الآية 28 - 37

﴿لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذر كم الله نفسه وإلى الله المصير (28)﴾

وقرأ أبو عمرو وابن عامر وأبو بكر (الميت) بالتخفيف (1).

وترزق من تشاء بغير حساب: في مهج الدعوات عن أسماء بنت زيد قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب " قل اللهم مالك الملك " إلى " بغير حساب " (2).

وقد مر في أول الفاتحة ما يدل على فضال هذه الآية أيضا.

لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء: نهي عن موالاتهم والاستعانة بهم.

من دون المؤمنين: في موضع الصفة ل? " أولياء " أو الحال إن جوزت عن النكرة، والمعنى: أنهم لا يتخذوهم أولياء بدل المؤمنين، فيكون إشارة إلى أن المؤمنين أحقاء بالموالاة، وفي موالاتهم مندوحة عن موالاة الكفرة، فإن الله ولي الذين آمنوا.

ومن يفعل ذلك: أي اتخاذ الكافرين أولياء.

فليس من الله في شئ: من الولاية، لأنه ترك موالاة المؤمنين الذين وليهم الله، ووالى عدو الله.

إلا أن تتقوا منهم تقاة: أي لا يجوز موالاتهم في شئ من الأحوال إلا في حالة أن تتقوا منهم، أي تخافوا من جهتهم.

و " تقاة " مصدر، اما بمعنى ما يجب اتقاءة فيكون مفعولا به، أو بمعناه فيكون مفعولا مطلقا، والفعل معدى ب? (من) لأنه في معنى تحذروا وتخافوا.

وقرأ يعقوب: (تقية) (3).

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل يقول فيه لبعض اليونانيين: وأمرك أن تستعمل التقية في دينك، فإن الله يقول: " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة " وإياك ثم إياك أن تتعرض للهلاك وأن تترك التقية التي أمرتك بها فإنك شائط بدمك ودماء إخوانك معرض لنعمك ولنعمهم للزوال مذلهم في أيدي أعداء الله وقد امرك بإعزازهم (4).

وفي تفسير العياشي: عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه عليه السلام قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له، ويقول: فإن الله يقول: " إلا أن تتقوا منهم تقاة " (5).

وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن إسماعيل الجعفي، ومعمر بن يحيى بن بسام، ومحمد بن مسلم وزرارة قالوا: سمعنا أبا جعفر (عليه السلام) يقول: التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له (6).

علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التقية ترس الله بينه وبين خلقه (7).

ويحذركم الله نفسه: في موالاة الكفار من غير ضرورة، وترك التقية في

﴿قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات و ما في الأرض والله على كل شئ قدير (29) يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد (30)﴾

حال الضرورة.

وذكر النفس ليعلم أن المحذور منه عقاب يصدر منه وهو تهديد عظيم مشعر بتناهي المنهي عنه في القبح.

وإلى الله المصير: تأكيد للتهديد.

وإتيان الظاهر موضع الضمير، للمبالغة.

قل إن تخفوا ما في صدور كم أو تبدوه يعلمه الله: يعلم السر منكم والعن.

ويعلم ما في السماوات وما في الأرض: فيعلم ما تضمرونه وما تخفونه.

والله على كل شئ قدير: فيقدر على تعذيبكم وخزيكم إن لم تنتهوا عن ما نهيتم عنه.

يوم: منصوب ب? " تود " أو أذكر، مضاف إلى.

تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا: أي تجد صحائف أعمالها، أو جزاء أعمالها، من الخير حاضرا.

وما عملت من سوء: أي محضرا.

تود: حال على تقدير تعلق " يوم " باذكر، من الضمير في عملت أو خبر ل? " ما علمت من سوء "، و " تجد " مقصور على " ما عملت من خير ".

ولا تكون " ما " شرطية لارتفاع " تود ".

وقرئ: " ودت " وعلى هذا يحتمل أن تكون " ما " شرطية.

لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا: بتأويل المصدر، مفعول " تود " أي تود كون ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم (31)﴾

الأمد البعيد بينها وبين عملها.

ويحذركم الله نفسه: التكرير للتأكيد.

والله رؤوف بالعباد: إشارة إلى أن النهي للرأفة، رعاية لمصالحهم، وأنه لذو مغفرة وذو عقاب فيجب أن ترجى رحمته ويخش عقابه.

قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني: المحبة ميل النفس إلى الشئ لكمال أدرك فيه بحيث يحملها على ما يقربها إليه.

ومحبة العباد مجاز عن إرادة نفوسهم اختصاصه بالعبادة دون غيره، ورغبتهم فيها، وهي مستلزمة لاتباع الرسول في جميع ما جاء به، ومن جملته بل العمدة فيه اتباع الأئمة (عليهم السلام).

يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم: جواب للامر، أي يرضى عنكم ويتجاوز عن ذنوبكم، عبر عن ذلك بالمحبة على طريق الاستعارة، أو المقابلة.

وفي روضة الكافي: بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل يقول: فيه: ومن سره أن يعلم أن الله يحبه، فليعمل بطاعة الله وليتبعنا، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله): " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " والله لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا، ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله، ولا والله ولا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا، ولا والله لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله، ومن كان عاصيا لله أخزاه، وأكبه على وجهه في النار والحمد لله رب العالمين (8).

