الآية 82 - 97

﴿فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون (82) أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون (83)﴾

وفي مجمع البيان: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أأقررتم وأخذتم العهد بذلك على أممكم؟قالوا: أي قال الأنبياء وأممهم: أقررنا بما أمرتنا بالاقرار به، قال الله: فاشهدوا بذلك على أممكم وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعلى أممكم (1).

فمن تولى بعد ذلك: بعد الميثاق والتوكيد بالاقرار والشهادة.

فأولئك هم الفاسقون: المتمردون من الكفرة.

أفغير دين الله يبغون: عطف على الجملة المتقدمة، والهمزة متوسطة بينهما، للانكار، أو محذوف، تقديره: أيتولون فغير دين الله يبغون.

وتقديم المفعول، لأنه المقصود بالانكار.

والفعل بلفظ الغيبة عند أبي عمرو وعاصم في رواية حفص ويعقوب.

وبالتاء عند الباقين على تقدير: وقل لهم.

وفي تفسير علي بن إبراهيم ثم قال (عز وجل) " أفغير دين الله يبغون " قال: أفغير هذا الدين قلت لكم أن تقروا بمحمد ووصيه (صلى الله عليه وآله) (2).

وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها: أي طائعين بالنظر واتباع الحجة، وكارهين بالسيف ومعاينة ما يلجأ إلى الاسلام، كشق الجبل، وإدراك الغرق، والاشراف على الموت، أو مختارين كالملائكة والمؤمنين ومسخرين كالكفرة فإنهم لا يقدرون أن يمتنعوا عما قضى عليهم.

وفي مجمع البيان: " طوعا وكرها " فيه أقوال: إلى قوله: وخامسها أن معناه أكره أقوام على الاسلام، وجاء أقوام طائعين وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كرها " أي فرقا من السيف (3).

وإليه يرجعون: وقري بالياء على أن الضمير ل? (من).

وفي تفسير العياشي: عن عمار بن الأحوص، عن أبي عبد الله (عليهم السلام): أن الله (تبارك وتعالى) خلق في مبدأ الخلق بحرين، أحدهما عذب فرات والآخر ملح أجاج، ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفرات، ثم أجراه على البحر الأجاج فجعله حمأ مسنونا، وهو خلق آدم، ثم قبض قبضة من كتف آدم الأيمن فذرأها في صلب آدم فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، إلى قوله: فاحتج يومئذ أصحاب الشمال وهم ذر على خالقهم، فقالوا: يا ربنا بم أوجبت لنا النار وأنت الحكم العدل من قبل أن تحتج علينا وتبلونا بالرسل وتعلم طاعتنا لك ومعصيتنا؟فقال الله (تبارك وتعالى) لمالك خازن النار: مر النار تشهق، ثم يخرج عنقا منها، فخرجت لهم، ثم قال الله لهم: " ادخلوها طائعين، فقالوا: لا ندخلها طائعين، قال: ادخلوها طائعين، أو لأعذبنكم بها كارهين، قالوا: إنما هربنا إليك منها وحاججناك فيها حيث أوجبتها علينا وصيرتنا من أصحاب الشمال، فكيف ندخلها طائعين، ولكن ابدأ أصحاب اليمين في دخولها كي يكون قد عدلت فينا وفيهم ".

قال أبو عبد الله (عليه السلام): فأمر أصحاب اليمين وهم ذر بين يديه بقوله تعالى: " ادخلوا هذه النار طائعين " قال: فطفقوا يتبادرون في دخولها فولجوا فيها جميعا، فصيرها الله عليهم بردا وسلاما ثم أخرجهم منها، ثم إن الله (تبارك وتعالى) نادى في أصحاب اليمين أصحاب الشمال: ألست بربكم؟قال أصحاب اليمين: بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك مقرنين طائعين، وقال أصحاب الشمال: بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك كارهين، وذلك قول الله تعالى " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون * " قال: توحيد هم لله (4).

عن عباية الأسدي أنه سمع أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون " أكان ذلك بعد؟قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: كلا والذي نفسي بيده حتى تدخل المرأة بمن عذب آمنة، لا تخاف حية ولا عقربا فما سوى ذلك (5).

عن صالح بن ميثم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها " قال: ذلك حين يقول علي (عليه السلام): أنا أولى الناس بهذه الآية " وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت، بلى وعدا عليه حقا " إلى قوله " كاذبين " (6) (7).

عن رفاعة بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها " قال: إذا قام القائم (عليه السلام) لا يبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (8).

عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوله " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون " قال: أنزلت في القائم (عليه السلام) إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلا وحد الله، قلت له: جعلت فداك أن الخلق أكثر من ذلك؟فقال: إن الله تعالى إذا أراد أمرا قلل الكثير وكثر القليل (9).

وفي كتاب التوحيد: أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم ابن هاشم ويعقوب بن يزيد جميعا، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته وهو يقول في قوله (عز وجل): " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها " قال: هو توحيد هم لله عز وجل (10).

وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن السياري، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين إن دابتي استصعبت علي وأنا منها على وجل، فقال: اقرأ في اذنها اليمنى " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون " فقرأها فذلت له دابته.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (11).

وفي الكافي: أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: أيما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار، فليقرأ في اذنها أو عليها (12) " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون " (13).

وفي أمالي شيخ الطائفة (قدس سره): بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال له الأشجع السلمي: إني كثير الاسفار وأحصل في المواضع المفزعة، فعلمني ما آمن به على نفسي؟فقال: إذا خفت أمرا فاترك بيمينك على أم رأسك، وأقرأ برفيع صوتك " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وأليه ترجعون " قال أشجع: فحصلت في واد تعبث فيه الجن، فسمعت قائلا يقول: خذوه، فقرأتها، فقال قائل: كيف نأخذه وقد احتجب بآية طيبة (14).

وفي من لا يحضره الفقيه: في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه ﴿قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون (84) ومن يبتغ غير الأسلم دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (85)﴾

السلام): يا علي من استصعب عليه دابته فليقرأ في أذنها الأيمن " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون " (15).

قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم: أمر للرسول (صلى الله عليه وآله) بأن يخبر عن نفسه ومتابعيه بالايمان والقرآن كما هو منزل عليه، منزل عليهم بتوسط تبليغه إليهم.

وأيضا: المنسوب إلى واحد من الجمع، قد ينسب إليهم.

أو بأن يتكلم عن نفسه على طريقة الملوك إجلالا له.

والنزول كما يعدي ب? (إلى) لأنه ينتهي إلى الرسل، يعدي ب? (على) لأنه من فوق.

وإنما قدم المنزل عليه على المنزل على سائر الرسل لأنه المعرف له والمعيار له عليه.

لا نفرق بين أحد منهم: بالتصديق والتكذيب.

ونحن له مسلمون: منقادون، أو مخلصون في عبادته.

ومن يبتغ غير الأسلم دينا: أي غير التوحيد والانقياد لحكم الله.

﴿كيف يهدى الله قوما كفروا بعدا إيمنهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدى القوم الظالمين (86)﴾

وفي نهج البلاغة: أرسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلافية أظهر به الشرائع المجهولة وقمع به البدع المدخولة، وبين الاحكام المفصولة فمن يبتغ غير الاسلام دينا متحقق شقوته وتنفصل عروته، وتعظم كبوته، ويكون مآبه إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل (16).

فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين: الواقعين في الخسران.

