الآية 280 - 286

﴿وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن - كنتم - تعلمون (280) - واتقوا - يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى - كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (281)﴾

الله عليه، وكانت النار أولى به وأحق (1).

وفي الكافي: أحمد بن محمد، عن الوشا، عن أبي المغرا، عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لو أن رجلا ورث من أبيه مالا وقد عرف أن في ذلك المال ربا ولكن قد اختلط في التجارة بغيره حلال كان حلالا طيبا فليأكله، وإن عرف منه شيئا أنه ربا فليأخذ رأس ماله وليرد الربا (2).

وإن كان ذو عسرة: أي إن وقع غريم ذو عسرة.

وقرئ ذا عسرة.

والمعسر من لم يقدر على ما يفضل عن قوته وقوت عياله على الاقتصاد (3).

قال في مجمع البيان: روي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام (4).

والظاهر أن المراد ما فضل عن قوت اليوم والليلة.

فنظرة: أي فالحكم نظرة.

أو فعليكم نظرة.

أو فليكن نظرة، وهي الانظار.

وقرئ فناظرة على لفظ الخبر، على معنى فالمستحق ناظرة، أي منتظرة.

أو صاحب نظرية على طريق النسب.

أو على لفظ الامر أي فسامحه بالنظرة (5).

وعلى كل تقدير فانظار المعسر واجب في كل دين.

قال في مجمع البيان: وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام (6).

إلى ميسرة: يسار.

وقرأ نافع وحمزة بضم السين، وهما لغتان كمشرقة ومشرقة (7) وقرئ بهما مضافين بحذف التاء عند الإضافة.

كقوله: * وأخلفوك عدا الامر الذي وعدوا (8) * في الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سليمان، عن رجل من أهل الجزيرة يكنى أبا محمد قال: سأل الرضا عليه السلام رجل وأنا أسمع فقال له: جعلت فداك إن الله تبارك وتعالى يقول " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة " أخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه، لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر لابد له من أن ينظر، وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفقه على عياله، وليس له غلة ينتظر إدراكها، ولا دين ينتظر محله، ولا مال غائب ينتظر قدومه؟قال نعم: ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الامام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة الله، فإن كان أنفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام قلت: فما لهذا الرجل الذي إئتمنه وهو لا يعلم فيما أنفقه في طاعة الله أم في معصية الله؟قال: سعى له في ماله فيرده وهو صاغر (9).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن السكوني، عن مالك بن مغيرة، عن حماد بن سلمة، عن جذعان، عن سعيد بن المسيب عن عايشة أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما من غريم ذهب بغريمه إلى وال من ولاة المسلمين واستبان للوالي عسرته، إلا برئ هذا المعسر من دينه وصار دينه على والي المسلمين فيما في يديه من أموال المسلمين.

قال عليه السلام: ومن كان له على رجل مال أخذه ولم ينفقه في إسراف أو في معصية فعسر عليه أن يقضيه فعلى من له المال أن ينظره حتى يرزقه الله فيقضيه.

وان كلام الإمام العادل قائما فعليه أن يقضي عنه دينه، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: من ترك مالا فلورثته، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلى الامام ما ضمنه الرسول (10).

وأن تصدقوا: بالابراء.

وقرأ عاصم بتخفيف الصاد (11).

خير لكم: أكثر ثوابا من الانظار.

إن كنتم تعلمون إنه معسر.

في الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على أنبيائه صلى الله عليهم ثم قال: أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب، ألا ومن أنظر معسرا كان له على الله في كل يوم صدقة بمثل ماله حتى يستوفيه.

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وان تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون " أنه معسر، فتصدقوا بمالكم عليه فهو خير لكم (12).

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أراد أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله، قالها ثلاثا، فهابه الناس أن يسألوه، فقال: فلينظر معسرا أو ليدع له من حقه (13).

محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في يوم حار، وحنا كفه (14) من أحب أن يستظل من فور جهنم (15)، قالها: ثلاث مرات، فقال الناس في كل مرة: نحن يا رسول الله، فقال: من أنظر غريما أو ترك المعسر.

ثم قال لي أبو عبد الله عليه السلام: قال لي عبد الله بن كعب بن مالك: إن أبي أخبرني أنه لزم غريما له في المسجد فاقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بيته ونحن جالسان، ثم خرج في الهاجرة (16) فكشف رسول الله صلى الله عليه وآله ستره وقال: يا كعب ما زلتما جالسين؟قال: نعم بأبي وأمي قال: فأشار رسول الله صلى الله عليه وآله بكفه خذ النصف قال: فقلت: بأبي وأمي ثم قال: اتبعه ببقية حقك، قال: فأخذت النصف ووضعت له النصف (17).

واتقوا يوما: نصب على المفعول به على الاتساع، أي ما فيه.

ترجعون فيه إلى الله: يوم القيامة أو يوم الموت، أو الأعم، فتأهبوا لمصيركم إليه.

وقرأ أبو عمر ويعقوب بفتح التاء وكسر الجيم (18).

ثم توفى كل نفس ما كسبت: جزاء ما عملت من خير أو شر.

وهم لا يظلمون بنقص ثواب وتضعيف عذاب.

قال البيضاوي: وعن ابن عباس إنها آخر آية نزل بها جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ضعها في رأس المأتين والثمانين من البقرة، وعاش رسول الله صلى الله عليه وآله بعدها إحدى وعشرين يوما، وقيل: إحدى وثمانين، وقيل: سبعة أيام، وقيل: ثلاث ساعات (19).

﴿يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحديهما فتذكر إحديهما الأخرى ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم (282)﴾

يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين: إذا داين بعضكم بعضا.

والتداين والمدانية المعاملة نسية معطيا أو آخذا.

وذكر الدين لدفع توهم أنه من التداين بمعنى المجازات.

إلى أجل مسمى: معلوم بالأيام والأشهر، فإنه معلوم، لا بالحصاد وقدوم الحاج، فإنه لا يجوز لأنه غير معلوم.

فاكتبوه: لأنه أوثق وأدفع للنزاع.

والامر بها للاستحباب.

في كتاب علل الشرايع: باسناده إلى أبي جعفر عليه السلام: إن الله عز وجل عرض على أدم أسماء الأنبياء وأعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود عليه السلام، فإذا عمره في العالم أربعون سنة، فقال آدم: يا رب ما أقل عمر داود وما أكثر عمري، يا رب إن أنا زدت داود ثلاثين سنة، أثبتت ذلك له؟قال: نعم يا آدم قال: فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة، فأنفذ ذلك له وأثبتها له عندك واطرحها من عمري، قال أبو جعفر عليه السلام: فأثبت الله عز وجل لداود في عمره ثلاثين وكانت له عند الله مثبتة، فذلك قوله عز وجل: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " فمحى الله ما كان مثبتا لآدم وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا.

