الآية 251 - 260

﴿فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العلمين (251) تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين (252)﴾

الكافرين: سألوا أولا، إفراغ الصبر في قلوبهم، وهو الذي ملاك الامر وثانيا: ثبات القدم في مداحض الحرب المسبب عنه.

وثالثا: النصر على العدو المترتب عليهما.

فهزموهم بإذن الله: فكسروهم بنصره، أو مصاحبين لنصره إياهم، إجابة لدعائهم.

روي في تفسير علي بن إبراهيم عن الرضا عليه السلام: لما تأذى بنو إسرائيل من جالوت، أوحى الله إلى نبيهم أن جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسى عليه السلام، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب عليه السلام، اسمه داود بن آسي، و كان آسي راعيا، وكان له عشرة بنين أصغرهم داود.

فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت، بعث إلى آسي أن أحضر ولدك، فلما حضروا دعا واحدا واحدا من ولده فألبسه درع موسى عليه السلام، فمنهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه، فقال لآسي: هل خلفت من ولدك أحدا؟قال: نعم، أصغرهم تركته في الغنم راعيا، فبعث إليه ابنه فجاء به، فلما دعى أقبل ومعه مقلاع (1) فنادته ثلاث صخرات في طريقه، فقالت: يا داود خذنا، فأخذها في مخلاته.

وكان شديد البطش قويا في بدنه شجاعا، فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوت عليه ففصل طالوت بالجنود حتى برزوا لجالوت وجنوده، فجاء داود حتى وقف بحذاء جالوت، وكان جالوت على الفيل وعلى رأسه التاج، وفي جبهته ياقوتة يلمع نورها، وجنوده من بين يديه، فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا فرمى به ميمنة جالوت فمر في الهوى ووقع عليهم فانهزموا، وأخذ حجرا اخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا، ورمى جالوت بحجر فصك الياقوتة في جبهته ووصلت إلى دماغه، ووقع إلى الأرض ميتا، وهو قوله " فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وأتاه الله الملك والحكمة " (2).

وقتل داود جالوت: بالوجه الذي روي وآتاه الله الملك: أي ملك بني إسرائيل قيل: ولم يجتمعوا قبل داود على ملك.

والحكمة: النبوة، وأنزل عليه الزبور.

وعلمه مما يشاء: صنعة الحديد ولينه له في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لم يبعث أنبياء ملوكا إلا أربعة بعد نوح: ذا القرنين واسمه عياش، وداود وسليمان ويوسف عليهم السلام.

فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب.

وأما داود ما بين الشامات إلى بلاد أصطخر، وكذلك كان ملك سليمان، وأما يوسف فملك مصر وبراريها، ولم يتجاوز إلى غيرها (3).

وعن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة، اختار من الأنبياء للسيف إبراهيم وداود وموسى وأنا (4).

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عاش داود عليه السلام ماءة سنة، منها أربعين سنة في ملكه (5) وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: وكان بين موسى وبين داود خمسماءة سنة، و بين داود وعيسى ألف سنة وخمسماءة سنة (6).

ولولا دفع الله: وقرأ نافع هنا وفي الحج دفاع الله (7).

الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العلمين: قيل: أي لولا أنه تعالى يدفع بعض الناس ببعض وينصر المسلمين على الكفار، لغلبوا وأفسدوا في الأرض، أو فسدت الأرض بشؤمتهم وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الله ليدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا، ولو اجتمعوا على ترك الصلاة لهلكوا.

وأن الله ليدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي، ولو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا.

وأن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج، ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا، وهو قول الله عز وجل " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين " فوالله ما نزلت إلا فيكم ولا عنى بها غيركم (8) وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله ليدفع، وذكر مثله، إلا قوله: " فوالله ما نزلت " الخ (9) وفي مجمع البيان: " ولولا دفع الله الناس.

الآية " فيه ثلاثة أقوال: الثاني: أن معناه يدفع الله بالبر عن الفاجر الهلاك، عن علي عليه السلام (10) وقريب منه ما روي عن النبي صل الله عليه وآله: لولا عباد لله ركع وصبيان رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا (11) وروى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله يصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله، لا يزالون في حفظ الله ما دام فيهم (12).

تلك: إشارة إلى ما قص من القصص السالفة.

آيات الله: دلائله على قدرته، وإرسالك رسولا.

﴿تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجت وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد (253) يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفعة والكافرون هم الظالمون (254)﴾

نتلوها عليك بالحق: بالوجه المطابق الذي لا يشك فيه أهل الكتاب و أرباب التواريخ.

وإنك لمن المرسلين: لما أخبرت بها من غير تعرف واستماع.

تلك الرسل: أي الجماعة المذكورة قصصهم، أو المعلومة لك أيها النبي، أو جماعة الرسل، واللام للاستغراق.

فضلنا بعضهم على بعض: بأن خصصناه بما ليس لغيره.

منهم من كلم الله: قيل: هو موسى، وقيل: موسى ليلة الحيرة في الطور، ومحمد صلى الله عليه وآله ليلة المعراج.

وقرء كلم الله وكالم الله (13) بنصب لفظ الجلالة.

ورفع بعضهم درجت: بأن فضله على غيره، قيل: وهو محمد صلى الله عليه وآله، فإنه فضل على غيره من وجوه متعددة، فإنه خص بالدعوة العامة، والحجج المتكاثرة، والمعجزات المستمرة، والفضائل العلمية والعملية الفانية للحصر.

وفي عيون الأخبار باسناده إلى علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني قال علي عليه السلام: فقلت يا رسول الله: أفأنت أفضل أم جبريل؟فقال عليه السلام: إن الله تعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (14).

وقيل: إبراهيم خصصه بالخلة التي أعلى المراتب.

وقيل: إدريس لقوله تعالى: " ورفعناه مكانا عليا " (15).

وقيل: أولوا العزم من الرسل.

والايهام في جميع تلك الاحتمالات للتفخيم.

ويحتمل الحمل على الكل والايهام لعدم التعيين.

يدل عليه ما رواه العياشي في تفسيره عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بالزيادة بالايمان يفضل المؤمنون بالدرجات عند الله، قلت: إن للايمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند الله؟قال: نعم، قلت: صف لي ذلك رحمك الله حتى أفهمه فقال: أما فضل الله أوليائه بعضهم على بعض فقال: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات " إلى آخر الآية، وقال: " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض " وقال: " انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات " وقال: " هم درجات عند الله " فهذا ذكر درجات الايمان ومنازله عند الله (16).

وآتينا عيسى ابن مريم البينات: المعجزات.

أفرده لافراط اليهود والنصارى في تحقيره وتعظيمه.

وجعل معجزاته مخصوصة بالذكر، لأنها آيات واضحة ومعجزات عظيمة لم يستجمعها غيره.

وأيدناه بروح القدس: في أصول الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه رفعه، عن محمد بن داود الغنوي، عن الأصبغ بن نباته، عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فأما ما ذكر من أمر السابقين، فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح، روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبها علموا الأشياء.

وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا النكاح من شباب النساء، وبروح البدن دبوا أو درجوا، فهؤلاء مغفور مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز وجل " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس " ثم قال في جماعتهم " وأيدهم بروح منه " يقول: أكرمهم، ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور مصفوح عن ذنوبهم (17).

ولو شاء الله: إلزام الناس على طريقة واحدة، مشية حتم.

ما اقتتل الذين من بعدهم: من بعد الرسل.

من بعد ما جاءتهم البينات: المعجزات.

ولكن اختلفوا: لأنه لم يجبرهم على الاهتداء للابتلاء.

فمنهم من آمن: بتوفيقه.

ومنهم من كفر: لاعراضه عنه بخذلانه.

ولو شاء الله ما اقتتلوا: التكرار للتوكيد.

ولكن الله يفعل ما يريد: فيوفق من يشاء فضلا، ويخذل من يشاء عدلا.

وفي هذه الآية دلالة على أن المختلفين بعد الرسل بين مؤمن وكافر لا ثالث لهما.

وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الأصبغ بن نباته (18) قال: كنت واقفا مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل فجاء رجل حتى توقف بين يديه، فقال يا أمير المؤمنين: كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا، فعلام نقاتلهم؟فقال أمير المؤمنين عليه السلام: على ما أنزل الله في كتابه، فقال يا أمير المؤمنين ليس كل ما أنزل الله في كتابه أعلمه، فعلمنيه، فقال علي عليه السلام: ما أنزل الله في سورة البقرة فقال يا أمير المؤمنين ليس كل ما أنزل الله في سورة البقرة أعلمه فعلمنيه فقال عليه السلام هذه الآية " تلك الرسل " وقرء إلى أن " يفعل ما يريد " فنحن الذين آمنا، وهم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم ورب الكعبة، ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله (19).

وفي أمالي شيخ الطائفة شبهه مع تغيير غير مغير للمعنى وفي آخره بعد قوله: " ومنهم من " فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل وبالنبي صلى الله عليه وآله وبالكتاب وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين الذين كفروا ولو شاء الله قتالهم بمشيته وإرادته (20).

وفي روضة الكافي: ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كان رضا الله عز ذكره، وما كان ليفتن أمة محمد صلى الله عليه وآله من بعده، فقال أبو جعفر عليه السلام: أوما يقرؤون كتاب الله؟أوليس الله يقول " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الشاكرين " قال: قلت: إنهم يفسرون على وجه آخر، قال: أوليس أخبر الله عز وجل من الذين من قبلهم من الأمم إنهم قد اختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات، حيث قال: " وآتينا عيسى بن مريم البينات و أيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد " فهذا يستدل به على أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر (21).

يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم: ما أوجب عليكم إنفاقه.

من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفعة: وهو يوم القيامة الذي لا بيع فيه فيحصل ما ينفق بالبيع، أو يفتدي النفس ويخلص من العذاب باعطاء شئ و شرائها، ولا خلة حتى يستغني بالاخلاء ولا شفاعة إلا لمن رضي له قولا حتى يتكل على الشفعاء.

والكافرون هم الظالمون: يريد التاركون للزكاة الذين ظلموا أنفسهم، أو وضعوا المال في غير موضعه، وصرفوه على غير وجهه، فوضع الكافرون موضعه تغليظا و تهديدا، كقوله: " ومن كفر " (22) مكان من لم يحج، وإيذانا بأن ترك الزكاة من صفات الكفار لقوله: " وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة " (23).

وفي من لا يحضره الفقيه: وفي رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من منع قيراطا من الزكاة فليس بمؤمن ولا مسلم، وهو قوله عز وجل " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " (24).

