الآية 145 - 164

﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتبا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين (145)﴾

وفي تفسير العياشي: عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو قتل، إن الله يقول: " أفإن مات أو قتل انقلبتم عى أعقابكم " ثم قال: إنهما سقتاه قبل الموت، يعني الامرأتين لعنهما الله وأبويهما (1).

وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله: إلا بمشيئته، أو بإذنه لملك الموت في قبض روحها، لا يستأخر ساعة بالاحجام عن القتال، ولا يستقدم بالاقدام عليه.

وفيه تحريض وتشجيع على القتال، ووعد للرسول بالحفظ وتأخير الاجل.

كتابا: مصدر يفيد النوع، إذ المعنى: كتب الموت كتابا.

مؤجلا صفة له، أي موقت لا يتقدم ولا يتأخر.

ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها: تعريض بمن شغلته الغنائم يوم أحد.

ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين: الذين شكروا نعمة الله، فلم يشغلهم شئ الجهاد.

﴿وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصبرين (146) وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمر نا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (147)﴾

في مجمع البيان: عن الباقر (عليه السلام) أنه أصاب عليا (عليه السلام) يوم أحد ستون جراحة، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر أم سلمة وأم عطية أن تداوياه، فقالتا: إنا لا نعالج منه مكانا إلا انفتق مكان، وقد خفنا عليه، ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمون يعودونه، وهو قرحة واحدة، وجعل يمسحه بيده ويقول: إن رجلا لقي هذا في الله فقد ابلي واعذر، فكان القرح الذي يمسحه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يلتئم، فقال علي (عليه السلام): الحمد لله إذ لم أفر ولم أول الدبر، فشكر الله له ذلك في موضعين من القرآن، وهو قوله: " سيجزي الله الشاكرين " " وسنجزي الشاكرين " (2).

وكأين: قيل: أي دخلت الكاف عليها وصارت بمعنى (كم) والنون تنوين أثبت في الخط على غير قياس.

وقرأ ابن كثير (كائن) ككامن.

ووجهه أنه قلب، قلب الكلمة الواحدة، كقولهم: (وعملي) في (لعمري) فصار (كائن) ثم حذفت الياء الثانية للتخفيف، ثم أبدلت الياء الأخرى ألفا كما أبدلت من طائي (3).

من نبي: بيان له.

قتل معه ربيون كثير: ربانيون علماء أتقياء، وقيل: الجماعات.

والربي منسوب إلى الربة، وهي الجماعة للمبالغة.

وفي مجمع البيان: عن الباقر (عليه السلام) الربيون عشرة آلاف (4).

وفي تفسير العياشي: عن الصادق (عليه السلام) أنه قرأ: وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير، قال: ألوف وألوف ثم قال: أي والله يقتلون (5).

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (قتل) وإسناده إلى ربيون، أو ضمير النبي ومعه ربيون حال عنه ويؤيد الأول: أنه قرئ بالتشديد، وقرئ ربيون بالفتح على الأصل، وبالضم، وهي من تغييرات النسب كالكسر.

فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله: فما فتروا، ولم ينكسر جدهم لما أصابهم من قتل النبي أو بعضهم.

وما ضعفوا: عن العدو، أو في الدين.

وما استكانوا: وما خضعوا للعدو.

وأصل (استكن) من السكون، لان الخاضع يسكن لصاحبه، ليفعل به ما يريده، والألف من إشباع الفتحة، أو استكون من الكون، لأنه يطلب من نفسه أن يكون لمن يخضع له.

وهذا تعريض بما أصابهم عند الارجاف بقتله (عليه السلام).

والله يحب الصبرين: فينصرهم ويعظم قدرهم.

وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين: أي وما كان قولهم من ثباتهم وقوتهم في الدين وكونهم ربانيين، إلا هذا القول وهو إضافة الذنوب والاسراف إلى أنفسهم، هضما لها، وإضافة لما أصابهم إلى سوء أعمالهم والاستغفار عنها، ثم طلب ﴿فاتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين (148) يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقبكم فتنقلبوا خاسرين (149)﴾

التثبيت في مواطن الحرب والنصرة على العدو، ليكون عن خضوع وطهارة، فيكون أقرب إلى الإجابة.

وإنما جعل قولهم خبرا، لان " ان قالوا " أعرف، لدلالته على جهة النسبة وزمان الحدث.

فاتهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين: فأتاهم الله بسبب الاستغفار واللجوء إلى الله، النصر والغنيمة والعز وحسن الذكر في الدنيا، والجنة والنعيم في الآخرة.