قال فمضى عمر آدم فهبط ملك الموت لقبض روحه فقال له آدم: يا ملك الموت إنه قد بقي من عمري ثلاثون سنة، فقال له ملك الموت: يا آدم ألم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من عمرك حين عرض عليك أسماء الأنبياء من ذريتك وعرضت عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الاحياء؟فقال له آدم: ما أذكر هذا، قال: فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجحد ألم تسأل الله عز وجل أن يثبته لداود ويمحوها من عمرك، فأثبتها لداود في الزبور ومحاها عن عمرك في الذكر قال آدم: حتى أعلم ذلك.

قال أبو جعفر: وكان آدم صادقا، لم يذكر ولم يجحد فمن ذلك اليوم أمر الله تبارك وتعالى أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل، لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه (20).

وفي الكافي: أبو علي الأشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عرض على آدم ولده نظر إلى داود فأعجبه فزاده خمسين سنة من عمره، قال: ونزل جبرئيل وميكائيل فكتب عليه ملك الموت صكا (21) بالخمسين سنة، فلما حضرته الوفاة انزل عليه ملك الموت فقال آدم: قد بقي من عمري خمسون سنة، قال: فأين الخمسون سنة التي جعلتها لابنك داود؟قال: فأما أن يكون نسيتها أو أنكرها، فنزل جبرئيل وميكائيل فشهدا عليه، وقبضه ملك الموت، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان أول صك كتب في الدنيا (22).

وفيه حديث آخر طويل نحوه غير أن فيه: أن عمر داود كان أربعين سنة فزاده آدم ستين تمام الماءة (23).

وليكتب بينكم كاتب بالعدل: بالسوية لا يزيد ولا ينقص.

وهو للاستحباب أيضا.

ولا يأب كاتب: لا يمتنع أحد من الكتاب.

وهو للاستحباب أيضا.

أن يكتب كما علمه الله: من كتبة الوثائق، وهو أن يكتب بالعدل.

أو لا يأب أن ينتفع الناس بكتابته كما نفعه الله بتعليمها.

فليكتب: تلك المعلمة، أمر بها بعد النهي عن الاباء، تأكيدا.

وقيل: يجوز أن يتعلق الكاف بالامر فيكون النهي عن الامتناع ثم الامر بها مقيدة، وهو ضعيف.

وليملل الذي عليه الحق: لأنه المقر.

والاملال والاملاء واحدة.

وليتق الله ربه: أي المملي أو الكاتب.

ولا يبخس: لا ينقص.

منه شيئا: اي من الحق، أو مما املي عليه.

فإن كان الذي عليه الحق سفيها: ناقص العقل.

أو ضعيفا: صبيا.

وفي تفسير العياشي: عن ابن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: متى يدفع إلى الغلام ماله؟قال: إذا بلغ وأونس منه رشد، ولم يكن سفيها أو ضعيفا، قال: قلت: فإن منهم من يبلغ خمس عشر سنة وستة عشر سنة ولم يبلغ، قال: إذا بلغ ثلاث عشرة سنة جاز أمره إلا أن يكون سفيها أو ضعيفا، قال: قلت: وما السفيه والضعيف؟قال: السفيه الشارب الخمر، والضعيف الذي يأخذ واحدا باثنين (24).

وفي تهذيب الأحكام: علي بن الحسين، عن أحمد ومحمد ابني الحسن، عن أبيهما، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله أبي وأنا حاضر عن قول الله عز وجل " حتى إذا بلغ " قال: الاحتلام قال: فقال: يحتلم في ستة عشر وسبع عشر سنة ونحوها، فقال: إذا أتت عليه ثلث عشر سنة كتبت له الحسنات وجاز أمره إلا أن يكون سفيها أو ضعيفا، فقال: وما السفيه؟فقال: الذي يشتري الدرهم بأضفافه، قال: وما الضعيف؟قال: الأبله (25).

أو لا يستطيع أن يمل هو: هو لخرس أو جهل باللغة.

فليملل وليه بالعدل: أي الذي يلي أمره ويقوم مقامه، من الولي الشرعي للصبي والمختل العقل، والوكيل المترجم المعتبر على الوجه الذي اعتبره الشرع، من كونه عدلين خبيرين بقصده.

واستشهدوا شهيدين: واطلبوا أن يشهد على الدين شاهدين.

من رجالكم: المؤمنين.

فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان: أي فليشهدا أو فالمستشهد رجل وامرأتان.

ممن ترضون من الشهداء: لعلمكم بعد التهم.

في الكافي: أحمد بن محمد العاصمي، عن علي بن الحسن التيمي، عن ابن بقاح، عن أبي عبد الله المؤمن، عن عمار بن أبي عاصم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أربعة لا يستجاب لهم دعوة، أحدهم رجل كان له مال فأدانه بغير بينة، يقول الله عز وجل: ألم آمرك بالشهادة (26).

عدة من أصحابنا: عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ذهب حقه على غير بينة لم يوجر (27).

محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (28).

وفي تهذيب الأحكام: سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد، وعلي بن حديد، عن علي بن نعمان، عن داود بن الحصين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن شهادة النساء في النكاح بلا رجل معهن إذا كانت المرأة منكرة فقال: لا بأس إلى قوله: وكان أمير المؤمنين عليه السلام يجيز شهادة امرأتين في النكاح عند الانكار، ولا يجيز في الطلاق إلا شاهدين عدلين، قلت: فأين ذكر الله تعالى وقوله " فرجل وامرأتان " فقال: ذلك في الدين، إذا لم يكن رجل فرجل وامرأتان، ورجل واحد ويمين المدعى إذا لم يكن امرأتان، قضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام بعده عندكم (29).

أن تضل إحديهما: أي تضل إحدى المرأتين، أي نسيت الشهادة.

فتذكر إحديهما الأخرى: أي إنما اعتبر التعدد في المرأة، لإرادة أن تذكر إحداهما الأخرى إن ضلت ونسيت الشهادة، وذلك لنقصان عقولهن وقلة ضبطهن.

والعلة في الحقيقة التذكير، وضع سببه مقامه وقرأ حمزة (وأن تضل) على الشرط (فتذكر) بالرفع.

