الآية 182 - 186

﴿ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد (182) الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاء كم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين (183)﴾

وفيه مبالغات في الوعيد.

والذوق إدراك الطعوم، وعلى الاتساع يستعمل لا دراك سائر المحسوسات والحالات.

وذكره ههنا: لان العذاب مرتب على قولهم الناشئ عن البخل والتهالك على المال، و غالب حاجة الانسان إليه لتحصيل المطاعم، ومعظم بخله للخوف من فقدانه، و لذلك كثر ذكر الاكل مع المال.

ذلك: إشارة إلى العذاب.

بما قدمت أيديكم: من قتل الأنبياء، وقولهم هذا، وسائر معاصيهم.

عبر بالأيدي عن الأنفس، لان أكثر أعمالها بهن.

وأن الله ليس بظلام للعبيد: عطف على " ما قدمت " وسببيته للعذاب، من حيث أن نفي الظلم يستلزم العدل المقتضي إثابة المحسن ومعاقبة المسئ.

وفي نهج البلاغة قال (عليه السلام): وأيم الله ما كان قوم قط في غض (1) نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها (2)، لان الله ليس بظلام للعبيد (3).

﴿فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاء وبالبينات والزبر والكتب المنير (184)﴾

وفيه إشكال مشهور: وهو أن نفي الظلام عن الله تعالى، لا يستلزم نفي كونه ظالما، يشعر بكونه كذلك، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

والجواب: أن جواز اتصافه تعالى بكل صفة يستلزم اتصافه بها على الكمال، خصوصا صفة الظلم، فإنه لو اتصف بها اتصف بما هو في الرتبة الاعلى منها، لكمال قدرته وعدم المانع، فللاشعار بهذا المعنى أورد الظلام مكان الظالم، والمراد نفي الظلم مطلقا، فتأمل.

الذين قالوا: هم كعب بن الأشرف ومالك وحيي وفنحاص ووهب بن يهوذا.

إن الله عهد إلينا: أمرنا في التوراة وأوصانا.

ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار: بان لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بهذه المعجزة الخاصة التي كانت لأنبياء بني إسرائيل، وهو أن يقرب بقربان فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله) فيدعو، فتنزل نار سماوية تأكله، أي تحيله إلى طبعها بالاحراق.

وهذا من مفترياتهم وأباطيلهم، لان أكل النار القربان لا يوجب الايمان إلا لكونه معجزة، فهو وسائر المعجزات شرع في ذلك.

قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتب المنير: تكذيب وإلزام بأن رسلا قد جاؤوهم قبله كزكريا ويحيى بمعجزات اخر موجبة للتصديق وبما اقترحوه، فقتلوهم، فلو كان الموجب للتصديق هو الاتيان، وكان توقفهم وامتناعهم عن الايمان لأجله، فما لهم لم يؤمنوا بمن جاء به في معجزات اخر واجترؤوا عليه (4).

وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد (5)، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لعن الله القدرية (6)، لعن الله الخوارج، لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة، قلت: لعنت هؤلاء مرة مرة ولعنت هؤلاء مرتين؟قال: إن هؤلاء يقولون: إن قتلتنا مؤمنون فدماؤنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة، إن الله حكى عن قوم في كتابه " لن نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاء كم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين " قال: كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا (7).

وفي تفسير العياشي مثل ما في أصول الكافي إلا أن بعد " إن كنتم صادقين " قال: فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين القائلين خمسمائة عام، فسماهم القائلين برضاهم بما صنع أولئك (8).

عن محمد بن هاشم، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال، لما نزلت هذه الآية: " قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين " وقد علم أن قالوا: والله ما قتلنا ولا شهدنا، قال وإنما قيل لهم: ابرؤوا من قتلتهم فأبوا (9).

عن محمد بن الأرقط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لي: تنزل الكوفة؟قلت: نعم، قال: فترون قتلة الحسين (عليه السلام) بين أظهركم؟قال: قلت: جعلت فداك ما بقي منهم أحد قال: فإذن أنت لا ترى القائل إلا من قتل أو من ولى القتل، ألم تسمع إلى قول الله: " قل قد جاء كم رسل من قبلي بالبينات ﴿كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيمة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور (185)﴾

وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين " فأي رسول قبل الذين كان محمد (صلى الله عليه وآله) بين أظهرهم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، إنما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين (10).

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، عن أبي المعزا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت بنو إسرائيل إذا قربت القربان تخرج نار تأكل قربان من قبل منه، وإن الله جعل الاحرام مكان القربان (11).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): عن موسى بن جعفر، عن آبائه، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) حديث طويل، وفيه قال (عز وجل) لنبيه (صلى الله عليه وآله) لما اسرى به: وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت منه أرسلت إليه نارا فأكلته، فرجع مسرورا، ومن لم اقبل ذلك منه رجع مثبورا، وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن أمتك، وهي من الآصار التي كانت على الأمم قبلك (12).