وفيها خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) وهي خطبة الوسيلة، يقول فيها (عليه السلام) بعد أن ذكر النبي (صلى الله عليه وآله): فقال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه والترغيب في تصديقه والقبول لدعوته: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " فاتباعه (صلى الله عليه وآله) محبة الله، ورضاه غفران الذنوب وكمال الفوز ووجوب الجنة (9).

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة، إلا لاحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن، ثم تلا: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " ثم قال: يا حفص الحب أفضل من الخوف، ثم قال: والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا.

ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى (10).

وفي كتاب الخصال: عن سعيد بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): هل الدين إلا الحب؟إن الله تعالى يقول: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " (11).

وعن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): إن الناس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدون فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة، ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام وهو الامن لقوله تعالى: " وهم من فزع يومئذ آمنون " (12) ولقوله تعالى: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فمن أحب الله أحبه الله ومن أحبه الله كان من الآمنين (13).

وفي تفسير العياشي: عن زياد، عن أبي عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت: بأبي أنت وأمي ربما خلا بي الشيطان فخشيت نفسي، ثم ذكرت حبي إياكم وانقطاعي إليكم فطابت نفسي، فقال: يا زياد ويحك وما الدين إلا الحب ألا ترى إلى قول الله تعالى: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " (14).

وعن بشير الدهقان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قد عرفتم في منكرين كثير وأحببتم في مبغضين كثير وقد يكون حبا لله في الله ورسوله، وحبا في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله، وما كان في الدنيا فليس شئ، ثم نفض يده، ثم قال: إن هذه المرجئة (15) وهذه القدرية (16) وهذه الخوارج (17) ليس منهم أحد إلا يرى أنه على الحق، وأنكم إنما أحببتمونا في الله، ثم تلا: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (18) " وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (19) " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " (20) " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " (21).

وعن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين إلا الحب؟إن الله يقول: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " وقال: " يحبون من هاجر إليهم " (22) وهل الدين إلا الحب (23).

وعن ربعي بن عبد الله قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام) جعلت فداك، انا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم، فينفعنا ذلك؟فقال: اي والله، وهل الدين إلا الحب، قال الله تعالى: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " (24).

والله غفور رحيم: لمن تحبب إليه بطاعته واتباع رسوله (صلى الله عليه وآله).

قال البيضاوي: روي أنها نزلت لما قالت اليهود: نحن أبناء الله وأحباؤه، وقيل: نزلت في وفد نجران لما قالوا: إنا نعبد المسيح حبا لله، وقيل: في أقوام زعموا على عهده (عليه السلام) أنهم يحبون الله، فأمروا أن يجعلوا لقولهم تصديقا من العمل (25).

ولنعم ما قال صاحب الكشاف هنا: وإذ رأيت من يذكر محبة الله ويصفق بيديه مع ذكرها ويطرب وينعر (26) ويصعق، فلا تشك في أنه لا يعرف ما الله، ولا يدري ما محبة الله، وما تصفيقه وطربه ونعرته وصعقته (27) إلا أنه تصور في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة، فسماها الله بجهله ودعارته، ثم صفق وطرب ونعر ﴿قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين (32) * إن الله اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (33)﴾

وصعق على تصورها، وربما رأيت المني قد ملا ازار ذلك المحب عند صعقته، وحمقى العامة على حواليه قد ملؤا أدرانهم (28) بالدموع رققهم من حاله قال: أحب ابا ثروان من حب تمرة * واعلم أن الرفق بالجار ارفق ووالله لولا تمره ما حببته * ولا كان أدنى من عبيد ومشرق (29) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا: يحتمل المضي والمضارعة، بمعنى فإن تتولوا.

فإن الله لا يحب الكافرين: لا يرضى عنهم ولا يغفر لهم.

ووضع المظهر موضع المضمر، لقصد العموم، والدلالة على أن التولي كفر، وأنه ينفي محبة الله، ومحبته مخصوصة بالمؤمنين.

وفي الآية، مع ما ذكر من الاخبار في بيانها، دلالة صريحة على كفر من تولى عن الولاية، فتبصر.

إن الله اصطفى: لما أوجب طاعة الرسول وأولاده الأوصياء، وبين أنها الجالبة لمحبة، عقب ذلك ببيان مناقب الرسل وآلهم الذين أوصياء الرسول منهم تحريضا عليها.

آدم ونوحا وآل إبراهيم: وآله: إسماعيل وإسحاق وأولادهما، ودخل فيهم الرسول (صلى الله عليه وآله) وأولاده الأوصياء (عليهم السلام).

في مجمع البيان: إن آل إبراهيم هم آل محمد الذين هم أهله، ويحب أن يكون الذين اصطفاهم الله مطهرين معصومين منزهين عن القبائح، لأنه سبحانه لا يختار ولا يصطفي إلا من كان كذلك، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة، ثم قال: وهو المروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) (30).

وفي تفسير العياشي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض " قال: نحن منهم ونحن بقية تلك العترة (31).