والمعنى: أن المعرض عن الاسلام والطالب لغيره، فاقد للنفع واقع للخسران بإبطال الفطرة السليمة التي فطر الناس عليها.

قال البيضاوي: واستدل به على أن الايمان هو الاسلام، إذ لو كان غيره لم يقبل.

والجواب: أنه ينفي قبول كل دين يغايره، لا قبول كل ما يغيره، ولعل الدين أيضا للأعمال (17).

وفيه: أن من قال: بأن الايمان غير الاسلام، يقول بأنه دين غيره، والاستدلال إنما هو عليه والمقصود أن الاسلام والايمان واحد، يسمى إسلاما وإن كان قبل رسوخه ودخوله في القلب، ولا يسمى إيمانا إلا بعد دخوله ورسوخه فيه، والآية تدل على اتحاد هما والفرق يعلم من موضع آخر.

كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمنهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات: استبعاد لان يهديهم الله، فإن الجائر عن الحق بعد ما وضع له منهمك في الضلال بعيد عن الرشاد.

وقيل: نفي وإنكار له، وذلك يقتضي أن لا يقبل توبة المرتد.

وهذا حق في حق الرجل المولود على الاسلام، دون المولود على الكفر والمرأة.

ويمكن أن يقال: المتبادر من (بعد إيمانهم)، كونهم مؤمنين بحسب الفطرة، ومن (جاءهم البينات) الرجال، وكذا سياق الآية، ولفظ " قوما "، والضمائر الراجعة إليه قرينة التخصيص بالرجال، وحينئذ يكون استثناء " إلا الذين تابوا " منطقا.

ويجوز أن يكون " قوما كفروا " على عمومه لقسمي الرجال، فيكون الاستثناء متصلا.

و " شهدوا " عطف على ما في " ايمانهم " من معنى الفعل، أي آمنوا وشهدوا، أو حال بإضمار " قد " من فاعل كفروا.

قال البيضاوي: وهو على الوجهين دليل على أن الاقرار باللسان خارج عن حقيقة الايمان (18).

وفيه: أنه يحتمل أن يكون في العطف، أو جعله قيدا، لكونه أهم أجزاء الايمان وأنفع في ترتب الآثار عليه.

والله لا يهدى القوم الظالمين: الذين وضعوا الكفر موضع الايمان بعد إذ جاءهم البينات ووضع المظهر موضع المضمر، للاشعار بالعلية.

وقيل: الذين ظلموا أنفسهم بالاخلال بالنظر، ووضع الكفر موضع الايمان، فكيف من جاءه الحق وعرفه ثم أعرض عنه.

* * * ﴿أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (87) خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون (88) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم (89)﴾

أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين: وفيه تصريح بوجوب لعن من كفر بعد الايمان والعلم بحقيقة الرسول ومجئ البينات، لأنه تعالى قال: " جزائهم " هو لعن الله والملائكة والناس وإذا كان جزاءهم ذلك وأخبر الله بأن جزاءهم من الملائكة والناس ذلك، لم يجز للملائكة والناس ترك ما جعله الله جزاء شئ، بل يجب عليهم الاتيان به.

فهذا وإن لم يكن في صورة الامر، لكن يفيد بمادته الوجوب.

خلدين فيها: أي في اللعنة.

لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك: أي بعد الارتداد.

وأصلحوا: ما أفسدوا، أو دخلوا في الصلاح.

فإن الله غفور: يقبل توبته.

رحيم: يتفضل عليه.

وفي مجمع البيان: قيل: نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له: الحارث ابن سويد بن الصامت.

وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب ارتد عن الاسلام ولحق بمكة، ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل لي من توبة؟فسألوا فنزلت إلى قوله " إلا الذين تابوا " فحملها رجل من قومه إليه، فقال: إني لاعلم أنك لصدوق، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) ﴿إن الذين كفروا بعد إيمنهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون (90) إن الذين كفروا و ما توا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من نصرين (91)﴾

أصدق منك، وأن الله تعالى أصدق الثلاثة، ورجع إلى المدينة وتاب وحسن إسلامه، وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) (19).

إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا: كاليهود كفروا بعيسى والإنجيل بعد الايمان بموسى والتوراة، ثم ازدادوا كفرا بمحمد (صلى الله عليه وآله) والقرآن.

أو كفروا بمحمد (صلى الله عليه وآله) بعد ما آمنوا به قبل مبعثه، ثم ازدادوا كفرا بالاصرار والعناد والطعن فيه والصد عن الايمان به ونقض الميثاق.

أو كقوم ارتدوا والحقوا بمكة، ثم ازدادوا كفرا بقولهم: نتربص بمحمد ريب المنون، أو نرجع إليه وننافقه بإظهاره (20).

أو كقوم كفروا بما نص النبي (صلى الله عليه وآله) في وصيه عند شياطينهم بعد ما آمنوا به عنده، ثم ازدادوا كفرا بادعاء الخلافة والوصاية لأنفسهم.

لن تقبل توبتهم: لأنهم لا يتوبون، إلا عند اليأس ومعاينة الموت، أو لان توبتهم لا تكون إلا نفاقا، فعدم قبول توبتهم لعدم كونها توبة حقيقة، لا لكفرهم وازدياد كفرهم، ولذلك لم يدخل الفاء فيه، بخلاف الموت على الكفر، فإنه سبب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم (92)﴾

لعدم قبول الفدية، فدخل الفاء فيه.

وأولئك هم الضالون: الثابتون على الضلال.

إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا: ملء الشئ، ما يملأه وذهبا " تميز.

وقرئ بالرفع على البدل من " ملء الأرض " أو الخبر لمحذوف.

ولو افتدى به: معطوف على مضمر، أي فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا لو تقرب به في الدنيا، ولو افتدى به من العذاب في الآخرة، أو محمول على المعنى كأنه قيل: فلن يقبل من أحدهم فدية ولو افتدى بملء ء الأرض ذهبا.

قيل: ويحتمل أن يكون المراد، فلن يقبل من أحدهم إنفاقه في سبيل الله بملء ء الأرض ذهبا، ولو كان على وجه الافتداء من عذاب الآخرة من دون توقع ثواب آخر (21).

والأوجه آن يقال في تقديره: فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ملكه ولو افتدى به.

أولئك لهم عذاب أليم: مبالغة في التحذير، وإقناط، لان من لا يقبل منه الفداء ربما يعفى عنه تكرما.

وما لهم من نصرين: في دفع العذاب، ومن " من " مزيدة للاستغراق، وإيراد الجمع إما للتوزيع، أو للمبالغة.

لن تنالوا البر: أي لن تبلغوا حقيقة البر، وهو كمال الخير، أو البر المعهود، وهو بر الله.

حتى تنفقوا مما تحبون: من المال، أو ما يعمه وغيره كبذل الجاه في معاونة الناس، والبدن في طاعة الله، والمهجة في سبيل الله.

وقرأ بعض ما تحبون، وهو يدل على أن " من " للتبعيض، ويحتمل التبيين.

وفي روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر بن عبد العزيز، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " قال: هكذا فاقرأها (22).

وفي مجمع البيان: وقد روي عن أبي الطفيل قال: اشترى علي (عليه السلام) ثوبا فأعجبه، فتصدق به وقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة بالجنة، ومن أحب شيئا فجعله لله قال الله يوم القيامة، قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف، وأنا أكافئك اليوم بالجنة (23).

وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن شعيب، عن الحسين بن الحسن، عن عاصم، عن يونس، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه كان يتصدق بالسكر، فقيل له: أتصدق بالسكر؟فقال: نعم، إنه ليس شئ أحب إلي منه، فأنا أحب أن أتصدق بأحب الأشياء إلي (24).

وفي عوالي اللآلي: ونقل عن الحسين (عليه السلام) أنه كان يتصدق بالسكر، فقيل له في ذلك فقال: إني أحبه وقد قال الله تعالى: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " (25).

وإنفاق أحب الأموال على أقرب الأقارب، وعلى صلة الامام أفضل.

في أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم جميعا عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " وبالوالدين إحسانا " (26) ما هذا الاحسان؟فقال: الاحسان أن تحسن صحبتهما (27)، وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه، وإن كانا مستغنيين، أليس الله (عز وجل) يقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " (28).

وفي تفسير العياشي: عن مفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ومعي شئ فوضعته بين يديه فقال: ما هذا؟فقلت: هذه صلة مواليك وعبيدك، قال: فقال لي: يا مفضل إني لا أقبل ذلك، وما أقبله من حاجة بي إليه، وما أقبله إلا لتزكوا به، ثم قال: سمعت أبي يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله، قل أو كثر، لم ينظر الله إليه يوم القيامة، إلا أن يعفو الله عنه، ثم قال: يا مفضل إنها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه إذ يقول: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، ولا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلا لكم وحرامكم، فاسألوا عنه، وإياكم أن تسألوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم، وعما ستر الله عنكم (29).

وما تنفقوا من شئ: محبوب أو غيره، و " من " للبيان.

فإن الله به عليم: فيجازيكم بحسبه.

﴿كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التورة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين (93) فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون (94)﴾

كل الطعام: أي المطعومات، والمراد أكلها، ويشعر به الطعام لقبا.

كان حلا لبنى إسرائيل: حلالا لهم، مصدر نعت به، ولذلك يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، كقوله: " لا هن حل لهم " (30).

إلا ما حرم إسرائيل: يعقوب (عليه السلام).

على نفسه من قبل أن تنزل التورة: كلحوم الإبل.

كان إذا أكل لحم الإبل هيج عليه وجع الخاصرة، فحرم على نفسه لحم الإبل.

قبل إنزال التورة وبعده لم يأكله، لأجل اضراره بمرضه، ولم يحكم بتحريمه على نفسه (31).

في الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد أو غيره، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن إسرائيل كان إذا أكل من لحم الإبل هيج عليه وجع الخاصرة، فحرم على نفسه لحم الإبل، وذلك قبل أن تنزل التوراة فلما نزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكله (32) وهذا رد على اليهود حيث أرادوا براءة ساحتهم مما نطق به القرآن، من تحريم الطيبات عليهم لبغيهم وظلمهم في قوله تعالى: " ذلك جزيناهم ببغيهم " (33) وقوله تعالى: " فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم " (34) فقالوا: لسنا بأول من حرمت عليه وقد كانت محرمة على نوح وإبراهيم ومن بعده من بني إسرائيل إلى أن انتهى التحريم إلينا فكذبهم الله (35).

قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين: أمر بمحاجتهم بكتابهم وتبكيتهم بما فيه، حتى يتبين أنه تحريم حادث بسبب ظلمهم وبغيهم، لا تحريم قديم كما زعموا، فلم يجسروا على إخراج التوراة، وبهتوا.

وفيه دليل على نبوته (عليه السلام).

وفي تفسير العياشي: عن عمر بن يزيد قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عن رجل دبر مملوكه هل له ان يبيع عتقه؟قال: كتب: " كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه " (36).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: وأما قوله: " كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة " قال: كان يعقوب يصيبه عرق النساء فحرم على نفسه لحم الجمل، فقالت اليهود: إن الجمل محرم في التوراة، فقال الله (عز وجل) لهم: " فأتوا بالتوراة فتلوها إن كنتم صادقين " إنما حرم هذا إسرائيل على نفسه ولم يحرمه على الناس (37).

فمن افترى على الله الكذب: بزعمه أن ذلك كان محرما على الأنبياء وعلى بني إسرائيل قبل إنزال التوراة.

من بعد ذلك: أي لزوم الحجة.

﴿قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (95) إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعلمين (96)﴾

فأولئك هم الظالمون: لأنفسهم لمكابرتهم الحق بعد وضوحه.

قل صدق الله: تعريض بكذبهم، أي ثبت أن الله صادق فيما أنزله وأنتم الكاذبون.

فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا: أي ملة الاسلام التي عليها.

محمد ومن آمن معه التي هي في الأصل ملة إبراهيم، أو مثل ملته حتى تتخلصوا من اليهودية التي اضطرتكم إلى التحريف والمكابرة للأغراض الدنيوية، وألزمتكم تحريم طيبات أحلها لإبراهيم ومن تبعه.

وفي تفسير العياشي: عن حبابة الوالبية قال (38): سمعت الحسين بن علي (عليهما السلام) يقول: ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا، قال صالح: ما أحد على ملة إبراهيم، قال جابر: ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم (39).

وما كان من المشركين: تبرئة مما كان ينسبه اليهودي والنصارى من كونه على دينهم.

إن أول بيت وضع للناس: أي جعل متعبدا لهم، والواضع هو الله.

وقرئ بالبناء للفاعل.

للذي ببكة: وهي لغة في مكة كالنبيط والنميط، وأمر راتب وراتم ولازب ولازم.

وفي كتاب الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أسماء مكة خمسة: أم القرى ومكة، وبكة، والبساسة (40) كانوا إذا ظلموا بستهم، أي أخرجتهم وأهلكتهم، وأم رحم (41) كانوا إذا لزموها رحموا (42).

وقيل: هي موضع المسجد، ومكة البلد.

روي عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن بكة موضع البيت وإن مكة الحرم (43).

وذلك قوله " آمنا " من " بكة " إذا زحمه، أو من " بكة " إذا دقه، لأنها تبك أعناق الجبابرة.

وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى عبد الله بن علي الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) لم سميت مكة بكة؟قال: لان الناس يبك بعضهم بعضا بالأيدي (44).

وأما ما رواه بإسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) لم سميت الكعبة بكة؟فقال: لبكاء الناس حولها (45).

فمحمول على أن الناس يجتمعون حوله للبكاء والعبادة، فيبك بعضهم بعضا.

حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن ابان، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما سميت مكة بكة، لأنه يبك بها الرجال والنساء، والمرأة تصلي بين يديك وعن يمينك وعن شمالك ومعك ولا بأس بذلك، وإنما يكره في سائر البلدان (46).

وبإسناده إلى عبيد الله بن علي الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) لم سميت مكة بكة؟قال: لان الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالأيدي (47).

وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: في خمس وعشرين من ذي القعدة وضع البيت، وهو أول رحمة وضعت على وجه الأرض، فجعله الله مثابة للناس وأمنا، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (48).

عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي زرارة التميمي، عن أبي حسان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح، فضربت وجه الماء (49) حتى صار موجا، ثم أزبد فصار زبدا واحدا.

فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الأرض من تحته، وهو قول الله تعالى: " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " (50).

وروي أيضا عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (51).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال للأبرش (52): يا أبرش كما هو وصف نفسه " كان عرشه على الماء " (53) والماء على الهوى والهوى لا يحد، ولم يكن يومئذ خلق غير هما والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد الله أن يخلق الأرض، وذكر إلى آخر ما نقلناه عن الكافي (54).

