الآية 44 - 56

﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل (44) والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا (45)﴾

التبعيض حتى يرد أن سيبويه صرح بخلافه، بل لمكانه وكونه حيث لم يحتج إليه لتعدية الفعل بنفسه إلى المفعول.

إن الله كان عفوا غفورا: فلذلك يسر الامر عليكم ورخص لكم.

ألم تر إلى الذين أو توا: من رؤية البصر، أي ألم تنظر إليهم.

أو القلب، وعدي بإلى لتضمين معنى الانتهاء.

نصيبا من الكتب: قيل: حظا يسيرا من التوراة، لان المراد أحبار اليهود.

يشترون الضلالة: بالهدى يختارونها على الهدى، أو يستبدلونها بعد تمكنهم منه، أو حصوله لهم.

قيل: بإنكار نبوة (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).

وقيل: يأخذون الرشى ويحرفون التوراة (2).

ويريدون أن تضلوا: أيها المؤمنون.

السبيل: سبيل الحق.

وفي تفسير علي بن إبراهيم في هذه الآية: ويشترون الضلالة، يعني ضلوا في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) " ويريدون أن تضلوا السبيل " يعني أخرجوا الناس من ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو الصراط المستقيم (3).

والله أعلم: منكم.

﴿من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا (46)﴾

بأعدائكم: وقد أخبركم بعداوة هؤلاء وما يريدون بكم، فاحذروهم.

وكفى بالله وليا: يلي أمركم.

وكفى بالله نصيرا: يعينكم، فثقوا عليه، واكتفوا به عن غيره.

والباء تزاد في فاعل " كفى " ليؤكد الاتصال الاسنادي بالاتصال الإضافي.

من الذين هادوا: بيان للذين أوتوا نصيبا.

أو لأعدائكم، أو صلة ل? (نصير) أي ينصركم من الذين هادوا ويحفظكم منهم على الاحتمال الأول، وخبر مبتدأ محذوف بناء عليه، أو على ما في تفسير علي بن إبراهيم وصفة ذلك المبتدأ.

يحرفون الكلم عن مواضعه: أي من الذين هادوا قوم " يحرفون الكلم " أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها، بإزالته عنها وإثبات غيره فيها، كما حرفوا في وصف محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (أسمر ربعة) عن موضعه في التوراة ووضعوا مكانه (ادم طوال) (4) أوا يؤولونه على ما يشتهون، فيميلونه عما أنزل الله فيه.

ويقولون سمعنا: قولك.

وعصينا: أمرك.

واسمع غير مسمع: أي مدعو عليك، بلا سمعت، بصمم أو موت.

أو اسمع غير مجاب إلى ما تدعو إليه.

أو اسمع غير مسمع كلاما ترضاه.

أو اسمع كلاما غير مسمع إياك، لان إذنك تنبو عنه فيكون مفعولا به، أو اسمع غير مسمع مكروها من قولهم: أسمعه فلان إذا سبه.

وإنما قالوه نفاقا.

وراعنا: انظرنا نكلمك، أو نفهم كلامك.

ليا بألسنتهم: فتلا بها (5) وصرفا للكلام إلى ما يشبه السب، حيث وضعوا " راعنا " المشابه لما يتسابون به في موضع " انظرنا " و " غير مسمع " موضع " لا سمعت مكروها "، أو فتلا وضما ما يظهرون من الدعاء، والتوقير إلى ما يضمرون من السب والتحقير نفاقا.

وطعنا في الدين: استهزاء به وسخرية.

ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا: ولو ثبت قولهم هذا مكان ما قالوا.

لكان خيرا لهم وأقوم: أعدل وأسد.

ويجب حذف الفعل بعد " لو " في مثل ذلك، لدلالة " ان " عليه ووقوعه موقعه.

ولكن لعنهم الله بكفرهم: ولكن أبعدهم الله من الهدى بسبب كفرهم.

فلا يؤمنون إلا قليلا: أي إيمانا قليلا لا يعبأ به، وهو الايمان ببعض الكتاب والرسل، أو إيمانا ضعيفا لا إخلاص فيه.

ويجوز أن يراد بالقلة العدم، كقوله: قليل التشكي للمهم يصيبه (6).

﴿يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنزدها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحب السبت وكان أمر الله مفعولا (47)﴾

أو إلا قليلا منهم قد آمنوا أو يؤمنون.

يا أيها الذين أوتوا الكتب ء امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها: الطمس المحو، يقال: طمسته طمسا، محوته، والشئ، استأصلت أثره.