وفي شرح الآيات الباهرة: روى الشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) عن روح ابن رواح، عن رجاله، عن إبراهيم النخعي، عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت: يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟فقال: سأخبركم، إن الله اصطفى لكم الدين وارتضاه وأتم عليكم نعمته، وكنتم أحق بها وأهلها، وأن الله أوحى إلى نبيه أن يوصي إلي فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي احفظ وصيتي وارفع ذمامي وأوف بعهدي وأنجز عداتي واقض ديني وقومها وأحيي سنتي وادع إلى ملتي، لان الله تعالى اصطفاني واختارني، فذكرت دعوة أخي موسى (عليه السلام) فقلت: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسى، فأوحى الله عز وجل إلي أن عليا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك، ثم يا علي أنت من أئمة الهدى وأولادك منك، فأنتم قادة الهدى والتقى والشجرة التي أنا أصلها وأنتم فرعها، فمن تمسك بها فقد نجا ومن تخلف عنها فقد هلك وهوى، وأنتم الذين أوجب الله تعالى مودتكم وولايتكم والذين ذكرهم الله في كتابه ووصفهم لعباده، فقال عز وجل من قائل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران، وأنتم الأسرة من إسماعيل والعترة الهادية من محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) (32).

وفي عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة في حديث طويل، وفيه: فقال المأمون: هل فضل الله العترة على سائر الناس؟فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن الله تعالى أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه، فقال المأمون: أين ذلك من كتاب الله؟فقال الرضا (عليه السلام): في قوله تعالى: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (33).

وآل عمران: آله: موسى وهارون ابنا عمران بن يصهر، وقيل: عيسى ومريم بنت عمران بن ثاثان، وبين العمرانين ألف وثمانمائة سنة (34).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال العالم (عليه السلام): نزل (آل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين) فأسقطوا آل محمد من الكتاب (35) (36).

وفي مجمع البيان: وفي قراءة أهل البيت (عليهم السلام): وآل محمد على العالمين (37).

وفي تفسير العياشي عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا " فقال: هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين، فوضعوا اسما مكان اسم (38) (39).

على العلمين: قيل: فيه دلالة ظاهرة على تفضيلهم على الملائكة، وقد مر ما فيه في سورة البقرة.

وفي كتاب الخصال: عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة، إلى أن قال: واختار من البيوت أربعة فقال تعالى: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (40).

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال في وصية له: يا علي، إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، صم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدي، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.

(41).

وفي عيون الأخبار: في باب مجلس الرضا (عليه السلام) عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به علي بن محمد بن الجهم في عصمة الأنبياء (صلوات الله عليهم) حديث طويل يقول فيه الرضا (عليه السلام): أما قوله عز وجل في آدم: " وعصى آدم ربه فغوى " فان الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضة وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم (عليه السلام) في الجنة لا في الأرض، وعصمته يجب أن تكون في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل، فلما اهبط إلى ﴿ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (34) إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل منى إنك أنت السميع العليم (35)﴾

الأرض وجعل حجة وخليفة عصم لقوله عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (42).

وفيه في باب مجلس آخر للرضا (عليه السلام) عند المأمون في عصمة الأنبياء (عليهم السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله تعالى: " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " وقال عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (43) ذرية بعضها من بعض: حال، أو بدل من الآلين، أو منهما ومن نوح.

أي أنهم ذرية واحدة منشعبة بعضها من بعض، أو بعضها من بعض في الدين.

والذرية: الولد، فعلية من الذرء، أو فعولة من الذرء، أبدلت همزتها ياء ثم قلبت الواو ياء وأدغمت.

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن الفضل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) في حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): فلما قضى محمد (صلى الله عليه وآله) نبوته واستكملت أيامه، أوحى الله عز وجل إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإني لم أقطع العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم.

وذلك قوله عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " (44).

وفي روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد ابن الفضل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله (45).

وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم في حديث بريه (46) أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فحكى له هشام الحكاية (47)، فلما فرغ قال أبو الحسن لبريه: يا برية كيف علمك بكتابك؟قال: أنا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟قال: ما أوثقني بعلمي فيه، قال: فابتدأ أبو الحسن (عليه السلام) يقرأ الإنجيل، فقال برية: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة، أو مثلك، قال: فقال: فآمن بريه وحسن إيمانه، وآمنت المرأة التي كانت معه.

فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبد الله (عليه السلام) فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى (عليه السلام) وبين بريه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " فقال بريه: أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها ونقولها كما قالوا: إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ، فيقول: لا أدري (48).

وفي تفسير العياشي: عن أحمد بن محمد، عن الرضا، عن أبي جعفر (عليه السلام): من زعم أنه قد فرغ من الامر فقد كذب، لان المشيئة لله في خلقه يريد ما يشاء ويفعل ما يريد قال الله عز وجل: " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " آخرها من أولها وأولها من آخرها، فإذا أخبرتم بشئ منها بعينه أنه كائن وكان في غيره منه، فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه (49).

أبو عمر والزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له : ما الحجة في كتاب الله إن آل محمد هم أهل بيته؟قال: قول الله تبارك وتعالى: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد هكذا نزلت على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

ولا يكون الذرية من القوم إلا نسلهم من أصلا بهم، وقال: اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور (50) وآل عمران وآل محمد (51).

وفي كتاب المناقب لا بن شهرآشوب: أن عليا (عليه السلام) قال لابنه الحسن (عليه السلام): أجمع الناس، فاجتمعوا، فأقبل فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه وتشهد، ثم قال: أيها الناس إن الله اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه، وأنزل علينا كتابه ووحيه، وأيم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة " ولتعلمن نبأه بعد حين " (52)، ثم نزل وجمع بالناس وبلغ أباه فقبل بين عينيه، ثم قال: بأبي وأمي " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " (53).