وابن كثير وأبو عمر ويعقوب (فتذكر) من الأذكار (30).

ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا: لتحمل الشهادة.

وسموا شهداء، تنزيلا لما يشارف منزله الواقع.

و (ما) مزيدة.

وقيل: لأداء الشهادة، أو التحمل.

وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا " قال: لا ينبغي لاحد إذا دعي للشهادة يشهد عليها، أن يقول: لا أشهد عليكم (31).

عدة من أصحابنا: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله عز وجل: " ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا " فقال: إذا دعاك الرجل تشهد له على دين أو حق لم ينبغ لك أن تقاعس عنه (32).

علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا " قال: قبل الشهادة (33).

عدة من أصحابنا: عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يأب الشهداء أن تجيب حين تدعى قبل الكتاب (34).

ولا تسأموا أن تكتبوه: ولا تملوا من كثرة مدايناتكم أن تكتبوا الدين.

وقيل: كنى بالسأمة عن الكسل.

صغيرا أو كبيرا: كان الحق صغيرا أو كبيرا.

أو الكتاب مختصرا أو مشبعا.

إلى أجله: متعلق ب? (تكتبوه) أي وقت حلوله الذي أقر به المديون.

ذلكم: إشارة إلى (أن تكتبوه).

أقسط عند الله: أكثر قسطا.

وأقوم للشهادة: وأثبت لها.

وهما مبنيان من أقسط وأقام على غير قياس.

أو من قاسط بمعنى ذي قسط وقويم، وإنما صحت الواو في أقوم كما صحت في التعجب لجموده.

وأدنى ألا ترتابوا: وأقرب في أن لا تشكوا في جنس الدين وقدره وأجله والشهود ونحو ذلك.

إلا أن تكون تجارة: استثناء عن مفعول فاكتبوه الراجع إلى دين باعتبار تعلق الكتابة به، وتعلقه بالتداين، وما بينهما اعتراض.

أي اكتبوا الدين المتداين به إلا أن تكون تجارة.

ونصب عاصم تجارة على أنه الخبر، والاسم مضمر، تقديره إلا أن تكون الدين المتداين به تجارة.

وقرأ الباقون بالرفع على أن الخبر (تديرونها)، أو على كان التامة (35).

حاضرة: والتجارة الحاضرة يكون بدين وعين.

تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها: وإدارة التجارة تعاطيهم إياها يدا بيد، فهو على تقدير كونه صفة مخصصة أي فلا بأس بعدم الكتابة حينئذ.

وأشهدوا إذا تبايعتم مطلقا، لأنه أحوط.

وقيل: المراد هذا التبايع.

والأوامر التي في هذه الآية للاستحباب.

وقيل: للوجوب فمن قائل بالأحكام وقايل بالنسخ.

ولا يضار كاتب ولا شهيد: يحتمل البنائين ويدل عليه قراءة ولا يضارر، وبالكسر والفتح (36)، فعلى البناء للفاعل نهي لهما عن ترك الإجابة والتحريف والتغيير في الكتبة والشهادة.

وعلى البناء للمفعول نهي للمستكتب والمستشهد من أن يضارهما بالتكليف لهما ما لا يسوغ لهما من جنس جعل الكاتب وحبس الشهيد وغير ذلك.

وإن تفعلوا: ما نهيتم عنه.

فإنه فسوق بكم: خروج عن الطاعة.

واتقوا الله: في مخالفة نهيه.

ويعلمكم الله: أحكامه المتضمنة لمصالحكم.

والله بكل شئ عليم: كرر لفظ (الله) في الجمل الثلاث للمبالغة.

فإنه لما كان موضوعا للذات الكاملة مع جميع صفات الكمال على الكمال، فيكون عقابه في النهاية والكمال فيقتضي الانهاء منه أشد اقتضاء، ويكون تعليمه للأحكام في نهاية الافضال، فلا يجوز مخالفة حكمه بحال، ويكون علمه بقدر الجزاء شاملا أتم شمول، فلا يسوغ إغفال العمل بالذهول.

وقيل: كرر لاستقلالها.

فإن الأولى حث على التقوى، والثانية عد بإنعامه، والثالثة تعظيم لشأنه، ولأنه أدخل في التعظيم من الكناية.

والوجه الأول من تعليله ضعيف، والاضمار لا يقتضي عدم الاستقلال، فتأمل.

﴿* وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهن مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمنته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهدة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم (283)﴾

وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا: راكب سفر، أي مسافرين.

فرهن مقبوضة: أي فالذي يستوثق فرهان.

أو فعليكم رهان.

أو فليؤخذ رهان.

وظن مجاهد والضحاك أن هذا التعليق، لاشتراط السفر في الارتهان (37).

وليس كما ظنا، بل الظاهر أنه لإقامة التوثيق بالارتهان مقام التوثق بالكتب في السفر الذي هو مظنة الاعواز.

وبعضهم استدل بالآية على أن القبض بالمعنى الأخص معتبر في الرهن.

وفيه أنه يحتمل أن يكون ذكر القبض واردا في الآية على ما هو أكثر موارده.

على أنه يحتمل أن يكون المراد بالقبض ما يشمل عدم جواز تصرف الراهن بدون إذن المرتهن فيه.

وما رواه العياشي: في تفسيره، عن محمد بن عيسى، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا رهن إلا مقبوضا (38).

محمول على هذا المعنى.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (فرهن) كسقف، وكلاهما جمع رهن بمعنى مرهون، وقرئ باسكان الهاء على التخفيف (39).

فإن أمن بعضكم بعضا: أي عد بعضكم بعض الآخر أمينا، واستغنى بأمانته عن الكتبة والارتهان.

فليؤد الذي اؤتمن أمنته: أي دينه، سماه أمانة، لايتمانه عليه بترك الارتهان.

ويحتمل أن يكون المراد بالايتمان: الاستيداع.

وقرئ الذيتمن بقلب الهمزة ياء.

والذتمن بادغام الياء في التاء.

قيل: وهو خطأ لان المنقلبة عن الهمزة في حكمها، فلا يدغم.

وليتق الله ربه: في الخيانة.

وفي ذكر الرب والإضافة إلى المؤتمن - بعد ذكر الاسم الدال على الذات المستجمع لجميع الصفات، المقتضية للاتقاء عنه - زيادة اقتضاء للاتقاء على وجه اللطف والرحمة، لاشعاره بأنه تعالى مربية، فيجب أن لا يرتكب ما فيه مناقصة بكمال تربيته، فإن فيه كسر للمربي ظاهرا، ففيه نهاية الاعطاف والافضال وإظهار الملاطفة والاشعار، فاعتبروا يا اولي الابصار.