وفي تفسير العياشي: عن عبد الصمد بن سعد قال: أراد أبو جعفر أن يشتري من أهل مكة بيوتهم ان يزيده في المسجد فأمن عليه فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك فأتى أبا عبد الله (عليه السلام) فقال له: اني سألت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم لا زيد في المسجد وقد منعوني ذلك فقد غمني غما شديد، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لم يغمك ذلك وحجتك عليهم فيه ظاهرة؟قال: وبما احتج عليهم؟فقال: بكتاب الله، فقال لي: في اي موضع؟فقال: قول الله (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة " قد أخبرك الله أن أول بيت وضع هو الذي ببكة فإن كانوا هم نزلوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، وإن كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه فدعاهم أبو جعفر فاحتج عليهم بهذا فقالوا: اصنع ما أحببت (55).

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكة جملة القرية، وبكة حملة موضع الحجر الذي يبك الناس بعضهم بعضا (56).

عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن بكة موضع البيت، وإن مكة الحرم وذلك قوله كان آمنا (57).

وفي كتاب عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة وضع البيت وسط الأرض، أنه الموضع الذي من تحته دحيت الأرض، وكل ريح تهب في الدنيا فإنها تخرج من تحت الركن الشامي، وهو أول بقعة وضعت في الأرض، لأنها الوسط، ليكون الغرض لأهل المشرق والمغرب في ذلك سواء (58).

﴿فيه آيات بينت مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا والله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العلمين (97)﴾

فالمراد ب? " أول بيت "، أول موضع جعل مستقرا للعباد على وجه الماء، لا البيت المصنوع من اللبن والمدر والخشب حتى يحتاج في تصحيحه إلى ارتكاب أمور متكلفة.

مباركا: حال من المستكن في الظرف، أي كثير الخير والنفع لمن حجه واعتمره واعتكف عنده، وطاف حوله، وقصد نحوه، من مضاعفة الثواب، وتكفير الذنوب، ونفي الفقر، وكثرة الرزق.

وفي من لا يحضره الفقيه: عنه (عليه السلام) قال: وجد في حجر، إني أنا الله.

ذو بكة، صنعتها يوم خلقت السماوات والأرض، ويوم خلقت الشمس والقمر، وخففتها بسبعة أملاك حفا مبارك لأهلها في الماء واللبن يأتيها رزقها من ثلاثة سبل، من أعلاها وأسفلها والثنية بعده (59).

وهدى للعلمين: لأنه قبلتهم ومتعبدهم، ولان فيه آيات عجيبة، كما قال الله تعالى.

فيه آيات بينت: كانحراف الطيور عن موازاة البيت على مدى الاعصار، وأن ضواري السبع تخالط الصيود في الحرم ولا تتعرض لها، وأن كل جبار قصده بسوء قهره، كأصحاب الفيل.

والجملة مفسرة لل? " هدى " أو حال أخرى.

مقام إبراهيم: مبتدأ محذوف الخبر، أي منها، أو بدل من " آيات " بدل البعض من الكل.

وقيل: عطف بيان على أن المراد بالآيات أثر القدم في الصخرة الصماء وغوصها فيها إلى الكعبين، وتخصيصها بهذه الإلانة من الصخار وإبقائه، دون سائر آثار الأنبياء وحفظه مع كثرة أعدائه ألوف السنين (60).

ويؤيده أنه قرئ: آية بينة على التوحيد.

وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: " إن أول بيت " إلى قوله: " آيات بينات " ما هذه الآيات البينات؟قال: مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه.

والحجر الأسود، ومنزل إسماعيل (عليه السلام) (61).

أقول: أما كون المقام آية، فلما ذكر، ولارتفاعه بإبراهيم (عليه السلام) حين كان أطول من الجبال كما يأتي ذكره.

وأما كون الحجر الأسود آية، فلما ظهر منه للأولياء والأوصياء (عليهم السلام) من العجائب، إذ كان جوهرة جعلها الله مع آدم في الجنة، وإذ كان ملكا من عظماء الملائكة ألقمه الله الميثاق وأودعه ويأتي يوم القيامة وله لسان ناطق وعينان يعرفه الخلق، يشهد لمن وافاه بالموافاة، ولمن أدى إليه بالميثاق بالأداء، وعلى من جحده بالانكار إلى غير ذلك كما ورد في الاخبار عن الأئمة (عليهم السلام) (62).

ولما ظهر لطائفة من تنطقه لبعض المعصومين (عليهم السلام) كالسجاد (عليه السلام) حيث نازعه عمه محمد بن الحنفية في أمر الإمامة كما ورد في الروايات (63).

ومن عدم طاعته لغير المعصوم في نصبه في موضعه كما جرب غير مرة (64).

وأما كون منزل إسماعيل آية، فلانه أنزل به من غير ماء، فنبع له الماء.

وإنما خص المقام بالذكر في القرآن وطوى ذكر غيره، لأنه أظهر آياته اليوم للناس.

قيل: سبب هذا الأثر، أنه لما ارتفع بنيان الكعبة قام على هذا الحجر ليتمكن من رفع الحجارة، فغاصت فيه قدماه (65).

وقيل: إنه لما جاء زائرا من الشام إلى مكة فقالت له امرأة إسماعيل: انزل حتى نغسل رأسك، فلم ينزل، فجاءته بهذا الحجر فوضعته على شقه الأيمن، فوضع قدمه عليه حتى غسلت شق رأسه، صم حولته إلى شقه الأيسر حتى غسلت الشق الآخر، فبقي أثر قدمه عليه (66).

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أدركت الحسين (صلوات الله عليه)؟قال: نعم أذكر وأنا معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل، والناس يقومون على المقام، يخرج الخارج يقول: قد ذهب به السيل، ويخرج منه الخارج فيقول: هو مكانه، قال: فقال لي: يا فلان، ما صنع هؤلاء؟فقلت: أصلحك الله، يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام! فقال: ناد: إن الله قد جعله علما، لم يكن ليذهب به، فاستقروا (67).

وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم (عليه السلام) عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم، فلما فتح النبي (صلى الله عليه وآله) مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم (عليه السلام)، فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن الخطاب، فسأل الناس: من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟فقال رجل: أنا، قد كنت أخذت مقداره بنسع (68) فهو عندي، فقال: تأتيني به، فأتاه به فقاسه، ثم رده إلى ذلك المكان (69).

ومن دخله كان آمنا: جملة ابتدائية، أو شرطية معطوفة من حيث المعنى على " مقام " لأنه في معنى: وأمن من دخله، أي منها أمن من دخله، أو فيه آيات بينات مقام إبراهيم وآمن من دخله.

واقتصر بذكرهما من الآيات الكثيرة، لان فيهما غنية عن غيرهما في الدارين، بقاء الأثر مدى الدهر والآمن من العذاب يوم القيامة.

وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى أبي زهرة بن شبيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته، وتعرف الناسخ والمنسوخ؟قال: نعم، قال يا أبا حنيفة: لقد ادعيت علما، ويلك ما جعل الله ذلك إلا عند أهل الكتاب الذين أنزل عليهم، ويلك ولا هو إلا عند الخاص من ذرية نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)، وما أدراك الله من كتابه حرفا، فإن كنت كما تقول: ولست كما تقول: فأخبرني عن قول الله (عز وجل): سيروا فيها ليالي وأياما آمنين " (70) أين ذلك من الأرض؟قال: أحسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) ومن كان إلى أصحابه فقال: تعلمون أن الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة، فتؤخذ أموالهم، ولا يؤمنون على أنفسهم ويقتلون؟قالوا: نعم، قال: فسكت أبو حنيفة فقال: يا أبا حنيفة أخبرني عن قول الله (عز وجل): " ومن دخله كان آمنا " أين ذلك من الأرض؟فقال: الكعبة، فقال: أفتعلم أن الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة، فقتله كان آمنا فيها ؟! قال: فسكت، فقال أبو بكر الحضرمي: جعلت فداك، ما الجواب في المسألتين الأولتين؟فقال: يا أبا بكر " سيروا فيها ليالي وأياما آمنين " فقال: مع قائمنا أهل البيت.

وأما قوله " ومن دخله كان آمنا " فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقدة أصحابه كان آمنا، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (71).

وفي تفسير العياشي: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قوله: " ومن دخل كان آمنا قال: سألته عن قوله: " ومن دخله كان آمنا "؟قال: يأمن فيه كل خائف ما لم يكن عليه حد من حدود الله ينبغي أن يؤخذ به، قال: وسألته عن طائر يدخل اليوم؟قال: لا يؤخذ ولا يمس، لان الله يقول: " ومن دخله كان آمنا " (72).

وقال عبد الله بن سنان: سمعته يقول فيما ادخل الحرم مما صيد في الحل: قال: إذا دخل الحرم فلا يذبح أن الله يقول: " ومن دخله كان آمنا " (73).

وعن علي بن عبد العزيز قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك قول الله " فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخل كان آمنا " وقد يدخله المرجي، والقدري، والحروري، وللزنديق الذي لا يؤمن بالله؟قال: لا ولا كرامة قلت: فمن جعلت فداك؟قال: ومن دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف به، خرج عن ذنوبه، وكفي هم الدنيا والآخرة (74).

وفي أمالي الصدوق (رحمه الله) بإسناده إلى النبي (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله (جل جلاله) في حديث طويل، وفيه يقول (جل جلاله) في حق علي (عليه السلام): وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي أوتي منه، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري (75).

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، والحجال، عن ثعلبة، عن أبي خالد القماط، عن عبد الخالق الصيقل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " ومن دخله كان آمنا " فقال: لقد سألني عن شئ ما سألني أحد إلا من شاء الله، قال: من أم هذا لبيت وهو يعلم أنه البيت الذي أمره الله (عز وجل) به، وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا، وكان آمنا في الدنيا والآخرة (76).

وفي مجمع البيان: عن الباقر (عليه السلام): إن من دخله عارفا بجميع ما أوجبه الله عليه، كان آمنا في الآخرة من العذاب الدائم (77).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان، عن صفوان، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها، ولا تدخلها بحذاء، وتقول إذا دخلت: اللهم إنك قلت: ومن دخله كان آمنا فامني من عذاب النار (78).

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله (عز وجل): " ومن دخله كان آمنا " البيت عنى أم الحرم؟قال: من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن به من سخط الله، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا أن يهاج، أو يؤذى حتى يخرج من الحرم (79).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله (عز وجل): " ومن دخله كان آمنا " قال: إذا أحدث العبد في غير الحرم جناية ثم فر إلى الحرم لم يسع لاحد أن يأخذه في الحرم ولكن يمنع من السوق ولا يبايع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم، فإنه إذا فعل ذلك به (80) يوشك أن يخرج فيؤخذ، وإذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم لأنه لم ير للحرم حرمة (81).

وبإسناده إلى علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله (عز وجل): " ومن دخله كان آمنا " قال: ان سرق سارق بغير مكة أو جنى جناية على نفسه ففر إلى مكة لم يؤخذ ما دام في الحرم حتى يخرج منه، ولكن يمنع من السوق فلا يبايع ولا يجالس حتى يخرج منه فيؤخذ، وإن أحدث في الحرم ذلك الحدث أخذ فيه (82).

وفي كتاب علل الشرائع: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل عن طير أهلي أقبل فدخل الحرم فقال: لا يمس، لان الله (عز وجل) يقول: " ومن دخله كان آمنا " (83).

وفي من لا يحضره الفقيه: وسأل محمد بن مسلم أحدهما (عليهما السلام) عن الظبي يدخل الحرم؟فقال: لا يؤاخذ ولا يمس، لان الله (عز وجل) يقول: ومن دخله كان آمنا " (84).

وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن شاذان بن الخليل أبي الفضل، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل لي عليه مال فغاب عني زمانا، فرأيته يطوف حول الكعبة أفأتقاضاه مالي؟ قال: لا تسلم عليه ولا تروعه حتى يخرج من الحرم (85).

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر، فقلت: من بر الناس وفاجرهم؟قال: من بر الناس وفاجرهم (86).

وفي من لا يحضره الفقيه: من مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين، ومن مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان، ومن دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر (87).

ولله على الناس حج البيت: قصده للزيارة على الوجه المخصوص، والحج في الأصل القصد.

وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص (حج) بالكسر، وهي لغة.

وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة قال: كتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) بمسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي العباس، فجاء الجواب بإملائه: سألت عن قول الله (عز وجل): " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " يعني به الحج والعمرة جميعا، لأنهما مفروضان (88).

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي عيون الأخبار في باب ما (89) ذكر ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الحج الوقادة إلى الله (عز وجل) وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف، وليكون تائبا فيما مضى، مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال، تعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذات، والتقريب بالعبادة إلى الله (عز وجل)، والخضوع والاستكانة والذل، شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف، دائب في ذلك دائم، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، الرغبة والرهبة إلى الله تعالى، ومنه ترك قساوة القلب وجسارة الأنفس، ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد الحقوق، حظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها، ومن في البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأرض، والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك، ليشهدوا منافعهم (90).

من استطاع: بدل من الناس بدل البعض من الكل.

إليه سبيلا: تميز من نسبة الفعل إلى المفعول بالواسطة.

وفي عيون الأخبار فيما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين: وحج البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلا، والسبيل الزاد والراحلة مع الصحة (91).

وفي كتاب الخصال: عن الأعمش، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: هذه شرائع الدين، إلى أن قال: وحج البيت واجب على من استطاع إليه سبيلا، وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه من حجة (92).

وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن خالد ابن جرير، عن أبي الربيع الشامي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى: " من استطاع إليه سبيلا " فقال: ما يقول الناس؟قال: فقيل له: الزاد والراحلة قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): قد سئل أو جعفر (عليه السلام) عن هذا فقال: هلك الناس إذا، لئن كان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت عياله ويستغني به عن الناس ينطلق إليه فيسلبهم إياه لقد هلكوا، فقيل له: فما السبيل؟قال: فقال: السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقى بعضا يقوت به عياله، أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها إلا على من يملك مائتي درهم (93) (94).

محمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأل رجل من أهل القدر فقال: يا بن رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " أليس قد جعل الله لهم الاستطاعة؟فقال: ويحك إنما يعني بالاستطاعة الزاد والراحلة، ليس استطاعة البدن، فقال الرجل: أفليس إذا كان الزاد والراحلة فهو مستطيع للحج؟فقال: ويحك ليس كما تظن قد ترى الرجل عنده المال الكثير أكثر من الزاد والراحلة فهو لا يحج حتى يأذن الله تعالى في ذلك (95).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " قال: ما السبيل؟قال: أن يكون له ما يحج به قال: قلت: من عرض عليه ما يحج به فاستحيا من ذلك، أهو ممن يستطيع إليه سبيلا؟قال: نعم ما شأنه أن يستحيي، ولو يحج على حمار أجدع أبتر، فإن كان يطيق أن يمشي بعضا ويركب بعضا، فليحج (96).