وخص ثوابها بالحسن، إشعارا بفضله، وإنه المعتد به عنده.

يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقبكم فتنقلبوا خاسرين: في مجمع البيان: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): نزلت في المنافقين إذ قالوا للمؤمنين يوم أحد عند الهزيمة: ارجعوا إلى إخوانكم، وارجعوا إلى دينكم (6).

وقيل: عام في مطاوعة الكفرة والنزول على حكمهم، فإنه سينجر إلى موافقتهم (7).

﴿بل الله موالكم وهو خير النصرين (150) سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين (151)﴾

بل الله مولاكم: ناصر كم.

وقرئ بالنصب على تقدير، بل أطيعوا الله مولاكم.

وهو خير النصرين: فاستغنوا به عن ولاية غيره ونصره.

سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب: يريد ما قذف في قلوبهم من الخوف يوم أحد حتى تركوا القتال ورجعوا من غير سبب، ونادى أبو سفيان يا محمد موعدنا موسم بدر لقابل إن شئت فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن شاء الله (8).

وقيل: لما رجعوا وكانوا ببعض الطريق، ندموا وعزموا أن يعودوا عليهم، ليستأصلوهم فألقى الله الرعب في قلوبهم (9).

في مجمع البيان: عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نصرت بالرعب مسيرة شهر (10).

وفي كتاب الخصال: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فضلت بأربع: نصرت بالرعب مسيرة شهر يسير بين يدي (11).

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ونصرت بالرعب (12).

عن جابر بن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديث طويل يقول فيه (صلى الله عليه وآله): قال لي الله (جل جلاله): ونصرتك بالرعب الذي لم أنصر به أحدا قبلك (13).

وقرأ ابن عامر والكسائي ويعقوب الرعب بضمتين على الأصل في كل القرآن.

بما أشركوا بالله: بسبب اشراكهم به.

ما لم ينزل به سلطنا: أي آلهة ليس على اشتراكها حجة ولم ينزل عليهم به سلطانا وهو كقوله: " ولا ترى الضب بها ينجحر (14).

وأصل السلطة القوة، ومنه السليط، لقوة اشتغاله، والسلاطة لحدة اللسان.

ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين: أي مثواهم، فوضع الظاهر موضع المضمر، للتغليظ والتعليل.

* * * ﴿ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أركم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين (152)﴾

ولقد صدقكم الله وعده: أي وعده إياهم بالنصر، بشرط التقوى الصبر.

وكان كذلك حتى خالف الرماة، فإن المشركين لما أقبلوا جعل الرماة يرشقونهم والباقون يضربونهم بالسيف حتى انهزموا والمسلمون على آثارهم.

إذ تحسونهم بإذنه: تقتلونهم، من حسه، إذا أبطل حسه.

حتى إذا فشلتم: جبنتم وضعف رأيكم، أو ملتم إلى الغنيمة، فإن الحرص من ضعف العقل.

وتنازعتم في الامر: يعني اختلاف الرماة حين انهزم المشركون، فقال بعضهم: فما موقفنا ههنا؟وقال الآخرون: لا نخالف أمر الرسول، فثبت مكانه أميرهم في نفر دون العشرة ونفر الباقون للنهب، وهو المعنى بقوله: وعصيتم من بعد ما أركم ما تحبون: من الظفر والغنيمة وانهزام العدو.

وجواب (إذا) محذوف، وهو امتحانكم.

منكم من يريد الدنيا: وهم التاركون المركز للغنيمة.

ومنكم من يريد الآخرة: وهم التائبون، محافظة على أمر الرسول.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا " يعنى أصحاب عبد الله بن جبير الذين ﴿إذ تصعدون ولا تلون على أحد والرسول يدعوكم في أخركم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون (153)﴾

تركوا مراكزهم ومروا للغنيمة قوله: " ومنكم من يريد الآخرة " يعني عبد الله بن جبير وأصحابه الذين بقوا حتى قتلوا (15).

ثم صرفكم عنهم: ثم كفكم عنهم حتى حالت الحال فغلبوكم.

ليبتليكم: على المصائب ويمتحن ثباتكم على الايمان عندها.

ولقد عفا عنكم: تفضلا، ولما علم من ندمكم على المخالفة.

والله ذو فضل على المؤمنين: بتفضله عليهم بالعفو، أو في الأحوال كلها، سواء اديل لهم أو عليهم، إذ الابتلاء أيضا رحمة.

إذ تصعدون: متعلق ب? " صرفكم " أو " يبتليكم " أو بمقدر كما ذكر.

