الآية 1-3

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

إن هذا الكتاب هو الجزء الثاني من تفسير كنز الدقائق الذي اعتمدنا في أكثر موارده على نسخة خطية تفضل علينا بها مدير مكتبة مجلس الشورى الاسلامي سماحة الفضيلة الأخ عبد الحسين الحائري زيدت إفاضاته، والتي تمتاز بمميزات قيمة منها تقريظ لآية الله العظمى آقا جمال الخوانساري وتقريظ للعلامة المجلسي - قدس سر هما - ومنها توضيحات من نفس المؤلف - رحمه الله -.

وقد أشير في الجزء الأول إلى هذين التقريظين قبل عثورنا على هذه النسخة، ولذلك ارتأينا درج صورتها في هذا الجزء، واللتان وقعت إحداهما في أول النسخة والأخرى في ظهر الصفحة الأخيرة (آخر سورة الكهف).

وأخيرا نشكر الاخوة من أهل الفضل والتحقيق سيما الشيخ علي أكبر الأحمدي وأبو جعفر الكعبي والحاج محي الدين الواعظي ونجاح موسى عيسى الذين بذلوا جهدهم في تحقيق هذا الكتاب ومقابلته سائلين الله سبحانه لهم ولنا التوفيق إنه خير موفق ومعين.

مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة صورة فتوغرافية لتقريظ آقا جمال الدين الخوانساري - قدس سره - صورة فتوغرافية لتقريظ العلامة المجلسي - قدس سره - صورة فتوغرافية للصفحة الأخيرة من النسخة المعتمدة

سورة آل عمران

﴿بسم الله الرحمن الرحيم ألم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2) نزل عليك الكتب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التورة والإنجيل (3)﴾

في كتاب ثواب الأعمال: بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرأ البقرة وآل عمران جاءتا يوم القيامة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو مثل الغيايتين (1) (2).

ألم: قد مر بعض إشاراته في أول سورة البقرة.

وفي كتاب معاني الأخبار: بإسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري، عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وأما " ألم " في أول آل عمران فمعناه: أنا الله المجيد (3).

وفي تفسير العياشي: خيثمة الجعفي، حدثني أبو لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا أبا لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشرة، يقتل بعد الثامن منهم أربعة تصيب أحدهم الذبحة فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم، منهم الفويسق الملقب بالهادي، والناطق، والغاوي.

يا أبا لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك وتعالى أنزل: " ألم ذلك الكتاب " فقام محمد (صلى الله عليه وآله) حتى ظهر نوره، وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الألف السابع مائة سنة وثلاث سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار.

وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام، إلا وقائم من بني هاشم عند انقضائه.

ثم قال: الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون، فذلك مائة واحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي (عليه السلام) " ألم الله "، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند " المص "، ويقوم قائمنا عند انقضائها ب? " الر " فافهم ذلك وعه واكتمه (4).

وإنما فتح الميم في المشهورة، وكان حقها أن يوقف عليها لالقاء حركة الهمزة عليها، ليدل على أنها في حكم الثابت، لأنها أسقطت للتخفيف لا للدرج، فإن الميم في حكم الوقف كقولهم: واحد اثنان، لا لالتقاء الساكنين، فإنه غير محذور في باب الوقف، ولذلك لم يحرك الميم في لام.

وقرئ بكسرها على توهم التحريك لالتقاء الساكنين.

وقرأ أبو بكر بسكونها والابتداء بما بعدها على الأصل.

الله لا إله إلا هو الحي القيوم: قد مسر تفسيره فلا حاجة إلى تكريره.

نزل عليك الكتب: أي القرآن منجما.

بالحق: بالعدل، أو بالصدق في إخباره، أو بالحجج المحققة أنه من عند الله.

وهو في موضع الحال عن المفعول.

مصدقا لما بين يديه: من الكتب.

وأنزل التورة والإنجيل: جملة على موسى وعيسى.

في أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن القاسم، عن محمد بن سليمان، عن داود، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وانزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وانزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان، وانزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان (5).


1- الغيابة بالغين المعجمة واليائين المثناتين من تحت، كل شئ أظل الانسان من فوق رأسه، مثل السحابة والظل، وفي الحديث تجئ البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، لسان العرب: ج 1 ص 144.

2- ثواب الأعمال: ص 130 ثواب من قرأ سورة البقرة وآل عمران ح 1.

3- معاني الأخبار: ص 22 باب معنى الحروف المقطعة في أوائل السور من القرآن ح 1.

4- تفسير العياشي: ج 2 ص 3 ح 3.

5- الكافي: ج 2 ص 628 - 629، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، ح 6.