وفي رواية: أنه يخرج ويمشي إن لم يكن عنده، قيل: لا يقدر على المشي؟قال: يمشي ويركب، قيل: لا يقدر على ذلك؟قال: يخدم القوم ويخرج معهم (97).

اعلم إنه ينبغي أن يحمل اختلاف الروايات على اختلاف الناس في جهات الاستطاعة، فإن بعضهم يجب لهم الزاد والراحلة ولا يجب لهم الرجوع إلى مال لقدرتهم على تحصيل ما يموتون به بتجارة وكسب، وبعضهم يجب لهم الرجوع إلى ما يموتون به لعدم قدرتهم على التحصيل، وبعضهم عادتهم الخدمة والتعيش بأي وجه اتفق لهم مع قدرتهم على ذلك فإذا حصل لهم تلك الاستطاعة وجب الحج.

وفي كتاب التوحيد: حدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنهما) قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " قال: يكون له ما يحج به، قلت: من عرض عليه الحج فاستحيا؟قال: ممن يستطيع (98).

حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ما يعنى بذلك؟قال: من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه زاد وراحله (99).

وفي كتاب علل الشرائع: أبي (رحمه الله) حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " يعني به الحج دون العمرة؟فقال: لا، ولكنه يعني الحج والعمرة جميعا لأنهما مفروضان (100).

.

في مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): واعلم بأن الله تعالى لم يفرض الحج ولم يخصه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ولا شرع نبيه (صلى الله عليه وآله) سنته في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه إلا لاستعلائه ولإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة وفصل بيان السابقة من الدخول في الجنة أهلها ودخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها لأولي الألباب وأولي النهى (101).

ومن كفر فإن الله غنى عن العلمين: وضع " كفر " موضع " لم يحج " تأكيدا لوجوبه، تغليظا على تاركه.

وقد أكد أمر الحج في هذه الآية من وجوه.

الدلالة على وجوبه بصيغة الخبر، وإبرازه في صورة الاسمية، وإيراده على وجه يفيد أنه حق واجب الله في رقاب الناس، وتعميم الحكم أولا وتخصيصه ثانيا، فإنه كإيضاح بعد إبهام وتنبيه وتكرير للمراد.

وتسميته ترك الحج كفرا من حيث إنه فعل الكفرة.

وذكر الاستغناء فإنه في هذا الموضع يدل على المقت والخذلان، وإيراد (عن العالمين) بدل عنه لما فيه من التعميم والدلالة على الاستغناء عنه بالبرهان والاشعار بعظم السخط، وذلك لأنه تكليف شاق جامع بين كسر النفس وإتعاب البدن وصرف المال، والتجرد عن الشهوات، والاقبال على الله.

وفي من لا يحضره الفقيه: في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه) السلام): يا علي تارك الحج وهو مستطيع كافر، يقول الله (تبارك وتعالى): " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " يا علي من سوف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا (102).

وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسى بن القاسم البحلي، ومحمد بن يحيى، عن العمركي بن علي جميعا، عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (عليه السلام) قال: إن الله تعالى فرض الحج على أهل الجدة في كل عام وذلك قوله تعالى: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " قال: قلت: فمن لم يحج فقد كفر؟قال: لا، ولكن من قال: ليس هذا هكذا فقد كفر (103).

وفي تفسير العياشي: عن (أبي) (104) أسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: أرأيت قول الله " ومن كفر فان الله غني عن العالمين " قال: هو كفر النعم.

وقال: " من ترك " في خبر آخر (105).

قيل: وروي أنه لما نزل صدر الآية جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أرباب الملل فخطبهم وقال: إن الله كتب عليكم الحج فحجوا، فآمنت به ملة واحدة وكفرت خمس ملك، فنزلت " ومن كفر " (106).

وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن الصلت جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية.

قال زرارة: وأي من ذلك أفضل؟قال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن.

قلت: ثم الذي يليه في الفضل؟فقال: الصلاة، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الصلاة عمود دينكم، قال: قلت: ثم الفضل الذي يليها في الفضل؟قال: الزكاة لأنها قرنها وبدأ بالصلاة قبلها، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الزكاة تذهب الذنوب قال: قلت: والذي يليها في الفضل؟قال: الحج قال الله (عز وجل): " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين " وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لحجة مقبولة.

1- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 106 في تفسيره لقوله تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاق " الآية.

2- هذه الجملة تتمة للحديث السابق بإسقاط قوله (وعن الصادق عليه السلام) لاحظ تفسير علي ابن إبراهيم.

3- مجمع البيان: ج 2 ص 468 في بيان المعنى لقوله تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاق " الآية مع تقديم وتأخير لبعض الكلمات، فلا حظ.

4- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 107.

5- مجمع البيان: ج 2 ص 470 في بيان المعنى لقوله تعالى: " طوعا وكرها ". على إحدى القراءات والمشهور قراءتها بالياء (.. يرجعون).

6- تفسير العياشي: ج 1 ص 182 ح 78.

7- تفسير العياشي: ج 1 ص 182 ح 78.

8- النحل: 38 - 39.

9- تفسير العياشي: ج 1 ص 183 ح 80.

10- تفسير العياشي: ج 1 ص 183 ح 81.

11- تفسير العياشي: ج 1 ص 183 ح 82.

12- التوحيد: ص 46 باب التوحيد ونفي التشبيه، ح 7.

13- الكافي ج 2 ص 624 كتاب فضل القرآن، باب فضل القرآن، قطعة من ح 21.

14- (أو عليها) أي قريبا منها إن لم يقدر على إدناء الفم منها (آت) في هامش الكافي.

15- الكافي: ج 6 ص 539 كتاب الدواجن، باب نوادر في الدواب، ح 14.

16- كتاب الأمالي للطوسي: ج 1 ص 288 س 8.

.

17- من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 268، باب النوادر وهو آخر أبواب الكتاب، السطر الأخير.

18- نهج البلاغة: ص 230 الخطبة 161 ط صبحي الصالح.

19- أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 170 في تفسيره لقوله تعالى: " ومن يبتغ غير الاسلام دينا " الآية.

20- أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 170 في تفسيره لقوله تعالى: " كيف يهدي الله قوما " الآية.

21- مجمع البيان: ج 2 ص 471 في بيان شأن النزول لقوله تعالى: " كيف يهدي الله " الآيات.

22- الاحتمالات موجودة في الكشاف، لاحظ: ج 1 ص 382 في تفسيره لقوله تعالى: " إن الذين كفروا بعد إيمانهم ".

23- نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 171 في تفسيره لقوله تعالى: " إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار " الآية.

24- الكافي: ج 8 ص 183 ح 209.

25- مجمع البيان: ج 2، ص 473 في بيان المعنى لقوله تعالى: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا " الآية.

26- الكافي: ج 4 ص 61 كتاب الزكاة، باب النوادر ح 3.

27- عوالي الآلئ: ج 2 ص 74 ح 196 والحديث عن الحسن (عليه السلام).