الاصعاد، الذهاب والابعاد في الأرض، يقال: أصعدنا من مكة إلى المدينة.

ولا تلون على أحد: لا يقف أحد لاحد ولا ينتظره.

والرسول يدعوكم: كان بقول: إلي عباد الله انا رسول الله من يكر فله الجنة.

في أخركم: في ساقتكم وجماعتكم الأخرى.

فأثابكم غما بغم: فجازاكم الله عن فشلكم وعصيانكم غما متصلا بغم.

في تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: فأما الغم الأول فالهزيمة والقتل، والغم الآخر فإشراف خالد بن الوليد عليهم (16) لكيلا تحزنوا على ما فاتكم: من الغنيمة.

ولا ما أصابكم: من قتل إخوانكم.

وقيل: (لا) مزيدة.

والمعنى لتأسفوا على ما فاتكم من الظفر والغنيمة، وعلى ما أصابكم من الجرح والهزيمة، عقوبة لكم (17).

وقيل: الضمير في " فأثابكم " للرسول، أي فآساكم في الاغتمام، فاغتم بما نزل عليكم كما اغتممتم بما نزل عليه ولم يثربكم على عصيانكم تسلية لكم، لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من النصر، ولا على ما أصابكم من الهزيمة (18).

والله خبير بما تعملون: عالم بأعمالكم وبما قصدتم بها.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام): " لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة " " ولا - على - ما أصابكم " يعني قتل اخوانكم " والله خبير بما تعلمون " (19).

* * * ﴿ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجهلية يقولون هل لنا من الامر من شئ قل إن الامر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور (154)﴾

ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنه نعاسا: أنزل الله عليكم الامن حتى أخذكم النعاس.

وعن أبي طلحة: غشينا النعاس في المصاف حتى كان السيف يسقط من يد أحدنا، فيأخذه، ثم يسقط فيأخذه (20).

و " الا منة " الامن، نصب على المفعول، و " نعاسا " بدل منها، أو هو المفعول، و " أمنة " حال منه متقدمة، أو مفعول له، أو حال من المخاطبين بمعنى ذوي أمنة، أو على أنه جمع آمن كبار وبررة.

وقرئ " أمنة " بسكون الميم، كأنها المرة من الامن.

وفي تفسير العياشي: عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وذكر يوم أحد: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كسرت رباعيته وإن الناس ولوا مصعدين في الوادي والرسول يدعوهم في أخراهم وأثابهم غما بغم ثم انزل عليهم النعاس، فقلت: النعاس ما هو؟قال: الهم، فلما استيقظوا قالوا كفرنا (21).

والحديث طويل اخذت منه موضع الحاجة.

يغشى طائفة منكم: أي النعاس.

وقرأ حمزة والكسائي بالتاء ردا على الامنة.

والطائفة، المؤمنون حقا.

وطائفة هم المنافقون.

قد أهمتهم أنفسهم: أوقعتهم أنفسهم في الهموم، أو ما يهمهم إلا هم أنفسهم وطلب خلاصها.

يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية: صفة أخرى لطائفة، أو حال، أو استئناف على وجه البيان لما قبله.

و " غير الحق " نصب على المصدر، أي يظنون بالله غير الظن الحق الذي يحق أن يظن به، و " ظن الجاهلية " بدله، وهو الظن المختص بالملة الجاهلية وأهلها.

يقولون: أي لرسول الله، وهو بدل من " يظنون ".

هل لنا من الامر من شئ: هل لنا مما أمر الله ووعد من النصر والظفر نصيب قط.

وقيل: أخبر ابن أبي بقتل بني الخزرج، فقال ذلك، والمعنى إنا منعنا تدبير أنفسنا وتصريفها باختيارنا، فلم يبق لنا من الامر شئ، أو هل يزول عنا هذا القهر فيكون لنا من الامر شئ؟قل إن الامر كله لله: أي الغلبة الحقيقية لله تعالى وأوليائه " فإن حزب الله هم الغالبون " (22)، أو القضاء له يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد وهو اعتراض.

وقرأ أبو عمرو ويعقوب كله بالرفع على الابتداء.

يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك: حال من ضمير (يقولون) أي يقولون: مظهرين أنهم مسترشدون طالبون للنصر، مبطنين الانكار والتكذيب.

يقولون: أي في أنفسهم، وإذا خلا بعضهم إلى بعض.

وهو بدل من " يخفون " أو استئناف على وجه البيان له.

