الآية 141 - 150

﴿تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون (141)﴾

أم تقولون: يحتمل على قراءة التاء أن تكون (أم) معادلة للهمزة في (أتحاجوننا) بمعني أي الامرين يأتون للمحاجة في حكم الله أم ادعاء اليهودية والنصرانية على الأنبياء، والمقصود إنكارهما والتوبيخ عليهما معا، وأن تكون منقطعة بمعنى بل تقولون، والهمزة على قراءة الياء لا تكون إلا منقطعة.

إن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى: ولم يكونوا مسلمين.

قل أأنتم أعلم أم الله: وأنه شهد لهم بالاسلام في قوله: " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما " (1).

ومن أظلم ممن كتم شهدة عنده من الله: أي شهادة الله لإبراهيم بالحنيفية، و " من " فيه كما في قولك: " هذه شهادة مني لفلان "، إذا شهدت له، والمعنى أن أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم لأنهم كتموا هذه الشهادة وهم عالمون بها، أو إنا لو كتمنا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منا فلا نكتمها، أو الأعم من المعنيين، وفي الأخيرين تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد (عليه السلام) بالنبوة في كتبهم، والآية تدل على كفر من كتم شهادة الله بالولاية، وعلى كفر أهل الخلاف.

﴿سيقول السفهاء من الناس ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صرط مستقيم (142)﴾

وتقريره: ان نص النبي على شئ شهادة الله عليه، فكتمان نص النبي كتمان شهادة الله، وكتمان شهادة الله أشد الظلم، فهو إما الكفر أو أشد منه، وعلى كلا التقديرين يلزم المدعى.

ويدل عليه أيضا ما رواه في الفقيه عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في أثناء خبر قال: فقلت له: أرأيت من جحد الامام منكم ما حاله؟فقال: من جحد إماما من الله وبرئ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الاسلام، لان الامام من الله ودينه دين الله، ومن برئ من دين الله فهو كافر و دمه مباح في تلك الحال، إلا أن يرجع ويتوب إلى الله عز وجل مما قال (2).

وما الله بغفل عما تعملون: وعيد لهم، وقرئ بالتاء.

تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون: قيل: التكرير للمبالغة في التحذير والزجر عما استحكم في الطبائع من الافتخار بالآباء والاتكال عليهم، أو الخطاب فيما سبق لهم.

وفي هذه الآية لنا تحذير عن الاقتداء بهم.

أو المراد بالأمة في الأول الأنبياء، وفي الثاني أسلاف اليهود والنصارى.

سيقول السفهاء من الناس: الذين خفت أحلامهم واستمهنوها بالتقليد والاعراض عن النظر، يريد المنكرين لتغيير القبلة من المنافقين واليهود والمشركين.

وفائدة تقديم الاخبار، توطين النفس وإعداد الجواب، وفي المثل: قتل الرمي برأس السهم.

ما ولهم: ما صرفهم؟عن قبلتهم التي كانوا عليها: وهي بيت المقدس.

قل لله المشرق والمغرب: بلاد الشرق والغرب، أو الأرض كلها.

يهدي من يشاء إلى صرط مستقيم: وهي ما توجبه الحكمة والمصلحة من توجيههم تارة إلى بيت المقدس وأخرى إلى الكعبة.

وفي تفسير الإمام (عليه السلام) عند قوله عز وجل: ما ننسخ من آية أو ننسها، وفي الاحتجاج عنه (عليه السلام) أيضا قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة أمره الله عز وجل أن يتوجه نحو بيت المقدس في صلاته، ويجعل الكعبة بينه و بينها إذا أمكن، وإذا لم يمكن استقبل بيت المقدس كيف كان.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل ذلك طول مقامه بها ثلاث عشرة سنة، فلما كان بالمدينة و كان متعبدا باستقبال بيت المقدس، استقبله وانحرف عن الكعبة، وكان متعبدا سبعة عشر شهرا، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون: والله ما يدري محمد كيف يصلي حتى صار يتوجه إلى قبلتنا، ويأخذ في صلاته بهدينا ونسكنا، فاشتد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما اتصل به عنهم وكره قبلتهم وأحب الكعبة، فجاءه جبرئيل (عليه السلام)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل لوددت لو صرفني الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، ولقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبا، فقال جبرئيل: فسل ربك أن يحولك إليها، فإنه لا يردك عن طلبتك ولا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعاءه صعد جبرئيل (عليه السلام) ثم عاد من ساعته فقال: اقرأ يا محمد " قد نرى تقلب وجهك في السماء " الآية.