كل نفس ذائقة الموت: وعد ووعيد للمصدق والمكذب.

وقرئ ذائقة الموت بالنصب مع التنوين وعدمه.

وفي تفسير العياشي: عن زرارة، عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: قلت: فإن الله يقول: " كل نفس ذائقة الموت " من قتل لم يذق الموت؟قال: لا بد أن يرجع حتى يذوق الموت (13).

عن محمد بن يونس، عن بعض أصحابنا قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): " كل نفس ذائقة الموت " أو منشورة نزل لها على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): إنه ليس أحد من هذه الأمة إلا وينشرون، فأما المؤمنون فينشرون إلى قرة عين، وأما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم (14).

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبي المعزا قال: حدثني يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبي عبد الله نعزيه بإسماعيل فترحم عليه، ثم قال: إن الله (عز وجل) نعى إلى نبيه نفسه، فقال: " إنك ميت وإنهم ميتون " (15) وقال " كل نفس ذائقة الموت " فقال: إنه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد إلا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل (عليهم السلام)، قال: فيجئ ملك الموت حتى يقوم بين يدي الله (عز وجل)، فيقال له: من بقي؟وهو أعلم، فيقول: يا رب لم يبق إلا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل، فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل: فليموتا، فيقول الملائكة عند ذلك: يا رب رسولاك وأميناك فيقول: إني قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجئ ملك الموت حتى يقف بين يدي الله (عز وجل) فيقال له: من بقي؟وهو أعلم، فيقول: يا رب لم يبق إلا ملك الموت وحملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش: فليموتوا، قال: ثم يجئ كئيبا حزينا لا يرفع طرفه، فيقال: من بقي؟وهو أعلم، فيقول: يا رب لم يبق إلا ملك الموت، فيقال له: مت يا ملك الموت، ثم يأخذ الأرض بيمينه (16) والسماوات بيمينه ويقول: أين الذين كانوا يدعون معي شريكا، أين الذين كانوا يجعلون معي إلها آخر (17).

وإنما توفون أجوركم: تعطون جزاء أعمالكم خيرا كان أو شرا تاما وافيا.

يوم القيمة: يوم قيامكم عن القبور.

ولفظ التوفية يشعر بأنه قد يكون قبلها بعض الأجور، كما يدل عليه أخبار ثواب القبر وعذابه.

فمن زحزح عن النار: بعد عنها.

والزحزحة في الأصل تكرير الزح، وهو الجذب بعجلة.

وأدخل الجنة فقد فاز: بالنجاة ونيل المراد.

والفوز، الظفر بالبغية.

في أمالي الصدوق: بإسناده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال حاكيا عن الله (جل جلاله): فبعزتي حلفت، وبجلالي أقسمت أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير.

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (18).

وفي الكافي: سهل بن زياد، عمن حدثه، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان والسعي في حوائجهم، وأن البار بالاخوان ليحبه الرحمان وفي ذلك مرغمة (19) للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان.

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (20).

وفيه: علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما مات النبي (صلى الله عليه وآله) سمعوا صوتا ولم يروا شخصا يقول: " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز "، وقال إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا مما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من حرم الثواب (21).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي عن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة يدعى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيكسى حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش، ثم يدعى بإبراهيم فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش، ثم يدعى بعلي (عليه السلام) فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين النبي، ثم يدعى بإسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار إبراهيم، ثم يدعى بالحسن (عليه السلام) فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم يدعى بالحسين (عليه السلام) فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين الحسن، ثم يدعى بالأئمة فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صاحبه، ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم، ثم يدعى بفاطمة (صلوات الله عليها) ونسائها من ذرياتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب، ينادي مناد من بطنان العرش، من قبل رب العزة والأفق الاعلى: نعم الأب أبوك يا محمد، وهو إبراهيم: ونعم الأخ أخوك، وهو علي بن أبي طالب، ونعم السبطان سبطاك، وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك، وهو محسن، ونعم الأئمة الراشدون ذريتك، وهم فلان وفلان، ونعم الشيعة شيعتك، الا أن محمدا ووصية وسبطيه والأئمة من ذريته هم الفائزون، ثم يؤمر بهم إلى الجنة، وذلك قوله: " فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز " (22).

وما الحياة الدنيا: أي لذاتها وزخارفها.

إلا متع الغرور: مصدر أو جمع غار.

شبهها بالمتاع الذي يدل به على المستام ويغر حتى يشتريه.

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءهم جبرئيل (عليه السلام) والنبي مسجى وفي البيت فاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " إن في الله (عز وجل) عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب هذا آخر وطي من الدنيا، قالوا فسمعنا الصوت ولم نر الشخص (23).