لو كان لنا من الامر شئ: كما وعد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وزعم متوصلا أن الامر كله لله تعالى ولأوليائه، أو لو كان لنا اختيار وتدبير لم نبرح، كما كان رأي ابن أبي وغيره.

ما قتلنا ههنا: لما غلبنا، أو لما قتل من قبل منا في هذه المعركة.

قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم: أي لخرج الذين قدر الله عليهم القتل وكتبه في اللوح المحفوظ إلى مصارعهم ولم تنفعهم الإقامة بالمدينة، ولم ينج منهم أحد، فإنه قدر الأمور ودبرها في سابق قضائه، لا معقب لحكمه.

وليبتلي الله ما في صدوركم: وليمتحن ما في صدور كم ويظهر سرائرها من الاخلاص والنفاق، وهو علة فعل محذوف، أي وفعل ذلك ليبتلي، أو عطف على محذوف، أي لبرز لنفاذ القضاء، أو لمصالح جمة وللابتلاء، أو على قوله: " لكيلا تحزنوا ".

وليمحض ما في قلوبكم: وليكشفه ويميزه، أو يخلصه عن الوساوس.

والله عليم بذات الصدور: بخفياتها قبل إظهارها.

وفيه وعد ووعيد وتنبيه على أنه غني عن الابتلاء، وإنما فعل ذلك لتمرين المؤمنين وإظهار حال المنافقين (23).

﴿إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم (155) يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لأخونهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ما توا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحى ويميت والله بما تعملون بصير (156)﴾

إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان: انهزموا يوم أحد، والجمعان جمع المسلمين وجمع المشركين.

إنما استزلهم الشيطان: حملهم على الزلة.

ببعض ما كسبوا: من معصيتهم النبي (صلى الله عليه وآله) بترك المركز والحرص على الغنيمة وغير ذلك، فمنعوا التأييد وقوة القلب.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان " أي خذلهم حتى طلبوا الغنيمة " ببعض ما كسبوا " قال بذنوبهم (24).

وفي تفسير العياشي: عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) في قوله: " إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا " فهو عقبة بن عثمان وعثمان بن سعد (25).

عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): هم أصحاب العقبة (26).

ولقد عفا الله عنهم: لتوبتهم واعتذارهم.

إن الله غفور: للذنوب.

حليم: لا يعاجل بعقوبة المذنب، كي يتوب يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا: يعني المنافقين.

وقالوا لأخونهم: لأجلهم وفيهم.

ومعنى إخوتهم اتفاقهم في النسب أو المذهب.

إذا ضربوا في الأرض: إذا سافروا فيها وأبعدوا للتجارة أو غيرها.

وكان حقه (إذ) لقوله: " قالوا " لكنه جاء على حكاية الحال الماضية.

أو كانوا غزى: جمع غاز، كعاف وعفى.

لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا: مفعول " قالوا " وهو يدل على أن إخوانهم لم يكونوا مخاطبين به.

ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم: متعلق ب? " قالوا " على أن اللام لام العاقبة، مثلها في " ليكون لهم عدوا وحزنا " (27) أو لا تكونوا أي لا تكونوا مثلهم في النطق بذلك القول والاعتقاد ليجعله حسرة في قلوبهم خاصة، فذلك إشارة إلى ما دل عليه قولهم من الاعتقاد.

وقيل: إلى ما دل عليه النهي، أي لا تكونوا مثلهم، ليجعل الله انتفاء كونكم مثلهم حسرة في قلوبهم، فإن مخالفتهم ومضادتهم مما يغمهم.

والله يحى ويميت: رد لقولهم، أي هو المؤثر في الحياة والممات، لا الإقامة والسفر، فإنه تعالى قد يحيى المسافر والغازي ويميت المقيم والقاعد.

والله بما تعملون بصير: تهديد للمؤمنين على أن يماثلوهم.

وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، على أنه وعيد للذين كفروا.

ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون (157)﴾

ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم: أي متم في سبيله.

وقرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر الميم من مات يمات.

لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون: جواب القسم، وهو ساد مسد الجزاء.

والمعنى: أن السفر والغزو ليس مما يجلب الموت ويقدم الاجل وإن وقع ذلك في سبيل الله، فما تنالون من المغفرة والرحمة بالموت خير مما تجمعون من الدنيا ومنافعها لو لم تموتوا.

وفي تفسير العياشي: عن عبد الله بن المغيرة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل عن قول الله: " ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم " قال: أتدري يا جابر ما سبيل الله؟فقلت: لا والله إلا أن أسمعه منك، قال: سبيل الله علي وذريته، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله (28).