فقالت اليهود عند ذلك " ما وليهم عن قبلتهم التي كانوا عليها " فأجابهم الله بأحسن جواب، فقال: " قل لله المشرق والمغرب " وهو يملكهما، وتكليفه التحول إلى جانب كتحويله لكم إلى جانب آخر، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، هو مصلحتهم و مؤديهم بطاعته إلى جنات النعيم.

وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا محمد هذه القبلة بيت المقدس قد صليت إليها أربع عشرة سنة ثم تركتها، أفحقا كان ما كنت عليه، فقد تركته إلى باطل فإن ما يخالف الحق فهو باطل، أو كان باطلا فقد كنت عليها طول المدة، فلا يؤمننا أن تكون الآن على باطل؟فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل كان ذلك حقا وهذا حق، يقول الله تعالى: " قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " إذا عرف صلاحكم يا أيها العباد في استقبال المشرق أمركم به، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به، وإن عرف صلاحكم في غيرهما أمركم به، فلا تنكروا تدبير الله تعالى في عباده وقصده إلى مصالحكم.

ثم قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد تركتم العمل يوم السبت ثم عملتم به في سائر الأيام ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده، أفتركتم الحق إلى الباطل، أو الباطل إلى حق، أو الباطل إلى باطل، أو الحق إلى الحق، قولوا: كيف شئتم فهو قول محمد وجوابه لكم، قالوا: بل ترك العمل في السبت حق والعمل بعده حق، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق، ثم قبلة الكعبة في وقتها حق، فقالوا يا محمد: فبدا لربك فيما كان أمرك به بزعمك من الصلاة إلى بيت المقدس وحين نقلك إلى الكعبة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بدا له عن ذلك فإنه العالم بالعواقب والقادر على المصالح، لا يستدرك على نفسه غلطا ولا يستحدث رأيا بخلاف المتقدم جل عن ذلك، ولا يقع عليه أيضا مانع يمنعه عن مراده، وليس يبدو إلا لمن كان هذا صفته، وهو جل وعز يتعالى عن هذه الصفات علوا كبيرا.

ثم قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها اليهود أخبروني عن الله أليس يمرض ثم يصح ويصح ثم يمرض، أبدا له في ذلك؟أليس يحيي ويميت، أبدا له في كل واحد من ذلك؟قالوا: لا، قال: فكذلك الله تعبد نبيه بالصلاة إلى الكعبة بعد أن كان تعبد بالصلاة إلى بيت المقدس، وما بدا له في الأول.

قال: أليس الله يأتي بالشتاء في أثر الصيف والصيف بعد الشتاء، أبدا له في كل واحد من ذلك؟ قالوا: لا، قال: فكذلك لم يبد له في القبلة، ثم قال: أليس قد ألزمكم في الشتاء أن تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة، وألزمكم في الصيف أن تحترزوا من الحر، فبدا له في الصيف حتى أمركم بخلاف ما كان أمركم في الشتاء؟قالوا: لا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فكذالكم الله في تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم تعبده في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه بشئ آخر، فإذا أطعتم الله في الحالين استحققتم ثوابه، وأنزل الله " ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله " إذا توجهتم بأمره فثم الوجه الذي تقصدون منه الله وتأملون ثوابه.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عباد الله أنتم المرضى والله رب العالمين كالطبيب، وصلاح المريض فيما يعلمه الطبيب ويدبره، لا فيما يشتهيه و يقترحه، ألا فسلموا لله أمره تكونوا من الفائزين (3) انتهى.