ولا تكتموا الشهدة أيها الشهود، وقيل: أو المديون، والشهادة شهادتهم على أنفسهم.

ومن يكتمها فإنه آثم قلبه: أي يأثم قلبه، أو قلبه يأثم وعلى الثاني الجملة خبر إن، وإسناد الاثم إلى القلب، لان الكتمان يقترفه.

أو للمبالغة، فإنه رئيس الأعضاء وأفعاله أعظم الافعال.

وفي نهج البلاغة: قال عليه السلام: وبما في الصدور يجازي العباد (40).

وقرئ: قلبه بالنصب كحسن وجهه.

وفي من لا يحضره الفقيه: روى جابر عن أبي جعفر قال في قول الله عز وجل:

﴿- لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير (284)﴾

" ومن يكتمها فإنه آثم قلبه " قال: كافر قلبه (41).

والله بما تعملون عليم: في آمالي الصدوق: في مناهي النبي صلى الله عليه وآله: ونهى صلى الله عليه وآله عن كتمان الشهادة قال: ومن يكتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلايق، وهو قول الله عز وجل: " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه " (42).

وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، ومحمد بن علي، عن أبي جميلة عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كتم شهادة أو شهد بها ليهدر بها دم امرء مسلم، أو ليزوي مال امرء مسلم اتي يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر، وفي وجهه كدوح (43) تعرفه الخلايق باسمه ونسبه (44).

لله ما في السماوات وما في الأرض: خلقا وملكا.

وإن تبدوا ما في أنفسكم: ما استقر في أنفسكم من السوء حتى تعزموا عليه، لا ما خطر فيه، فإنه موضوع عنكم، فإن تبدوه بالعمل أو باللسان.

أو تخفوه يحاسبكم به الله: يوم القيامة.

فيغفر لمن يشاء: مغفرته.

ويعذب من يشاء: تعذيبه وقد رفعهما عامر وعاصم ويعقوب على الاستيناف.

وجزمهما الباقون عطفا على جواب الشرط.

ومن جزم بغير فاء جعلهما بدلا عنه، بدل البعض من الكل، أو الاشتمال: كقوله: متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا * تجد حطبا جزلا ونارا تأججا (45) وادغام الراء في اللام لحن، إذ الراء لا يدغم إلا في مثله.

وفي تفسير العياشي: عن سعدان، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " قال: حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما (46).

وفي كتاب التوحيد: باسناده إلى جرير بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي تسعة أشياء: الخطأ والنسيان، وما اكرهوا عليه، ومالا يطيقون، ومالا يعلمون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة (47).

وباسناده إلى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن

﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد - من رسله وقالوا - سمعنا وأطعنا - غفرانك ربنا و - إليك المصير (285)﴾

الاستطاعة، فلم يجبني، فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت: أصلحك الله أنه قد وضع في قلبي منها شئ ولا يخرجه إلا شئ أسمعه منك، قال: فإنه لا يضرك ما كان في قلبك (48) وسيأتي تمام الحديث إن شاء الله.

والله على كل شئ قدير فيقدر على الاحياء والمحاسبة والمغفرة والتعذيب.

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه: شهادة وتنصيص من الله تعالى على صحة إيمانه والاعتداد به وأنه جازم في أمره غير شاك فيه.

في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة رحمه الله باسناده إلى سلام، قال: سمعت أبا سلمى راعي النبي صلى الله عليه وآله (49).

يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة أسري بي إلى السماء قال العزيز جل ثنائه: " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه " قلت: والمؤمنون، قال: صدقت يا محمد (50).

وروى المقلد بن غالب رحمه الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن رهبان، عن محمد بن أحمد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت أبا سلمى راعي النبي صلى الله عليه وآله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة أسري بي إلي السماء قال الرب عز وجل: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " قلت: والمؤمنون قال: صدقت يا محمد، من خلفت على أمتك؟قلت: خيرها، قال: علي بن أبي طالب عليه السلام؟قلت: نعم يا رب، فقال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها، وشققت لك اسما من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت المحمد.

ثم اطلعت ثانية واخترت عليا فشققت له اسما من أسمائي، فانا الاعلى وهو علي يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري.

يا محمد إني عرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الظالمين.

يا محمد تحب أن تراهم؟قلت: نعم يا رب قال: التفت، فالتفت عن يمين العرش فإذا أنا باسم علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن، والمهدي في وسطهم كأنه كوكب دري، فقال: يا محمد هؤلاء حججي على خلقي، وهذا القائم من ولدك بالسيف والمنتقم من أعدائك (51) فعلى هذين الخبرين.

قوله والمؤمنون معطوف على الرسول عطف تلقين.

وقوله: كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله: مبتدأ وخبر.

والضمير الذي ناب عنه التنوين في (كل) للرسول وللمؤمنين.

وجوز البيضاوي كون (المؤمنون) مبتدأ أولا وكون الضمير لهم، و (كل) مبتدأ ثانيا مع خبره.

وهو مع خبره، خبر للأول، قال: ويكون إفراد الرسول لتعظيمه، أو لان إيمانه عن مشاهدة وعيان وإيمانهم عن نظر واستدلال (52).

وقرأ حمزة والكسائي (وكتابه) يعني القرآن، أو الجنس.

والفرق بينه وبين الجمع أنه شايع في وحدات الجنس والجمع في جموعه، ولذلك قيل: الكتاب أكثر من الكتب (53).

لا نفرق بين أحد من رسله بالتصديق لبعضهم والتكذيب لبعض آخر، أي يقولون: (لا نفرق).

ويحتمل عدم تقدير القول، بجعله حالا من الفاعل وهو الرسول والمؤمنون، ويكون العدول عن الغيبة لتعظيمهم، وذلك أوجه.

وقرأ يعقوب بالياء على أن الفعل لكل.

وقرأ لا يفرقون، حملا على المعنى (54).

وقالوا سمعنا قولك.

وأطعنا: أمرك.

غفرانك ربنا: اي اغفر غفرانك، أو نطلب غفرانك.