وفي كتاب معاني الأخبار: أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل (29)، عن ﴿ولئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون (158) فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين (159)﴾

جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن هذه الآية في قول الله (عز وجل): " ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم " قال: فقال: أتدري ما سبيل الله؟قال: قلت: لا والله إلا أن أسمعه منك، قال: سبيل الله علي (عليه السلام) وذريته، وسبيل الله من قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله (30).

وقرأ حفص بالياء.

ولئن متم أو قتلتم: على أي وجه اتفق هلاككم.

لالى الله تحشرون: لا إلى معبودكم الذي توجهتم إليه وبذلتم مهجكم لأجله، لا إلى غيره، لا محالة تحشرون، فيوفي جزاءكم ويعظم ثوابكم.

وقرأ نافع وحمزة والكسائي " متم " بالكسر.

فبما رحمة من الله لنت لهم: أي فبرحمة، و " ما " مزيدة للتأكيد والدلالة على أن لينه لهم، ما كان إلا برحمة من الله، وهو ربطه على جأشه وتوفيقه للرفق بهم، حتى اغتم بعد أن خالفوه.

ولو كنت فظا: سيئ الخلق جافيا.

غليظ القلب: قاسية.

لا نفضوا من حولك: لتفرقوا عنك ولم يسكنوا إليك.

فاعف عنهم: فيما يختص بك.

واستغفر لهم: فيما لله.

وفي تفسير العياشي: عن صفوان قال: استأذنت لمحمد بن خالد، عن الرضا أبي الحسن (عليه السلام) وأخبرته أنه ليس يقول بهذا القول، وأنه قال: والله لا أريد بلقائه إلا لأنتهي إلى قوله، فقال: ادخله، فدخل فقال له: جعلت فداك أنه كان فرط مني شئ، وأسرفت على نفسي - وكان فيما يزعمون أنه كان، بعينه فقأ وأن أستغفر الله مما كان مني، فأحب أن تقبل عذري وتغفر لي ما كان مني؟فقال: نعم أقبل، إن لم أقبل كان ابطال ما يقول هذا وأصحابه - وأشار إلي بيده - ومصداق ما يقول الآخرون، يعني المخالفين، قال الله لنبيه (عليه وآله السلام): " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر " ثم سأله عن أبيه، فأخبره أنه قد مضى واستغفر له (31).

وشاورهم في الامر: في أمر الحرب، إذ الكلام فيه، أو فيما يصح أن يشاور فيه، استظهارا برأيهم، وتطييبا لنفوسهم، وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة.

وفي نهج البلاغة قال (عليه السلام): من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها (32).

وفيه قال (عليه السلام): والاستشارة من الهداية فقد خاطر من استغنى برأيه (33).

وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى أبي البختري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليهم السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، حديث طويل، وفيه: لا وحدة أو حش من العجب، ولا مظاهرة أو ثق من المشاورة (34).

وفي كتاب الخصال: عن محمد بن آدم، عن أبيه بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي لا تشاورن جبانا فإنه يضيق عليك المخرج، ولا تشاورن البخيل يقصر بك عن غايتك، ولا تشاورن حريصا فإنه يزين لك شرها (35).

وفيه: في الحقوق المروية عن علي بن الحسين (عليهما السلام): وحق المستشير إن علمت أن له رأيا أشرت عليه، وإن لم تعلم أرشدته إلى من يعلم، وحق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه، فإن وافقك حمدت الله (36).

وعن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت له: يا بن رسول الله أوصني فقال لي: يا سفيان لا مروة للكذوب، إلى قوله: وشاور في أمرك الذين يخشون الله (37).

فإذا عزمت: إذا وطنت نفسك على شئ بعد الشورى.

فتوكل على الله: في إمضاء أمرك على ما هو أصلح لك، فإنه لا يعلمه، سواه.

وقرئ: فإذا عزمت على التكلم، أي فإذا عزمت لك على شئ وعينته لك، فتوكل علي ولا تشاور فيه أحدا.

إن الله يحب المتوكلين: فينصرهم ويهديهم إلى الصلاح.

وفي تفسير العياشي: أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار قال: كتب إلي أبو ﴿إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون (160)﴾

جعفر (عليه السلام) أن سل فلانا أن يشير علي ويتخير لنفسه (38)، فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين، فإن المشورة مباركة قال الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في محكم كتابه: " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين " فإن كان ما يقول مما يجوز، كنت أصوب لرأيه، وإن كان غير ذلك رجوت أن أضعه على الطريق الواضح إن شاء الله.