واعلم أن الاخبار في فضل آية الكرسي كثيرة: فمنها ما مر في صدر الكتب.

ومنها ما رواه في الخرائج والجرائح، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا لقيت السبع ماذا تقول؟قلت: لا أدري قال: إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل: عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة رسوله وعزيمة سليمان بن داود وعزيمة علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فإنه ينصرف عنك، قال عبد الله: فقدمت الكوفة فخرجت مع ابن عم لي إلى قرية، فإذا سبع قد اعترض لنا في الطريق، فقرأت في وجهه آية الكرسي وقلت: عزمت عليك بعزيمة الله إلى آخرها إلا تنحيت عن طريقنا ولم تؤذنا فانا لا نؤذيك (25).

ومنها ما رواه في الكافي: عن علي بن إبراهيم، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، وسهل بن زياد جميعا، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الأنصاري، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكى إليه رجل عبث أهل الأرض بأهل بيته وبعياله، فقال: كم سقف بيتك؟قال: عشرة أذرع فقال: أذرع ثمانية أذرع ثم أكتب آية الكرسي فيما بين الثماني إلى العشرة كما تدور، فان كل بيت سمكت أكثر من ثمانية أذرع فهو محتضر تحضر الجن تكون فيه تسكنه (26).

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، وأحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه جميعا، عن يونس، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في سمك البيت إذا رفع ثمانية أذرع كان مسكونا، فإذا زاد على ثمان فليكتب على رأس الثمانية آية الكرسي (27).

وباسناده إلى محمد بن إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب في أعلاه آية الكرسي (28).

ومنها ما رواه في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي ومن كان في بطنه ماء أصفر فليكتب في بطنه آية الكرسي و يشربه فإنه يبرأ بإذن الله عز وجل (29).

ومنها ما رواه في كتاب الخصال: عن عتبة، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في المسجد جالس وحده إلى أن قال: قلت له: فأي آية أنزلها الله عليك أعظم؟قال: آية الكرسي ثم قال: يا أبا ذر ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة (30).

وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: وإذا اشتكى أحدكم عينيه فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه أنها تبرأ، فإنه يعافى انشاء الله (31).

ومنها ما رواه في أصول الكافي: عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن.

﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا - بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم (255)﴾

السياري، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباته، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين: إن في بطني ماء أصفر، فهل من شفاء؟فقال: نعم، بلا درهم ولا دينار، ولكن أكتب على بطنك آية الكرسي و تغسلها وتشربها وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ بإذن الله عز وجل، ففعل الرجل، فبرأ بإذن الله عز وجل (32).

ومنها ما رواه في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن رجل سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج إن شاء الله، ومن قرأها بعد كل صلاة لم يضره ذو حمه (33).

ومنها ما رواه في عيون الأخبار: في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة بإسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من قرأ آية الكرسي ماءة مرة كان كمن عبد الله طول حياته (34).

الله لا إله إلا هو: مبتدأ وخبر، وللنحاة خلاف في أنه هل يضمر للأخير، مثل في الوجود، أو يصح، أو يوجد؟والأصح أن " إلا هو " خبره، والمعنى أن الله انتفى مستحق للعبادة غيره بحسب الامكان والوجود، يعني لا يمكن ولا يوجد مستحق للعبادة.

الحي قيل: (الحي) الذي له صفة يقتضي الحس والحركة الإرادية، ويقتضي صحة العلم والقدرة.

والمراد به في صفة الله تعالى: أنه غير مرتبط الوجود بغيره بطريق المعلولية مع كونه قديرا عالما.

وفي كتاب التوحيد: باسناده إلى أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه صفة الرب عز وجل، وفيه يقول: لم يزل حيا بلا حياة (35).

القيوم: الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه، " فيعول " من قام الامر إذا حفظه.

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، عن جعفر بن محمد، عن الحسين بن أسد، عن يعقوب بن جعفر قال: سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: إن الله تبارك و تعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وآله أنه لا إله إلا هو الحي القيوم، و يسمى بهذه الأسماء الرحمن الرحيم العزيز الجبار العلي العظيم، فتاهت هنالك عقولهم واستخفت أحلامهم، فضربوا له الأمثال وجعلوا له أندادا وشبهوه بالأمثال و مثلوه أشباها وجعلوه يزول ويحول، فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده (36).

لا تأخذه سنة ولا نوم: السنة فتور يتقدم النوم، والنوم حال يعرض للحيوان من استرخاء أعصاب الدماغ من رطوبات الأبخرة المتصاعدة بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الاحساس رأسا.

وهنا إشكال مشهور: وهو تقديم السنة عليه وقياس المبالغة عكسه.

وأجيب: بأنه قدمه على ترتيب الوجود، وبأنه على القياس وهو الترقي من الأدنى إلى الاعلى، والجملة تأكيد لما قبله، ولذلك ترك العاطف، فإن عدم أخذ السنة والنوم يؤكد كونه قيوما، وكذا في قوله: له ما في السماوات وما في الأرض: لأنه تقرير لقيومية واحتجاج على تفرده في الإلهية.

وما فيهما أعم من أن يكون داخلا في حقيقتهما أو خارجا عنهما متمكنا فيهما.

من ذا الذي يشفع عنده إلا بأذنه: " من " استفهامية مبتدأ، و (ذا) موصول خبره، والموصول صفته، والاستفهام على سبيل الانكار، وهو بيان لكبرياء شأنه، أي لا أحد يساويه أو يدانيه يستقل بدفع ما يريد شفاعة، فضلا عن أن يقاومه عنادا.

ومن يشفع: يشفع باذنه وله مكانة عنده.

وفي محاسن البرقي: باسناده قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم " قال: نحن أولئك الشافعون (37).

يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم: ما قبلهم وما بعدهم، أو بالعكس لأنك مستقبل المستقبل ومستدبر الماضي، أو أمور الدنيا وأمور الآخرة، أو عكسه، أو ما يحسونه وما يعقلونه، أو ما يدركونه وما لا يدركونه.

والضمير لما في السماوات وما في الأرض، لان فيهم العقلاء، أو لما دل عليه من " ذا " من الملائكة والأنبياء والأئمة.

ولا يحيطون بشئ من علمه: من معلوماته.

إلا بما شاء: أن يعلموا.

وسع كرسيه السماوات والأرض: الكرسي في الأصل اسم لما يقعد عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد، وكأنه منسوب إلى الكرس، وهو الملبد، مجاز عن علمه تعالى.

في كتاب التوحيد: قال: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل " وسع كرسيه السماوات والأرض " قال: علمه (38).

حدثنا محمد الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن فضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل " وسع كرسيه السماوات والأرض " فقال: يا فضيل السماوات والأرض وكل شئ في الكرسي (39).

وفي الكافي مثله سواء (40).

وكذا العرش مجاز عن علم له تعالى أعلى من الأول.

كما رواه في كتاب التوحيد: باسناده إلى حنان بن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل يقول فيه: ثم العرش في الوصل متفرد من الكرسي، لأنهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنه الأشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والعين والمشية وصفة الإرادة وعلم الألفاظ والحركات والترك وعلم العود والبداء، فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال: " رب العرش العظيم " أي صفة أعظم من صفة الكرسي، وهما في ذلك مقرونان (41).

وقيل: الكرسي جسم بين يدي العرش، ولذلك سمي كرسيا، محيط بالسماوات السبع.

لما رواه في كتاب التوحيد: بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيه عليه السلام بعد أن ذكر الأرضين السبع ثم السماوات السبع: وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والحجب عند الهواء الذي تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قي (42) والسبع والبحر المكفوف والحجب والهواء عند الكرسي كحلقة في فلاة قي، ثم تلا هذه الآية " وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم " (43).

وفي روضة الكافي باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله مثله (44).

وروى الأصبغ بن نباته أن عليا صلوات الله عليه سئل عن قول الله تبارك وتعالى " وسع كرسيه السماوات والأرض " قال: السماوات والأرض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة أملاك يحملونه بإذن الله، فأما ملك منهم في صورة الآدميين وهي أكبر الصور على الله، وهو يدعو الله ويتضرع إليه ويطلب سعة الرزق لبني آدم.

والملك الثاني في صورة الثور وهو سيد البهائم ويطلب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب السعة في الرزق للبهائم.

والملك الثالث في صورة النسر وهو سيد الطيور، وهو يطلب إلى الله تبارك وتعالى ويتضرع إليه ويطلب السعة في الرزق لجميع الطيور.

والملك الرابع في صورة الأسد، وهو سيد السباع، وهو يرغب إلى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع، ولم يكن في هذه الصور أحسن من الثور، ولا أشد انتصابا منه حتى اتخذ الملا من بني إسرائيل العجل، فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذي في صورة الثور رأسه استحياء من الله أن عبد من دون الله شئ يشبهه وتخوف أن ينزل به العذاب (45) وعلى هذا العرش جسم أيضا.

روي في كتاب التوحيد: عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل، وفيه قال السائل: فقوله " الرحمن على العرش استوى " قال أبو عبد الله عليه السلام: بذلك وصف نفسه، وكذلك هو مستول على العرش بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له، ولا أن يكون العرش حاويا له، ولا أن يكون العرش محتازا له ولكنا نقول: هو حامل العرش و ممسك العرش ونقول من ذلك ما قال: " وسع كرسيه السماوات والأرض " فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش والكرسي حاويا، أو أن يكون عز وجل محتاجا إلى مكان، أو إلى شئ مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه (46).

وقيل: انه الفلك المشهور بفلك البروج، كما أن العرش الفلك المشهور بالفلك الأطلس والأعظم وقيل: تصوير لعظمته وتمثيل مجرد ولا كرسي في الحقيقة.

ولا يؤده: لا يثقله، من الأود وهو الاعوجاج.

حفظهما: أي حفظه السماوات والأرض، فحذف الفاعل، وهو أحد المواضع الأربعة التي حذف الفاعل فيه قياس، وأضيف المصدر إلى المفعول.

وهو العلى: المتعالي عن الأنداد والأشباه.

العظيم: المستحقر بالإضافة إليه كل ما سواه.

وفي عيون الأخبار: باسناده إلى محمد بن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، هل كان الله عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟قال: نعم، قلت: يراها و يسمعها؟قال: ما كان يحتاج إلى ذلك، لأنه لم يكن يسألها ولا يطلب منها، هو نفسه ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج إلى أن يسمي نفسه، ولكنه اختار لنفسه اسما لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأول ما اختاره لنفسه " العلي العظيم " لأنه أعلى الأشياء كلها، فمعناه الله، واسمه العلي العظيم هو أول أسمائه، لأنه علا كل شئ (47).