ومما جاء في معنى الاصطفاء ما رواه في شرح الآيات الباهرة عن الشيخ الطوسي " رحمه الله " قال: روى أبو جعفر القلانسي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن يونس بن حباب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران استبشروا وإذا ذكروا آل محمد اشمأزت قلوبهم، والذي نفس محمد بيده لو أن أحدهم وافى بعمل سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل الله منه حتى يوافي بولايتي وولاية علي بن أبي طالب (عليهما السلام) (54).

وفي روضة الكافي: علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " توقد من شجرة مباركة " فأصل الشجرة المباركة إبراهيم (عليه السلام) وهو قول الله عز وجل: " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " وهو قول الله عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " (55) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي أمالي الصدوق (رحمه الله) بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال محمد بن أشعث بن قيس الكندي للحسين (عليه السلام): يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليس لغيرك؟فتلا الحسين (عليه السلام) هذه الآية: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض " الآية ثم قال: والله إن محمدا لمن آل إبراهيم، والعترة الهادية لمن آل محمد (56).

والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

والله سميع عليم: بأقوال الناس وأعمالهم، فيصطفي من له المصلحة في اصطفائه.

قيل: أو " سميع بقول امرأة عمران " عليم " بنيتها.

إذا قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني: فينتصب به " إذ " أو بإضمار أذكر.

وهذه حنة بنت فاقوذا جدة عيسى.

وأما ما روي في أصول الكافي: عن أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا، عن محمد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) أنه قال لرجل نصراني: أما أم مريم فاسمها مرثا، وهي وهيبة بالعربية (57).

فمحمول على تعدد الاسم، وسيأتي في الخبر: أن اسمها حنة.

وقيل: كانت لعمران بن يصهر بنت اسمها مريم، أكبر من هارون وموسى وهو المراد، وزوجته.

ويرده كفالة زكريا، فإنه كان معاصرا لا بن ما ثان، وتزوج ابنته ايشاع، وكان يحيى وعيسى ابني خالة من الأب (58).

محررا: معتقا لخدمته لا أشغله بشئ، أو مخلصا للعبادة.

ونصبه على الحال.

نقل أنها كانت عاقرا عجوزا فبينا هي في ظل شجرة إذ رأت طائرا يطعم فرخه، فحنت إلى الولد وتمنته، فقالت: اللهم إن لك علي نذرا إن رزقتني ولدا أن أتصدق به على بيت المقدس، فيكون من خدمه، فحملت بمريم وهلك عمران.

وكان هذا النذر مشروعا عندهم في الغلمان، فلعلها بنت الامر على التقدير، أو طلب ذكرا (59).

﴿فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثا والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (36)﴾

فتقبل منى: ما نذرته.

إنك أنت السميع: لقولي.

العليم: بنيتي.

فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى: الضمير لما في بطنها، وأنثه لأنه كان مؤنثا، أو لان أنثى حال عنه، والحال وصاحبها واحد بالذات، أو على تأويل مؤنث كالنفس، ولفظه خبر، ومعناه تحسر.

والله أعلم بما وضعت: استئناف من الله تعظيما لموضوعها.

وقرأ عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب (وضعت) على أنه من كلامها تسلية لنفسها، أي ولعل لله فيه سرا، أو الأنثى كانت خيرا.

وقرئ (وضعت) على خطاب الله تعالى لها.

وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، : عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله أوحى إلى عمران: أني واهب لك ذكرا سويا مباركا، يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل، فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم، فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلاما " فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى " ولا تكون البنت رسولا، يقول الله (عز وجل): " والله أعلم بما وضعت " فلما وهب الله تعالى مريم عيسى، كان هو الذي يشربه عمران ووعده إياه، فإذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده أو ولده، فلا تنكروا ذلك (60).

وليس الذكر كالأنثى: واللام فيهما للعهد، أي ليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت، فيكون بيانا لقوله " والله أعلم بما وضعت " أو للجنس بمعنى وليس الذكر والأنثى سواء فيما نذرت، فيكون من قولها.

وفي تفسير العياشي: عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى: " إني نذرت لك ما في بطني محررا " المحرر يكون في الكنيسة لا يخرج منها، فلما وضعتها أنثى " قالت رب إني وضعتها أنثى " " وليس الذكر كالأنثى " والأنثى تحيض فتخرج من المسجد، والمحرر لا يخرج من المسجد (61).

وإني سميتها مريم: عطف على ما سبق من قولها، وما بينهما اعتراض، وإنما ذكرت ذلك لربها تقربا إليه وطلبا لان يعضبها ويصلحها حتى يكون فعلها مطابقا لا سمها، فإن مريم في لغتهم: العابدة.

وإني أعيذها بك: أجيرها بحفظك.

وذريتها من الشيطان الرجيم: المطرود، من الرجم بمعنى الطرد بالحجارة.

وفي تفسير العياشي: عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لقي إبليس عيسى بن مريم فقال، هلى نالني من حبائلك شئ؟قال: جدتك التي قالت: " رب إني وضعتها أنثى " إلى " الشيطان الرجيم " (62).

