الآية 170 - 175

﴿فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون (170)﴾

فرحين بما آتاهم الله من فضله: وهو شرف الشهادة والفوز بالحياة الأبدية، والقرب من الله تعالى والتمتع بنعيم الجنة.

ويستبشرون: يسرون بالبشارة.

بالذين لم يلحقوا بهم: أي بإخوانهم المؤمنين الذين لم يقتلوا فيلحقوا بهم.

من خلفهم: أي الذين من خلفهم زمانا أو رتبة.

ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون بدل من " الذين " والمعنى أنهم يستبشرون بما تبين لهم من أمر الآخرة وحال من تركوا خلفهم من المؤمنين.

وهو أنهم إذا ماتوا أو قتلوا كانوا أحياء حياة أبدية، لا يكدرها خوف وقوع محذور، وحزن فوات محبوب.

في روضة الكافي: ابن محبوب، عن الحارث بن النعمان، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عز ذكره): " ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولاهم يحزنون "؟قال: هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة، واستقبلوا الكرامة من الله (عز وجل)، علموا واستيقنوا أنهم كانوا على الحق على دين الله (عز ذكره) فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين الا خوف عليهم ولا هم يحزنون (1).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: هم والله شيعتنا، إذا دخلوا الجنة واستقبلوا الكرامة من الله، استبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم ﴿يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (171) الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172)﴾

المؤمنين في الدنيا، ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون (2).

يستبشرون: كرره للتوكيد، وليتعلق به ما هو بيان لقوله: " الا خوف ".

ويجوز أن يكون الأول بحال إخوانهم وهذا بحال أنفسهم.

بنعمة من الله: ثوابا لاعمالهم.

وفضل: زيادة عليه، لقوله تعالى: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " (3) وتنكير هما للتعظيم.

وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين: من جملة المستبشر به، عطف على " فضل ".

وقرأ الكسائي بالكسر على أنه استئناف معترض دال على أن ذلك أجر لهم على إيمانهم، مشعر بأن من لا إيمان له أعماله محبطة وأجوره مضيعة.

الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح: صفة للمؤمنين، أو نصب على المدح، أو مبتدأ خبره.

للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم: بجملته، و " من " للبيان، والمقصود من ذكر الوصفين، المدح والتعليل، لا التقييد، لان المستجيبين كلهم محسنون متقون.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما دخل المدينة من وقعة أحد نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تحرج في أثر القوم، ولا يخرج معك إلا من به جراحة، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديا ينادي: يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها، فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح، فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حمراء الأسد (4) وقريش قد نزلت اروحاء (5)، قال عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد: نرجع ونغير على المدينة، فقد قتلنا سراتهم وكبشهم، يعنون حمزة، فوافاهم رجل خرج من المدينة، فسألوه الخبر فقال: تركت محمدا وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جد الطلب، فقال أبو سفيان: هذا النكد والبغي، فقد ظفرنا بالقوم وبغينا، والله ما أفلح قوم قط بغوا، فوافاهم نعيم بن مسعود الأشجعي، قال أبو سفيان: أين تريد؟قال: المدينة لأمتار لأهلي طعاما، قال: هل لك أن تمر بحمراء الأسد وتلقى أصحاب محمد، وتعلمهم أن خلفاءنا وموالينا قد وافونا من الأحابيش، حتى يرجعوا عنا، ولك عندي عشرة قلائص (6) أملؤها تمرا وزبيبا؟قال: نعم فوافى من عند ذلك اليوم حمراء الأسد، فقال لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أين تريدون؟قالوا: قريشا، قال: ارجعوا، إن قريشا قد اجتمعت عليهم حلفاؤهم، ومن كان تخلف عنهم، وما أظن إلا وأوائل ﴿الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزاد هم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173)﴾

خيلهم يطلعون عليكم الساعة، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، ما نبالي، فنزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ارجع يا محمد، فإن الله قد أرعب قريشا، ومروا لا يلون على شئ، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة وأنزل الله الذين استجابوا لله والرسول، الآيات (7).

وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثنا الحسين بن الحكم معنعنا عن ابن عباس (رضي الله عنه) في يوم أحد في قوله تعالى: " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح " يعني الجراحة " للذين أحسنوا منهم واتقوا اجر عظيم " نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتسعة منهم بعثهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أثر أبي سفيان حين ارتحل فاستجابوا لله ولرسوله (8).

الذين قال لهم الناس: يعني الركب الذين استقبلتهم من عبد قيس، أو نعيم ابن مسعود الأشجعي.