28- البقرة: 83، والنساء: 36 والانعام: 151، والاسراء: 23.

29- قوله (فقال: الاحسان أن تحسن صحبتهما) بالتلطف وحسن العشرة والطلاقة والبشاشة والتواضع والترحم وغيرها مما يوجب سرورهما وانبساطهما. وإلحاق الأجداد والجدات بهما محتمل، وصرح به عياض من العامة، وقال بعضهم: إنهم أحفض منهما، لأنهم ليسوا بآباء وأمهات حقيقيين. وإن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه بل تبادر إلى قضاء حوائجهما قبل المسألة، لأنه تمام البر. " وإن كانا مستغنيين " قادرين على القيام بحاجاتهما. أليس يقول الله عز وجل: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " البر شامل لبر الوالدين، وبهذا الاعتبار وقع الاستشهاد به (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني: ج 9 ص 18).

30- الكافي: ج 2 ص 157 كتاب الايمان والكفر، باب البر بالوالدين، قطعة من ح 1.

31- تفسير العياشي: ج 1 ص 184 ح 85.

32- الممتحنة: 10.

33- قال في الكشاف: ج 1 ص 385 في تفسيره لقوله تعالى: " كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل " الآية، ما لفظه (والمعنى أن المطاعم كلها لم تزل حلالا لبني إسرائيل من قبل إنزال التوراة وتحريم ما حرم عليهم منها لظلمهم وبغيهم لم يحرم منها شئ قبل ذلك غير المطعوم الواحد الذي حرمه أبوهم إسرائيل على نفسه، فتبعوه على تحريمه).

34- الكافي: ج 5 ص 306 كتاب المعيشة، باب النوادر، ح 9.

35- الانعام: 146.

36- النساء: 160.

37- أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 172 في تفسيره لقوله تعالى: " من قبل أن تنزل التوراة ".

38- تفسير العياشي: ج 1، ص 185 ح 87.

39- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 107.

40- هكذا في النسخ التي بأيدينا، وفي الأصل أيضا، والظاهر (قالت) قال في تنقيح المقال: ج 1 ص 250 ما هذا لفظه (خبابة الوالبية، أم الندى عنونها الميرزا هنا، ومحلها فصل النساء إن شاء الله تعالى) وقال في ج 3 ص 74 من فصل النساء ما لفظه (حبابة بنت جعفر الأسدية الوالبية أم الندى: الضبط: حبابة بالحاء المهملة المفتوحة وبائين موحدتين بينهما ألف وبعدهما هاء، والمشهور على الألسن عموما هو تشديد الباء الأولى والظاهر أنه من الأغلاط المشهورة، إلى أن قال: والوالبية بكسر اللام والباء الموحدة مؤنث الوالبي إلى أن قال: عن صالح بن ميثم قال: دخلت أنا وعباية الأسدي على حبابة الوالبية، فقال: هذا ابن أخيك، ميثم قال: ابن أخي والله حقا ألا أحدثكم بحديث عن الحسين بن علي (عليهما السلام)؟فقلنا: بلى، قالت: دخلت عليه (عليه السلام) وسلمت فرد السلام ورحب ثم قال: ما أبطأك عن زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة؟قلت: ما أبطأني عنك إلا علة عرضت، قال: وما هي؟قالت: فكشفت خماري عن برص قالت: فوضع يده على البرص ودعى، فلم يزل يدعو حتى رفع يده وقد كشف الله ذلك البرص، ثم قال: يا حبابة إنه ليس أحد على ملة إبراهيم إلخ).

41- تفسير العياشي: ج 1 ص 185 ح 88.

42- قال في لسان العرب: ج 6 ص 27 في لغة (بسس)، وفي حديث مجاهد: من أسماء مكة الباسة، سميت بها لأنها تحطم من أخطأ فيها. والبس: الحطم، ويروى بالنون من النس الطرد، وفي هامش بعض النسخ الموجودة (البس بالموحدة الختم، وبالنون الطرد، ويروى بهما، منه).

43- الرحم بالضم الرحمة وربما يحرك، منه) كذا في الهامش. وفي هامش الخصال نقلا عن القاموس (أم رحم وأم الرحم) بضم الراء وسكون الحاء المهملة، مكة، والمرحومة: المدينة شرفهما الله تعالى.

44- الخصال: ص 287 باب الخمسة أسماء مكة خمسة، ح 22.

45- تفسير العياشي: ج 1 ص 187 ح 94 وتمام الحديث وذلك قوله " ومن دخله كان آمنا ".

46- علل الشرائع: ج 2 ص 84، باب 137 العلة التي من أجلها سميت مكة بكة، ح 5.

47- علل الشرائع: ج 2 ص 397 باب 137 العلة التي من أجلها سميت مكة بكة، ج 2.

48- علل الشرائع: ج 2 ص 397، باب 137 العلة التي من أجلها سميت مكة بكة، ح 4.

49- علل الشرائع: ج 2 ص 398، باب 137 العلة التي من اجلها سميت مكة بكة، ح 5.

50- الكافي: ج 4 ص 149، كتاب الصيام، باب صيام الترغيب، قطعة من ح 2.

51- في النسخة - أ - (الأرض)، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، وهو الصحيح.

52- الكافي: ج 4 ص 189، كتاب الصيام، باب إن أول ما خلق الله من الأرضين موضع البيت وكيف كان أول ما خلق، ح 7.

53- الكافي: ج 4، ص 190 كتاب الصيام، باب أن أول ما خلق الله من الأرضين موضع البيت.. ذيل ح 7.

54- لم أعثر على ترجمته إلا ما في فهرس تنقيح المقال: ج 1 ص 7 أبواب الهمزة، باب الأسماء المتفرقة من قوله: الأبرش الكلبي عامي استبصر، حسن. نعم في أسد الغابة: ج 4 ص 93 قال: عمرو بن جبلة بن وائل بن قيس، ذكره ابن الكلبي وأبو عبيد في من وفد على النبي (صلى الله عليه وآله) قال أبو عبيد: من ولده سعيد الأبرش الكلبي صاحب هشام بن عبد الملك واسمه سعيد بن الوليد. وفي تاج العروس: ج 4 ص 281 فصل الباء من باب الشين قال: والأبرش لقب سعيد بن الوليد الكلبي صاحب هشام، وهو من ولد عمرو بن جبلة الذي وفد على النبي (صلى الله عليه وآله). وفي الإصابة: ج 2 ص 528 حرف العين تحت رقم 5791 قال: عمرو بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر الكلبي القضاعي إلى أن قال: وهو جد سعيد بن الأبرش بن الوليد بن عمرو حاجب هشام بن عبد الملك. ولما كان صدر الحديث هكذا (عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله قال: خرج هشام بن عبد الملك. حاجا ومعه الأبرش الكلبي فلقيا أبا عبد الله في المسجد الحرام، فقال هشام للأبرش: تعرف هذا؟قال: لا، قال: هذا الذي تزعم الشيعة أنه نبي من كثرة علمه، فقال الأبرش: لا سألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي، فقال هشام: وددت أنك فعلت ذلك، فلقى الأبرش أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله أخبرني عن قوله الله " أو لم ير الذين كفروا إن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " فيما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟فقال أبو عبد الله: يا أبرش إلخ). ظهر مما قدمناه ترجمة الرجل وعلة استبصاره كما أشار إليه العلامة المامقاني في فهرسه بقوله: (استبصر).

55- هود: 7.