وفي أمالي الشيخ: بإسناده إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في حديث طويل يذكر فيه تزويج فاطمة الزهراء (عليها السلام) وما أكرمه به النبي (صلى الله عليه وآله) وفيه يقول (عليه السلام): ثم أتاني فأخذ بيدي فقال: قم بسم الله، وقل: على بركة الله وما شاء الله لا قوة إلا بالله توكلت على الله، ثم جاء بي ﴿فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (37)﴾

حتى أقعدني عندها (عليها السلام) ثم قال: اللهم أنهما أحب خلقك إلي فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا أني أعيذ هما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم (63).

فتقبلها ربها: فرضي بها في النذر مكان الذكر.

بقبول حسن: بوجه يقبل به النذائر، وهو إقامتها مقام الذكر، وتقبلها عقيب ولادتها قبل أن تكبر وتصلح للسدانة.

قال البيضاوي: روي أن حنة لما ولدتها لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار وقالت: دونكم هذه النذيرة، فتنافسوا فيها، لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم، فإن بني ما ثان كانت رؤوس بني إسرائيل وملوكهم، فقال زكريا: أنا أحق بها، لان عندي خالتها، فأبوا إلا القرعة، وكانوا سبعة وعشرين، فانطلقوا إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم، فطفا قلم زكريا ورسبت أقلامهم فتكفلها زكريا (64).

ويجوز أن يكون مصدرا على تقدير مضاف، أي بذي قبول حسن، وأن يكون " تقبل " بمعنى استقبل، كتقصي وتعجل، أي فأخذها في أول أمرها حين ولدت بقبول حسن.

وأنبتها نباتا حسنا: مجاز عن تربيتها بما يصلحها في جميع أحوالها.

وكفلها زكريا: شدد الفاء حمزة والكسائي وعاصم، وقصروا زكريا غير عاصم في رواية ابن عياش على أن الفاعل هو الله وزكريا مفعول، وخفف الباقون ومدوا زكريا مرفوعا.

كلما دخل عليها زكريا المحراب: أي الغرفة التي بني لها، أو المسجد، أو أشرف مواضعه ومقدمه سمي به، لأنه محل محاربة الشيطان.

وجد عندها رزقا: جواب " كلما " وناصبه.

وفي تفسير العياشي: وفي رواية حريز عن أحدهما (عليهما السلام) قال: نذرت ما في بطنها للكنيسة، أن تخدم العباد، وليس الذكر كالأنثى في الخدمة، قال: فشبت، وكانت تخدمهم وتناولهم حتى بلغت، فأمر زكريا أن يتخذ لها حجابا دون العباد، وكان يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء فهنالك دعا وسأل ربه أن يهب له ذكرا فوهب له يحيى (65).

قال يا مريم أنى لك هذا: من أين لك هذا الرزق الآتي في غير أوانه، والأبواب مغلقة عليك؟قالت هو من عند الله: فلا تستبعد.

إن الله يرزق من يشاء بغير حساب: بغير تقدير لكثيرته، أو بغير استحقاق تفضلا به، وهو يحتمل أن يكون من كلامها، وأن يكون من كلام الله.

وفي تفسير العياشي: عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا، قال: المحرر للمسجد إذا وضعته وادخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا، فلما ولدت مريم " قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " فساهموا عليها (فساهم عليها النبيون خ ل)، فأصاب القرعة زكريا، وهو زوج أختها، وكفلها، وأدخلها المسجد، فلما بلغت ما يبلغ النساء من الطمث، وكانت أجمل النساء، فكانت تصلي فيضي، المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا، فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، فقال: " أني لك هذا قالت هو من عند الله هنالك دعا زكريا ربه " قال: " وإني خفت الموالي من ورائي " (66) إلى ما ذكر الله من قصة يحيى وزكريا (67).

وفيه أيضا عن سيف، عن نجم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن فاطمة (عليها السلام) ضمنت لعلي (عليه السلام) عمل البيت والعجن (68) والخبز وقم البيت (69)، وضمن لها علي (عليه السلام) ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجئ بالطعام، فقال لها يوما: يا فاطمة هل عندك شئ؟قالت: لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام إلا شئ نقربك به (70)، قال: أفلا أخبرتني؟قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهاني أن أسألك شيئا، فقال: لا تسألي ابن عمك شيئا، إن جائك بشئ عفوي وإلا فلا تسأليه قال: فخرج (عليه السلام) فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا، ثم أقبل به وقد أمسى فلقي مقداد بن الأسود فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة؟قال: الجوع والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حي؟قال: ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حي، قال: فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا، وسنؤثرك (71) به، فدفعه إليه، فأقبل فوجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالسا، وفاطمة تصلي وبينهما شئ مغطى، فلما فرغت اختبرت (72) ذلك الشئ، فإذا جفنة من خبز ولحم، قال: يا فاطمة أنى لك هذا؟قالت: " هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أحدثك بمثلك، ومثلها؟قال: بلى، قال: مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب، فوجد عندها رزقا، قال: يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فأكلوا منها شهرا، وهي الجفنة التي يأكل منها القائم (عليه السلام)، وهي عندنا (73).