وهذا الخبر كما ترى يدل على نفي البداء لله تعالى.

وقد روى محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر، وأن يقر لله بالبداء (4).

فوقع التنافي بين الخبرين.

وقد روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: لو علم الناس ما في القول بالبداء من الاجر ما فروا عن الكلام فيه (5).

فينبغي التكلم في الجمع بين الخبرين فأقول: البداء له معنيان: الأول: أن يبدو له رأي غير الرأي الأول، لمفسدة في الرأي الأول، أو لمحمدة في الرأي الثاني لم يعلم به سابقا.

وهو بهذا المعنى منفي عنه تعالى عن ذلك علوا كبيرا، وهو المراد في الخبر الأول.

والثاني: أن يكون في علمه السابق أن الصلاح في وقت معين في الفعل الفلاني، وإذا جاز ذلك الوقت فالمصلحة في الشئ الفلاني، وكان في علمه السابق تغيير ذلك الشئ إذا جاء وقته.

أو كان مقررا في علمه السابق أن زيدا إن لم يعمل بالخيرات مات في وقت كذا، وإن عمل مات في وقت بعده مع علمه بوقوع أحدهما، لكن كان ذلك العلم مخزونا عنده لا يبديه لاحد من ملائكته وأنبيائه وأئمته.

والبداء إنما يكون بهذا المعنى، فالبداء في الحقيقة في علم الملك أو النبي أو الامام، بمعنى الظهور لأحدهم غير ما ظهر لهم أولا، لا في علمه تعالى بذلك المعنى، وهو المراد حيث أثبت له البداء، تعالى الله عما يقول الظالمون.

ويؤيد هذا المعنى ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: العلم علمان: فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلم علمه ملائكته ورسله.

فما علمه ملائكته ورسله فإنه سيكون لا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويثبت ما يشاء (6).

وأيضا قد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو، من ذلك يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبياءه، فنحن نعلمه (7).

﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله و ما كان الله ليضيع إيمنكم إن الله بالناس لرءوف رحيم (143)﴿

وكذلك جعلناكم أمة: اي مثل ذلك الجعل العجيب جعلناكم أمة.

روى الصدوق: يعني أئمة (8).

وسطا: أي خيارا، وقيل للخيار وسط، لان الأطراف يتسارع إليها الخلل.

وقال الصدوق: أي عدلا وواسطة بين الرسول والناس (9).

لتكونوا شهداء على الناس: يعني يوم القيامة.

ويكون الرسول عليكم شهيدا: روي في التفاسير أن الأمم يوم القيامة يجحدون بتبليغ الأنبياء، فيطالب الله الأنبياء بالبينة على أنهم قد بلغوا وهو أعلم، فيؤتى بأمة محمد (صلى الله عليه وآله) فيشهدون، فتقول الأمم: من أين عرفتم؟فيقول: علمنا ذلك بإخبار الله في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق، فيؤتى بمحمد (صلى الله عليه وآله) فيسأل عن حال أمته، فيزكيهم ويشهد بعدالتهم، و ذلك قوله: " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (10).

وفي الكافي (11)، والعياشي: عن الباقر (عليه السلام): نحن الأمة الوسط ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه وسمائه (12) وفي حديث ليلة القدر: عنه، عن علي (عليه السلام) وأيم الله لقد قضي الامر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف، ولذلك جعلهم شهداء على الناس يشهد محمد (صلى الله عليه وآله) ونشهد على شيعتنا، ويشهد شيعتنا على الناس (13).

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل: بإسناده عن سليم بن قيس عن علي (عليه السلام): إن الله تعالى إيانا عني بقوله: " لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله: " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " (14).

وروى العياشي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال (عليه السلام): نحن نمط الحجاز، قيل: وما نمط الحجاز؟قال: أوسط الأنماط، إن الله يقول: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم، قال: ولا يكون شهداء على الناس إلا الأئمة (عليهم السلام)، فأما الأمة فإنه غير جائز أن يشهدها الله وفيهم من لا تجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل (15).