ويحتمل بعيدا كونه معمول (أطعنا وسمعنا) على سبيل التنازع، أي

﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما - كسبت - وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا - تحمل علينا - إصرا - كما حملته على الذين من قبلنا - ربنا - ولا تحملنا - ما لا - طاقة - لنا به واعف - عنا واغفر - لنا وارحمنا أنت - مولينا - فانصرنا على - القوم الكافرين (286)﴾

غفرانك، أي موجبه وهو الايمان سمعناه وأطعناه فآمنا.

وإليك المصير بعد الموت.

وهو إقرار منهم بالبعث.

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل، وفيه خطبة الغدير، وفيها معاشر الناس: قولوا: الذي قلت لكم: وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (55).

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها الا ما يسعه قدرتها، أو ما دون مدى طاقتها ويكون يسيرا عليها لقوله: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (56).

وفيه تصريح بعدم وقوع التكليف بالمحال.

وفي كتاب التوحيد بإسناده إلى أبي جميلة المفضل بن صالح، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أمر العباد إلا بدون سعتهم، وفي كل شئ أمر الناس بأخذه فهم متسعون له، وما لا يتسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم (57).

وبإسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة ولا تقبلوا له شهادة، إن الله تبارك وتعالى يقول: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " ولا يحمل فوق طاقتها " ولا تكسب كل نفس إلا عليها " " ولا تزر وازرة وز أخرى " (58).

وباسناده إلى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة، إلى قوله: قلت: أصلحك الله فإني أقول: إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد إلا ما يستطيعون وإلا ما يطيقون، وأنهم لا يصنعون شيئا من ذلك إلا بإرادة الله ومشيته وقضائه وقدرته قال: وهذا دين الله الذي أنا عليه وآبائي (عليهما السلام) (59) لها ما كسبت من خير.

وعليها ما اكتسبت من شر، لا ينتفع بطاعتها ولا يتضرر بمعصيتها غيرها.

وتخصيص الكسب بالخير والاكتساب بالشر، لان الاكتساب فيه اعتمال، والشر تشتهيه الأنفس وتنجذب إليه فكانت أجد في تحصيله وأعمل بخلاف الخير (60).

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا أي لا تؤاخذنا بما أدى بنا إلى نسيان أو خطأ، أو بما يودي الخطأ والنسيان إليه بالآخرة من عمل آخر، فإنهما يمكن أن يؤدي كثرتهما واعتيادهما إلى عمل قبيح.

وقيل: أو بأنفسهما، إذ لا يمتنع المؤاخذة بهما عقلا فإن الذنوب كالسموم، فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ، فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة، لكنه تعالى وعد التجاوز عنه رحمة وفضلا، فيجوز أن يدعو الانسان به استدامة واعتدادا بالنعمة فيه.

وفي أصول الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق قال: حدثني عمرو بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي أربع خصال: خطاؤها ونسيانها وما اكرهوا عليه وما لم يطيقوه.

وذلك قول الله عز وجل " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " وقوله: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان " (61).

ويحتمل أن يكون هذا دعوة الرسول صلى الله عليه وآله قبل رفع الخطأ والنسيان، وبعدها كما رفع، يجيئ في الخبر.

والغرض من الدعاء به، التأسي به وتذكر ما أنعم الله تعالى بسبب دعوته.

ربنا ولا تحمل علينا إصرا: ثقيلا يأمر صاحبه، أي يحبسه في مكانه.

والمراد به التكاليف الشاقة.

وقرئ (ولا تحمل) بالتشديد للمبالغة (62).

كما حملته على الذين من قبلنا ربنا: حملا مثل حملك إياه عليهم.

أو مثل الذي حملته إياهم، فيكون صفة لأصرا.

والمراد به ما كلف به بنوا إسرائيل من الأمور التي ذكر في الخبر الذي ينقل من الاحتجاج (63).

ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به: من البلاء والعقوبة.

أو من التكاليف التي لا تفي بها القوة البشرية.

وهو لا يدل على جواز التكليف بما لا يطاق، بناء على احتمال كون المراد مما لا طاقة لنا، العقوبة، لا التكاليف، والتشديد هنا لتعدية الفعل إلى مفعول ثان.

واعف عنا: وامح ذنوبنا.

واغفر لنا: واستر عيوبنا ولا تفضحنا بالمؤاخذة.

وارحمنا: وتعطف منا وتفضل علينا.

أنت مولينا: سيدنا وناصرنا.

فانصرنا على القوم الكافرين: والمراد بهم عامة الكفرة.

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي رحمه الله: وروى موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله فدنى بالعلم فتدلى، فدنى له من الجنة رفرف أخضر وغشى النور بصره، فرأى عظمة ربه عز وجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينها وبينه أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى.

وكان فيما أوحى إليه الآية التي في سورة البقرة قوله تعالى: " لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير " وكانت الآية قد عرضت على الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تعالى محمدا، وعرضت على الأمم فأبوا أن يقبلوا من ثقلها، وقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وعرضها على أمته فقبلوها، فلما رأى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لا يطيقونها.

فلما أن سار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه.

فقال: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فأجاب صلى الله عليه وآله مجيبا عنه وعن أمته " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقال جل ذكره: لهم الجنة والمغفرة على إن فعلوا ذلك.

فقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا فعلت ذلك ربنا فغفرانك ربنا وإليك المصير، يعني المرجع في الآخرة، قال: فأجابه جل ثنائه.

وقد فعلت ذلك بك وبأمتك.

ثم قال عز وجل: أما إذا قبلت الآية بتشديدها وعظم ما فيها وقد عرضتها على الأمم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها أمتك، فحق علي أن أرفعها عن أمتك، وقال: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت " من خير " وعليها ما اكتسبت " من شر.

فقال النبي صلى الله عليه وآله لما سمع ذلك: أما إذا فعلت ذلك بي وبأمتي، فزدني، قال: سل، قال: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " قال الله عز وجل: لست أؤاخذ أمتك بالنسيان أو الخطاء لكرامتك علي.

وكانت الأمم السابقة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب، وقد رفعت ذلك عن أمتك.

وكانت الأمة السالفة إذا أخطأوا اخذوا بالخطأ وعوقبوا، وقد رفعت ذلك عن أمتك لكرامتك علي.

فقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا أعطيتني ذلك فزدني، فقال الله تعالى: سل، قال: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " يعني بالإصر الشدايد التي كانت على من كان قبلنا، فأجابه الله إلى ذلك، فقال تبارك اسمه: قد رفعت عن أمتك الاصار التي كانت على الأمم السالفة.

كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع من الأرض معلومة اخترتها لهم وإن بعدت، وقد جعلت الأرض لامتك كلها مسجدا وطهورا، فهذه من الاصار التي كانت على الأمم قبلك، فرفعتها عن أمتك.

وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوه من أجسادهم، وقد جعلت الماء لامتك طهورا، فهذه من الاصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك.

وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت إليه نارا فأكلته ورجع مسرورا، ومن لم أقبل ذلك، رجع مثبورا.

وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك له أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه، رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن أمتك، وهي من الاصار التي كانت على الأمم قبلك.

وكانت الأمم السالفة صلاتها مفروضة عليها في ظلم الليل وأنصاف النهار، وهي من الشدايد التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك وفرضت عليهم صلاتهم في أطراف الليل والنهار في أوقات نشاطهم.

وكانت الأمم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتا، وهي الاصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمتك وجعلتها خمسا في خمسة أوقات، وهي إحدى وخمسون ركعة، وجعلت لهم أجر خمسين صلاة.

وكانت الأمم السالفة، حسنتهم بحسنة، وسيئتهم بسيئة، وهي من الاصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك، وجعلت الحسنة بعشر والسيئة بواحدة.

وكانت الأمم السالفة، إذا نوى أحدهم بحسنة ثم لم يعملها، لم يكتب له، وإن عملها كتبت له حسنة، وإن أمتك إذا هم أحدهم بحسنة ولم يعملها، كتبت له حسنة، وإن عملها كتبت له عشرا، وهي من الاصار التي كانت عليهم، فرفعتها عن أمتك.

وكانت الأمم السالفة إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها، لم يكتب عليه، وإن عملها، كتبت له سيئة، وإن أمتك إذا هم أحدهم بسيئة ثم لم يعملها، كتبت له حسنة، وهذه من الاصار التي كانت عليهم فرفعت ذلك عن أمتك.

وكانت الأمم السالفة إذا أذنبوا كتبت ذنوبهم على أبوابهم، وجعلت توبتهم من الذنوب إن حرمت عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم، وقد رفعت ذلك عن أمتك وجعلت ذنوبهم فيما بيني وبينهم، وجعلت عليهم ستورا كثيفة، وقبلت توبتهم بلا عقوبة ولا أعاقبهم بأن أحرم عليهم أحب الطعام إليهم.

وكانت الأمم السالفة يتوب أحدهم من الذنب الواحد مائة سنة وثمانين سنة أو خمسين سنة، ثم لا أقبل توبتهم دون أن أعاقبهم في الدنيا بعقوبة، وهي من الاصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك.

وأن الرجل من أمتك ليذنب عشرين سنة، أو ثلاثين سنة، أو أربعين سنة، أو مائة سنة، ثم يتوب ويندم طرفة عين فأغفر ذلك كله.

فقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا أعطيتني ذلك كله فزدني، قال: سل، قال: " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال تبارك اسمه: قد فعلت ذلك بأمتك وقد رفعت عنهم عظم بلايا الأمم، وذلك حكمي في جميع الأمم أن لا أكلف خلقا فوق طاقتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا " قال الله عز وجل: قد فعلت ذلك بتائبي أمتك، ثم قال: " فانصرنا على القوم الكافرين " قال الله جل اسمه: إن أمتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود، هم القادرون، هم القاهرون يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك علي، وحق علي أن أظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين إلا دينك، أو يودون إلى أهل دينك الجزية (64).

وفي كتاب بصائر الدرجات: أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام بدو الاذان وقصة الاذان في إسراء النبي صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقال: السدرة ما جاز في مخلوق قبل، قال: " ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى " (65) قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه ففتحه فنظر إليه، فإذا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم قال: فقال له: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال الله: قد فعلت، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " قال الله قد فعلت، قال النبي صلى الله عليه وآله: " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " كل ذلك يقول الله عز وجل: قد فعلت، ثم قال: طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه.

وفتح صحيفة أصحاب الشمال، فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم (66).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: أما قوله: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام إن هذه الآية مشافهة لنبيه صلى الله عليه وآله لما أسري به إلى السماء قال النبي صلى الله عليه وآله: انتهيت إلى محل سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم، فكنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، كما حكى الله عز وجل، فناداني ربي تبارك وتعالى " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " فقلت أنا مجيبه عني وعن أمتي " والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقلت " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " فقال الله: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " فقلت: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال الله: لا أؤاخذك فقلت: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " فقال الله: لا أحملك، فقلت: " ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين " فقال الله تعالى: قد أعطيت ذلك لك ولامتك.

فقال الصادق عليه السلام: ما وفد إلى الله تبارك وتعالى أحد أكرم من رسول الله صلى الله عليه وآله حين سأل لامته هذه الخصال (67).

وفي تفسير العياشي: عن عبد الصمد بن شيبة، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل وفيه نحو ما في تفسير علي بن إبراهيم إلا قوله: فقال الصادق عليه السلام: إلى آخره (68).

في فضل قوله " آمن الرسول " إلى آخر السورة: روي عن قتادة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قرأ هذه الآية " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه " حتى يختمها قال: وحق الله إن لله كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة فوضعه عنده فوق العرش، فأنزلت آيتين فختم بهما البقرة، فأيما بيت قرئتا فيه لم يدخله شيطان (69).

وفي كتاب ثواب الأعمال: عن عمرو بن جميع رفعه إلى علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه وماله شيئا يكرهه، ولم يقربه شيطان ولا ينسى القرآن (70).

وعن جابر بن عبد الله عن النبي في حديث طويل يقول عليه السلام فيه: قال لي الله تعالى: وأعطيت لك ولامتك كنزا من كنوز الجنة فاتحة الكتاب وخاتمة سورة البقرة (71).

تم الجزء الأول من هذا التفسير القيم والسفر الجليل حسب تجزءتنا ويليه إن شاء الله الجزء الثاني وأوله سورة آل عمران.

وقد تم الفراغ من استنساخه وتحقيقه في النصف الأول من شهر جمادى الثاني من شهور سنة 1407 هجرية.

وذلك تحت الضربات العنيفة من الغارات الجوية لعملاء الاستكبار العالمية وأبناء الشياطين وأتباع الطواغيت صدام المعتدي وحزبه البعث العفلقي على إيران.

وراح ضحيتها الآلاف من المسلمين المؤمنين الأبرياء من النساء والرجال والأطفال والشيوخ، وخلف عددا كثيرا من اليتامى والثكالى والأرامل كما ترك جمعا غفيرا من المجروحين والمعلولين.