وفي مجمع البيان: عنهما (عليهما السلام): إن المراد نعيم بن مسعود الأشجعي.

وأطلق عليه الناس لأنه من جنسه كما قال: فلان يركب الخيل، وما له إلا فرس واحد، أو لأنه انضم إليه ناس من المدينة وأذاعوا كلامه (9).

إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم: يعني أبا سفيان وأصحابه.

في مجمع البيان: وفي رواية أبي الجارود، عن الباقر (عليه السلام): أنها نزلت في غزوة بدر الصغرى، وذلك أن أبا سفيان قال يوم أحد: حين أراد أن ينصرف يا محمد موعدنا بيننا وبينك موسم بدر الصغرى لقابل إن شئت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذلك بيننا وبينك، فلما كان عام المقبل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة (10) من ناحية مر الظهران، ثم ألقى الله عليه الرعب، فبداله في الرجوع، فلقي نعيم بن مسعود الأشجعي وقد قدم معتمرا، فقال له أبو سفيان: إني واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقي موسم بدر الصغرى، وأن هذه عام جدب، ولا يصلحنا إلا عام نرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن، وقد بدا لي أن لا أخرج إليها، وأكره أن يخرج محمد ولا أخرج أنا، فيزيدهم ذلك جرأة فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل أضعها على يد سهيل بن عمرو، فأتى نعيم المدينة، فوجد الناس يتجهزون لميعاد أبي سفيان فقال لهم: بئس الرأي رأيتم أتوكم في دياركم وقرار كم فلم يفلت منكم إلا شريد، فتريدون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم عند الموسم، فوالله لا يفلت منكم أحد، فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده لا خرجن ولو وحدي، فأما الجبان فإنه رجع، وأما الشجاع فإنه تأهب للقتال، وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أصحابه حتى وافوا بدر الصغرى، وهو ماء لبني كنانة، وكانت موضع سوق لهم في الجاهلية يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام، فأقام ببدر ينتظر أبا سفيان، وقد انصرف أبو سفيان من مجنة إلى مكة، فسماهم أهل مكة جيش السويق، ويقولون: إنما خرجتم تشربون السويق، ولم يلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه أحدا من المشركين ببدر، ووافق السوق، وكانت لهم تجارات، فباعوا وأصابوا للدرهم درهمين، وانصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين (11).

فزادهم إيمانا الضمير المستكن للمقول، أو لمصدر قال، أو لفاعله.

والمعنى أنهم لم يلتفتوا إليه ولم يضعفوا، بل ثبتت ثقتهم بالله تعالى وازداد إيمانهم، وأظهروا حمية الاسلام وأخلصوا النية عنده.

وفي ه دلالة على أن الايمان يزيد بكثرة التأمل وتناصر الحجج، وينتقص بعروض الشبه والمعارضات.

وقالوا حسبنا الله: محسبنا وكافينا، من أحسبه إذا كفاه.

ويدل على أنه بمعنى المحسب أنه لا يستفيد بالإضافة تعريفا في قولك: رجل حسبك.

ونعم الوكيل: ونعم الموكول إليه هو.

في كتاب الخصال: عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: عجبت من أربع كيف لا يفزع إلى أربع عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: " حسبنا الله ونعم الوكيل " فإني سمعت قول الله عقيبها: " فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " الحديث (12).

وفي تهذيب الأحكام: بإسناده إلى الحسن بن علي بن عبد الملك الزيات، عن رجل عن كرام (13)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربع لأربع واحدة للقتل ﴿فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174) إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين (175)﴾

والهزيمة " حسبنا الله ونعم الوكيل " يقول الله " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " الحديث (14).

فانقلبوا: فرجعوا من بدر.

بنعمة من الله: عافية وثبات على الايمان وزيادة فيه.

وفضل: وربح في التجارة، فإنهم لما أتوا بدرا، وافوا بها سوقا، فاتجروا وربحوا.

لم يمسسهم سوء: من جراحة وكيد عدو.

واتبعوا رضوان الله: بجرأتهم وخروجهم.

والله ذو فضل عظيم: قد تفضل عليهم بالتثبيت وزيادة الايمان، والتوفيق للمبادرة إلى الجهاد، والتصلب في الدين، وإظهار الجرأة على العدو، وبالحفظ عن كل ما يسؤهم، وإصابة النفع، مع ضمان الاجر حتى انقلبوا بنعمة منه وفضل.

وفيه تحسير وتخطية للمتخلف، حيث حرم نفسه ما فازوا به.