وما جعلنا القبلة التي كنت عليها: هي بيت المقدس، أي غيرناه إلى الكعبة.

وقيل: هي الكعبة، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يصلي بمكة إلى الكعبة، ثم أمر بالصلاة إلى صخرة بيت المقدس بعد الهجرة تألفا لليهود، ثم حول إلى الكعبة، وينافيه ما رويناه سابقا من أنه (عليه السلام) كان يصلي بمكة إلى بيت المقدس.

إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه: يرتد عن دينه، إلفا لقبلة آبائه.

وذلك أن هوى أهل المدينة كان في بيت المقدس، فأمرهم بمخالفته، ليبين من يوافق محمدا فيما يكرهه، وقال (لنعلم) ولم يزل عالما بذلك، إما لان المراد ليعلم رسول الله والمؤمنون، والاسناد إلى ذاته لأنهم خواصه، أو لان المراد ليتميز التابع من الناكص بوضع العلم موضع التميز، لان العلم يقع به التميز، أو لان المراد لنعلم علما يتعلق به الخبر، أو هو أن يعلمه موجودا حاصلا.

والأخير مروي في التفسير المنسوب إلى الامام (16) وفي الاحتجاج أيضا (17).

وإن كانت: إن هي المخففة التي تلزمها اللام الفارقة، والضمير في كانت للصلاة إلى بيت المقدس، أو لما دل عليه قوله " وما جعلنا القبلة " من الردة أو التحويلة أو الجعلة.

لكبيرة: لثقيلة شاقة إلا على الذين هدى الله، وعرف أن الله يتعبد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلي طاعته في مخالفة هواه.

وفي الكشاف: أنه يحكى عن الحجاج أنه قال للحسن: ما رأيك في أبي تراب؟فقرأ قوله: إلا على الذين هدى الله: ثم قال: وعلي منهم وهو ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وختنه على ابنته وأقرب الناس إليه وأحبهم (18).

وما كان الله ليضيع إيمنكم: أي صلاتكم.

﴿قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغفل عما يعملون (144)﴾

روى العياشي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الايمان أقول هو وعمل، أم قول بلا عمل؟فقال: الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل مفترض من الله مبين في كتابه، واضح نوره ثابتة حجته، يشهد له بها الكتاب و يدعو إليه، ولما أن صرف نبيه إلى الكعبة عن بيت المقدس قال المسلمون للنبي (صلى الله عليه وآله): أرأيت صلاتنا التي كنا نصلي إلى بيت المقدس ما حالنا فيها، وحال من مضى من أمواتنا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟فأنزل الله: " وما كان الله ليضيع إيمانكم " فسمى الصلاة إيمانا، فمن لقي الله حافظا لجوارحه، موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عليه لقي الله مستكملا لايمانه وهو من أهل الجنة، ومن خان في شئ منها وتعدى ما أمر الله فيها لقي الله ناقص الايمان (19).

وقرئ ليضيع بالتشديد.

إن الله بالناس لرءوف: لا يضيع أجورهم.

رحيم: لا يترك ما يصلحهم.

قد نرى: ربما نرى، وأصل الرؤية إدراك الشئ بالبصر، ويستعمل بمعنى العلم.

تقلب وجهك في السماء: تردده تطلعا على الوحي، في موضع مفعولي (نرى) أو هو مما لمفعول واحد.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقع في روعه ويتوقع من ربه أن يحوله إلى الكعبة، لأنها قبلة إبراهيم (عليه السلام) وأقدم القبلتين، وأدعى للعرب إلى الايمان، ولمخالفة اليهود، وذلك على كمال أدبه حيث انتظر ولم يسأل.

فلنولينك قبلة: فلنمكننك من استقبالها، من قولك: وليته كذا، إذا صيرته واليا له، أو فلنحولنك إلى جهتها.

ترضها: تحبها وتتشوق إليها لمقاصد دينية وافقت مشيئة الله تعالى وحكمه.

والرضا والمحبة نظيران، ويظهر الفرق بأن ضد المحبة: البغض وضد الرضا: السخط.

فول وجهك شطر المسجد الحرام: أي نحوه.

