالوا لشئ صنعه الله أو صنعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا صنع خلاف الذي صنع؟أو وجدوا ذلك في قلوبهم، لكانوا بذلك مشركين (82)، ثم تلا هذه الآية، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) فعليك بالتسليم (83).

عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله الكاهلي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): وذكر مثله سواء (84).

وفيه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن عندنا رجلا يقال له كليب (85)، فلا يجي، عنكم شئ إلا قال: أنا أسلم، فسميناه كليب تسليم، قال: فترحم عليه، ثم قال: أتدرون ما التسليم؟فسكتنا، فقال: هو والله الاخبات قول الله (عز وجل): " الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم " (86) (87).

وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل يقول فيه: " ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون "، قال جابر: فقلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكيف لا يسأل عما يفعل؟قال: لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمة وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار، فمن وجد في نفسه حرجا في شئ مما قضى كفر، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد (88).

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن قيس، عن ثابت الثمالي، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في آخر حديث له: إن للقائم منا غيبتين، أحدهما أطول من الأخرى، أما الأولى: فستة أيام، أو ستة أشهر، أو ست سنين (89).

وأما الأخرى فيطول أمرها حتى يرجع عن هذا الامر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته، ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا، وسلم لنا أهل البيت (90).

وبهذا الاسناد قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): إنه قال: دين الله (عز وجل) لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم، ومن اقتدى بنا هدي، ومن دان القياس والرأي هلك، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم (91).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)،

1- ما بين المعقوفتين ليس في النسخة - أ - وأثبتناه من المصدر لاقتضاء السياق.

2- هود: 108.

3- الواقعة: 33.

4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 184 باب 13 في ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزي متكلم خراسان عند المأمون في التوحيد ح 1 س 8.

5- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 47، باب 31 فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة، ح 178.

6- في هامش النسخة ما هذا لفظه: (فييانا، أي متصلا منبسطا، الفنن كأنه كثير الاستفنان، والجوب بضم الجيم وفتح الواو جمع جوبة، وهي الفرجة في السحاب - منه دام عزه).

7- نقله البيضاوي: ج 1 ص 225 عند تفسيره لآية 58 من سورة النساء. ونقله الزمخشري في الكشاف: ج 1 ص 523 عند تفسيره للآية وزاد فيه (فقال عثمان لعلي: أكرهت وأذيت ثم جئت ترفق؟فقال: لقد أنزل الله في شأنك قرآنا وقرأ عليه الآية، فقال عثمان: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فهبط جبرئيل وأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن السدانة في أولاد عثمان أبدا).

8- مجمع البيان: ج 3 ص 63 قال: وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام).

9- الكافي: ج 5 ص 133 كتاب المعيشة، باب أداء الأمانة ح 5.

10- معاني الأخبار: ص 107 باب معنى الأمانات التي أمر الله (عز وجل) عباده بأدائها إلى أهلها، صدر ح 1.

11- معاني الأخبار: ص 107 باب معنى الأمانات التي أمر الله (عز وجل) عباده بأدائها إلى أهلها، قطعة من ح 1.

12- تفسير العياشي: ج 1 ص 247 قطعة من ح 153.

13- الكافي: ج 1 ص 276 كتاب الحجة، باب أن الامام يعرف الامام الذي يكون بعده، ح 2.

14- الكافي: ج 1 ص 376 كتاب الحجة، باب أن الامام يعرف الامام الذي يكون بعده، ح 3.

15- الكافي: ج 1 ص 277 كتاب الحجة، باب أن الامام يعرف الامام الذي يكون بعده، ح 4.

16- الكافي: ج 2 ص 104 كتاب الايمان والكفر، باب الصدق وأداء الأمانة، ح 5.

17- الكافي: ج 2 ص 105 كتاب الايمان والكفر، باب الصدق وأداء الأمانة، ح 12.

18- لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الطاهرة: ج 1 ص 134 ح 10 وليس فيه جملة (قال محمد بن العباس).

19- الكافي: ج 1 ص 276، كتاب الحجة، باب أن الإمام (عليه السلام) يعرف الامام الذي يكون من بعده، قطعة من ح 1.

20- تفسير العياشي: ج 1 ص 246 قطعة من ح 153.

21- تفسير العياشي: ج 1 ص 247 ح 154.

22- تفسير العياشي: ج 1 ص 249 ح 166.

23- الكافي: ج 1 ص 276 كتاب الحجة، باب أن الإمام (عليه السلام) يعرف الامام الذي يكون من بعده، قطعة من ح 1.