قيل: أي من قبل أن نمحو تخطيط صورها ونجعلها على هيئة أدبارها، يعني الاقفاء (7)، أو ننكسها إلى ورائها في الدنيا أو في الآخرة (8).

وقيل: الطمس يطلق لمطلق التغيير والقلب.

والمعنى: من قبل أن نغير وجوها فنسلب وجاهتها وإقبالها ونكسوها الصغار والادبار، أو نردها إلى حيث جاءت منه، وهي أذرعات الشام، يعني أجلاء بني النضير، ويقرب منه قول من قال: إن المراد بالوجوه الرؤساء.

وفي مجمع البيان: في رواية أبي الجارود، عن الباقر (عليه السلام): أن المعنى نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها في ضلالتها بحيث لا يفلح أبدا (9).

وفي تفسير العياشي: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) في حديث طويل -: يا جابر، أول الأرض المغرب تخرب أهل الشام، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات، راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني.

فيلقى السفياني الأبقع، فيقتله ومن معه، وراية الأصهب، ثم لا يكون لهم هم إلا الاقبال نحو العراق، ومن جيش بقرقيسا (10) فيقتلون بها مائة ألف من الجبارين، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألف، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوي المنازل حثيثا ومعهم نفر من أصحاب القائم (عليه السلام) يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، و يبعث السفياني بعثا إلى المدينة فيفر المهدي (عليه السلام) منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة فيبعث جيش على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب، على سنة موسى بن عمران، قال: وينزل جيش أمير السفياني، البيداء، فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم، فيخسف أمير البيداء فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم في أقفيتهم، وهم من كلب، وفيهم أنزلت هذه الآية: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلنا على عبدنا " يعني القائم (عليه السلام) " من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها " (11).

وروى عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): نزلت هذه الآية على محمد هكذا: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما أنزلت - في علي - (12) مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم - إلى مفعولا ".

وأما قوله: " مصدقا لما معكم " يعني مصدقا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (13).

وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم: عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن منخل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الآية هكذا: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا - في علي (عليه السلام) - نورا مبينا " (14) (15).

أو نلعنهم كما لعنا أصحب السبت: أو نخزيهم بالمسخ كما أخزينا به أصحاب ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما (48)﴾

السبت.

أو نلعنهم على لسانك كما لعناهم على لسان داود.

والضمير لأصحاب الوجوه.

أو للذين على طريقة الالتفات، أو للوجوه إن أريد بها الوجهاء.

قيل: وعطفه على الطمس بالمعنى الأول، يدل على أن المراد به ليس مسخ الصورة في الدنيا (16).

وفيه: أنه مسخ خاص، فيصح أن يكون مقابلا لمسخ أصحاب السبت.

ومن حمل الوعيد على تغير الصورة في الدنيا، قال: إنه بعد مترقب.

أو كان وقوعه مشروطا بعدم إيمانهم، وقد آمن منهم طائفة.

وكان أمر الله: بإيقاع شئ، أو وعيده، أو ما حكم به وقضاه.

مفعولا: نافذا، أو كائنا.

فيقع لا محالة ما أوعدتم به إن لم تؤمنوا.

إن الله لا يغفر أن يشرك به: لأنه حكم بخلود عذابه وأوجب على نفسه تعذيبه، لأنه لا ينمحي عنه أثره، فلا يستعد للعفو إلا أن يتوب ويرجع إلى التوحيد، فإن باب التوبة مفتوح أبدا.

في عيون الأخبار: عن الرضا (عليه السلام)، وبإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يحاسب كل خلق إلا من أشرك بالله، فإنه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار (17).

ويغفر ما دون ذلك: أي ما دون الشرك صغيرا كان أو كبيرا.

في أصول الكافي: عن يونس، عن ابن بكير، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " الكبائر فما سواها، قال: قلت: دخلت الكبائر في الاستثناء؟قال: نعم (18).

لمن يشاء: تفضلا عليه واحسانا.

والمراد ب? " من يشاء " الشيعة خاصة، يغفر لهم ما سوى الشرك، فمن كان شيعة وخرج من الدنيا مشركا لا يغفر له، كما لا يغفر لسائر المشركين، وإن لم يكن مشركا يغفر له وإن كان عليه ذنوب أهل الأرض غير الشرك.

والدليل على أن المراد ب? " من يشاء " الشيعة.