واعلم أن المشهور أن آية الكرسي هي هذه.

وما رواه في أصول الكافي (48)، ومثله في روضة الكافي: عن محمد بن خالد، عن حمزة بن حميد، عن إسماعيل بن عباد، عن أبي عبد الله عليه السلام " ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء " آخرها " وهو العلي العظيم " والحمد لله رب العالمين وآيتين بعدها (49).

﴿لا إكراه في الدين - من الغى فمن - يكفر بالطاغوت ويؤمن - بالله - فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (256)﴾

بظاهره يدل عليه، لأن الظاهر رجوع الضمير في (آخرها) إلى آية الكرسي.

وروى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن خالد: أنه قرأ علي بن موسى صلوات الله عليهما على التنزيل: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم " (50).

وذكر محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله بإسناده أنه يقرأ بعدها: والحمد لله رب العالمين (51).

وفي الرواية الأولى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت هم الظالمون لآل محمد يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والحمد لله رب العالمين) كذا نزلت (52).

لا إكراه في الدين: إذ الاكراه إلزام الغير فعلا لا يرى فيه خيرا، ولكن قد تبين الرشد من الغى: تميز كل ما هو رشد عن كل ما هو غي، إذ يجب حمل اللام على الاستغراق، لعدم قرينة التخصيص المقام الخطابي، وتبين الرشد من الغي لا تخصيص فيه بزمان دون زمان وبأحد دون أحد، فيفيد تبيين الرشد في كل زمان لكل أحد، فيدل على وجود معصوم في كل زمان اتباعه هو الرشد وعدم اتباعه هو الغي.

فمن يكفر بالطاغوت: فعلوة من الطغيان قلب عينه ولامه، وهم ظالمو حق آل محمد.

روى الشيخ أبو جعفر الطوسي: باسناده إلى الفضل بن شاذان، عن داود بن كثير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أنتم الصلاة في كتاب الله عز وجل وأنتم الزكاة وأنتم الحج، فقال: يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل ونحن الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى: " فأينما تولوا فثم وجه الله " ونحن الآيات ونحن البينات.

وعدونا في كتاب الله عز وجل الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير، يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وجعلنا امنائه وحفظته وخزانه على ما في السماوات وما في الأرض، وجعل لنا أضدادا وأعداء فسمانا في كتابه، وكنى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليه، تكنية عن العدو، وسمى أضدادنا وأعدائنا في كتابه وكنى عن أسمائهم وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عبادة المتقين (53).

وفي مجمع البيان: في الطاغوت خمسة أقوال: أحدها إنه الشيطان، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام (54).

ويؤمن بالله: بالتوحيد والتصديق للرسل في كل ما جاؤوا به، ومن جملتها، بل عمدتها ولاية الأئمة من آل محمد عليهم السلام.

فقد استمسك بالعروة الوثقى: طلب الامساك من نفسه بالعروة الوثقى من الحبل الوثيق، وهي مستعارة لمستمسك المحق من الرأي القويم، اطلق هنا على الايمان بالله، وهو يلازم ولاية الأئمة عليهم السلام.

في أصول الكافي: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد، عن أبان، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى " قال: هي الايمان (55).

علي بن إبراهيم: عن أبيه ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قوله عز وجل: " فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها "، قال: هي الايمان بالله وحده لا شريك (56) له والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

وفي محاسن البرقي: عنه، عن محسن بن أحمد، عن أبان الأحمر، عن أبي جعفر الأحول، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: عروة الوثقى التوحيد، والصبغة الاسلام (57).

وفي كتاب المناقب لابن شهرآشوب: موسى بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام و أبو الجارود عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: " فقد استمسك بالعروة الوثقى " قال: مودتنا أهل البيت (58).

وفي عيون الأخبار: بإسناده إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدي وليعاد عدوه، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده (59).

وفيه فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والأئمة من ولد الحسين عليهم السلام من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى (60).

وفي باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين، أن الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه في كل عصر وأوان، و أنهم العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (61).

وفي كتاب الخصال: عن عبد الله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيبا فقال: في آخر خطبته نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى (62).

وفي كتاب التوحيد: باسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته أنا حبل الله المتين وأنا عروة الله الوثقى (63).

وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام في حديث طويل نحن حجج الله في خلقه وكلمة التقوى والعروة الوثقى (64).

وفي كتاب معاني الأخبار: باسناده إلى عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يستمسك بالعروة التي لا انفصام لها فليستمسك بولاية أخي ووصيي علي بن أبي طالب فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه ولا ينجو من أبغضه وعاداه (65).

وذكر صاحب نهج الايمان (66) في معنى هذه الآية ما هذا لفظه: روى أبو عبد الله الحسين بن جبير رحمه الله في كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب (67) حديثا مسندا إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى فليستمسك بحب علي بن أبي طالب (68).

واعلم أن ما ذكر في الاخبار من تفسير العروة الوثقى، تارة بحب أهل البيت، و تارة بالأئمة، وتارة بولاية الأئمة، وتارة بالنبي، وتارة بأمير المؤمنين.

مؤداة واحدة.

وكذا ما رواه في عيون الأخبار بإسناده إلى الرضا عليه السلام: إنه ذكر القرآن يوما وعظم الحجة فيه، والآية والمعجزة في نظمه، فقال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى (69).

لا ينافي ما سبق من الاخبار، لان كلا منها يستلزم الآخر، إذ المراد بالمحبة والولاية ما هو بالطريق المقرر في القرآن.

﴿الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحب النار هم فيها خلدون (257) ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذي يحى ويميت قال أنا أحي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين (258)﴾

لا انفصام لها: لا انقطاع لها، يقال: فصمته فانفصم، إذا كسرته.

والله سميع: بالأقوال.

عليم: بالنيات وساير الأعمال، وهو وعد للكافر بالطاغوت، وتهديد لغيره.

الله ولى الذين آمنوا: محبهم أو متولي أمرهم.

والمراد بالذين آمنوا، الذين كفروا بالطاغوت وآمنوا بالله بمعنى ذكرناه.

يخرجهم من الظلمات: أي ظلمات الذنوب.

إلى النور: إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل كما يأتي في الخبر، أو يخرجهم بالايمان من الظلمات التي فيها غيرهم إلى نور الايمان، أي يجعل لهم نورا ليس لغيرهم.

وفي كتاب الخصال: عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: المؤمن ينقلب في خمسة من النور، مدخله نور ومخرجه نور وعلمه نور وكلامه نور ومنظره يوم القيامة إلى النور (70).

أو يخرجهم من ظلمات الجهل واتباع الهوى والوساوس، والشبه المؤدية إلى الكفر، (إلى النور إلى الهدى الموصل إلى الايمان.

والجملة خبر بعد خبر، أو حال من المستكن في الخبر، أو من الموصول، أو منهما، أو استيناف مبين أو مقرر للولاية.

والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت: في روضة الكافي: سهل، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام (والذين كفروا: أوليائهم الطواغيت) (71).

قيل: الشياطين، أو المضلات من الهوى والشياطين، وغيرهما.

وعلى الخبر الذي سبق: الظالمون لآل محمد حقهم والذين كفروا أشياعهم.

يخرجونهم من النور إلى الظلمات: من النور الذي منحوه بالفطرة إلى الكفر فساد الاستعداد، أو من نور البينات إلى ظلمات الشكوك والشبهات.

أولئك أصحب النار هم فيها خلدون: وعيد وتحذير وفي تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، قال: قص أبو عبد الله عليه السلام: قصة الفريقين جميعا في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين، فقال: إن الخير والشر خلقان من خلق الله له فيهما المشية في تحويل ما شاء الله فيما قدر فيها حال عن حال، والمشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر، و ذلك إن الله قال في كتابه: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " فالنور هم آل محمد والظلمات عدوهم (72).

وعن مهزم الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله تبارك وتعالى: " لأعذبن كل رعية دانت بإمام ليس من الله وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولاغفرن عن كل رعية دانت بكل إمام من الله وإن كانت الرعية في أعمالها سيئة "، قلت: فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء؟قال: نعم، إن الله تعالى يقول: " الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ".

ثم ذكر الحديث الأول، حديث ابن أبي يعفور (73) برواية محمد بن الحسين، وزاد فيه.

فأعداء علي أمير المؤمنين هم الخالدون في النار وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة (74).

وفي أصول الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل في طينة المؤمن والكافر.

وفيه: أو من كان ميتا فأحييناه، فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر، فكان حياته حين فرق الله بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور (75).

وباسناده إلى الباقر عليه السلام في حديث طويل، في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر يقول فيه عليه السلام: وقد ذكر نزول الملائكة بالعلم فان قالوا من سماء إلى سماء، فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فإن قالوا: من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل لهم: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه، فان قالوا: فإن الخليفة هو حكمهم، فقل: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " إلى قوله: " هم فيها خالدون " لعمري ما في الأرض ولا في السماء ولي لله عز ذكره إلا وهو مؤيد، ومن أيده الله لم يخط، وما في الأرض عدو لله عز ذكره إلا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض كذلك لا بد من وال (76).

عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا، لهم أمانة وصدق ووفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة، ولا الوفاء والصدق، قال: فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا، فأقبل علي كالغضبان، ثم قال: لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان الله بولاية إمام عادل، قلت: ولا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟قال: نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: الا تسمع لقول الله عز وجل: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " يعني ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله عز وجل، وقال: " والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " قال: قلت: أليس الله عنى بها الكفار حين قال: " والذين كفروا " قال: فقال: وأي نور للكافر وهو كافر فاخرج منه إلى الظلمات كذا في تفسير العياشي (77) إنما عنى الله بهذا: إنهم كانوا على نور الاسلام، فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب الله لهم النار مع الكفار، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (78).

وفي أمالي شيخ الطائفة قدس سره بإسناده إلى علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله انه تلا هذه الآية: " فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " قيل: من أصحاب النار يا رسول الله؟قال: من قاتل عليا بعدي فأولئك أصحاب النار مع الكفار فقد كفروا بالحق لما جائهم (79).

ألم تر: تعجيب.

إلى الذي حاج إبراهيم في ربه: وهو نمرود.

أن آتاه الله الملك: لان آتاه، أي أبطره إيتاه الملك.