24- تفسير العياشي: ج 1 ص 247 قطعة من ح 153.

25- كمال الدين وتمام النعمة: ص 222 باب 22 اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) وأن الأرض لا تخلو من حجة لله (عز وجل) على خلقه إلى يوم القيامة ح 8.

26- كمال الدين وتمام النعمة: ج 1 ص 253، باب 23 نص الله (تبارك وتعالى) على القائم (عليه السلام) وأنه التأني عشر من الأئمة (عليهم السلام) ح 3.

27- تفسير العياشي: ج 1 ص 251 و 252 ح 171 و 173 و 174. 2 و 34.

28- تفسير العياشي: ج 1 ص 251 و 252 ح 171 و 173 و 174. 2 و 34.

29- تفسير العياشي: ج 1 ص 251 و 252 ح 171 و 173 و 174. 2 و 34.

30- تفسير العياشي: ج 1 ص 251 و 252 ح 171 و 173 و 174. 2 و 34.

31- تفسير العياشي: ج 1 ص 247 قطعة من حر 153 س 3.

32- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 230 باب 23 ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع

المأمون في الفرق بين العترة والأمة، ح 1 س 13.

33- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 238 باب 23 ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة، ح 1 س 4.

34- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 131 باب 35 ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين، ح 14.

35- الكافي: ج 1 ص 187 كتاب الحجة، باب فرض طاعة الأئمة، ح 7.

36- ولقد أجاد وأفاد العلامة المجلسي طيب الله رمسه هنا في مرآة العقول: ج 2 ص 326 في تقرير الاستدلال بالآية الشريفة: " إنما وليكم " الآية، على خلافة سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين. وكذلك العالم المتبحر المغفور له الحاج ميرزا أبو الحسن الشعراني (قدس سره).

37- في تعليقته على الحديث (شرح أصول الكافي: ج 5 ص 184) في بيان المراد من (اولي الامر) فلا حظ، ولولا خوف الإطالة لا ثبت ونقلت ما أفاداه.

38- الكافي: ج 1 ص 189 كتاب الحجة، باب فرض طاعة الأئمة، ح 16.

39- الكافي: ج 1 ص 286 كتاب الحجة، باب ما نص الله (عز وجل) ورسوله على الأئمة واحدا فواحدا، قطعة من ح 1.

40- لقد كفانا مؤونة الاستدلال في إثبات الإمامة والذب عن حريم الولاية، ما حكاه العلامة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) في كتابه مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول: ج 3 ص 213 عند شرحه لهذا الحديث، من أسانيد وطرق جمهور المسلمين، والتي أثبتها أصحاب الصحاح والسنن في كتبهم كالترمذي، والبغوي، والبيضاوي، والزمخشري، وابن حجر العسقلاني، وابن أبي الحديد، والنسائي، والسيوطي وأمثالهم، ولولا خوف الإطالة لأشرب إلى ما استدل به من الصحاح والسنن والتفاسير ومواضعها لان العلامة المجلسي (رحمه الله) أشار إلى مصادرها من دون تعيين مواضعها (راجع مرآة العقول: ج 3 ص 213 - 248).

41- الكافي: ج 2 ص 19 كتاب الايمان. والكفر، باب دعائم الاسلام، ح 6.

42- الاحتجاج: ج 1 ص 16، احتجاجه (عليه السلام) على طلحة والزبير. ط بيروت.

43- معاني الأخبار: ص 394 باب نوادر المعاني ح 45.

44- كتاب كمال الدين وتمام النعمة: ص 285، باب 24 ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في النص على القائم (عليه السلام) وأنه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) قطعة من ح 37 س 7.

45- المائدة: 60.

46- التوبة: 16.

47- كتاب كمال الدين وتمام النعمة: ص 276 باب 24 ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في النص على القائم (عليه السلام) قطعة من ح 25.

48- كمال الدين وتمام النعمة: ص 222 باب 22 اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) وأن الأرض لا تخلو من حجة الله (عز وجل) على خلقه إلى يوم القيامة، ح 8.

49- في المصدر: السكن.

50- التوحيد: ص 285 باب 41 أنه (عز وجل) لا يعرف إلا به ح 3.

51- الأنفال: 33.

52- علل الشرائع: ج 1 ص 117، باب 103 العلة التي من أجلها يحتاج إلى النبي والامام، ح 1.

53- تفسير فرات بن إبراهيم: ص 27 س 22.