56- تفسير علي بن إبراهيم: ج 2 ص 69 في تفسيره لقوله تعالى " أو لم ير الذين كفروا " الآية.

57- تفسير العياشي: ج 1 ص 185، ح 89.

58- تفسير العياشي: ج 1 ص 187، ح 93.

59- تفسير العياشي: ج 1 ص 187، ح 94.

60- عيون الأخبار: ج 2 ص 90 باب 33 في ذكر ما كتب به الرضا (ع) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل، ح 1.

61- من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 158 باب ابتداء الكعبة وفضلها وفضل الحرم، ح 15.

62- في النسخة - أ - (ستة)، والصحيح ما أثبتناه.

63- الكافي: ج 4 ص 223 كتاب الحج، باب في قوله تعالى: " فيه آيات بينات " ح 1.

64- لاحظ الكافي: ج 4 ص 185 كتاب الحج، باب بدء الحجر والعلة في استلامه، ح 3 والفقيه: ج 2 ص 124 باب علل الحج ح 3.

65- البحار: الطبعة الحديثة ج 46 ص 111 باب ما جرى بينه (عليه السلام) وبين محمد بن الحنفية وسائر أقر بائه وعشائره ح 2 وباب معجزاته ومعالي أموره وغرائب شأنه (صلوات الله عليه وآله) ص 29 ح 20.

66- الوافي: ج 2 ص 12 كتاب الحج، باب 4 قصة هدم الكعبة وبنائها ووضع الحجر والمقام، ولاحظ البحار: الطبعة الحديثة في البنان ج 96 ص 226 كتاب الحج والعمرة باب فضل الحجر وعلة استلامه واستلام سائر الأركان ح 26 وفيه قصة أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في رد القرامطة الحجر الأسود ووضع الحجة (عليه السلام) الحجر في موضعه.

67- الكشاف: ج 1 ص 389 في تفسيره لقوله تعالى: " فيه آيات بينات مقام إبراهيم ".

68- الكشاف: ج 1 ص 389 في تفسيره لقوله تعالى: " فيه آيات بينات مقام إبراهيم ".

69- الكافي: ج 4 ص 223 كتاب الحج باب في قوله تعالى: " فيه آيات بينات " قطعة من ح 2.

70- في حديث البيت الحرام: (إني أخذت مقداره بنسع) النسع بالكسر سير ينسج عريضا يشد به الرحال، القطعة منه نسعة، ويسمى نسعا لطوله، وجمعه نسع بالضم وأنساع. (مجمع البحرين لغة نسع).

71- الكافي: ج 4 ص 223 كتاب الحج باب في قوله تعالى: " فيه آيات بينات " قطعة من ح 2.

.

72- سبأ: 18.

73- علل الشرائع: ج 1 ص 83 باب 81 علة المرارة في الاذنين والعذوبة في الشفتين والملوحة في العينين والبرودة في الانف ح 5 والحديث طويل جدا وفيه من الحكم والآثار والاحكام والمسائل ما لا يخفى، وفيه (أبو زهير) مصغرا بدل (أبو زهرة). ورواه في البحار (الطبعة الحديثة ج 10 ص 212 باب 13 احتجاجات الصادق صلوات الله عليه على الزنادقة والمخالفين ومناظراته معهم) ح 13 نقلا عن أمالي الطوسي، والحليلة لأبي نعيم وصاحب الروضة، وقال: الرواية يزيد بعضها على بعض، عن محمد الصيرفي وعن عبد الرحمن بن سالم، فلا حظ.

74- تفسير العياشي: ج 1 ص 188 ح 100 وفيه تقطيع.

75- تفسير العياشي: ج 1 ص 189 ح 104.

76- تفسير العياشي: ج 1 ص 190 ح 107.

77- الأمالي للصدوق (عليه الرحمة): المجلس التاسع والثلاثون، ص 184 ح 10.

78- الكافي: ج 4 ص 545، كتاب الحج، باب النوادر، ح 25.

79- مجمع البيان: ج 2 ص 478 في تفسيره لقوله تعالى: " ومن دخله كان آمنا ".

80- الكافي: ج 4 ص 528، كتاب الحج، باب دخول الكعبة قطعة من ح 3.

81- الكافي: ج 4 ص 226 كتاب الحج باب في قوله تعالى " ومن دخله كان آمنا " ح 1.

82- ما بين المعقوفتين ليس في النسخة - أ - وأثبتناه من المصدر لاقتضاء السياق.

83- الكافي: ج 4 ص 226، كتاب الحج باب في قوله تعالى " ومن دخله كان آمنا " ح 2.

84- الكافي: ج 4 ص 227 كتاب الحج باب في قوله تعالى: " ومن دخله كان آمنا " ذيل ح 2.

85- علل الشرائع: ج 2 ص 136 باب 206 العلة التي من أجلها لا يؤخذ الطير الأهلي إذا دخل الحرم ح 1.

86- من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 170 باب تحريم صيد الحرم وحكمه ح 19.

87- الكافي: ج 4 ص 241 كتاب الحج باب فيمن رأى غريمه في الحرم ح 1.

88- الكافي: ج 4 ص 258 كتاب الحج باب فضل الحج والعمرة وثوابهما ح 26، وفي النسخة - أ دخل في الحرم.. بدل دفن في الحرم والصحيح ما أثبتناه من المصدر.

89- من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 147 باب فضائل الحج قطعة من ح 100.

90- الكافي: ج 4 ص 264 كتاب الحج باب فرض الحج والعمرة ح 1.

91- كذا في النسخة - أ -، والظاهر أن (ما) هنا زائدة.

92- عيون الأخبار: ج 2 ص 88 باب 33 في ذكر ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل قطعة من ح 1.

93- عيون الأخبار: ج 2 ص 124 باب 35 ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين، قطعة من ح 1 س 6.

94- الخصال: ج 2 ص 606، أبواب المائة فما فوقه (خصال من شرائع الدين) ح 9 ص 12.

95- الكافي: ج 4 س 267 كتاب الحج باب استطاعة الحج ح 3.

96- معنى الحديث: لئن كان من كان له قدر ما يقوت عياله فحسب وجب عليه أن ينفق ذلك في الزاد والراحلة، ثم ينطلق إلى الناس فيسائلهم قوت عياله لهلك الناس إذا. وفي بعض النسخ من الكتب الأربعة: ينطلق إليه، أي إلى الحج، فيسلبهم إياه، يعني يسلب عياله ما يقوتونه، لقد هلكوا، يعني عياله، وهو أصوب وأصح وأضح (وفي باب استطاعة الحج ص 49).

97- الكافي: ج 4 ص 268، كتاب الحج، باب استطاعة الحج ح 5.

98- الكافي: ج 4، ص 266، كتاب الحج، باب استطاعة الحج ح 1.

99- تفسير العياشي: ج 1 ص 193 ص 116 بتفاوت يسير في بعض الألفاظ.

100- التوحيد: ص 349 ح 10.

101- التوحيد: ص 350 ح 14.

102- علل الشرائع: ص 453 باب 210، نوادر علل الحج ح 2.

103- مصباح الشريعة: ص 49 الباب الواحد والعشرون في الحج ذيل الحديث.

104- من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 266 باب النوادر، وهو آخر أبواب الكتاب، قطعة من ح 1.

105- الكافي: ج 4 ص 265، كتاب الحج، باب فرض الحج والعمرة، ح 5.

106- في النسخة - أ (ابن) والصحيح ما أثبتناه من المصدر وكتب الرجال.