وحمله على المحاجة، أو حاج لأجله شكرا له على طريق العكس، كقولك عاديتني لان أحسنت إليك، أو وقت أن آتاه الله الملك.

قيل: وهو حجة على من منع إيتاء الله الملك الكافر.

وفيه احتمال كون معنى الايتاء التخلية، فلا يكون حجة عليه.

وفي كتاب الخصال: عن محمد بن خالد باسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ملك الأرض كلها أربعة، مؤمنان وكافران.

فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين.

وأما الكافران نمرود وبخت نصر (2 / 3).

وفي تفسير العياشي عن أبي بصير قال: لما دخل يوسف على الملك قال له: كيف أنت يا إبراهيم؟قال: أنا لست بإبراهيم، أنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال: وهو صاحب إبراهيم الذي حاج إبراهيم في ربه، قال: فكان أربعماءة سنة شابا (80).

وفي مجمع البيان: واختلف في وقت المحاجة، قيل: بعد إلقائه في النار وجعلها بردا وسلاما عن الصادق عليه السلام (81).

إذ قال إبراهيم: ظرف لحاج، أو بدل من أن آتاه على الوجه الثاني.

ربى الذي يحى ويميت: تخلق الحياة والموت في الأجساد.

وقرأ حمزة رب بحذف الياء (82).

قال أنا أحي وأميت: بالعفو عن القتل، والقتل.

وقرأ نافع أنا بالألف (83).

قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب: أعرض إبراهيم عن الاعتراض على معارضته الفاسدة إلى الاحتجاج بما لا يقدر فيه على نحو هذا التمويه، دفعا للمشاغبة، فهو في الحقيقة عدول عن مثال خفي إلى مثال جلي، من مقدوراته التي يعجز بها غيره، لا من حجة إلى أخرى، ولعل نمرود يزعم أنه يقدر أن يفعل كل فعل يفعله الله، فنقضه إبراهيم عليه السلام بذلك، وإنما حمله عليه بطر الملك وحماقته.

فبهت الذي كفر: فصار مبهوتا.

وقرئ (فبهت) أي فغلب إبراهيم الكافر.

والله لا يهدى القوم الظالمين: الذين ظلموا أنفسهم بالامتناع عن قبول الهداية، وقيل: لا يهديهم محجة الاحتجاج، أو سبيل النجاة، أو طريق النجاة يوم القيامة.

في روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن حجر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خالف إبراهيم صلى الله عليه قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمهم، فقال إبراهيم: (ربى الذي يحيي) إلى آخر الآية (84) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.

وفي كتاب ثواب الأعمال: باسناده إلى حنان بن سدير قال: حدثني رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول: إن أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر، أولهم ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم في.

﴿أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم - لبثت قال - لبثت - يوما - أو بعض - يوم قال بل لبثت - مائة عام فانظر إلى طعامك - وشرابك لم يتسنه - وانظر - إلى حمارك ولنجعلك - آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شئ قدير (259)﴾

(85) الحديث يأتي بقيته.

وفيه باسناده إلى إسحاق بن عمار الصيرفي، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام في حديث طويل يقول في آخره: وإن في جوف تلك الحية سبع صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة واثنان من هذه الأمة، قال: قلت جعلت فداك: ومن الخمسة ومن الاثنان؟قال: أما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه قال أنا أحيي وأميت، وفرعون الذي قال أنا ربكم الاعلى، و يهودا الذي هود اليهود، وبولس الذي نصر النصارى، ومن هذه الأمة أعرابيان (86).

أو كالذي مر على قرية: تقديره أو رأيت، فحذف لدلالة (ألم تر) عليه، و تخصيصه بحرف التشبيه، لان المنكر للاحياء كثير، والجاهل بكيفيته أكثر من أن يحصى، بخلاف مدعي الربوبية.

وقيل: الكاف مزيدة، وتقدير الكلام: ألم تر إلى الذي مر.

وقيل: أنه عطف محمول على المعنى، كأنه قيل: ألم تر كالذي حاج، أو كالذي مر.

وقيل: إنه من كلام ذكره جوابا لمعارضته، تقديره: أو إن كنت تحيي فأحي كإحياء الله.

ويؤيده ما روي عن الصادق عليه السلام: إن إبراهيم قال له: أحي من قتلته إن كنت صادقا (87).

قال البيضاوي: الذي مر عزير بن شرحيا، أو الخضر، أو كافر بالبعث ويؤيده نظمه مع نمرود (88) وفي مجمع البيان: أو كالذي مر، هو عزير، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام.

وقيل: هو أرميا، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام (89).

أقول: أما ما روي أنه عزير فما روي عن علي عليه السلام أن عزيرا خرج من أهله وامرأته حامل وله خمسون سنة، فأماته الله ماءة سنة ثم بعثه، فرجع إلى أهله ابن خمسين وله ابن له ماءة سنة، فكان ابنه أكبر منه، فذلك من آيات الله (90).

وما رواه في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بإسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي، عمن حدثه، عن إسماعيل بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل وقد ذكر بخت نصر وأنه قتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا وخرب بيت المقدس وتفرقت اليهود في البلدان، وفي سبعة و أربعين سنة من ملكه بعث الله عز وجل العزير نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله عز وجل أهلها ثم بعثهم له، وكانوا من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت فنزلوا في جوار عزير وكانوا مؤمنين وكان عزير يختلف إليهم ويسمع كلامهم وإيمانهم و أحبهم على ذلك وآخاهم عليه، فغاب عنهم يوما واحدا ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى فحزن عليهم وقال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها، تعجبا منهم حيث أصابهم وقد ماتوا أجمعين في يوم واحد، فأماته الله عز وجل عند ذلك ماءة عام، فهي ماءة سنة، ثم بعثه الله وإياهم وكانوا ماءة ألف مقاتل، ثم قتلهم الله عز وجل أجمعين لم يفلت منهم أحد على يدي بخت نصر (91).

وما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره: قال: حدثني أبي عن إسماعيل بن أبان، عن عمر بن عبد الله الثقفي قال: أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام من المدينة إلى الشام فأنزله معه، وكان يقعد مع الناس في مجالسهم، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك، فقال: ما لهؤلاء القوم؟ألهم عيد اليوم؟فقالوا: لا يا بن رسول الله، لكنهم يأتون عالما في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم، فيخرجونه فيسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم، فقال أبو جعفر عليه السلام: وله علم؟فقالوا: هو من أعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى عليه السلام قال: فهل نذهب إليه؟فقالوا: ذلك إليك يا بن رسول الله قال: فقنع أبو جعفر عليه السلام رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه، فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل، فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو وأصحابه فأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوه، ثم ربطوا عينيه، فقلب عينيه كأنهما عيني أفعى، ثم قصد أبا جعفر فقال: يا شيخ أمنا أنت أم من الأمة المرحومة؟فقال أبو جعفر: بل من الأمة المرحومة، فقال: أمن علمائهم أم من جهالهم؟قال: لست من جهالهم، فقال النصراني: إني أسألك أم تسألني؟فقال أبو جعفر عليه السلام: سلني فقال النصراني: يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول: سلني، ان هذا لعالم بالمسائل، ثم قال: يا عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار أي ساعة هي؟فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، إلى أن قال النصراني: فأسألك أو تسألني؟قال أبو جعفر عليه السلام: سلني، فقال: يا معشر النصارى والله لاسئلنه مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له: سل، فقال: أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت باثنين، حملتهما جميعا في ساعة واحدة و ولدتهما في ساعة واحدة، وماتا في ساعة واحدة، ودفنا في قبر واحد، عاش أحدهما خمسين وماءة سنة وعاش الآخر خمسين سنة من هما؟فقال أبو جعفر: هما عزير و عزرة، كانا حملت أمهما بهما على ما وصفت، ووصفتهما على ما وصفت، وعاش عزير وعزرة كذا وكذا سنة، ثم أمات الله عزيرا ماءة سنة ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة هذه الخمسين سنة وماتا كلاهما في ساعة واحدة، فقال النصراني: يا معشر النصارى ما رأيت بعيني قط أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام، ردوني، فقال: فردوه في كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر (92).

وما رواه العياشي في تفسيره، عن علي بن محمد العلوي، عن علي بن مرزوق، عن إبراهيم بن محمد قال: ذكر جماعة من أهل العلم: إن ابن الكوا قال لعلي عليه السلام: ما ولد أكبر من أبيه من أهل الدنيا؟قال: أولئك ولد عزير حين مر على قرية خربة وقد جاء من ضيعة له تحته حماره، ومعه سلة فيها تين، وكوز فيه عصير مر على قرية خربة فقال: " أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ماءة عام " فتوالد ولده وتناسلوا، ثم بعث الله إليه فأحياه في المولد الذي أماته فيه، أولئك ولده أكبر من أبيهم (93).

وأما ما يدل على أنه إرميا.

فما رواه العياشي أيضا في تفسيره، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها " فقال: إن الله بعث على بني إسرائيل نبيا يقال له إرميا فقال لهم: ما بلد تنقيته من كرائم البلدان، وغرس فيه من كرائم الغرس ونقيته من كل غريبة، فأخلف فانبت خرنوبا (94) قال: فضحكوا واستهزؤوا به، فشكاهم إلى الله، قال: " فأوحى الله إليه أن قل لهم: إن البلد بيت المقدس والغرس بنوا إسرائيل، تنقيته من كل غرس ونحيت عنهم كل جبار، فأخلفوا فعملوا المعاصي، فلأسلطن عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم ويأخذ أموالهم، فإن بكوا لي لم أرحم بكائهم وإن دعوا لم أستجب دعائهم، فشلتهم وفشلت ثم لأخربنها مأة عام، ثم لأعمرنها، فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول الله ما ذنبنا نحن، ولم نكن نعمل بعملهم، فعاود لنا ربك، فصام سبعا فلم يوح إليه شئ، فأكل أكلة ثم صام سبعا فلم يوح إليه شئ فأكل أكلة ثم صام سبعا، فلما أن كان اليوم الواحد والعشرين، أوحى الله إليه لترجعن عما تصنع، أتراجعني في أمر قضيته أو لأردن وجهك على دبرك، ثم أوحى إليه قل لهم: لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فسلط الله عليهم بخت نصر، فصنع بهم ما قد بلغك، ثم بعث بخت نصر إلى النبي فقال: إنك قد نبئت عن ربك وحدثتهم بما أصنع بهم، فإن شئت فأقم عندي وإن شئت فاخرج فقال: لا بل أخرج، فتزود عصيرا وتينا وخرج، فلما أن غاب مد البصر التفت إليها فقال: " أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ماءة عام " أماته غدوة وبعثه عشية قبل أن تغيب الشمس، وكان أول شئ خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض (95) ثم قيل له: " كم لبثت قال لبثت يوما " فلما نظر إلى الشمس لم تغب قال: " أو بعض يوم قال: بل لبثت ماءة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك و لنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما "، قال: فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض، ويرى العروق كيف تجري، فلما استوى قائما قال: " أعلم أن الله على كل شئ قدير " وفي رواية هارون فتزود عصيرا ولبنا (96).

عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا: ألم تر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له، قال: ما تبين لرسول الله إنها في السماوات قال رسول الله: أعلم أن الله على كل شئ قدير، سلم رسول الله للرب وآمن، بقول الله: فلما تبين له قال: أعلم أن الله على كل شئ قدير (97).

وما رواه الشيخ الطبرسي في احتجاجه: عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأمات الله إرميا النبي الذي نظر إلى خراب بيت المقدس وما حوله حين غزاه بخت نصر، فقال: " أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ماءة عام ثم أحياه " ونظر إلى أعضائه كيف يلتئم وكيف يلبس اللحم، وإلى مفاصله وعروقه توصل، فلما استوى قاعدا قال: " أعلم أن الله على كل شي قدير " (98).

وما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره: قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عملت بنوا إسرائيل المعاصي وعتوا عن أمر ربهم، أراد الله أن يسلط عليهم من يذلهم و يقتلهم، فأوحى الله إلى إرميا، يا إرميا ما بلد انتخبته من بين البلدان وغرست فيه من كرائم الشجر، فأخلف فأنبت خرنوبا، فأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل، فقالوا له: راجع ربك ليخبرنا ما معنى هذا المثل؟فصام إرميا سبعا، فأوحى إليه يا إرميا، أما البلد فبيت المقدس، وأما الغرس فإسرائيل وكرائم ولده، وأما ما أنبت فيها فبنوا إسرائيل الذين أسكنتهم فيها، فعملوا بالمعاصي وغيروا ديني وبدلوا نعمتي كفرا، فبي حلفت لأمتحننهم بفتنة يظل الحكيم فيه حيرانا ولأسلطن عليهم شر عبادي ولادة وشرهم مطعما، وليسلطن عليهم بالجبرية، فيقتل مقاتلهم، ويسبي حريمهم و يخرب بيتهم الذي يعتزون به، ويلقي حجرهم الذي يفتخرون به على الناس في المزابل مائة سنة.

وأخبر إرميا أحبار بني إسرائيل، فقالوا: راجع ربك فقل له: ما ذنب الفقراء والمساكين والضعفاء، فصام إرميا سبعا ثم أكل أكلة فلم يوح إليه شئ، ثم صام سبعا فأكل أكلة فلم يوحى إليه شئ، ثم صام سبعا فأوحى الله إليه يا إرميا لتكفن عن هذا أو لأردن وجهك إلى قفاك، قال: ثم أوحى الله إليه قل لهم لأنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه، فقال إرميا: رب أعلمني من هو حتى آتيه وآخذ لنفسي وأهل بيتي منه أمانا؟فقال: أئت موضع كذا وكذا فانظر إلى غلام أشدهم زمنا، وأخبثهم ولادة، وأضعفهم جسما، وأشرهم غذاء فهو ذاك، فأتى إرميا ذلك البلد فإذا هو بغلام في خان زمن ملقى في مزبلة وسط الخان، وإذا له أم تزبي (99) بالكسر وتفت الكسر في قصعة وتحلب عليه لبن خنزيرة لها، ثم تدنيه من ذلك الغلام فيأكله، فقال إرميا: إن كان في الدنيا الذي وصفه الله فهو هذا، فدنا منه فقال: ما اسمك؟فقال: بخت نصر، فعرف انه هو، فعالجه حتى برء، ثم قال: لا تعرفني؟قال: لا أنت رجل صالح قال: أنا إرميا نبي بني إسرائيل، أخبرني الله أنه سيسلطك على بني إسرائيل فتقتل رجالهم، وتفعل بهم كذا وكذا، فتاه الغلام في نفسه في ذلك الوقت، ثم قال إرميا: اكتب لي كتابا بأمان منك، فكتب له كتابا، وكان يخرج إلى الجبل ويحتطب ويدخل المدينة، فدعا إلى حرب بني إسرائيل وكان مسكنهم في بيت المقدس، فأجابوه، وأقبل بخت نصر فيمن أجابه نحو بيت المقدس، وقد اجتمع عليه بشر كثير، فلما بلغ إرميا إقباله نحو بيت المقدس، استقبله على حمار له ومعه الأمان الذي كتبه له بخت نصر، فلم يصل إليه إرميا من كثرة جنوده وأصحابه.

فصير الأمان على خشبة ورفعها، فقال: من أنت؟فقال: أنا إرميا النبي الذي بشرتك بأنك سيسلطك الله على بني إسرائيل وهذا أمانك لي، قال: أما أنت فقد أمنتك، وأما أهل بيتك فاني أرمي من ههنا إلى بيت المقدس، فإن وصلت رميتي إلى بيت المقدس فلا أمان لهم عندي وإن لم تصل فهم آمنون، وانتزع قوسه ورمى نحو بيت المقدس فحملت الريح النشابة حتى علقتها في بيت المقدس، فقال لهم: لا أمان لهم عندي.

فلما وافى، نظر إلى جبل من تراب وسط المدينة، وإذا دم يغلي وسطه كلما القي عليه التراب خرج وهو يغلي، فقال: ما هذا؟فقالوا: هذا دم نبي كان لله فقتله ملوك بني إسرائيل ودمه يغلي كلما ألقينا عليه التراب خرج يغلي.

فقال بخت نصر: لأقتلن بني إسرائيل أبدا حتى يسكن هذا الدم.

وكان ذلك الدم دم يحيى بن زكريا وكان في زمانه ملك جبار يزني بنساء بني إسرائيل، وكان يمر بيحيى بن زكريا، فقال له يحيى: اتق الله أيها الملك لا يحل لك هذا، فقالت له امرأة من اللواتي التي كان يزني بهن حين سكر: أيها الملك اقتل يحيى، فأمر أن يؤتى برأسه فاتى برأس يحيى في طشت، وكان الرأس يكلمه ويقول: يا هذا اتق الله لا يحل لك هذا، ثم غلى الدم في الطشت حتى فاض إلى الأرض فيخرج يغلي ولا يسكن.

وكان بين قتل يحيى وبين خروج بخت نصر ماءة سنة، فلم يزل بخت نصر يقتلهم، وكان يدخل قرية قرية فيقتل الرجال والنساء والصبيان وكل حيوان والدم يغلي ولا يسكن حتى أفناهم.

ثم قال: هل بقي أحد في هذه البلاد؟قالوا: عجوز في موضع كذا وكذا، فبعث إليها فضرب عنقها على الدم فسكن وكانت آخر من بقي.

ثم أتى بابل فبنى بها مدينة وأقام وحفر بئرا فألقى فيها دانيال وألقى معه اللبوة (100) فجعلت اللبوة يأكل طين البئر ويشرب دانيال لبنها فلبث بذلك زمانا، فأوحى الله إلى النبي الذي كان في بيت المقدس أن أذهب بهذا الطعام والشراب إلى دانيال واقرأه مني السلام، قال: وأين هو يا رب؟قال: هو في بئر بابل في موضع كذا وكذا قال: فأتاه فاطلع في البئر فقال: يا دانيال قال: لبيك صوت غريب؟قال: إن ربك يقرئك السلام وقد بعث إليك بالطعام والشراب، فدلاه إليه قال: فقال دانيال: الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه، الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي يجزي بالاحسان إحسانا، الحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، الحمد لله الذي يكشف ضرنا (حزننا) عند كربتنا، الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تنقطع الحيل، الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ساء ظننا بأعمالنا.

قال: فاؤري بخت نصر في نومه كأن رأسه من حديد ورجليه من نحاس وصدره من ذهب، قال: فدعى المنجمين فقال لهم: ما رأيت؟قالوا: ما ندري ولكن قص علينا ما رأيت، فقال: أنا أجري عليكم الأرزاق منذ كذا وكذا ولا تدرون ما رأيت في المنام، فأمر بهم فقتلوا، قال: فقال له بعض من كان عنده، إن كان عند أحد شئ فعند صاحب الجب فإن اللبوة لم تعرض له وهي تأكل الطين وترضعه، فبعث إلى دانيال فقال: ما رأيت في المنام؟قال: رأيت كان رأسك من حديد ورجليك من نحاس وصدرك من ذهب، قال: هكذا رأيت، فما ذاك؟قال: قد ذهب ملكك، وأنت مقتول إلى ثلاثة أيام، يقتلك رجل من ولد فارس، قال: فقال له: إن علي سبع مدائن على باب كل مدينة حرس، وما رضيت بذلك حتى وضعت بطة من نحاس على باب كل مدينة، لا يدخل غريب الا صاحت عليه حتى يؤخذ، قال: فقال له: إن الامر كما قلت لك، قال: فبث الخيل وقال: لا تلقون أحدا من الخلق إلا قتلتموه كائنا من كان، وكان دانيال جالسا عنده وقال: لا تفارقني هذه الثلاثة أيام، فإن مضت قتلتك، فلما كان اليوم الثالث ممسيا أخذه الغم فخرج فتلقاه غلام كان يخدم ابنا له من أهل فارس وهو لا يعلم أنه من أهل فارس فدفع إليه سيفه وقال له: يا غلام لا تلقي أحدا من الخلق إلا وقتلته وإن لقيتني أنا فاقتلني، فأخذ الغلام سيفه فضرب به بخت نصر ضربة فقتله.

فخرج إرميا على حماره ومعه تين قد تزوده وشئ من عصير، فنظر إلى سباع البر وسباع البحر وسباع الجو تأكل تلك الجيف، ففكر في نفسه ساعة، ثم قال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها وقد أكلتهم السباع فأماته الله مكانه، وهو قول الله تبارك وتعالى: " أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ماءة عام ثم بعثه " أي أحياه.