54- تفسير فرات بن إبراهيم: ص 28 س 14 وسند الحديث هكذا (فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، معنعنا عن أبي جعفر (عليه السلام) إلخ.

55- تفسير فرات بن إبراهيم: ص 28 س 23.

56- تفسير فرات بن إبراهيم: ص 32 س 1 وفيه (عبيد بن كثير) بحذف كلمة (الله).

57- تفسير فرات بن إبراهيم: ص 32 س 22.

58- تفسير فرات بن إبراهيم: ص 32 س 7.

59- هذه من تبديل النص بمعناه، كما كان يفعله ابن مسعود في تبديل لفظ القرآن بما يرادفه، ولا يقصد بذلك تحريف الكتاب بل الايضاح.

60- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 141 في تفسيره لآية 59 من سورة النساء.

61- قوله: " وكيف يأمرهم الله " رد على المخالفين حيث قالوا: معنى قوله سبحانه: " فإن تنازعتم " فإن اختلفتم أنتم وأولي الأمر منكم في شئ من أمور الدين فارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة. ووجه الرد أنه كيف يجوز الامر بإطاعة قوم مع الرخصة في منازعتهم، فقال (عليه السلام): إن المخاطبين بالتنازع ليسوا إلا المأمورين بالإطاعة خاصة، وإن اولي الامر داخلون في المردود إليهم لفظا أو معنى (مرآة العقول: ج 3 ص 181).

62- الكافي: ج 1 ص 276 كتاب الحجة، باب أن الإمام (عليه السلام) يعرف الامام الذي يكون من بعده قطعة من ح 1.

63- نهج البلاغة: ص 182، (125) ومن كلام له (عليه السلام) في التحكيم وذلك بعد سماعه لأمر الحكمين صبحي الصالح.

64- ضلع فلانا - كمنع - ضربه في ضلعه، والمراد ما يشكل عليك (شرح نهج البلاغة (عبده)، ج 3 ص 93).

65- نهج البلاغة: ص 434 (53) ومن كلام له (عليه السلام) كتبه للأشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر صبحي الصالح.

66- كتاب الاحتجاج: ج 1 ص 248، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن متشابهة تحتاج إلى التأويل على أنها تقتضي التناقض والاختلاف فيه س 7.

67- كتاب الاحتجاج: ج 1 ص 252، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه.. س 10.

68- كتاب الاحتجاج: ج 2 ص 299، احتجاجه (صلوات الله عليه) بإمامته على معاوية وغيره وذكر طرف من مفاخراته ومشاجراته التي جرت له مع معاوية وأصحابه س 9.

69- لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: ص 140.

70- إعلام الورى بأعلام الهدى: الطبعة الثالثة ص 397، في ذكر بعض الأخبار التي جاءت من طريق الشيعة الإمامية في النص على إمامة الاثني عشر من آل محمد (عليهم السلام)، وليس في المطبوع جملة (ذلك الذي يفتح الله عز وجل ذكره، على يديه مشارق الأرض ومغاربها).

71- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 141 عند تفسير لآية 60 من سورة النساء.

72- أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 226 عند تفسيره لآية 60 من سورة النساء.

73- الكافي: ج 8 ص 247 ح 456 س 2.

74- في النسخة - أ - (ما يحل) والصحيح ما أثبتناه من المصدر.

75- الفروع: ج 7 ص 412، كتاب القضاء والاحكام، باب كراهية الارتفاع إلى قضاة الجور ح 5.

76- قال البيضاوي: ج 1 ص 226 عند تفسيره للآية وقرئ: " تعالوا " بضم اللام على أنه حذف لام الفعل اعتباطا ثم ضم اللام لواو الضمير).

77- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 142 عند تفسيره لآية 61 من سورة النساء.

78- نقله البيضاوي: ج 1 ص 227 عند تفسيره لآية 62 من سورة النساء.

79- الكافي: ج 8 ص 184 ح 211 وتمام الحديث (وقل لهم قولا بليغا).

80- قوله (فقد سبقت عليهم كلمة الشقاء) ظاهر الخبر أن هاتين الفقرتين كانتا داخلتين في الآية ويحتمل أن يكون (عليه السلام) أوردهما للتفسير، أي إنما أمر تعالى بالاعراض عنهم لسبق كلمة الشقاء عليهم، أي علمه تعالى بشقائهم، وسبق تقدير العذاب لهم، لعلمه بأنهم يصيرون أشقياء بسوء اختيارهم. ولعل الامر بالاعراض لدم المبالغة والاهتمام في دعوتهم والحزن على عدم قبولهم أو جبرهم على الاسلام، ثم أمر تعالى بموعظتهم لاتمام الحجة عليهم فقال: (وعظهم) أي بلسانك وكفهم عما هم عليه. وتركه في الخبر، إما من النساخ، أو لظهوره، أو لعدمه في مصحفهم (عليهم السلام) (مرآة العقول: ج 4 ط حجري ص 331).