وشاورهم في الامر، قال: يعني الاستخارة (39).

إن ينصركم الله فلا غالب لكم: فلا أحد يغلبكم.

وإن يخذلكم: كما خذلكم يوم أحد.

فمن ذا الذي ينصركم من بعده: من بعد خذلانه، أو من بعد الله، بمعنى إذا جاوز تموه فلا ناصر لكم.

وهذا تنبيه على المقتضى للتوكل، وتحريض على ما يستحق به النصر من الله، وتحذير عما يستجلب خذلانه.

وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - حديث طويل - يقول فيه: فقلت: قوله (عز وجل): " وما توفيقي إلا ﴿وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (161) أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (162)﴾

بالله " (40) وقوله (عز وجل): " إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده " فقال: إذا فعل العبد ما أمره الله (عز وجل) به من الطاعة، كان فعله وفقا لأمر الله (عز وجل)، سمي العبد به موفقا.

وإذا أراد العبد أن يدخل في شئ من معاصي الله، فحال الله (تبارك وتعالى) بينه وبين تلك المعصية، فتركها كان تركها بتوفيق الله (تعالى ذكره).

ومتى خلى بينه وبين المعصية فلم يحل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه (41).

وعلى الله فليتوكل المؤمنون: فليخصوه بالتوكل عليه، لما علموا أن لا ناصر سواه، وآمنوا به.

وما كان لنبي أن يغل: وما صح لنبي أن يخون في الغنائم، فإن النبوة تنافي الخيانة.

يقال: غل شيئا من المغنم يغل غلولا، وأغل أغلالا، إذا أخذه في خفية.

والمراد منه براءة الرسول (صلى الله عليه وآله) عما اتهم به.

وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب " ان يغل " على البناء للمفعول، والمعنى: وما صح له أن يوجد غالا، أو أن ينسب إلى الغلول.

في تفسير علي بن إبراهيم، إن سبب نزولها أنه كان في الغنيمة التي أصابوها يوم بدر، قطيفة حمراء، ففقدت، فقال رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مالنا لا نرى القطيفة؟لا أظن إلا رسول الله أخذها، فأنزل الله في ذلك " وما كان لنبي أن يغل " الآية، فجاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إن فلانا غل قطيفة، فأخبأها هنالك فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحفر ذلك الموضع، فأخرج القطيفة (42).

ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة: أي يأتي بما غل من النار يوم القيامة، أي يجعل ما غل في النار ويكلف بأن يخرجه منها.

كما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: " وما كان لنبي أن يغل " قال: فصدق الله لم يكن الله ليجعل نبيا غالا " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة " من غل شيئا رآه يوم القيامة في النار، ثم يكلف أن يدخل إليه فيخرجه من النار (43).

وفي أمالي الصدوق (رحمه الله): بإسناده إلى الصادق (عليه السلام)، - حديث طويل - يقول فيه: إن رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوه بوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء، حتى أظهره الله على القطيفة، وبرأ نبيه (صلى الله عليه وآله) من الخيانة، وأنزل في كتابه " وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة " (44).

ثم توفى كل نفس ما كسبت: تعطى جزاء ما كسبت وافيا.

وكان الظاهر أن يقال: ثم يوفى ما كسب، لكنه عمم الحكم ليكون كالبرهان على المقصود والمبالغة فيه، فإنه إذا كان كل كاسب مجزيا بعمله، فالغال مع عظم جرمه أولى.

وهم لا يظلمون: فلا ينقص ثواب مطيعهم، ولا يزاد عقاب عاصيهم.

﴿هم درجت عند الله والله بصير بما يعملون (163) لقد من الله على المؤمنين إذ بعث رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلل مبين (164)﴾

أفمن اتبع رضوان الله: بالطاعة، إنكار للتسوية.

كمن باء: رجع.

بسخط من الله: بسبب المعاصي.

ومأواه جهنم وبئس المصير: والفرق بينه وبين المرجع، أن المصير يجب أن يخالف الحالة الأولى، ولا كذلك المرجع.

هم درجت عند الله: قيل: شبهوا بالدرجات، لما بينهم من التفاوت في الثواب والعقاب، أوهم ذو درجات (45).

وقيل: يحتمل أن يكون تشبيههم بالدرجات في أنهم وسائل الصعود إلى الله، والهبوط من قربه إلى أسفل السافلين.

ولا يخفى ما في هذه التوجيهات من التكلف.

والصواب أن ضمير (هم) راجع إلى من اتبع، والمراد منهم الأئمة، وهم درجات عند الله لمن اتبعهم من المؤمنين وأسباب لرفعتهم عند الله.