فلما رحم الله بني إسرائيل وأهلك بخت نصر رد بني إسرائيل إلى الدنيا، وكان عزير لما سلط الله بخت نصر على بني إسرائيل هرب ودخل في عين وغاب فيها، وبقي إرميا ميتا ماءة سنة ثم أحياه الله تعالى، فأول ما أحيا منه عينيه في مثل غرقئ البيض، فنظر فأوحى الله تعالى إليه: " كم لبثت قال لبثت يوما " ثم نظر إلى الشمس وقد ارتفعت فقال: " أو بعض يوم " فقال الله تعالى: " بل لبثت ماءة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه " - أي لم يتغير - وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما " فجعل ينظر إلى العظام البالية المتفطرة تجمع إليه وإلى اللحم الذي قد أكلته السباع يتألف إلى العظام من ها هنا وها هنا ويلتزق بها حتى قام وقام حماره فقال: " اعلم أن الله على كل شئ قدير " (101).

فقد ظهر لك من تلك الأخبار: أن تلك الحكاية وقعت بالنظر إلى عزير وارميا كليهما، ويمكن أن يكون قوله: " أو كالذي مر على قرية " إشارة إلى كليهما علي سبيل البدل، والقرية بيت المقدس حين خربه بخت نصر.

وقيل: القرية التي منها الألوف.

وقيل: غيرهما، واشتقاقها من القرى وهو الجمع.

وهي خاوية على عروشها: خالية ساقطة حيطانها على سقوفها.

قال أنى يحى هذه الله بعد موتها: اعتراف بالقصور عن معرفة طريق الاحياء، واستعظام لقدرة المحيي و " انى " في موضع نصب على الظرف بمعنى متى، أو على الحال بمعنى كيف.

فأماته الله مائة عام: فألبثه ميتا ماءة عام.

ثم بعثه: بالاحياء.

قال أي الله، وقيل: ملك، أو نبي آخر.

كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم: قال قبل النظر إلى الشمس يوما، ثم التفت فرأى بقية منها فقال أو بعض يوم على سبيل الاضراب.

قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه: لم يتغير بمرور الزمان.

واشتقاقه من السنة والهاء أصلية إن قدر لام السنة هاء، وهاء سكت إن قدرت واوا.

وقيل: أصله لم يتسنن، من الحمأ المسنون، فأبدلت النون الثالثة حرف علة كتقضى البازي (102).

وإنما أفرد الضمير؟لان الطعام والشراب كالجنس الواحد.

وقد سبق في الخبر إن طعامه كان تينا وشرابه عصيرا ولبنا، وكان الكل على حاله.

وقرأ حمزة والكسائي (لم يتسن) بغير الهاء في الوصل (103).

وانظر إلى حمارك: كيف تفرقت عظامه، أو انظر إليه سالما في مكانه كما ربطته.

﴿وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم (260)﴾

ولنجعلك آية للناس: أي وفعلنا ذلك لنجعلك آية.

وانظر إلى العظام: يعني عظام الحمار، أو عظام الموتى التي تعجبت من احيائها، أو عظامه.

كيف ننشزها: كيف يجنيها، أو نرفع بعضها إلى بعض، و (كيف) منصوب ب? (ننشزها) والجملة حال من العظام، أي انظر إليها محياة.

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب ننشرها من أنشر الله الموتى، وقرئ ننشرها من نشرهم، بمعنى أنشرهم (104).

ثم نكسوها لحما فلما تبين له: فاعل تبين مضمر، يفسره ما بعده و تقديره فلما تبين له إن الله على كل شي قدير.

قال أعلم أن الله على كل شئ قدير: فحذف الأول لدلالة الثاني عليه، أو ما قبله، أي فلما تبين له ما أشكل عليه.

وقرأ حمزة والكسائي قال: إعلم، على الأر، والامر مخاطبه، أو هو نفسه خاطبها به على طريقة التبكيت (105).

وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحى الموتى: قيل: إنما سأل ذلك؟ليصير علمه عيانا.

وقيل: لما قال نمرود: أنا أحيي وأميت، قال له: إن إحياء الله تعالى برد الروح إلى بدنها، فقال نمرود: هل عاينته؟فلم يقدر أن يقول نعم، وانتقل إلى تقدير آخر ثم سأل ربه أن يريه ليطمئن قلبه على الجواب إن سأل عنه مرة أخرى.

قال أولم تؤمن: باني قادر على الاحياء، قال ذلك له وقد علم أنه آمن، ليجيب بما أجاب به فيعلم السامعون غرضه.

قال بلى ولكن ليطمئن قلبي: أي بلى آمنت ولكن سألته لأزيد بصيرة بمضامة العيان إلى الوحي.

وفي محاسن البرقي: عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله لإبراهيم " أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " أكان في قلبه شك؟قال: لا كان على يقين ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه (106).

وفي تفسير العياشي: عن علي بن أسباط، أن أبا الحسن الرضا عليه السلام سئل عن قول الله عز وجل: " قال ولكن ليطمئن قلبي " أكان في قلبه شك؟قال: لا ولكن أراد الزيادة في يقينه، قال: والجزء واحدة من عشرة (107).

وفي روضة الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى جيفة على ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البر، تجيئ سباع البحر فتأكل ما في الماء، ثم ترجع فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، وتجئ سباع البر فتأكل منها، فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، فعند ذلك تعجب إبراهيم مما رأى فقال: " رب أرني كيف تحي الموتى " قال: كيف تخرج ما تناسل الذي أكل بعضها بعضا " قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " يعني أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها، ف? " قال خذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزأ " فقطعهن واخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضا، فخلط " ثم اجعل على كل جبل منهن جزأ ثم أدعهن يأتينك سعيا " فلما دعاهن أجبنه، وكانت الجبال عشرة (108).

قال فخذ أربعة من الطير: نسرا، وبطا، وطاووسا، وديكا.

وروي: الطاووس، والحمامة، والديك، والهدهد (109).

وروي: الديك، والحمامة، والطاووس، والغراب (110).

وخص الطير لأنه أقرب إلى الانسان، وأجمع لخواص الحيوان.

والطير مصدر سمي به، أو جمع كصحب.

فصرهن إليك: واضممهن إليك، لتتأملها وتتعرف شأنها، لئلا يلتبس عليك بعد الاحياء.

وقرأ حمزة ويعقوب فصرهن بالكسر، وهما لغتان، وقرئ فصرهن بضم الصاد وكسرها، مشددة الراء من صره يصره إذا جمعه وحضرهن من التصرية، وهي الجمع أيضا (111).

ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا: وقرأ أبو بكر جزء بضم الزاي حيث وقع (112) أي ثم جزئهن وفرق بأجزائهن على الجبال التي بحضرتك.

ثم أدعهن: بأسمائهن.

يأتينك سعيا: مسرعات طيرانا.

واعلم أن الله عزيز: لا يعجز عما يريد.

حكيم: ذو حكمة بالغة في كل ما يفعله ويذره.

وفي عيون الأخبار: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، رضي الله عنه قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله أليس من قولك أن الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل " وعصى آدم ربه " إلى أن قال: فأخبرني عن قول إبراهيم: " رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " قال الرضا عليه السلام: إن الله تعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: إني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته، فوقع في نفس إبراهيم عليه السلام أنه ذلك الخليل فقال: " رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " على الخلة؟قال: " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزأ ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم " فأخذ إبراهيم نسرا وبطا وطاووسا وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله، وكانت عشرة، منهن جزءا، وجعل مناقيرهن بين أصابعه ثم دعاهن بأسمائهن ووضع عنده حبا وماء فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الأبدان وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فطرن ثم وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير قال المأمون: بارك الله فيك يا أبا الحسن (113).

وفيه في باب استسقاء المأمون بالرضا عليه السلام بعد جري كلام بين الرضا و بين بعض أهل النصب من حجاب فغضب الحاجب عند ذلك فقال: يا بن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث الله تعالى بمطر يقدر وقته لا يتقدم ولا يتأخر جعلته آية تستطيل بها، وصولة تصول بها كأنك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم عليه السلام لما أخذ رأس الطير بيده ودعا أعضاءها التي كان فرقها على الجبال فأتينه سعيا وتركبن على الرؤوس فخفقن وطرن بإذن الله عز وجل، فإن كنت صادقا فيما توهم فأحي هذين وسلطهما علي، فإن ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فأما ماء المطر المعتاد فلست أنت أحق بأن يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعا كما دعوت.

وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون الذي كان مستندا إليه وكانا متقابلين على المسند، فغضب علي بن موسى الرضا عليه السلام وصاح بالصورتين دونكما الفاجر، فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا أثرا، فوثبت الصورتان وقد عادت أسدين فتناولا الحاجب ورضاه وهشماه وأكلاه ولحسا دمه والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون، فلما فرغا أقبلا على الرضا عليه السلام وقالا له: يا ولي الله في أرضه ماذا تأمرنا أن نفعل بهذا، نفعل به فعلنا هذا، يشيران إلى المأمون، فغشي على المأمون مما سمع منهما، فقال الرضا عليه السلام: قفا، فوقفا، ثم قال الرضا عليه السلام: صبوا عليه ماء ورد وطيبوه، ففعل ذلك به، وعاد الأسدان يقولان: أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟قال: فإن لله عز وجل فيه تدبيرا ممضيه، فقالا: ماذا تأمرنا؟فقال: عودا إلى مقركما كما كنتما، فعادا إلى المسند وصارا صورتين كما كانتا، فقال المأمون: الحمد لله الذي كفاني شر حميد بن مهران، يعني الرجل المفترس، ثم قال للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله هذا الامر لجدكم رسول الله صلى الله عليه وآله ثم لكم ولو شئت لنزلت عنه لك، فقال الرضا عليه السلام: لو شئت لما ناظرتك ولم أسألك، فإن الله عز وجل قد أعطاني من طاعة ساير خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين، إلا جهال بني آدم، فإنهم وإن خسروا حظوظهم فلله عز وجل فيه تدبير، وقال: أمرني بترك الاعتراض عليك؟وإظهار ما أظهر من العمل من تحت يدك كما أمر يوسف بالعمل من تحت يد فرعون، قال: فما زال المأمون ضئيلا إلى أن قضى في علي بن موسى الرضا ما قضى (114).

وفي كتاب الخصال: عن أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله تعالى: " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا الآية " قال: أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب فذبحهن وعزل رؤوسهن ثم نحز أبدانهن في المنحاز (115) بريشهن ولحومهن وعظامهن حتى اختلطت ثم جزأهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل ثم وضع عنده حبا وماء، ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم قال: اتين سعيا بإذن الله، فتطاير بعضها إلى بعض اللحوم والريش والعظام حتى استوت الأبدان كما كانت وعاد كل بدن حتى التزق برقبته التي فيها رأسه والمنقار، فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فوقعن فشربن من ذلك الماء ولتقطن من ذلك الحب ثم قلن يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيي ويميت، فهذا تفسير الظاهر.