وفي شرح الآيات الباهرة نقل الشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) في كتاب مصباح الأنوار يحذف الاسناد قال: روي عن أبي سعيد الخدري قال: أصبح علي (عليه السلام) ذات يوم فقال لفاطمة (عليهما السلام): هل عندك شئ نغتذيه؟فقالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح الغداة عندي إلا شئ أوثرك به على نفسي وعلى ابني الحسن والحسين، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا فاطمة ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا، فقالت: يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي أن تكلف نفسك ما لا تقدر عليه، فخرج علي (عليه السلام) من عندها واثقا بالله وبحسن الظن به فاستقرض دينارا فأخذه ليشتري به ما يصلحهم فعرض له المقداد بن الأسود (رضوان الله عليه)، وكان يوما شديد الحر وقد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته، فلما رآه أمير المؤمنين (عليه السلام) أنكر شأنه فقال له: يا مقداد ما أزعجك الساعة من رحلك؟فقال: يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي، فقال: يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك، فقال: يا أبا الحسن رغبة إلى الله وإليك أن نخلي سبيلي، ولا تكشفني عن حالتي، فقال: يا أخي لا يسعك أن تكتمني حالك، فقال: يا أبا الحسن أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمد بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد وقد تركت عيالي جياعا، فلما سمعت بكاهم لم تحملني الأرض خرجت مهموما راكبا رأسي، هذه حالتي وقصتي، قال: فانهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دموعه كريمته، فقال: احلف بالذي حلفت به أن ما أزعجني إلا الذي أزعجك، وقد اقترضت دينارا، فهاكه، أوثرك به على نفسي، فدفع إليه الدينار ورجع فدخل المسجد فسلم فرد رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام، وقال: يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشيناه، فتقبل معك، فمكث أمير المؤمنين (عليه السلام) مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وكان قد عرفه الله ما كان من أمر الدينار ومن أين وجهه بوحي من الله يأمره أن يتعشى عند علي تلك الليلة، فلما نظر إلى سكوته قال: يا أبا الحسن مالك لا تقول: لا، فانصرف عنك، أو نعم، فأمضي معك، فقال: حبا وكرامة، اذهب بنا، فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد أمير المؤمنين وانطلقا حتى دخلا على فاطمة (صلوات الله وعليهم أجمعين) وهي في محرابها، قد قضت صلاتها، وخلفها جفنة تفور دخانا، فلما سمعت كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرجت من مصلاها وسلمت عليه، وكانت أعز الناس عليه، فرد عليها السلام، ومسح يده على رأسها، وقال: يا بنتاه كيف أمسيت يرحمك الله؟قالت: بخير، قال: عشينا رحمك الله وقد قعد، فأخذت الجفنة ووضعتها بين يدي رسول الله وعلي (صلى الله عليه وآلهما)، فلما نظر أمير المؤمنين إلى الطعام وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا، فقالت له فاطمة: سبحان الله ما أشح نظرك وأشده، فهل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا استوجب به السخطة منك؟فقال: وأي ذنب أعظم من ذنب أصبت اليوم، أليس عهدي بك وأنت تحلفي بالله مجتهدة انك ما طعمت طعاما منذ يومين؟فنظرت إلى السماء وقالت: إلهي تعلم ما في سمائك وأرضك اني لم أقل إلا حقا، فقال لها: يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه، ولم أشم مثل ريحه قط، ولم آكل أطيب منه؟قال: فوضع النبي (صلى الله عليه وآله) كفه المبارك على كتف على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهزها، ثم هزها ثلاث مرات، ثم قال: يا علي هذا بدل دينارك، هذا أجر دينارك من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، تم استعبر باكيا، وقال: الحمد لله الذي أبى لكما أن يخرجكما من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا، ويجريك يا فاطمة مجرى مريم بنت عمران، وهو قوله تعالى: " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " (74).


1- مجمع البيان: ج 1 - 2 ص 428 في بيان معنى آية الملك من سورة آل عمران.

2- أنوار التنزيل: ج 1 ص 155 في تفسير لاية 27 من سورة آل عمران.

3- مهج الدعوات ومنهج العبادات: ص 317 (ط إيران 1323) ومن ذلك ما نذكره في تعيين الاسم الأعظم.

4- أنوار التنزيل ج 1 ص 155 في تفسير لآية 28 من سورة آل عمران.

5- الاحتجاج: ص 239 احتجاجه على من قال: بزوال الادواء بمداوات الأطباء.. ط. بيروت.

6- تفسير العياشي: ج 1 ص 166 ح 24.

7- الكافي: ج 2 ص 220 كتاب الايمان والكفر، باب التقية، ح 18.

8- الكافي: ج 2 ص 220 كتاب الايمان والكفر، باب التقية، ح 19.

9- الكافي: ج 8 ص 14 رسالة أبي عبد الله إلى جماعة الشيعة، آخر ح 1 وفيه: ومن مات عاصيا.

10- الكافي: 8 ص 26 خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام).

11- الكافي: ج 8 ص 128 ح 98.

12- الخصال: ص 21 باب الواحد (الدين هو الحب) ح 74.

13- النمل: 89.

14- الخصال: ص 188 باب الثلاثة (الناس يعبدون الله عز وجل على ثلاثة أوجه) ح 259.

15- تفسير العياشي: ج 1 ص 167 ح 25.