قال الشاعر: وقد أظلكم من شطر ثغركم * هول له ظلم يغشاكم قطعا (20) - أي من نحو ثغركم وتلقائه.

وقيل: جانبه، لان الشطر لما انفصل عن الشئ، من شطر إذا انفصل، ودار شطورة أي منفصلة عن الدور، ثم استعمل لجانبه، وإن لم ينفصل كالقطر.

وقيل: شطر الشئ نصفه، من شطرت الشئ جعلته نصفين.

و " الحرام " المحرم كالكتاب بمعنى المكتوب، والحساب بمعنى المحسوب.

أي محرم فيه القتال، أو ممنوع من الظلمة أن يتعرضوه.

وذكر (المسجد) دون الكعبة، لان البعيد يكفيه مراعاة الجهة، بخلاف القريب.

والنبي (صلى الله عليه وآله) كان حينئذ في المدينة بعد أن صلى إلى بيت المقدس سته عشر شهرا، ثم وجه إلى الكعبة في رجب بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين، وقد صلى بأصحابه في مسجد بني سلمة ركعتين من الظهر، فتحول في الصلاة، واستقبل الميزاب وتبادل الرجال والنساء صفوفهم، فسمي المسجد مسجد القبلتين.

وحيث ما كنتم: في الأرض في بر أو بحر أو سهل أو جبل في بيت المقدس وفي غيره.

فولوا وجوهكم شطره: تخصيص الخطاب بالنبي أولا، تعظيمه (عليه السلام)، والتصريح بعموم الحكم.

وفيه تأكيد لأمر القبلة وتحضيض للأمة على المتابعة وسلوك طريق الاسترواح والرفق بالمأمورين.

وإن الذين أوتوا الكتب: علماء اليهود، وقيل: هم والنصارى.

ليعلمون أنه: أي التحويل أو التوجيه.

الحق من ربهم: لأنه كان في بشارة الأنبياء لهم أن يكون نبي في صفاته كذا وكذا، وكان في صفاته أن يصلي إلى القبلتين.

وما الله بغفل عما يعملون: وعد للمطيعين ووعيد لغيرهم.

وقرئ بالتاء.

قال ابن عباس: أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا من شأن القبلة (21)، وقال قتادة: نسخت هذه الآية ما قبلها (22).

والأقوى أنه مما نسخ السنة بالقرآن كما قاله جعفر بن مبشر، لأنه ليس في القرآن ما يدل على التعبد بالتوجه إلى بيت المقدس.

ومن قال: نسخت قوله: " فأينما تولوا فثم وجه الله " (23)، ففيه أن هذه الآية عندنا مخصوصة بالنوافل في حال السفر، روي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) (24) وليست مخصوصة، واختلف في صلاة النبي إلى بيت المقدس، فقال قوم: كانت صلاته (عليه السلام) بمكة إلى الكعبة فلما هاجر إلى المدينة أمر بالصلاة إليه ثم حول إلى

﴿ولئن أتيت الذين أوتوا الكتب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين (145)﴾

الكعبة أيضا، وقال آخرون: كانت صلاته بمكة أيضا إلى بيت المقدس، إلا أنه يجعل الكعبة بينه وبينها، ولا يصلي في مكان لا يمكن هذا فيه.

وقال آخرون: كان يصلي بمكة وبعد قدومه المدينة إلى بيت المقدس ولم يكن عليه أن يجعل الكعبة بينه وبينها، ثم أمر بالتوجه إلى الكعبة.

ولئن أتيت: اللام موطئة للقسم، أي والله.

الذين أوتوا الكتب: من علماء اليهود والنصارى، وقيل: جميع أهل الكتاب.

بكل آية: برهان وحجة على أن الكعبة قبلة.

ما تبعوا قبلتك: جواب القسم المضمر ساد مسد الشرط، سواء قدر القسم مقدما على الشرط، فيتعين كون الجواب له، ولا يصح جعله جزاء للشرط ومؤخرا عنه، فيسوغ الأمران بقرينة ترك الفاء وهو لازم في الماضي المنفي، وفيه من القطع بعدم المتابعة ما ليس في جعله جزاء للشرط، وإن أكد بالقسم، والمعنى ما تركوا قبلتك لشبهة تنزيلها بحجة وإنما خالفوك عنادا.

