الآية 4 - 6

﴿من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام (4)﴾

وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أنزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الإنجيل في اثني عشر ليلة من شهر رمضان، وانزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان، وانزل القرآن في ليلة القدر (1).

قيل: التوراة مشتقة من الورى الذي هو إخراج النار من الزناد (2) سمي بها لاخراج نور العلم منه.

والإنجيل من النجل بمعنى الولد، سمي به لأنه يتولد منه النجاة.

ووزنهما تفعلة وافعيل، وهو تعسف، لأنهما اسمان أعجميان، ويؤيد ذلك أنه قرئ الإنجيل بفتح الهمزة، وهو ليس من أبنية العرب.

من قبل: تنزيل القرآن.

هدى للناس: أي لكل من انزل إليه.

وأنزل الفرقان: قيل: يريد به جنس الكتب الإلهية، فإنها فارقة بين الحق والباطل، ذكر ذلك بعد الكتب الثلاثة، ليعم ما عداها أو القرآن، وكرر ذكره بما هو نعت له مدحا وتعظيما وإظهارا لفضله، من حيث إنه يشركهما في كونه وحيا منزلا، ويتميز بأنه معجز يفرق به بين المحق والمبطل، أو المعجزات.

ويحتمل أن يكون المراد به محكمات القرآن، أفردها لزيادة شرفها ونفعها.

وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن سنان أو غيره، عمن ذكره قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القرآن والفرقان، أهما شيئان أو شئ واحد؟فقال (عليه السلام): القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به (3).

وفي تفسير العياشي: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: " ألم الله لا اله هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان " قال: هو لكل أمر محكم، والكتاب هو جملة القرآن الذي يصدق فيه من كان قبله من الأنبياء (4).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ورواه مثل ما في تفسير العياشي (5).

وفي كتاب علل الشرائع: باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: سمي الفرقان فرقانا لأنه متفرق الآيات والسور، أنزلت في غير الألواح وغيره من الصحف والتوراة والإنجيل والزبور أنزلت كلها جملة في الألواح والورق (6) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

﴿إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء (5) هوا الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم (6)﴾

1- لم نعثر عليه في الكافي، ووجدناه في نور الثقلين: ج 1 في ذيل هذه الآية ح 10 نقلا عن الكافي:.

2- الزند والزندة: خشبتان يستقدح بهما، فالسفلى زندة. والأعلى زند، ابن سيدة: الزند العود الاعلى الذي يقتدح به النار، والجمع أزند وأزناد وزنود وأزاند جمع الجمع. لسان العرب: ج 3 ص 195 لغة زند.

3- الكافي: ج 2 ص 630 كتاب فضل القرآن، باب النوادر، ح 11.

4- تفسير العياشي: ج 1 ص 162 ح 1 مع اختلاف يسير.

5- تفسير القمي: ج 1 ص 96، في تفسير قوله تعالى: " ألم الله لا إله إلا هو " الآية وتفسير العياشي: ج 1 ص 162 ح 1.

6- علل الشرائع: ص 470 باب النوادر ح 33.