16- المرجئة بالميم ثم بالراء ثم بالهمزة بغير تشديد من الارجاء بمعنى التأخير، عند أكثر اللغويين، وبالياء بدل الهمزة من غير تشديد أيضا، وقد وقع الخلاف في تفسير اللفظة، فقيل: هم فرقة من المسلمين يقولون: الايمان قول بلا عمل، كأنهم قدموا القول وأرجئوا العمل، أي أخروه لأنهم يريدون أنهم لو لم يصلوا ولم يصوموا لنجاهم إيمانهم. وقيل: هم فرقة من المسلمين يعتقدون أنه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة (تنقيح المقال: ج 3 في عد المذاهب الفاسدة ص 86).

17- القدرية وهم على ما في المجمع وغيره المنسوبون إلى القدر، يزعمون أن كل عبد خالق فعله، ولا يرون المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيئته، فنسبوا إلى القدر، لأنه بدعتهم وضلالتهم، وفي شرح المواقف قيل: القدرية هم المعتزلة، لاسناد أفعالهم إلى قدرتهم. في الحديث: لا يدخل الجنة قدري، وهو الذي يقول: لا يكون ما شاء الله ويكون ما شاء إبليس انتهى، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) إن القدري مجوس هذه الأمة. (تنقيح المقال: ج 3 في عد المذاهب الفاسدة ص 86).

18- وهم فرقة من فرق الاسلام، سموا خوارج لخروجهم على علي (عليه السلام). ذكر المؤرخون أنه. (عليه السلام) قتل منهم يوم النهروان ألفي نفس (مجمع البحرين: لغة خرج).

19- النساء: 59.

20- الحشر: 7.

21- النساء: 80.

22- تفسير العياشي: ج 1 ص 167 ح 26.

23- الحشر: 9.

24- تفسير العياشي: ج 1 ص 167، قطعة من ح 27.

25- تفسير العياشي: ج 1 ص 167 ح 28.

26- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1 ص 156 في تفسيره لقوله تعالى " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني " من سورة آل عمران.

27- النعرة: صوت في الخيشوم، قال الراجز: إني ورب الكعبة المستورة * والنعرات من أبي محذورة يعني آذانه، ونعر الرجل ينعر نعيرا (لسان العرب: ج 5 ص 220 لغة نعر).

28- يقال: صعق الرجل صعقة، أي غشى عليه من صوت يسمعه كالهدة الشديدة (لسان العرب: ج 10 ص 198 لغة صعق).

29- الدرن بالتحريك: الوسخ وقد درن الثوب بالكسر درنا فهو درن (لسان العرب: ج 13 ص 153 لغة درن).

30- لغيلان بن شجاع النهشلي، يقول: أحب هذا الرجل من أجل حب تمره، وأعلم أن الرفق بالجار أرفق منه بغيره، اي أشد رفقا، ويروي: ابا مروان، وفيه استعطاف لأبي مروان وطلب الرفق منه بالشاعر. ولا كان أدنى، أي أقرب إلى من عبيد ومشرق، وهما ابناه (تلخيص من هامش الكشاف: ج 1 ص 353).

31- مجمع البيان: ج 1 - 2 ص 433 في بيان معنى آيتي 33 و 34 من سورة آل عمران، والظاهر أن قوله: (وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام) لا علاقة له بما نقله أولا.

32- تفسير العياشي: ج 1 ص 168 ح 29.

33- لا يوجد لدينا هذا الكتاب، ووجدناه في تفسير البرهان ج 1 سورة آل عمران ص 279 ح 16 نقلا عن الأمالي.

34- عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 230 باب 23 ذكر مجلس الرضا مع المأمون. ح 1.

35- أنوار التنزيل: ج 1 ص 156 - 157 في تفسير آية 33 من سورة آل عمران.

36- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 100 في تفسير آية " ان الله اصطفى آدم ونوحا. " الآية.

37- سيأتي من المصنف انكار ان يكون اسقاط من القرآن أو زيادة فيه. وسنعرض له في تعاليق آتية. ونقول هنا: ان روايات هكذا، وبهذه الصراحة في وقوع التحريف في الكتاب العزيز، تخالف نص القرآن أولا. وصحيح الروايات ثانيا. قال تعالى: " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ". وقال: " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ". وفي رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير: " وكان من نبذهم الكتاب ان أقاموا حروفه وحرفوا حدوده. " (الكافي: ج 8 ص 53 ح 16). فقد صرح الإمام الباقر (عليه السلام) أنهم لم يمسوا حروفه وعباراته شيئا، وانما عمدوا إلى تأويله وتفسيره على غير الوجه. وهو تحريف بالمبنى. وكذلك في حديث أبي بصير مع الإمام الصادق (عليه السلام) سأله عن السبب في عدم ذكر أهل البيت صريحا في القرآن، فاجابه الإمام (عليه السلام) انه سبحانه انما ذكر في القرآن أصول الشريعة وكليات الاحكام، اما الفروع والجزئيات، فموكول إلى بيان الرسول (صلى الله عليه وآله) يبينها للناس على سواء. فلو كان هناك تحريف في لفظ الكتاب لما صح هذا الجواب (الكافي: ج 1 ص 286 ح 1). وعليه، فحيث دل صريح الكتاب وصحيح الروايات على عدم التحريف، فكل ما ورد على خلاف ذلك، فهو مردود على أهله، ويضرب به عرض الجدار. نعم لو احتمل تأويلا مقبولا أولناه ولو بعيدا، لأنه أولى من الطرح مهما أمكن. وقد حاول العلماء تأويل هكذا روايات إلى إرادة الاسقاط من التفسير، اي هكذا كانت الآية تفسر فغيروا تفسيرها إلى غر ذلك. على انا ذكرنا عند الكلام عن " صيانة القرآن من التحريف " ان هذا التفسير المشتهر بتفسير " علي بن إبراهيم القمي " ليس من تأليفه، وانما هو تأليف تلميذه " أبي الفضل العلوي " المجهول، وقد اهمله أصحاب التراجم. وهذا قد اخذ شطرا من املاءات القمي، وأضاف إليه شطرا من تفسير أبي الجارود، الملعون المطرود، فمزج بينهما مزجا، وكانت حصيلته هذا التفسير الموجود اليوم، المنسوب إلى القمي نسبة غير صحيحة، وهو جفاء صريح.