هذا بالنسبة إلى الأرواح الطاهرة والنفوس البريئة، وأما بالنسبة إلى الممتلكات فإنه هدم البيوت والجسور والأسواق والمستشفيات والمدارس الغاصة بطلابها حين الدرس والجامعات والكليات بل المدارس العلمية الدينية أيضا.

وهكذا أخذ يقصف بغاراته الجوية العمياء القبور ومقابر العلماء الأخيار والصلحاء الأبرار فأخذ لا يتعطف حتى على الموتى من تحت الثرى.

نعم أخذ يقصف بكل قساوة وشدة متكررا بلا أي ترحم ومروءة أغلب مدن إيران حتى عش آل محمد ألا وهي مدينة قم المشرفة حيث ذكرتني تلك الاحداث الجريحة المؤلمة طرفا من المصائب التي حلت بعترة رسول الله صلى الله عليه وآله في كربلاء المقدسة حيث هجم جيش ابن زياد وشمر وعمر بن سعد (وهم أهل الكوفة) على خيم أبي الأحرار وسيد الشهداء الحسين روحي له الفداء فأخذ ينادي بنفسي وأمي يا آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم أنا الذي أقاتلكم وأنتم تقاتلونني والنساء ليس عليهن جناح.

فنسأل الله بحق محمد وآل محمد وبحرمة القرآن المجيد أن يوفقنا لاعلاء كلمة الحق وأن ينصرنا على أعدائنا لاحباط دولة الكفر والالحاد وإنشاء دولة إسلامية في العراق الجريح إنه خير ناصر ومعين. (72)(73)(74)(75)(76)(77)(78) (79).


1- في الحديث القدسي: الرجل يتصدق بالتمرة ونصف التمرة فأربيها كما يربي الرجل فلوه وفصيله. الفلو بتشديد الواو وضم اللام المهر يفصل عن أمه لأنه يفتلى، أي يفطم والجمع افلاء كعدو وأعداء، وإنما ضرب المثل بالفلو لأنه يريد زيادة تربيته، وكذا الفصيل، مجمع البحرين: ج 1، ص 332 لغة فلا.

2- تفسير العياشي: ج 1، ص 152، ح 507.

3- تفسير العياشي: ج 1، ص 153، ح 509.

4- تفسير العياشي: ج 1، ص 153، ح 510.

5- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 390، في بيان المعنى لآية (279) من سورة البقرة.

6- الأمالي للصدوق: ص 373، المجلس الحادي والتسعون.

7- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 93، في تفسيره لقوله تعالى: " الذين يأكلون الربا ".

8- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 143.

9- تفسير العياشي: ج 1، ص 153، ح 512.

10- الكافي: ج 5، ص 145، كتاب المعيشة، باب الربا، قطعة من حديث 4.

11- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 143.

12- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 393، في بيان المعنى لآية (280) من سورة البقرة.

13- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 143.

14- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 393، في بيان المعنى لآية (280) من سورة البقرة.

15- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 143.

16- لأبي أمية الفضل ابن العباس بن عبتة بن أبي لهب وقيل لزهير، وقبله: إن الخليط أجدوا البين وانجردوا * وأخلفوك عدا الامر الذي وعدوا والخيط المخالط في العشرة، وهو كالعشير يقال للواحد والمتعدد، وأجدوا البين: اجتهدوا في الفراق، وانجردوا: مضوا، وعدا الامر: أصله عدة الامر، وأصلها وعد، فعوضت التاء عن الواو، ثم حذفت التاء للإضافة، كالتنوين على لغة (عن هامش الكشاف: ج 1، ص 323، في تفسيره لآية (280) من سورة البقرة).

17- الكافي: ج 5، ص 93، كتاب المعيشة، باب الدين ح 5.

18- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 94، في تفسير لآية (فنظرة إلى ميسرة) من سورة البقرة.

19- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 143.

20- الكافي: ج 4، ص 35، كتاب الزكاة باب إنظار المعسر ح 4.

21- الكافي: ج 4، ص 35، كتاب الزكاة باب إنظار المعسر ح 1.

22- حنا كفه مخففة ومشددة: لواها وعطفها.

23- وفور جهنم: وهجها وغليانها.

24- الهاجرة اشتداد الحر نصف النهار.

25- الكافي: ج 4 ص 35 كتاب الزكاة باب إنظار المعسر ح 2.

26- أنوار التنزيل واسرار التأويل: ج 1، ص 143.

27- أنوار التنزيل واسرار التأويل: ج 1، ص 143.

28- علل الشرايع: ج 2، ص 239، الباب (341) العلة التي من اجلها أمر الله تبارك وتعالى عباده إذا تداينوا وتعاملوا ان يكتبوا بينهم كتابا ح 1.

29- الصك. الكتاب: نهاية ابن الأثير: ج 3، ص 43، باب الصاد مع الكاف الصك بتشديد الكاف: كتاب كالسجل يكتب في المعاملات. مجمع البحرين: ج 5، ص 279. لغة صكك.

30- الكافي: ج 7، ص 379، كتاب الشهادات، باب أول صك كتب في الأرض، ح 2.

31- الكافي: ج 7، ص 378، كتاب الشهادات، باب أول صك كتب في الأرض، ح 1.

32- تفسير العياشي: ج 1، ص 155، ح 521.

33- التهذيب: ج 9، ص 182 باب 8 وصية الصبي والمحجور عليه ح 6.

34- الكافي: ج 5، ص 298 كتاب المعيشة باب من أدان ماله بغير بينة، ح 2.

35- الكافي: ج 5 ص 298 كتاب المعيشة باب من أدان ماله بغير بينة ح 3.

36- الكافي: ج 5، ص 298، كتاب المعيشة باب من أدان ماله بغير بينة، ذيل الحديث ح 3.

37- التهذيب: ج 6، ص 281، باب 90 البينتين يتقابلان، أو يترجح بعضها على بعض ح 179.

38- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 144.

39- الكافي: ج 7، ص 379، كتاب الشهادات، باب الرجل يدعى إلى الشهادة ح 1.

40- الكافي: ج 7، ص 380، كتاب الشهادات، باب الرجل يدعى إلى الشهادة ح 3.

41- الكافي: ج 7، ص 380، كتاب الشهادات، باب الرجل يدعى إلى الشهادة ح 4.

42- الكافي: ج 7، ص 380، كتاب الشهادات، باب الرجل يدعى إلى الشهادة ح 6.