وفي تفسير العياشي: عن عمار بن مروان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله الله: " أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير "؟فقال: " الذين اتبعوا رضوان الله " هم الأئمة، وهم والله درجات عند الله للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى.

وأما قوله: يا عمار " كمن باء بسخط من الله " إلى قوله: " المصير " فهم والله الذين جحدوا حق علي بن أبي طالب وحق الأئمة منا أهل البيت، فباؤوا بذلك بسخط من الله (46).

وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه ذكر قول الله: " هم درجات عند الله " قال: الدرجة ما بين السماء والأرض (47).

وفي أصول الكافي: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن هشام، عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل) عن هذه الآية فقال: " الذين اتبعوا رضوان الله " هم الأئمة (48)، وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى (49).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثنا أحمد بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن علي ابن محمد، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن يحيى، عن علي بن النضر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، حديث طويل يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه، وفيه: من اتبع أمره استوجب جنته ومرضاته، ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه، نعوذ بالله من سخط الله (50).


1- النساء: 59.

2- الاحتجاج: ج 1 ص 160 س 4 احتجاجه (عليه السلام) على الناكثين بيعته في خطبة خطبها حين نكثوها.

3- تفسير العياشي: ج 1 ص 200 ح 152.

4- مجمع البيان: ج 2 ص 515 في نقل المعنى لقوله تعالى: " وسنجزي الشاكرين ".

5- من قوله: قيل إلى هنا من أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 185 لاحظ تفسيره لقوله تعالى: " وكأين من نبي قاتل معه " الآية.

6- مجمع البيان: ج 2 ص 517 في نقل المعنى لقوله تعالى: " وكأين من نبي " الآية.

7- تفسير العياشي: ج 1 ص 201 ح 154.

8- مجمع البيان: ج 2 ص 518، في نقل شأن النزول في قوله تعالى: " يردوكم على أعقابكم " الآية.

9- قاله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 186 عند تفسيره لقوله تعالى: " فتنقلبوا خاسرين ".

10- قاله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 186 عند تفسيره لقوله تعالى: " سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ".

11- نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 186 عند تفسيره لقوله تعالى: " سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ".

12- مجمع البيان: ج 2 ص 519 عند تفسيره لقوله تعالى: " سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ".

13- الخصال: ص 201 باب الأربعة، قول النبي فضلت بأربع، ح 14 ولفظ الحديث (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضلت بأربع، جعلت لامتي الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أراد الصلاة فلم يجد ماء ووجد الأرض فقد جعلت له مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب مسيرة

شهر يسير بين يدي، وأحلت لامتي الغنائم، وأرسلت إلى الناس كافة).

14- الخصال: ص 292 باب الخمسة اعطى النبي (صلى الله عليه وآله) خمسا لم يعطها أحد قبله، ح 56 وتمام الحديث (وأحل لي المغنم، وأعطيت جوامع الكلم، وأعطيت الشفاعة).

15- الخصال: ص 425 باب العشرة، أسماء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عشرة، ح 1 ص 19.

16- لا تفزع الأرنب أهوالها * ولا ترى الضب بها ينجحر. لا بن أحمر يقول: لا تخيف الأرنب أهوال تلك الصحراء، أي لا هول فيها حتى يفزعه، ويجوز أن يكون المعنى: لا أرنب فيها تفزعه أهوالها، كما لا ضب فيها يدخل جحره فهما منفيان، (نقلا عن هامش الكشاف: ج 1 ص 426).

17- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 120، عند تفسيره لقوله تعالى: " حتى إذا فشلتم وتنازعتم ".

18- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 120 عند تفسيره لقوله تعالى: " فأثابكم غما بغم ".

19- قاله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 187 عند تفسيره لقوله تعالى: " لكي لا تحزنوا ".

20- قاله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 187 عند تفسيره لقوله تعالى: " لكي لا تحزنوا ".

21- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 120 عند تفسيره لقوله تعالى: " لكي لا تخزنوا على ما فاتكم ".

22- رواه في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 187 عند تفسيره لقوله تعالى: " ثم أنزل عليكم من بعد الغم ".

23- تفسير العياشي: ج 1 ص 201 ح 155.

24- المائدة: 56.

25- انظر ص 259 - 260 الهامش 1، 2، 4، والى هنا نقلها من تفسير البيضاوي حرفا بحرف.

26- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 121 عند تفسيره لقوله تعالى: " ان الذين تولوا منكم ".