اذن فلا يمكن الاعتماد على روايات جاءت في هذا التأليف غير معلوم النسب.

38- مجمع البيان ج 1 - 2 ص 433 في بيان معنى آية 33 من سورة آل عمران.

39- تفسير العياشي: ج 1 ص 168، سورة آل عمران، ح 30.

40- هذه الرواية أيضا منقولة عن تفسير مقطوع الأسانيد، كان في أصله تفسيرا مسندا ذا اعتبار ووزن ثمين، لكن مع الأسف الشديد، عمد بعض من لا خبرة له إلى استنساخ هذا السفر القيم فاسقط اسناد رواياته طرا لغرض الاختصار أو لغاية أخرى أعقبت أسفا وضياعا مرا. وعلى اي حال، فان هذا الكتاب كسابقه (في التعليق المتقدم) ساقط عن درجة الاعتبار غير صالح للاستناد إليه، لأنه مبتور مقطوع الأسانيد. وعلى فرض الصحة فالرواية محمولة على إرادة التفسير، والا فهي معارضة بأصح منها سندا واظهر متنا ودلالة، فضلا عن معارضة الكتاب وصحيح الروايات.

41- الخصال: ص 225 باب الأربعة إن الله " عز وجل " اختار من كل شئ أربعة، قطعة من ح 58.

42- الخصال: ص 206 باب الأربعة الاطلاعات الأربع من الله عز وجل إلى الدنيا، ح 25.

43- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 192 باب 14.

44- عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 196 باب 15.

45- كمال الدين وتمام النعمة: ج 1 ص 217 الباب الثاني والعشرون، اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) وإن الأرض لا تخلو من حجة ح 2.

46- الكافي: ج 8 ص 117 حديث آدم (عليه السلام) مع الشجرة، ح 92.

47- في بعض نسخ الكافي (بريهة) في المواضع كلها، وهو جاثليق من جثالقة النصارى، والحديث طويل وتمامه في كتاب التوحيد للصدوق (قدس سره): ص 270 باب 37 الرد على الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد ح 1، والبحار: ج 10 ص 234 باب 16 احتجاجات موسى بن جعفر (عليه السلام)، ح 1.

48- أي ما جرى بينه وبين بريهة من الاحتجاج.

49- الكافي: ج 1 ص 227 كتاب الحجة، باب إن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله (عز وجل). ح 1.

50- تفسير العياشي. ح 1 ص 169 ح 32.

51- سبأ: 13.

52- تفسير العياشي: ج 1 ص 169 ح 35.

53- ص: 88.

54- مناقب آل طالب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 11 باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي، فصل في علمه وفصاحته.

55- لا يوجد عندنا هذا الكتاب، ورواه الشيخ الطوسي في أماليه: ج 1 ص 140 الجزء الخامس، بسند آخر.

56- الكافي: ج 8 ص 381 تفسير آيات من القرآن ح 574.

57- الأمالي للصدوق: ص 134 المجلس الثلاثون ح 1.

58- الكافي: ج 1 ص 479 كتاب الحجة، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، قطعة من ح 4.

59- أنوار التنزيل: ج 1 ص 157 تفسير آية 35 من سورة آل عمران.

60- أنوار التنزيل: ج 1 ص 157 تفسير آية 35 من سورة آل عمران.

61- الكافي: ج 1 ص 535 كتاب الحجة، أبواب التاريخ، باب في أنه إذا قيل في الرجل شئ فلم يكن فيه، وكان في ولده أو ولد ولده فإنه هو الذي قيل فيه، ح 1.

62- تفسير العياشي: ج 1 ص 170 ح 37.

63- تفسير العياشي: ج 1 ص 171 ح 40.

64- الأمالي: ج 1 ص 38 س 19 الجزء الثاني عشر.

65- أنوار التنزيل: ج 1 ص 158 في تفسير قوله تعالى: " فتقبلها ربها بقبول حسن ".

66- تفسير العياشي: ج 1 ص 170 ح 38.

67- مريم: 5.

68- تفسير العياشي: ج 1 ص 170 ح 36.

69- العجين: المصدر.

70- قم الشئ قما كنسه (لسان العرب: ج 12 ص 493 لغة قمم).

71- ثلاثة أيام شئ نفريك به المصدر.

72- سأوثرك: المصدر.

73- أحضرت: المصدر.

74- تفسير العياشي: ج 1 ص 171 ح 41.