81- مناقب ابن شهرآشوب: ج 3 ص 400 فصل في مكارم أخلاقهما س 2.

82- الكافي: ج 4 ص 551 كتاب الحج باب دخول المدينة وزيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والدعاء عند قبره، قطعة من ح 1.

83- تفسير علي بن إبراهيم، ج 1 ص 142 س 14 في تفسيره لآية 64 من سورة النساء، وسند الحديث: (حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " ولو أنهم " الآية.

84- البلد: 1.

85- قاله البيضاوي: ج 1 ص 227 عند تفسيره لآية 65 من سورة النساء.

86- قوله: (لقد خاطب الله) يعني أن المخاطب في (جاؤوك) وأمثاله، أمير المؤمنين (عليه السلام) بقرينة (واستغفر لهم الرسول) فإن الالتفات من الخطاب إلى الغيبة ثم العود إلى الخطاب نادر جدا، وتفسير (ما شجر بينهم) بما تعاقدوا عليه، اما مبني على أن المراد بالشجر، الجريان كما قيل، أو على أنه وقع ابتداء بينهم تشاجر ثم اتفقوا، أو على أن المراد التشاجر بينهم وبين المؤمنين، أو إنه لما كان الامر عظيما من شأنه أن يتشاجر فيه، عبر عن وقوعه بالشجر، وقبل: أراد أن المراد بظلمهم أنفسهم تعاقدهم فيما بينهم منازعين لله ولرسوله وللمؤمنين أن يصرفوا الامر عن بني هاشم، وأنه المراد بقوله: " فيما شجر بينهم "، أي فيما وقع النزاع بينهم مع الله ورسوله والمؤمنين بهذا التعاقد، فإن الله كان معهم وفيما بينهم كما قال سبحانه: " وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا " (النساء: 108) والرسول أيضا كان عالما بما أسروا من مخالفته، فكأنه كان فيهم شاهدا على منازعتهم إياه. ومعنى تحكيمهم أمير المؤمنين (عليه السلام) على أنفسهم أن يقولوا له: إنا ظلمنا أنفسنا بظلمنا إياك وإرادتنا صرف الامر عنك مخالفة لله ولرسوله، فاحكم علينا بما شئت وطهرنا في بني هاشم " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت " حرجا مما قضيت " عليهم من القتل أو العفو " ويسلموا تسليما " (مرآة العقول: ج 4 ص 283).

87- الكافي: ج 1 ص 381 كتاب الحجة، باب التسليم وفضل المسلمين، ح 7.

88- قوله: (لكانوا بذلك مشركين) دل على أن كل من خطر بباله، أو جرى على لسانه ذلك فهو مشرك،

وإن أخذه وعمل به، لفوات معنى الرضا والتسليم منه، فاحفظ نفسك فإن الطريق دقيق والشيطان رفيق (شرح أصول الكافي: ج 6 ص 378).

89- الكافي: ج 2 ص 398 كتاب الايمان والكفر، باب الشرك، ح 6.

90- الكافي: ج 1 ص 390 كتاب الحجة، باب التسليم وفضل المسلمين، ح 2.

91- (كليب) بصيغة التصغير (أسلم) بصيغة المتكلم من باب التفعيل (فترحم عليه) أي قال: رحمه الله، والاخبات الخشوع في الظاهر والباطن والتواضع بالقلب والجوارح والطاعة في السر والعلن، من الخبت وهي الأرض المطمئنة، قال الراغب: الخبت المطمئن من الأرض وأخبت الرجل قصد الخبت أو نزله، نحو أسهل وأنجد، ثم استعمل الاخبات في استعمال اللين والتواضع، قال (عز وجل): " وأخبتوا إلى ربهم " وقال تعالى: " وبشر المخبتين " أي المتواضعين، نحو لا يستكبرون عن عبادته، وقوله تعالى: " فتخبت له قلوبهم " أي تلين وتخشع انتهى. و (قول الله) خبر مبتدأ محذوف، أي هو قوله الله، أو مبتدأ خبره محذوف، أي قوله الله من ذلك (مرآة العقول: ج 4 ص 280).