قال عليه السلام: وتفسيره في الباطن، خذ أربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهن علمك، ثم ابعثهن في أطراف الأرض حججا على الناس، وإذا أردت أن يأتوك دعوتهم بالاسم الأكبر يأتوك سعيا بإذن الله تعالى (116).

وفي هذا الكتاب: وروي أن الطيور التي أمر بأخذها، الطاوس والنسر والديك والبط (117).

وفي تفسير العياشي: عن عبد الصمد قال: جمع لأبي جعفر المنصور القضاة، فقال لهم: أوصى رجل بجزء من ماله، فكم الجزء؟فلم يعلموا كم الجزء وشكوا فيه، فأبرد بريدا إلى صاحب المدينة أن يسأل جعفر بن محمد عليهما السلام رجل أوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟فقد أشكل ذلك على القضاة فلم يعلموا كم الجزء، فأن هو أخبرك به، وإلا فاحمله على البريد ووجهه إلي، فأتى صاحب المدينة أبا عبد الله عليه السلام فقال له: إن أبا جعفر بعث إلي أن أسألك عن رجل أوصى بجزء من ماله، وسأل من قبله من القضاة فلم يخبروه ما هو، وقد كتب إلي إن فسرت ذلك له، وإلا حملتك على البريد إليه؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: هذا في كتاب الله بين، إن الله يقول: مما قال إبراهيم " رب أرني كيف تحيي الموتى " إلى قوله: " على كل جبل منهن جزءا " كانت الطير أربعة والجبال عشرة، يخرج الرجل من عشرة أجزاء جزء واحدا، وإن إبراهيم دعا بمهراس (118) فدق فيه الطير جميعا، وحبس الرؤوس عنده، ثم أنه دعا بالذي أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج، والى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا، فأهوى نحو إبراهيم، فقال إبراهيم: ببعض الرؤوس فاستقبله به فلم يكن الرأس الذي استقبله لذلك البدن حتى انتقل إليه غيره فكان موافقا للرأس، فتمت العدة وتمت الأبدان (119).

وفي الخرائج والجرائح: وروي عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند الصادق عليه السلام مع جماعة فقلت: قول الله لإبراهيم: " خذ أربعة من الطير فصرهن إليك " أكانت أربعة من أجناس مختلفة أو من جنس واحد؟قال: أتحبون أن أريكم مثله؟قلنا: بلى، قال: يا طاووس، فإذا طاووس طار إلى حضرته، ثم قال: يا غراب، فإذا غراب بين يديه، ثم قال: يا بازي، فإذا بازي بين يديه، ثم قال: يا حمامة فإذا حمامة بين يديه، ثم أمر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها، وأن يخلط ذلك كله بعضه ببعض، ثم أخذ رأس الطاووس فقال: يا طاووس فرأيت لحمه و عظامه وريشه تتميز عن غيرها حتى التصق ذلك كله برأسه وقام الطاووس بين يديه حيا ثم صاح بالغراب كذلك وبالبازي والحمامة كذلك فقامت كلها أحياء بين يديه (120).


1- المناقب لابن شهرآشوب: ص 184، باب أمانة أبي جعفر الباقر عليه السلام.

2- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 130، في تفسيره لقوله تعالى " فلما فصل طالوت بالجنود ".

3- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 83، في تفسيره لقوله تعالى: " فشربوا منه إلا قليلا ".

4- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 83، في تفسيره لقوله تعالى: " فشربوا منه إلا قليلا ".

5- لم نعثر عليه.

6- تفسير العياشي: ج 1، ص 134، ح 444.

7- رجاء يكون فيه زاد الراعي وماله.

8- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 82.

9- كتاب الخصال: ص 248، باب الأربعة (ملوك الأنبياء في الأرض أربعة)، ح 110.

10- كتاب الخصال: ص 225، باب الأربعة، إن الله عز وجل اختار من كل شئ أربعة، قطعة من حديث 58.

11- بحار الأنوار، ج 14، ص 15، كتاب النبوة، باب قصص داود، لفظه (وكان عمر داود عليه السلام لما توفي مائة سنة صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وكانت مدة ملكه أربعين سنة) وفي كتاب كمال الدين: الباب 46 باب ما جاء في التعمير، ص 524، قطقه من حديث 3.

12- نور الثقلين: ج 1، ص 253، ح 1004 نقلا عن تفسير علي بن إبراهيم.

13- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 131.

14- الكافي: ج 2، ص 451، كتاب الايمان والكفر، باب أن الله يدفع بالعامل عن غير العامل، ح 1.

15- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 83، في تفسيره لآية (251) من سورة البقرة.

16- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 357، في نقل القصة لآية (251) من سورة البقرة.

17- رواه الطبرسي في مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 357 في نقل القصة لآية (251) من سورة البقرة وقريب منه ما في أصول الكافي: ج 2، ص 276، كتاب الايمان والكفر، باب الذنوب، ح 31 ولفظ الحديث (عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن لله عز وجل في كل يوم وليلة مناديا ينادي: مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله، فلولا بهائم رتع وصبية رضع وشيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا) وأورده في مستدرك الوسائل: ج 2، ص 353، كتاب الجهاد، الباب 96 من أبواب جهاد النفس و ما يناسبه ح 5 ولفظه " وعنه صلى الله عليه وآله ان لله تعالى ملكا ينزل في كل ليلة، فينادي يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا، ويا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنيا، ويا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء ربكم، ويا أبناء الخمسين أتتكم النذير، ويا أبناء الستين زرع آن حصاده، ويا أبناء السبعين نودي لكم فأجيبوا، ويا أبناء الثمانين أتتكم الساعة وأنتم غافلون، ثم يقول: لولا عباد ركع ورجال خشع و صبيان رضع وأنعام رتع لصب عليكم العذاب صبا ".

18- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 357، الآية 251، من سورة البقرة.

19- وقرأ اليماني: كالم الله، من المكالمة، ويدل عليه قولهم: كليم الله، بمعنى مكالمه. الكشاف: ج 1، ص 290، في تفسيره لآية 254، من سورة البقرة.

20- عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 262، باب 26، ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى، قطعة من حديث 22.

21- سورة مريم: الآية 57.

22- تفسير العياشي: ج 1، ص 135، ح 447.

23- الكافي: ج 2، ص 214، كتاب الايمان والكفر، باب الكبائر، ح 16.

24- أصبغ بفتح الهمزة وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة ثم العين المعجمة، ونباته بضم النون وفتح الباء الموحدة والألف وتائين مثناتين فوقانيتين أولهما مفتوحة من أصحاب علي والحسن عليهما السلام، وروى عن علي عليه السلام عهد الأشتر ووصيته إلى محمد ابنه، وروى أيضا الأحاديث الواردة في أن الحسين عليه السلام يقتل بكربلا، وعن أبي الجارود قال: قلت للأصبغ بن نباته: ما كان منزلة هذا الرجل فيكم؟قال: ما أدري ما تقول، إلا أن سيوفنا كانت على عواتقنا فمن أومى إليه ضربناه بها، وكان يقول لنا تشترطوا تشترطوا فوالله ما اشتراطكم لذهب ولا فضة وما اشتراطكم إلا للموت، إن قوما من قبلكم من بني إسرائيل تشارطوا بينهم فمات أحد منهم حتى كان نبي قومه أو نبي قريته أو نبي نفسه وإنكم لبمنزلتهم إلا إنكم لستم أنبياء، وفي حديث إن أمير المؤمنين دعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع فقال: أدخل علي عشرة من ثقاتي، فقال: سمهم لي يا أمير المؤمنين فقال له: ادخل أصبغ بن نباته الحديث، فظهر أنه كان من شرطة الخميس ومن أجلاء أصحابه عليه السلام. تنقيح المقال: ج 1، ص 150، تحت رقم 982 ملخصا.

25- احتجاج الطبرسي: ج 1، ص 169، إحتجاج أمير المؤمنين عليه السلام بعد دخوله البصرة بأيام على من قال من أصحابه أنه ما قسم الفيئ فينا بالسوية.

26- كتاب الأمالي للطوسي: ج 1، الجزء السابع، ص 200.

27- الكافي: ج 8، ص 270، ح 398.

28- سورة آل عمران: الآية 98.

29- سورة فصلت: الآية 7.

30- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 7، باب 2 ما جاء في مانع الزكاة، ح 9.

31- الخرائج في اعلام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ص 96 وتمام الحديث (فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه ودخل ذنبه بين رجليه وركب الطريق راجعا من حيث جاء فقال ابن عمي ما سمعت كلاما أحسن من كلامك هذا فقلت: هذا كلام الإمام جعفر بن محمد قال: أشهد أنه إمام فرض الله طاعته، وما كان ابن عمي يعرف قليلا وكثيرا. قال: فدخلت على أبي عبد الله من قابل فأخبرته الخبر فقال: ترى اني لم أشهدكم، بئس ما ترى، ثم قال: إن لكل ولي اذن سامعة وعينا ناظرة ولسانا ناطقا، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: أنا والله صرفته عنكما وعلامة ذلك أنكما في البرية على شاطئ النهر واسم ابن عمك حبيب عندنا والله ما كان ليمته حتى يعرف هذا الامر. قال: فرجعت إلى الكوفة فأخبرت به ابن عمي بمقالة أبي عبد الله ففرح فرحا شديدا وسر به وما زال مستبصرا حتى مات) ورواه في أصول الكافي ج 2، كتاب الدعاء، باب الحرز والعوذة ص 572، ح 11، إلى قوله (وأدخل ذنبه بين رجليه وانصرف).

32- الكافي: ج 6، ص 529، كتاب الزي والتجمل، باب تشييد البناء، ح 3 و 4 و 7.

33- الكافي: ج 6، ص 529، كتاب الزي والتجمل، باب تشييد البناء، ح 3 و 4 و 7.

34- الكافي: ج 6، ص 529، كتاب الزي والتجمل، باب تشييد البناء، ح 3 و 4 و 7.

35- من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 269، باب 176، باب النوادر وهو آخر أبواب الكتاب، ح 1.

36- الخصال: ص 523، أبواب العشرين وما فوقه، الخصال التي سأل عنها أبو ذر رحمه الله رسول الله صلى الله عليه وآله، قطعة من ح 13.

37- الخصال: ص 616، حديث أربعماءة.

38- الكافي: ج 2، ص 624، باب فضل القرآن، قطعة من حديث 21.

39- ثواب الأعمال: ص 104، ثواب من قرأ آية الكرسي عند منامه ومن قرأها عقيب كل صلاة.

40- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 65، باب 31، فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة، ح 289.

41- كتاب التوحيد: ص 173، باب 28، نفي المكان والزمان والسكون والحركة والنزول والصعود والانتقال عن الله عز وجل قطعة من حديث 2.

42- تفسير علي بن إبراهيم: ج 2، ص 361، في تفسير سورة الحشر.

43- محاسن البرقي: ص 183، كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن باب 44، شيعتنا آخذون بحجزتنا، ح 174.

44- كتاب التوحيد: ص 327، باب 52، معنى قول الله عز وجل: وسع كرسيه السماوات والأرض، ح 1.

45- كتاب التوحيد: ص 327، باب 52 معنى قول الله عز وجل: وسع كرسيه السماوات والأرض، ح 3.

46- الكافي: ج 1، ص 102، كتاب التوحيد، باب العرش والكرسي، ح 3.

47- كتاب التوحيد: ص 321، باب 50 معنى العرش وصفاته قطعة من حديث 1.

48- والقي بالكسر والتشديد من القوي وهي الأرض القفر الخالية، ومنه ما في حديث زينب العطارة: هذه الأرض بمن عليها كحلقة في فلاة قي مجمع البحرين: ج 1، ص 350، في لغة قوا.

49- كتاب التوحيد: ص 277 باب 38، ذكر عظمة الله جل جلاله، قطعة من حديث 1.

50- الكافي: ج 8، ص 154، ح 143، وفيهما اختلاف فاحش في الألفاظ والجملات، فلاحظ.

51- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 85، في تفسيره لآية الكرسي.

52- كتاب التوحيد: ص 248، باب 36، باب الرد على الثنوية والزنادقة قطعة من حديث 1.

53- عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 129، باب 11، ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد، ح 24.

54- الكافي: ج 2، ص 621، كتاب فضل القرآن، ح 5.

55- الكافي: ج 8، ص 290، ح 438.

56- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 84، قطعة من حديث طويل.

57- الكافي: ج 8، ص 290، ح 438.

58- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 85، قطعة من حديث طويل.

59- بحار الأنوار: ج 24، ص 303، كتاب الإمامة، ح 14، نقلا عن كنز الفوائد.

60- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 364، في بيان المعنى لآية 256، من سورة البقرة.

61- الكافي: ج 2، ص 12، باب في أن الصبغة هي الاسلام، قطعة من حديث 3.

62- الكافي: ج 2، ص 12، في أن الصبغة هي الاسلام، قطعة من حديث 1.

63- المحاسن: كتاب مصابيح الظلم، ص 240، باب 24، جوامع من التوحيد ح 221.

64- لم أعثر عليه في المناقب ولكن رواه في الصافي: ج 1، ص 262، في تفسيره لقوله تعالى (فقد استمسك بالعروة الوثقى) عن الباقر عليه السلام.

65- عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 227، باب 28، فيما جاء عن الإمام عليه السلام من الاخبار المتفرقة قطعة من حديث 43.

66- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 58، باب 31، فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة، ح 217.

67- عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 121، باب 35، ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين، قطعة من حديث 1.

68- كتاب الخصال: ص 432، باب العشرة (عشر خصال جمعها الله عز وجل لنبيه وأهل بيته صلوات الله عليهم) قطعة من حديث 14.

69- كتاب التوحيد: ص 164، باب 22، معنى جنب الله عز وجل قطعة من حديث 2.

70- كتاب كمال الدين وتمام النعمة: ص 202، باب 21، العلة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام عليه السلام الحديث 6.

71- معاني الأخبار: ص 368، باب معنى العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ح 1.

72- هو الشيخ علي بن يوسف الشهير بابن جبير وسبط ابن جبير، له كتاب نهج الايمان في الإمامة والمناقب، رتبه في 48 فصلا، جمعه المؤلف من ألف كتاب، كما صرح بذلك في أوله. وابن جبير هذا حفيد ابن جبير صاحب نخب المقال. (الذريعة: ج 24، ص 411، تحت رقم 2169).

73- الناخب هو أبو عبد الله الحسين بن جبير تلميذ نجيب الدين علي بن فرج الذي كان تلميذ ابن شهرآشوب المؤلف، وابن جبير هذا هو جد علي بن يوسف المعروف بسبط ابن جبير ومؤلف نهج الايمان، له كتاب المناقب لآل أبي طالب وهو منتخب في مناقب آل أبي طالب تصنيف محمد بن علي بن شهرآشوب. (الذريعة: ج 24، ص 88، تحت رقم 462).

74- مناقب آل أبي طالب: ج 3، ص 76، فصل في أنه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين، والاذن الواعية، والنبأ العظيم.

75- عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 130، باب 35، ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين، قطعة من حديث 9.

76- كتاب الخصال: ص 277، باب الخمسة (المؤمن ينقلب في خمسة من النور)، ح 20.

77- الكافي: ج 8، ص 289، ح 436.

78- تفسير العياشي: ج 1، ص 138، ح 461.

79- تفسير العياشي: ج 1، ص 138، ح 460، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم إلى آخره والحديث طويل.

80- تفسير العياشي: ج 1، ص 139، ح 462 وتمام الحديث: (والمؤمنون بعلي عليه السلام هم الخالدون في الجنة وان كانوا في أعمالهم (سيئة) على ضد ذلك).

81- الكافي: ج 2، ص 4، كتاب الايمان والكفر، باب طينة المؤمن والكافر قطعة من حديث 7.

82- الكافي: ج 1، نهاية، ص 245، كتاب الحجة، باب في شأن إنا أنزلناه في ليلة القدر وتفسيرها قطعة من حديث 1 وهو طويل.

83- أي ما بين القوسين زائد من تفسير العياشي وليس في الأصول كما أشار إليه المصنف بقوله (كذا في تفسير العياشي).

84- تفسير العياشي: ج 1، ص 138، ح 460. والكافي: ج 1، ص 307، كتاب الحجة باب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله، ح 3.

85- أمالي الطوسي: ج 1، ص 374، الجزء الثالث عشر، وتمام الحديث (ألا وإن عليا منى فمن حاربه فقد حاربني وأسخط ربي ثم دعا عليا فقال: يا علي حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي).

86- بخت: أصله بوخت ومعناه ابن ونصر: كبقم صنم (نقلا عن هامش بحار الأنوار: ج 14 ص 351 باب 25 قصص إرميا ودانيال وعزير وبخت نصر).

87- كتاب الخصال: ص 255، باب الأربعة ملك الأرض كلها أربعة مؤمنان وكافران، ح 130 و تمام الحديث " واسم ذي القرنين عبد الله بن ضحاك بن معد ".

88- تفسير العياشي: ج 1، ص 139 في تفسيره لقوله تعالى (ربي الذي يحيي ويميت) ح 464.

89- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 367 في تفسيره لآية 258 من سورة البقرة.

90- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 135.

91- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 135.

92- الكافي: ج 8، ص 368، قطعة من حديث 559.

93- ثواب الأعمال: ص 214، كتاب عقاب الأعمال، عقاب ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم.

94- ثواب الأعمال ص 215 كتاب عقاب الأعمال عقاب ابن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود الذي حاج إبراهيم.

95- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 367 في تفسيره لآية 258 من سورة البقرة.

96- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 135.

97- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 370 في تفسيره لآية 259 من سورة البقرة.

98- رواه في مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 370 في بيان المعنى لآية 259، من سورة البقرة.

99- كمال الدين وتمام النعمة: ص 226، الباب الثاني والعشرون، باب اتصال الوصية من لدن آدم عليه السلام وأن الأرض لا تخلو من حجة لله عز وجل على خلقه إلى يوم القيامة، قطعة من حديث 20.

100- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، ص 98، في تفسيره لآية (زين للناس حب الشهوات) من سورة آل عمران.

101- تفسير العياشي: ج 1، ص 141، ح 468.

102- والخروب بالضم والتشديد: نبت معروف، والخرنوب بالنون لغة فيه، مجمع البحرين: ج 2، ص 53، في لغة (خرب). (خرنب) قال الأزهري في الرباعي: الخروب والخرنوب شجر ينبت في جبال الشام له حب كحب الينبوت، يسميه صبيان أهل العراق القثاء الشامي، وهو يابس أسود. لسان العرب: ج 1، ص 351، في لغة خرنب.

103- والغرقئ كزبرج: القشرة الملتزقة ببياض البيض، أو البياض الذي يؤكل، ومنه حديث لسفيان الثوري حين دخل على أبي عبد الله عليه السلام فرأى عليه ثيابا كأنها غرقئ البيض، قال الفراء همزته زائدة، مجمع البحرين: ج 5، ص 222، في لغة غرق.

104- تفسير العياشي: ج 1، ص 140، ح 466.

105- تفسير العياشي: ج 1، ص 141، ح 467.

106- الاحتجاج: ج 2، ص 344، احتجاج أبي عبد الله الصادق عليه السلام في أنواع شتى من العلوم الدينية على أصناف كثيرة من أهل الملل والديانات.

107- الزبيه: حفيرة يشتوى فيها ويختبز، وزبى اللحم وغيره: طرحه فيها. لسان العرب: ج 14، ص 353.

108- واللبوة بضم الباء: الأنثى من الأسود والهاء فيها لتأكيد التأنيث كما في ناقة، لأنها ليس لها مذكر حتى يكون الهاء فارقة وسكون الباء مع الهمزة وإبدالها واوا لغتان فيها (مجمع البحرين: ج 1، ص 371، في لغة لبا).

109- تفسير علي بن إبراهيم: ج 1، في تفسيره للآية الشريفة من ص 86 إلى ص 91.

110- في هامش بعض النسخ التي عندنا ما لفظه (التقضض نزول الطير من الجو، وأصله التقضض أبدلت الضاد الأخيرة ياء) وفي الهامش أيضا (فلما اجتمعت ثلاث نونات قلبت الأخيرة ياءا ثم أبدلت الياء بالهاء).

111- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 136.

112- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 136.

113- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 136.

114- المحاسن: ص 247، كتاب مصابيح الظلم من المحاسن باب 29 باب اليقين والصبر في الدين، ح 249.

115- تفسير العياشي: ج 1، ص 143، ح 472.

116- روضة الكافي: ص 305، قطعة من حديث 473.

117- الخصال: ص 265، قطعة من حديث 146.

118- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 373، في تفسيره لآية 260 من سورة البقرة قال وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام ورواه السيوطي في الدر المنثور: عن مجاهد في تفسيره للآية الشريفة ج 1، ص 335.

119- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 137.

120- أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج 1، ص 137.