عنه: عن سلمة، عن علي بن سيف، عن أبيه، عن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءت التعزية، أتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم أهل ﴿لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور (186)﴾

البيت ورحمة الله وبركاته " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " إن في الله (عز وجل) عزاء ن كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم (24).

عنه: عن سلمة، عن محمد بن عيسى الأرمني، عن الحسين بن علوان، عن عبد الله بن الوليد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاهم آت فوقف بباب البيت فسلم عليهم ثم قال: السلام عليكم يا آل محمد " كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " في الله خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك لما فات فبالله فثقوا وعليه فتوكلوا وبنصره لكم عند المصيبة فارضوا فإن المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ولم يروا أحدا فقال بعض من في البيت: هذا ملك من السماء بعثه الله (عز وجل) إليكم ليعزيكم، وقال بعضهم: هذا الخضر (عليه السلام) جاءكم يعزيكم بنبيكم (صلى الله عليه وآله) (25).

لتبلون: أي والله لتختبرون.

في أمولكم: بتكليف الانفاق، وما يصيبها من الآفات.

وأنفسكم: بالجهاد والقتل والأسر والجراح وما يرد عليها من المخاوف والأمراض والمتاعب.

وفي عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء، لان الله تعالى كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال (عز وجل): " لتبلون في أموالكم " بإخراج الزكاة " وفي أنفسكم " بتوطين الأنفس على الصبر (26).

ولتسمعن من الذين أوتوا الكتب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا: من هجاء الرسول، والطعن في الدين، وإغراء الكفرة على المسلمين.

أخبرهم بذلك قبل وقوعها، ليوطنوا أنفسهم على الصبر والاحتمال، ويستعدوا للقائها، حتى لا يرهقهم نزولها.

وفي تفسيرات فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس (رضي الله عنه) في يوم أحد في قوله: " ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا " نزلت في رسول الله خاصة (27).

وإن تصبروا: على ذلك.

وتتقوا: مخالفة أمر الله.

فإن ذلك: يعني الصبر والتقوى.

من عزم الأمور: معزومات الأمور التي يجب العزم عليها.

أو مما عزم الله عليه، أي أمر به وبالغ فيه والعزم في الأصل ثبات الرأي على الشئ نحو إمضائه.

وفي تفسير العياشي: عن أبي خالد الكابلي قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): لوددت أنه اذن لي فكلمت الناس ثلاثا، ثم صنع الله بي ما أحب، قال.

1- لم أنظفر عليه في مناقب ابن شهرآشوب ولكن رواه في تفسير الصافي: ج 1 ص 373 عند تفسيره لآية 181 من سورة آل عمران.

.

2- الكافي: ج 2 ص 371 كتاب الايمان والكفر (باب الإذاعة) ح 7.

3- وفيه من سره أن يقرأ القرآن غضا كما انزل فليسمعه من ابن أم عبد: الغض الطري الذي لم يتغير (النهاية: ج 3 ص 371 لغة غضض).

4- الاجتراح الاكتساب (مجمع البحرين: ج 2 ص 345 لغة جرح).

5- نهج البلاغة: ص 257 ومن خطبة له (عليه السلام) في الشهادة والتقوى. وقيل: إنه خطبها بعد مقتل عثمان في أول خلافته صبحي الصالح.

6- من قوله (هم كعب بن الأشرف) إلى هنا من كلام البيضاوي: ج 1 ص 196، لاحظ تفسيره لآية 184 من سورة آل عمران.

7- مروك بن عبيد بن أبي حفصة مولى بني عجل: الضبط مروك بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفتح الواو وبعدها كاف، واسم مروك صالح، واسم أبي حفصة زياد (تنقيح المقال: ج 3 ص 210 تحت رقم 11665).