ما رواه العياشي في تفسيره: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أما قوله: " إن الله لا يغفر أن يشرك به " يعني أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي.

وأما قوله: " ويغفر ما دون ذلك " يعني لمن يشاء يعني لمن والى عليا (عليه السلام) (19).

وما رواه في من لا يحضره الفقيه: بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب، ثم قال (عليه السلام): من قال: لا إله إلا الله بإخلاص فهو برئ من الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " من شيعتك ومحبيك يا علي، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا لشيعتي؟قال: اي وربي إنه لشيعتك، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (20).

والدليل على أنه يغفر ذنوب الشيعة وإن لم يتب، ولو كان عليه مثل ذنوب أهل الأرض، ما سبق.

وما رواه في كتاب التوحيد: بإسناده إلى أبي ذر (رحمه الله) قال: خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمشي وحده وليس معه إنسان، فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال لي: من هذا؟فقلت: أبو ذر جعلني الله فداك، قال: يا أبا ذر تعال، قال: فمشيت معه ساعة، قال: إن المكثرين هم الا قلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا، فنفح منه بيمينه وشماله وبين يديه وورائه وعمل فيه خيرا، قال: فمشيت معه ساعة فقال لي: اجلس ههنا، وأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: اجلس حتى أرجع إليك، قال: فانطلق في الحرة حتى لم أره وتوارى عني، فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل، وهو يقول: وإن زنى وإن سرق قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداك، من تكلمه في جانب الحرة، فإني ما سمعت أحدا يرد عليك شيئا؟قال: ذاك جبرئيل عرض لي في جانب الحرة فقال: بشر أمتك أن من مات لا يشرك بالله (عز وجل) شيئا دخل الجنة، قال فقلت: يا جبرئيل وإن زنى وإن سرق؟قال: نعم، قلت: وإن زنى وسرق؟قال: نعم قلت: وإن زنى وسرق قال: نعم وإن شرب الخمر (21).

وفي تفسير العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قوله: " ان الله لا يغفر ان يشرك به " أنه لا يغفر لمن يكفر بولاية علي وأما قوله: " ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " يعني لمن والى عليا (22).

﴿ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49)﴾

وفي تفسير علي بن إبراهيم: فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: دخلت الكبائر في الاستثناء؟قال: نعم (23).

عن أبي العباس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أدنى ما يكون به الانسان مشركا؟قال: من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض (24).

وفي مجمع البيان: وقف الله سبحانه المؤمنين الموحدين بهذه الآية بين الخوف والرجاء وبين العدل والفضل، وذلك صفة المؤمنين، ولذلك قال الصادق (عليه السلام): لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا (25).

وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى ثوير، عن أبيه، أن عليا (عليه السلام) قال: ما في القرآن آية أحب إلي من قوله (عز وجل): " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " (26).

ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما: ارتكب ما استحقر دونه الآثام.

وهو إشارة إلى المعنى الفارق بينه وبين سائر الذنوب.

والافتراء كما يطلق على القول يطلق على الفعل، وكذلك الاختلاق.

ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم: في مجمع البيان: عن الباقر (عليه السلام): أنها نزلت في اليهود والنصارى حيث قالوا: " نحن أبناء الله وأحبائه " (27) وقالوا: " لن يدخل الجنة إلا من كان

﴿انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا (50) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا (51) هودا أو نصارى ﴾ (28) (29).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: هم الذين سموا أنفسهم بالصديق والفاروق وذي النورين (30).

والجمع أنها نزلت في الأولين، وجرت في الآخرين، وكذلك تجري فيمن يسمون أنفسهم بأهل السنة والجماعة، وفيمن يسمون أنفسهم بأهل الرياضة والتوحيد ويجعلون أنفسهم ممتازة عن أهل القشر والتقليد.

بل الله يزكى من يشاء: لأنه العالم بما ينطوي عليه الانسان من حسن وقبح فلا غرض في التركية، وقد ذمهم وزكى المرتضين من عباده المؤمنين.

وأصل التزكية نفي ما يستقبح فعلا وقولا.

ولا يظلمون: بالذم والعقاب على تزكيتهم أنفسهم بغير حق.

فتيلا: أدنى ظلم وأصغره.

وهو الخيط الذي في شق النواة.

يضرب به المثل في الحقارة.

انظر كيف يفترون على الله الكذب: في زعمهم أنهم أبناء الله وأزكياء عنده، أو خلفاءه أو أولياءه.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: هم هؤلاء الثلاثة (31).