وفي تفسير العياشي: عن جابر، عن محمد بن علي (عليهما السلام) قال: لما وجه النبي (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) وعمار بن ياسر إلى أهل مكة، قالوا: بعث هذا الصبي ؟! ولو بعث غيره إلى أهل مكة، وفي مكة صناديد قريش ورجالها، والله الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا، وقالوا، وخوفوهما بأهل مكة، وغلظوا عليهما الامر، فقال علي (عليه السلام): " حسبنا الله ونعم الوكيل " ومضيا، فلما دخلا مكة خبر الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بقولهم لعلي (عليه السلام) وبقول علي لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه، وذلك قوله: " ألم تر إلى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " وإنما نزلت: ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا، فقالا: إن أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم، فاخشوهم فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (15).

وفي شرح الآيات الباهرة: ونقل ابن مردويه من الجمهور عن ابن رافع أن النبي (صلى الله عليه وآله) وجه عليا (عليه السلام) في نفر في طلب أبي سفيان فلقيه اعرابي من خزاعة فقال له: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم يعني أبا سفيان وأصحابه فقالوا: - يعني عليا وأصحابه - حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت هذه الآية إلى قوله: " والله ذو فضل عظيم " (16).

وأقول في الجمع بين الخبر الأول وهذان الخبران: إن الآية نزلت أولا على الوجه الأول كما في الخبر الأول، وجرت من الله في الوجه الثاني وفصلت في الثاني بالتصريح بالأسماء، فأثبت في القرآن على الوجه الأول.

إنما ذلكم الشيطان: يريد به المثبط نعيما أو أبا سفيان.

و " الشيطان " خبر " ذلكم " وما بعده بيان لشيطنته، أو صفة وما بعده خبر.

ويجوز أن تكون الإشارة إلى قوله على تقدير مضاف، أي إنما ذلكم قول الشيطان، أي إبليس.

يخوف أولياءه: القاعدين عن الخروج مع الرسول، أو يخوفكم أولياؤه الذين هم أبو سفيان وأصحابه.

فلا تخافوهم: الضمير للناس الثاني، على الأول، وإلى الأولياء على الثاني.

وخافون: في مخالفة أمري، فجاهدوا مع رسولي.

إن كنتم مؤمنين: فإن الايمان يقتضي إيثار خوف الله على خوف الناس.

في أصول الكافي: بإسناده إلى الهيثم بن واقد الجزري (17) قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام): يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شئ (18) ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شئ (19).

وبإسناده إلى أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا (20) (21)

1- الكافي: ج 1 ص 533، كتاب الحجة باب ما جاء في الاثني عشر، والنص عليهم، (عليهم السلام) ح 13.

2- الكافي: ج 8 ص 128 ح 120.

3- الكافي: ج 8 ص 137 ح 146.

4- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 127 عند تفسيره لقوله تعالى: " ولا تحسبن الذين قتلوا " الآية.

5- يونس: 26.

6- حمراء الأسد: الأسد أحد الأسد، بالمد والإضافة، وهو موضع على ثمانية أميال من المدينة، إليه انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد في طلب المشركين (معجم البلدان: ج 2 ص 301).

7- والروحاء كحمراء بلد من عمل الفرع، على نحو من أربعين ميلا من المدينة (مجمع البحرين: ج 2 ص 364 لغة روح). الروحاء: الروح والراحة من الاستراحة. لما رجع تبع من قتال أهل المدينة يريد مكة نزل بالروحاء فأقام بها وأراح فسماها الروحاء، وهي من عمل الفرع على نحو من أربعين يوما (معجم البلدان: ج 3 ص 76).

8- القلوص: الفتية من الإبل بمنزلة الجارية الفتاة من النساء، وقيل: هي الثنية، وقيل: هي ابنه المخاض، وقيل: هي كل أنثى من الإبل حين تركب وإن كانت بنت لبون أو حقة إلى أن تصير بكرة أو تبزل، (لسان العرب: ج 7 ص 81 لغة قلص).

9- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 125 عند تفسيره لقوله تعالى: " حسبنا الله ونعم الوكيل ".

10- تفسير فرات الكوفي: ص 19.

11- مجمع البيان: ج 2 ص 541 في نقل المعنى لقوله تعالى: " الذين قال لهم الناس ".