8- إن القدرية تطلق على الجبرية وعلى التفويضية، وكان المراد هنا الثاني. قال علي بن إبراهيم في تفسيره: القدرية المعتزلة، والرد عليهم من القرآن كثير، لان المعتزلة قالوا: نحن نخلق أفعالنا وليس لله فيه صنع ولا مشيئة ولا إرادة، فيكون ما شاء إبليس ولا يكون ما شاء الله، انتهى. والمراد بالمرجئة: الذين يقولون: الايمان محض العقائد وليس للأعمال فيها مدخل أصلا، ولا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، ولا تفاوت في إيمان الناس. قال صاحب الملل والنحل: الارجاء على معنيين، أحدهما التأخير (قالوا ارجه وأخاه) أي أمهله وأخره، والثاني إعطاء الرجاء. أما إطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول صحيح، لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد. وأما المعنى الثاني فظاهر، فإنهم كانوا يقولون: لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وقيل: الارجاء تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى الآخرة، فلا يقضى عليه بحكم في الدنيا من كونه من أهل الجنة أو من أهل النار، فعلى هذا المرجئة والوعيدية فرقتان متقابلتان. وقيل: الارجاء تأخير علي (عليه السلام) عن الدرجة الأولى إلى الدرجة الرابعة، فعلى هذا المرجئة والشيعة فرقتان متقابلتان. والمرجئة أربعة أصناف، مرجئة الخوارج، ومرجئة القدرية، ومرجئة الجبرية، والمرجئة الخالصة، انتهى وقد مر بعض القول فيهم سابقا، والمراد هنا ما ذكرنا أولا، فإنهم يحكمون بإيمان من آمن بالله ورسوله وإن قتلوا الأئمة وخيار المؤمنين، فهم راضون بذلك ولا يبالون به ويحكمون بأن الله لا يعذب هؤلاء بفعلهم، ولذا سموا مرجئة لارجاء تعذيبهم على المعاصي. ويمكن أن يكون المراد هنا جميع المخالفين، فإنهم على أصولهم الفاسدة يصوبون قتل من خرج على خلفاء الجور ولو كانوا أئمة الدين وذرية سيد المرسلين، فهم راضون بذلك. وذكر الآية استشهاد بأن الراضي بالقتل والمصوب له حكمه حكم القاتل في الشقاوة والعقوبة. ثم اعلم أن ذكر الآية نقل بالمعنى، والآية في آل عمران هكذا " الذين قالوا إن الله عهد إلينا أن لا نؤمن لرسول ". وقال البيضاوي: هم كعب الأشرف، إلى آخر ما نقلناه آنفا. (مرآة العقول: ج 11 ص 217 كتاب الايمان والكفر).

9- الكافي: ج 2 ص 409، باب في صنوف أهل الخلاف وذكر القدرية والخوارج والمرجئة وأهل البلدان، ح 1.

10- تفسير العياشي: ج 1 ص 208 ح 163.

11- تفسير العياشي: ج 1 ص 209 ح 164.

12- تفسير العياشي: ج 1 ص 209 ح 165.

13- الكافي: ج 4 ص 335 باب صلاة الاحرام وعقده والاشتراط فيه، ح 16.

14- الإحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 221، احتجاجه (عليه السلام) على اليهود من أحبارهم ممن قرأ الصحف والكتب في معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) وكثير من فضائله س 19.

15- تفسير العياشي: ج 1 ص 210 ح 170 بأدنى تفاوت في الكلام. (2 تفسير العياشي: ج 1 ص 210 ح 169.

16- الزمر: 30.

17- قوله: (ثم يأخذ الأرض) أقول: هو إشارة إلى قوله سبحانه: " والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه " قال الطبرسي (قدس الله روحه): القبضة في اللغة ما قبضت عليه بجميع كفك، أخبر الله سبحانه عن كمال قدرته فذكر أن الأرض كلها مع عظمها في مقدوره كالشئ الذي يقبض عليها القابض بكفه، فيكون في قبضته، وهذا تفهيم لنا في عادة التخاطب فيما بيننا. وكذا قوله: " والسماوات مطويات بيمينه " أي يطويها بقدرته كما يطوي أحد من الشئ المقدور له طيه، بيمينه، وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار، والتحقيق للملك كما قال: " وما ملكت ايمانكم " وقيل معناه: إنها محفوظات مصونات بقوته. واليمين، القوة، فالمراد أنه تعالى يحفظ الأرض والسماوات بقدرته الكاملة بعد ما كانت محفوظة بالملائكة وسائر الخلق، وقد جعل لكل شئ حفظة منها، والله يعلم حقائق كلامه (مرآة العقول: ج 14 ص 253 كتاب الجنائز باب النوادر.

18- الكافي: ج 3 ص 256 كتاب الجنائز، باب النوادر ح 25.

19- الأمالي للصدوق: ص 185 المجلس التاسع والثلاثون س 9 قطعة من ح 10.

20- الرغم والرغم والرغم: الكره والمرغمة مثله، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): بعثت مرغمة، المرغمة الرغم، أي بعثت هوانا وذلا للمشركين (لسان العرب: ج 12 ص 245).

21- الكافي: ج 4 ص 41 كتاب الزكاة باب معرفة الجود والسخاء قطعة من ح 15 وتمام الحديث (يا جميل أخبر بهذا غرر أصحابك قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله (عز وجل) في ذلك صاحب القليل، فقال في كتابه: " يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".

22- الكافي: ج 3 ص 221 باب التعزي ح 4.

23- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 128 عند تفسير لآية 185 من سورة آل عمران.

24- الكافي: ج 3 ص 221 باب التعزي ح 5.

25- الكافي: ج 3 ص 221 باب التعزي ح 6.

26- الكافي: ج 3 ص 222 باب التعزي ح 8.

27- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 89 باب 33 في ذكر ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل، ح 1.