وكفا به: بزعمهم هذا، أو بالافتراء.

إثما مبينا: لا يخفى كونه مأثما من بين آثامهم.

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتب يؤمنون بالجبت والطاغوت: قيل: نزلت في يهود كانوا يقولون: إن عبادة الأصنام أرضى عند الله مما يدعو إليه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (32).

وقيل: في حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف وجمع من اليهود خرجوا يحالفون قريشا على محاربة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: أنتم أهل كتاب وأنتم أقرب إلى محمد منكم إلينا، فلا نأمن مكركم، فاسجدوا لآلهتنا حتى نطمئن إليكم، ففعلوا (33).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب: أديننا أفضل أم دين محمد؟قالوا: بل دينكم أفضل (34).

وروي أيضا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد حقهم وحسدوا منزلتهم (35).

وروى العياشي: عن الباقر (عليه السلام): إن الجبت والطاغوت فلان وفلان (36).

والجبت في الأصل اسم صنم، فاستعمل في كل ما عبد من دون الله.

وقيل: أصله الجبس (37) وهو الذي لا خير فيه، فقلبت سينه تاء.

والطاغوت ﴿أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا (52) أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا (53) أم يحسدون الناس على ما آتهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما (54)﴾

يطلق لكل باطل من معبود أو غيره.

ويقولون للذين كفروا: أي لأجلهم وفيهم.

هؤلاء: إشارة إليهم.

أهدى من الذين آمنوا سبيلا: أقوم دينا وأرشد طريقا.

في الكافي: عن الباقر (عليه السلام): يقولون لائمة الضلال والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (38).

أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا: يمنع العذاب بشفاعة أو غيرها.

أم لهم نصيب من الملك: إنكار.

يعني ليس لهم ذلك.

فإذا لا يؤتون الناس نقيرا: يعني لو كان لهم نصيب، فإذا لا يؤتون الناس ما يوازي نقيرا.

وهو النقطة التي في وسط النواة، وهذا هو الاغراق في بيان شحهم، فإنهم بخلوا بالنقير وهم ملوك، فما ظنك بهم إذا كانوا أذلاء متفاقرين.

ويحتمل أن يكون إنكار أهم أوتوا نصيبا من الملك على الكناية، وأنهم لا يؤتون الناس شيئا.

وإذن (إذا) وقع بعد الواو أو الفاء لا لتشريك مفرد، جاز فيه الالغاء والأعمال (39)، ولذلك قرئ " فإذا لا يؤتوا " على النصب (40).

وفي الكافي: عن الباقر (عليه السلام): " أم لهم نصيب من الملك " يعني الإمامة والخلافة، قال: ونحن الناس الذين عنى الله (41).

والنقير: النقطة التي في وسط النواة.

أم يحسدون الناس: قيل: بل أيحسدون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، أو العرب أو الناس جميعا.

على ما آتهم الله من فضله قيل: النبوة والكتاب والنصرة والاعزاز، وجعل النبي (صلى الله عليه وآله) الموعود منهم.

وفي الكافي، وفي تفسير العياشي وغير هما في عدة روايات عنهم (عليهم السلام): نحن الناس المحسودون - الذين قال الله.

- على ما أتانا الله من الإمامة (42) (43).

وفي مجمع البيان: عن الباقر (عليه السلام): المراد بالناس النبي وآله (صلوات الله عليهم) (44).

وفي أصول الكافي: أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): نحن قوم فرض الله (عز وجل) طاعتنا، لنا الأنفال، ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: " أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله " (45).

عدة من أصحابنا: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) في قوله الله (تبارك وتعالى): " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " قال: نحن المحسودون (46).

الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشا، عن حماد بن عثمان، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "، فقال: يا أبا الصباح نحن والله الناس المحسدون (47).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن علي بن فضال، عن ابن أيوب جميعا، عن معاوية ابن عمار، عن عمرو بن عكرمة، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: لي جار يؤذيني فقال: ارحمه، فقلت: لا رحمه الله فصرف وجه عني فكرهت أن أدعه، فقلت يفعل بي كذا ويفعل ويؤذيني فقال: أرأيت إن كاشفته انتصفت منه؟قلت: بلى أربي عليه فقال (عليه السلام): إن ذا ممن يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله، فإذا رأى نعمة على أحد وكان له أهل جعل بلاءه عليهم، وإن لم يكن له أهل جعله على خادمه، فإن لم يكن له خادم أسهر ليلة وأغاظ نهاره، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (48).