43- يحتمل البناء للفاعل والمفعول، والدليل عليه قراءة عمر ولا يضارر بالاظهار والكسر. وقراءة ابن عباس (رض) ولا يضارر بالاظهار والفتح (الكشاف: ج 1، ص 327، في تفسيره لآية (282) من سورة البقرة (ولا يضار كاتب).

44- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 143.

45- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 145.

46- تفسير العياشي: ج 1، ص 156، ح 525.

47- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 145.

48- نهج البلاغة: ص 103، من كلام له عليه السلام لما بلغه اتهام بني أمية له بالمشاركة في دم عثمان.

49- من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 35، باب 22 الامتناع من الشهادة وما جاء في اقامتها وتأكيدها وكتمانها ح 5.

50- الأمالي للصدوق: ص 257، المجلس السادس والستون.

51- الكدوح: الخدوش، وكل أثر من خدش أو عض فهو كدح نهاية ابن الأثير: ج 4، ص 155.

52- الكافي: ج 7، ص 380، كتاب الشهادات، باب كتمان الشهادة ح 1.

53- هو من أبيات لعبد الله بن الحر يصف فيها نفسه بحسن القيام في خدمة الضيف. قوله: تأتنا مضارع من الاتيان. وتلمم مضارع من الالمام بمعنى النزول. والديار ككتاب جمع دار وهي مسكن الرجل. وتجد مضارع من الوجدان بمعنى الادراك. والجزل بالجيم والزاء المعجمة كفلس اليابس من الحطب وغيره. وتأجج بالجيمين أولهما مشددة ماض من التأجج، وهو تلهب النار (جامع الشواهد: ص 273، باب الميم بعده التاء).

54- تفسير العياشي: ج 1، ص 156، ح 528.

55- كتاب التوحيد: ص 353، باب 56 الاستطاعة، ح 24.

56- كتاب التوحيد: ص 346، باب 56 الاستطاعة، ح 3.

57- تصدى لترجمته بالاجمال في الاستيعاب في أسماء الأصحاب، وفي الإصابة في تمييز الصحابة. وتعرض لترجمته في أسد الغابة في معرفة الصحابة، وإليك نص ما نقله " أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم، قيل اسمه حريث، كوفي، وقيل: شامي، روى عنه أبو سلام الأسود وأبو معمر، عباد بن عبد الصمد إلى أن قال: أخبرنا عباد بن عبد الصمد قال: حدثني أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال: سمعت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: من لقى الله عز وجل يشهد ان لا إله إلا الله وان محمد رسول الله وامن بالبعث والحساب دخل الجنة، قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟فادخل إصبعيه في اذنيه وقال: سمعت هذا منه غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع. وروى الفضل بن الحسين عن عباد بن عبد الصمد قال: بينا أنا بالكوفة إذ قيل: هذا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وكان خادما لرسول الله فناداه رجل يكنى ابا مسعر فقال: يا عبد الله كنت خادما لرسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟قال: نعم كنت ارعى له، فقال: الا تحدثنا ما سمعته منه؟قال: بلى حدثني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلى أن قال: سلمى ضبطه ابن الفرضي بالضم وهو الصحيح (أسد الغابة ج 5، ص 219).

58- الغيبة للشيخ الطوسي: ص 95.

59- رواه والذي قبله في كتاب الغيبة (اصدار مكتبة نينوى الحديثة في طهران) في ص 95، ورواه المحدث الأكبر محمد بن الحسن الحر العاملي نور الله مضجعه في كتاب إثبات الهداة ج 1، الباب التاسع ص (548) تحت رقم (374) كما في المتن من جهة المتن، ولم نعثر على السند الذي نقله المصنف قدس سره عن المقلد بن غالب، والله العالم.

60- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 146.

61- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 146.

62- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 146.

63- كتاب الاحتجاج: ج 1، ص 66، إحتجاج النبي صلى الله عليه وآله يوم الغدير على الخلق كلهم وفي غيره من الأيام بولاية علي بن أبي طالب ومن بعده من ولده.

64- سورة البقرة: الآية 185.

65- كتاب التوحيد: ص 347، باب الاستطاعة ح 6.

66- كتاب التوحيد: ص 362، باب 59 نفي الجبر والتفويض ح 9.

67- كتاب التوحيد: ص 346، باب 56، الاستطاعة قطعة من حديث 3.

68- قال في الكشاف: ج 1، ص 332، في تفسير الآية ما لفظه (فان قلت: لم خص الخير بالكسب والشر بالاكتساب؟قلت: في الاكتساب اعتمال، فلما كان الشر مما تشتهيه النفس وهي منجذبة إليه وأمارة به، كانت في تحصيله أعمل وأجد، فجعلت لذلك مكتسبة فيه. ومما لم تكن كذلك في باب الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاعتمال).

69- الكافي: ج 2، كتاب الايمان والكفر، باب ما رفع عن الأمة، ص 462، ح 1.

70- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 147.

71- الاحتجاج: ج 1، ص 327 احتجاجه عليه السلام على اليهود من أحبارهم ممن قرأ الكتب والصحف في معجزات النبي صلى الله عليه وآله وكثير من فضائله.

72- الاحتجاج: ج 1، ص 327 - 330، احتجاجه عليه السلام على اليهود من أحبارهم ممن قرأ الكتب والصحف في معجزات النبي صلى الله عليه وآله وكثير من فضائله.

73- سورة النجم: الآيات 8 و 9 و 10.

74- بصائر الدرجات: ج 4، ص 190، باب 5 في الأئمة عليهم السلام عندهم الصحيفة التي فيها أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار، ح 1.

75- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 95، في تفسيره لآية (286) من سورة البقرة.

76- تفسير العياشي: ج 1، ص 159، ح (531) وراوي الحديث عبد الصمد بن بشير، وفي الهامش نقلا عن إثبات الهداة (عبد الصمد بن مسيب) وفي المتن أيضا اختلاف كثير، فلا حظ.

77- الدر المنثور، في التفسير بالمأثور: ج 2، ص 137، ولفظه " وأخرج أبو عبيد والدارمي والترمذي والنسائي وابن الضريس ومحمد بن نصر وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن النعمان بن بشير: إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرأن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان وأخرجه أيضا في ص 138 بطريق آخر ولم نعثر عليه من طريق قتادة، كما أورده المصنف قدس سره.

78- ثواب الأعمال: ص 104، ثواب من قرأ أربع آيات من أول البقرة.

79- تفسير الصافي: ج 1، في آخر سورة البقرة، وبمضمونه روايات نقلها في تفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي: ج 1، ص 341.