27- تفسير العياشي: ج 1 ص 201 ح 156.

28- تفسير العياشي: ج 1 ص 201 ح 158.

29- القصص: 8.

30- تفسير العياشي: ج 1 ص 202 ح 162 وسند الحديث (عن عبد الله بن المغيرة، عمن حدثه، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام)، وتمام الحديث (ليس من يؤمن من هذه الأمة إلا وله قتلة وميتة، قال: إنه من قتل ينشر حتى يموت ومن مات ينشر حتى يقتل).

31- المنخل بن جميل الأسدي بياع الجواري الكوفي: الضبط، المنخل بضم الميم وفتح النون وفتح الخاء المعجمة المشددة بعدها اللام قاله في الخلاصة والايضاح وزاد في الثاني قوله: وقيل: بسكون النون وضم الخاء، قلت: بفتح النون وكسر الخاء المشددة، وقال النجاشي: منخل بن جميل الأسدي بياع الجواري ضعيف فاسد الرواية، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) له كتاب التفسير، وقال ابن الغضائري: ضعيف في مذهبه غلو، ولكن المحقق الوحيد (رحمه الله) بنى على المناقشة في ذلك فقال: الظاهر أن رميهم إياه بالغلو لروايته الروايات الدالة عليه على زعمهم وفي ثبوت الضعف بذلك تأمل (تلخيص من تنقيح المقال: ج 3 ص 247 تحت رقم 12135.

32- معاني الأخبار: ص 167 باب معنى سبيل الله، ح 1.

33- تفسير العياشي: ج 1 ص 203 ح 163.

34- نهج البلاغة: ص 500 باب المختار من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام) تحت رقم 161 صبحي الصالح.

35- نهج البلاغة: ص 506 باب المختار من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام) قطعة من رقم 211 صبحي الصالح.

36- التوحيد: ص 376 باب القضاء والقدر والفتنة والأرزاق والأسعار والآجال ح 20 س 2.

37- الخصال: ص 101 باب الثلاثة، النهي عن مشاورة ثلاثة، ح 57.

38- الخصال: من ص 570 أبواب الخمسين وما فوقه، ح 1.

39- الخصال: ص 169 أبواب الثلاثة، أمر الباقر (عليه السلام) ابنه الصادق (عليه السلام) بثلاث ونهاه عن ثلاث، ح 222.

40- لعل المراد من قوله (عليه السلام) (يشير علي) أي سله يظهر لي ما عنده من مصلحتي في أمر كذا (ويتخير لنفسه) أي يتخير لي تخيرا كتخيره لنفسه، كما هو شأن الأخ المحب المحبوب الذي يخشى الله تعالى (كذا في هامش تفسير العياشي) وكذا أيضا في هامش بحار الأنوار مع زيادة قوله: لفظ الحديث اضطراب، (لاحظ البحار ط بيروت ج 72 ص 103 باب المشورة وقبولها ح 34). تفسير العياشي: ج 1 ص 204 ح 147.

41- هود: 88.

42- التوحيد: ص 242 باب تفسير الهدى والضلالة والتوفيق والخذلان من الله تعالى ح 1 س 1.

43- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 126 في تفسيره لقوله تعالى: " وما كان لنبي أن يغل ".

44- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 122 في تفسيره لقوله تعالى: " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ".

45- الأمالي للصدوق: ص 92 المجلس الثاني والعشرون ح 3، والحديث طويل جدا.

46- أنوار التنزيل: ج 1 ص 190 في تفسيره لآية 162 من سورة آل عمران.

47- تفسير العياشي: ج 1 ص 205 ح 149 بزيادة ونقصان في بعض الجمل.

48- تفسير العياشي: ج 1 ص 205 ح 150.

49- قوله: (هم الأئمة) الظاهر أن الضمير راجع إلى الذين اتبعوا، ويحتمل أن يكون راجعا إلى رضوان الله وإطلاقه على الأئمة مجاز من باب إطلاق المسبب على السبب، لأنهم سبب لرضوان الله تعالى، قوله: " وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين " الحمل للمبالغة، أو التقدير، ذو درجات، باعتبار تفاوت مقامات المؤمنين بهم بالنسبة إليهم في المحبة والطاعة والعلم والعمل. قوله: " يضاعف الله لهم أعمالهم " على حسب أحوالهم فيما ذكر، وكذلك قوله: " يرفع الله لهم الدرجات العلى " (شرح الكافي للعلامة المازندراني: ج 7 ص 101 كتاب الحجة.

50- الكافي: ج 1 ص 430 كتاب الحجة، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح 84.