فقد آتينا آل إبراهيم: الذين هم أسلاف النبي وبنو عمه.

الكتب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما: فلا يبعد أن يؤتيهم مثل ما آتاهم.

في تفسير علي بن إبراهيم: عن الصادق (عليه السلام): الكتاب، النبوة، والحكمة، الفهم والقضاء، والملك العظيم، الطاعة المفروضة (49).

وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام): يعني جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرونه في ال محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

وقال: الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم (50).

وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله: " وآتيناهم ملكا عظيما " قال: الطاعة المفروضة (51).

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن محمد الأحول، عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله (عز وجل): " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب " فقال: النبوة، قلت: الحكمة، قال: الفهم والقضاء، قلت: " وآتيناهم ملكا عظيما "؟قال: الطاعة (52).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله (عز وجل): " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرون في آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

قال: قلت: " وأتيناهم ملكا عظيما " قال: الملك العظيم أن جعفر فيهم أئمة من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم (53).

وفي عيون الأخبار: في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في وصف الإمامة والامام، قال (عليه السلام): إن الأنبياء والأئمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه مالا يؤتيهم غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم في قوله (عز وجل): " أفمن يدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدى إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون " (54) وقال (عز وجل) لنبيه: " وكان فضل الله عليك عظيما " (55) وقال (عز وجل) في الأئمة من أهل بيته وعترته وذريته: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " (56).

وفيه في باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة، حديث طويل، وفيه: فقال له المأمون: فضل الله العترة على الناس؟فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن الله تعالى بان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه، فقال له المأمون أين ذلك من كتاب الله تعالى؟فقال له الرضا (عليه السلام): في قوله تعالى: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض " (57) وقال (عز وجل) في موضع آخر: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك ههنا هو الطاعة (58).

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن الفضل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): فإن الله (تبارك وتعالى) لم يجعل العلم جهلا، ولم يكل أمره إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه أرسل رسلا من ملائكته إلى نبيه فقال ل كذا وكذا، وأمره بما يحبه ونهاه عما يكره، فقص عليه ما قبله وما خلفه بعلم، فعلم ذلك العلم أنبياءه وأولياءه وأصفياءه من الآباء والاخوان بالذرية التي بعضها من بعض، وذلك قوله (عز وجل): " ولقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " فأما الكتاب فالنبوة، وأما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء والأصفياء، وقال (عليه السلام) فيه أيضا: إنما الحجة في ال إبراهيم لقول الله (عز وجل): " ولقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " والحجة الأنبياء وأهل بيوتات الأنبياء حتى يقوم الساعة (59).

وفي روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد ابن الفضل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله سواء (60).

وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري معنعنا، عن إبراهيم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ما تقول في هذه الآية: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " قال: نحن الناس الذي قال الله، ونحن المحسودون، ونحن أهل الملك، ونحن ورثنا النبيين، وعندنا عصا موسى، وإنا لخزان الله في الأرض، لا بخزان ذهب ولا فضة، وإن منا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحسن والحسين (عليهما السلام) (61).

﴿فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا (55) إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضحت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيز حكيما (56)﴾

فمنهم من آمن به: قيل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

أو بما ذكر من حديث آل إبراهيم.

وقيل: معناه فمن آل إبراهيم من آمن به ومنهم من كفر، ولم يكن في ذلك وهن في أمره، وكذا لا يوهن كفر هؤلاء أمرك (62).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: فمنهم من آمن به، يعني أمير المؤمنين (عليه السلام).

وهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار (63).

ومنهم من صد عنه: أي أعرض عنهم ولم يؤمن.

وكفى بجهنم سعيرا: نارا مسعورة يعذبون بها.

يعني إن لم يعجلوا بالعقوبة فقد كفاهم ما أعد لهم من سعير جهنم.

إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا: في تفسير علي بن إبراهيم: الآيات أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) (64).

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب: قيل: بأن يعاد ذلك الجلد بعينه على صورة أخرى، كقولك: بدلت الخاتم قرطا، أو بأن يزال عنه أثر الاحراق، ليعود إحساسه للعذاب.