12- مجنة بالفتح وتشديد النون اسم المكان من الجنة وهو الستر والاخفاء.. اسم سوق للعرب كان في الجاهلية، وكان ذو المجاز ومجنة وعكاظ أسواقا في الجاهلية. قال الأصمعي: وكانت مجنة بمر الظهران قرب جبل يقال له الأسفل، وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها وكانت تقوم عشرة أيام من آخر ذي القعدة والعشرون منه قبلها سوق عكاظ وبعد مجنة ثلاثة أيام من ذي الحجة، ثم يعرفون في التاسع إلى عرفة، وهو يوم التروية (معجم البلدان: ج 7 ص 390 باب الميم والجيم وما يليهما).

13- مجمع البيان: ج 2 ص 540 في نقل شأن النزول لقوله تعالى: " الذين استجابوا " إلخ.

14- الخصال: ص 218 باب الأربعة العجب لمن يفزع من أربعة كيف لا يفزع إلى أربعة، ح 43 وتمام الحديث (وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله (عز وجل): " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فإني سمعت الله (عز وجل) يقول بعقبها: " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " فإني سمعت الله (جل وتقدس) يقول بعقبها: " فوقاه الله سيئات ما مكروا " وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله (تبارك وتعالى): " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " فإني سمعت الله (عز اسمه) يقول بعقبها: " إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك " وعسى موجبة). الكرام بالكاف المفتوحة، ثم الراء المهملة المشددة، بائع الكرم، شجر العنب (تنقيح المقال: ج 1 ص 12 تحت رقم 49).

15- التهذيب: ج 6 ص 170 باب النوادر، ح 7 وتمام الحديث (والأخرى للمكر والسوء: " وأفوض أمري إلى الله وفوضت أمري إلى الله " وقال الله (عز وجل): " فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب " والثالثة للحرق والغرق: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وذلك أنه يقول (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله " والرابعة للغم والهم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال الله سبحانه: " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ").

16- تفسير العياشي: ج 1 ص 209 ح 154.

17- لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الطاهرة: ص 131.

18- الهيثم بالهاء المفتوحة وسكون الياء المثناة من تحت والثاء المثلثة المفتوحة كحيدر. والواقد بالواو والألف والقاف المكسورة والدال المهملة. والجزري بالجيم المفتوحة والزاي المعجمة المفتوحة والراء المهملة والياء (تنقيح المقال: ج 1 ص 95 تحت رقم 526 و ج 3 ص 307 تحت رقم 12952 و ج 1 ص 172 تحت رقم 1283).

19- قوله " من خاف الله أخاف الله منه كل شئ " ظاهره أن الله تعالى يلقي الخوف منه على الأشياء. مع احتمال أن يكون سر ذلك، أن الخائف من الله نفسه قوية قدسية مقربة للحضرة الإلهية قادرة على التأثير في الممكنات، فلذلك يخاف منه كل شئ حتى الوحش والسباع والحيات كما نقل ذلك عن كثير من المقربين. ومن لم يخف الله نفسه ضعيفة متصفة بالنقصان، بعيدة عن التأثر في عالم الامكان، فلذلك يخاف من كل شئ ويتأثر منه. ولما كانت القوة والضعف والتأثير بسبب القرب من الله وعدمه، نسبت الإخافة إليه (شرح الكافي للعلامة المازندراني: ج 8 ص 208 كتاب الايمان والكفر).

20- الكافي: ج 2 ص 68 كتاب الايمان والكفر، باب الخوف والرجاء ح 3.

21- قوله (من عرف الله خاف الله) دل على أن الخوف من الله لازم لمعرفته، فكلما زادت زاد، ولذلك قال (عز شأنه): " إنما يخشى الله من عباده العلماء " وذلك لان من عرف عظمته وغلبته على جميع الكائنات، وقدرته على جميع الممكنات بالاعدام والافناء من غير أن يسأله سائل أو بمنعه مانع، أو يعود إليه ضرر، تهيب وخاف منه. وأيضا من عرفه علم احتياجه إليه في وجوده وبقائه وكمالاته في جميع حالاته، ومن البين أن الاحتياج إليه في مثل تلك المور العظام، يستلزم الخوف منه في سلب الفيض والاكرام. (ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا) أي تركها، تقول: سخي عن الشئ يسخى، من باب تعب، أي ترك. فمن ادعى الخوف ومال إلى الدنيا غير تارك لها وناهض للعبادة، فهو كاذب، لان الخوف يستلزم الاعراض عن الدنيا والتوجه إلى العبادة (شرح الكافي للعلامة المازندراني: ج 8 ص 208 كتاب الايمان والكفر). الكافي: ج 2 ص 68 كتاب الايمان والكفر، باب الخوف والرجاء ح 4.