وقيل: يخلق مكانه جلد آخر، والعذاب في الحقيقة للنفس العاصية المدركة، لا لآلة إدراكها فلا محذور (65).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): وعن حفص بن غياث قال: شهدت المسجد الحرام وابن أبي العوجاء يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن هذه الآية، فقال: ما ذنب الغير؟قال: ويحك هي هي وهي غيرها، قال: فمثل لي في ذلك شيئا من أمر الدنيا؟قال: نعم، أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها ثم ردها في ملبنها، فهي هي وهي غيرها (66).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف تبدل جلودهم غيرها؟قال: أرأيت لو أخذت لبنة فكسرتها وصيرتها ترابا، ثم ضربتها في القالب، أهي التي كانت إنما هي ذلك وحدث تغير آخر والأصل واحد (67).

وفي أصول الكافي: الحسين بن محمد، عن محمد بن علي قال: أخبرني الكلبي النسابة قال: قلت لجعفر بن محمد (عليهما السلام) ما تقول في المسح على الخفين؟فتبسم، ثم قال: إذا كان يوم القيامة ورد الله كل شئ إلى منبته، ورد الجلد إلى الغنم، فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم (68)؟والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي عيون الأخبار: في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزي قال الرضا (عليه السلام) في أثناء كلام بينه (عليه السلام) وبين سليمان: يا سليمان هل يعلم الله (69) جميع ما في الجنة والنار؟قال سليمان: نعم، قال: فإذا فيكون ما علم الله تعالى أنه يكون، من ذلك؟قال: نعم، قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ ألا كان أيزيدهم أو يطويه عنهم؟قال سليمان: بل يزيدهم، قال: فأراه في قولك: قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون، قال: جعلت فداك فالمزيد لا غاية له، قال: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية دلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيها، لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون، تعالى الله (عز وجل) عن ذلك علوا كبيرا، قال سليمان: إنما قلت لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا، لان الله (عز وجل) وصفهما بالخلود وكرهنا أن نجعل لها انقطاعا، قال الرضا (عليه السلام): ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم، ثم لا يقطعه عنهم، وكذلك قال الله (عز وجل) في كتابه: " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " وقال لأهل الجنة: " عطاء غير مجذوذ " (70) وقال (عز وجل): " وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة " (71) فهو (جهل وعز) يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة (72).

وفي باب آخر عنه (عليه السلام) بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن قاتل الحسين بن علي (عليه السلام) في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم مع جميع من شايع على قتله كلما نضجت جلودهم بدل الله (عز وجل) عليهم الجلود حتى يذوقوا العذاب الأليم، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب النار (73).


1- بالرغم من الفحص الشديد لم نعثر عليه في معاني الأخبار ولكن رواه في الصافي: ج 1 ص 420 عند تفسيره لآية 43 من سورة النساء عن معاني الأخبار.

2- المائدة: 6.

3- عوالي الآلئ: ج 2 ص 13 ح 26 وص 208 ح 130.

4- عوالي اللآلئ: ج 2 ص 14 ح 27.

5- نقله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) ج 1 ص 222 عند تفسير لآية 44 من سوره النساء.

6- نقله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) ج 1 ص 222 عند تفسير لآية 44 من سوره النساء.

7- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 39 في تفسيره لآية 44 من سورة النساء.

8- في هامش النسخة ما لفظه (الأسمر من يشبه لونه لون الحنطة والادم من اشتدت سمرته، والربعة من ليس بطويل ولا قصير منه).

9- فتله عن وجهه فانفتل، أي صرفه فانصرف، وانفتل عن الصلاة انصرف عنها (مجمع البحرين: ج 5 ص 439 لغة فتل).

10- وبعده: كثير الهوى شتى النوى والمسالك. لتأبط شرا، أو لأبي كبير الهذلي: والمعنى أنه عديم التشكي، ليظهر المدح، أي لا يشتكي لأجل المهم حال كونه يصيبه، كثير هوى النفس، والشت كالشتات في الأصل مصدر، ويستعملان بمعنى المتفرق المنتشر، أي نواه ومسالكه شتى، أي كثيرة مختلفة. والنوى اسم جمع نواة، وهي نية المسافر (الكشاف: ج 1 ص 518).

11- أي نمحو تخطيط صورها من عين وحاجب وأنف وفم فنجعلها على هيئة أدبارها، وهي الاقفاء مطموسة مثلها (الكشاف: ج 1 ص 518).

12- من قوله: (من رؤية البصر) إلى هنا، باستثناء ما نقله من تفسير علي بن إبراهيم، مقتبس من تفسير البيضاوي: ج 1 ص 222، فلا حظ تفسيره لآيات 44 و 45 و 46 و 47) من سورة النساء.

13- مجمع البيان: ج 3 ص 55 في نقل المعنى لآية 47 من سورة النساء.

14- بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء أخرى وألف ممدودة، ويقال: بياء واحدة، قال حمزة الأصبهاني قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس، وهو اسم لارسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة، وكثيرا ما يجئ في الشعر مقصورا، وقال سعد بن أبي وقاص وقد أنفذ جيشا وهو بالمدائن في سنة 16 إلى هيت وقرقيسيا ورئيسهم عمرو بن مالك الزهري فنزلوا على حكمه، قيل: سميت به قرقيسيا، ابن طهمورث الملك إلخ (معجم البلدان للحموي: ج 4 ص 328).

15- تفسير العياشي: ج 1 ص 244 ح 147 وما رواه المفسر (قدس سره) عن العياشي رواه في البحار الطبعة الحديثة: ج 52 ص 237 ح 105 عن العياشي وعن غيبة النعماني.

16- هذه من الزيادة التفسيرية. أي نزلت الآية في شأنه. لا ان الزيادة كانت من النص. راجع تعليقنا السابق من سورة آل عمران الآية قم 32.

17- تفسير العياشي: ج 1 ص 245 ح 148.

18- الكافي: ج 1 ص 417 كتاب الحجة باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح 27.

19- ليس في المصحف هكذا، بل صدر الآية في أوائل سورة النساء هكذا " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها إلى أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا " وآخرها في أواخر تلك السورة هكذا " يا أيها الناس قد جاء كم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا " وكأنه سقط من الخبر شئ، وكان (عليه السلام) ذكر اسمه في الموضعين، فسقط آخر الآية الأولى واتصلت بآخر الآية الثانية، لتشابه الآيتين، وكثيرا ما يقع ذلك. و يحتمل أن يكون في مصحفهم (عليهم السلام) إحدى الآيتين هكذا، وعلى الأول ظاهرة التنزيل ويحتمل التأويل أيضا كما عرفت مرارا. ولا يتوهم أن قوله في الآية الأولى: " مصدقا لما معكم " ينافي ذلك على الاحتمال الأول، لان معاداة أهل الكتاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) كانت أشد منها لغيره، لأنه (عليه السلام) قتل كثيرا منهم بيده، فيحتمل أن يكون الخطاب إليهم، وقوله: " مصدقا لما معكم " لأنه كان اسمه (عليه السلام) كاسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثبتا عندهم في كتبهم كما دلت عليه الأخبار الكثيرة. وكذا قوله: " أوتوا الكتاب " وإن احتمل أن يكون المراد بالكتاب القرآن (مرآة العقول: ج 5 ص 29 ح 27).

20- قاله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل): ج 1 ص 223 عند تفسيره لآية 47 من سورة النساء.

21- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 34 باب 31 فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة ح 66.

22- الكافي: ج 2 ص 284 كتاب الايمان والكفر، باب الكبائر، ح 18.

23- تفسير العياشي: ج 1 ص 245 ح 149.

24- من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 295 باب 176 النوادر وهو آخر أبواب الكتاب، قطعة من ح 72 س 8.

25- التوحيد. ص 25 باب 1 ثواب الموحدين والعارفين ح 24 ورواه بعين السند والمتن في ص 409

باب 63 ح 9. وقال الصدوق - طيب الله رمسه - بعد نقل الحديث ما هذا لفظه (قال مصنف هذا الكتاب: يعني بذلك أنه يوفق للتوبة حتى يدخل الجنة). أقول: ونقل الحديث أئمة الحديث من العامة مع اختلاف يسير في ألفاظه، لاحظ صحيح البخاري: ج 8 ص 116 ومسند أحمد بن حنبل: ج 5 ص 152 وصحيح مسلم: ج 2 ص 688، كتاب الزكاة باب 9 الترغيب في الصدقة، ح 33.

26- تفسير العياشي: ج 1 ص 245 ح 149.

27- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 عند تفسيره لآية 48 من سورة النساء.

28- تفسير العياشي: ج 1 ص 246 ح 150.

29- مجمع البيان: ج 3 ص 57 في نقله المعنى لآية 48 من سورة النساء.

30- التوحيد: ص 409 باب 63 الأمر والنهي والوعد والوعيد ح 8.

31- المائدة: 18.

32- البقرة: 111.

33- مجمع البيان: ج 3 ص 58 في سبب نزول آية 49 من سورة النساء.

34- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 في تفسيره لآية 49 من سورة النساء.

35- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 في تفسيره لآية 50 من سورة النساء، ولفظه (هم الذين غاصبوا آل محمد حقهم).

36- قاله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل): ج 1 ص 224 عند تفسيره لآية 51 من سورة النساء.

37- قاله البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل): ج 1 ص 224 عند تفسيره لآية 51 من سورة النساء.

38- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 في تفسيره لآية 51 من سورة النساء.

39- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 في تفسيره لآية 51 من سورة النساء.

40- تفسير العياشي: ج 1 ص 246 قطعة من ح 153.

41- الجبس: الجبان الفدم، وقيل: الضعيف اللئيم، وقيل: الثقيل الذي لا يجيب إلى خير. والجبس: الردئ الدنئ الجبان، ويقال: ولد زنية. والجبس هو الجامد من كل شئ، الثقيل الروح.

42- والفاسق، ويقال: إنه لجبس من الرجال، إذا كان عييا (لسان العرب: ج 6 ص 34 لغة جبس).

43- الكافي: ج 1 ص 205 كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر، وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عز وجل)، قطعة من ح 1.

44- ذكروا في كتبهم أن إذن إذا وقعت بعد الواو أو الفاء، يجوز الالغاء والأعمال، ولم يذكروا القيد الذي ذكره المصنف، وهو أن يكون بغير التشريك في المفرد، والظاهر أن مراده: أن لا يذكر بعد الواو والفاء مفرد، مثل قوله: (فاما إذن آتيك) إذ لا يجوز في هذه الصورة الأعمال، لوجود اعتماد ما بعدها على ما قبلها (من حاشية الخطيب الكازروني على تفسير البيضاوي).

45- من قوله: (والجبت في الأصل) إلى هنا سوى ما نقله عن الكافي، مقتبس من تفسير البيضاوي: ج 1 ص 224، لاحظ تفسيره لآية 51 - 52 من سورة النساء.

46- الكافي: ج 1 ص 205 كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عز وجل)، قطعة من ح 1.

47- الكافي: ج 1 ص 205 كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عز وجل)، قطعة من ح 1 ولاحظ سائر أحاديث الباب أيضا.

48- تفسير العياشي: ج 1 ص 246 ح 153.

49- مجمع البيان: ج 3 ص 61 في تفسيره لآية 53 من سورة النساء.

50- الكافي: ج 1 ص 186 كتاب الحجة، باب فرض طاعة الأئمة، الحديث 6.

51- الكافي: ج 1 ص 206 كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر، وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عز وجل)، ح 2.

52- الكافي: ج 1 ص 206، كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر، وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عز وجل) ح 4.

53- الكافي: ج 2 ص 666، كتاب العشرة، باب حق الجوار، ح 1.

54- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 في تفسيره لآية 54 من سورة النساء.

55- تفسير العياشي: ج 1 ص 248 ح 158.

56- الكافي: ج 1 ص 186 كتاب الحجة، باب فرض لاعة الأئمة، ح 4.

57- الكافي: ج 1 ص 206 كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عز وجل)، ح 3.

58- الكافي: ج 1 ص 206 كتاب الحجة، باب أن الأئمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عز وجل)، ح 5.

59- يونس: 35.

60- النساء: 113.

61- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 221 باب 20 ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في وصف الإمامة والامام وذكر فضل الامام ورتبته، ح 1 س 5.

62- آل عمران: 33.

63- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 230 باب 23 ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة، ح 1 ص 9.

64- كما الدين وتمام النعمة: ج 1 ص 217 باب 22 اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) وأن الأرض لا تخلو من حجة الله (عز وجل) على خلقه إلى يوم القيامة، ح 2 ص 18.

65- الكافي: ج 8 ص 117، حديث آدم مع الشجرة، ح 92 س 14.

66- تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: ص 32 سورة النساء س 16.

67- قاله البيضاوي: ج 1 ص 224 عند تفسيره لآية 55 من سورة النساء.

68- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 قاله عند تفسيره لآية 55 من سورة النساء.

69- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 141 عند تفسيره لآية 56 من سورة النساء.

70- من قوله (بأن يعاد ذلك الجلد) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج 1 ص 225، لاحظ تفسيره لآية 56 من سورة النساء.

71- الاحتجاج: ج 2 ص 354، احتجاج الإمام الصادق (عليه السلام) على الزنادقة، س 11.

72- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 141 عند تفسيره لآية 56 من سورة النساء.

73- الكافي: ج 1 ص 350 كتاب الحجة، باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل، قطعة من ح 6.