وما أنت بتابع قبلتهم: قطع لطمعهم، فإنهم قالوا: لو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن يكون صاحبنا الذي ننتظره، تغريرا له وطمعا في رجوعه، وقبلتهم وإن تعددت لكنها متحدة بالبطلان ومخالفة الحق، أو الاقرار للاشعار بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) لا يمكن له المتابعة لواحد.

﴿الذين آتيناهم الكتب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون (146) الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (147) ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرت أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير (148)﴾

وما بعضهم بتابع قبلة بعض: فإن يهود تستقبل صخرة، والنصارى مطلع الشمس، لا يرجى توافقهم، لتصلب كل حزب فيما هو فيه، وفيه تسلية الرسول (صلى الله عليه وآله) بأن عنادهم لا يخصه، ورد لاعتلالهم بأنه لا يجوز مخالفة أهل الكتاب فيما ورثوه عن أنبياء الله، وأن بيت المقدس لم تزل كان قبلة الأنبياء، فهو أولى بأن يكون قبلة، أي فكما جاز أن يخالف بين جهتهم للاستصلاح جاز أن يخالف بجهة ثالثة في زمان آخر للاستصلاح.

ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم: على سبيل الفرض والتقدير.

إنك إذا لمن الظالمين: أكد تهديده وبالغ فيه من سبعة أوجه، تعظيما للحق المعلوم، وتحريضا على اقتفائه، وتحذيرا عن متابعة الهوى، وتأكيدا للاجتناب عنه.

الذين آتيناهم الكتب: يعني علمائهم.

يعرفونه: قيل: الضمير لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو للعلم، أو القرآن، أو التحويل.

كما يعرفون أبناءهم: أي يعرفونه بأوصافه كمعرفة أبنائهم لا يلتبسون عليهم بغيرهم.

وفي أصول الكافي عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، رفعه عن محمد بن داود الغنوي، عن الأصبغ بن نباته في حديث طويل فيه يقول (عليه السلام): فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله عز وجل: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم، يعرفون محمدا والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك إنك الرسول إليهم فلا تكونن من الممترين (25).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى، قال الله تبارك وتعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه، يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما يعرفون أبناءهم، لان الله عز وجل أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد (صلى الله عليه وآله) وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجرته، وهو قول الله عز وجل: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل " (26).

فهذه صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التوراة والإنجيل وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب، كما قال جل جلاله: " فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به " (3 / 4).

وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون: تخصيص لمن عاند واستثناء لمن آمن.

الحق من ربك: كلام مستأنف، و (الحق) إما مبتدأ خبره (من ربك) واللام للعهد والإشارة إلى ما عليه الرسول (صلى الله عليه وآله)، أو الحق الذي يكتمونه، أو للجنس، والمعنى أن الحق ما ثبت أنه من الله تعالى كالذي أنت عليه، لا ما لم يثبت كالذي عليه أهل الكتاب، وإما خبر مبتدأ محذوف، أي هو الحق و (من ربك) حال أو خبر بعد خبر، وقرئ بالنصب على أنه بدل من الأول، أو مفعول (يعلمون).

فلا تكونن من الممترين: أي الشاكين في أنه من ربك، أو في كتمانهم الحق عالمين به، والمراد أما تحقيق الامر وأنه بحيث لا يشك فيه ناظر، أو أمر الأمة باكتساب المعارف المزيحة للشك على الوجه الأبلغ، وإلا فالشك غير متوقع من الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولا يكون بقصد واختيار في غيره.

ولكل وجهة: أي ولكل أمة قبلة، أو لكل قوم جهة وجانب من الكعبة والتنوين بدل الإضافة.

هو موليها: أحد المفعولين محذوف، أي هو موليها وجهه، أو الله تعالى موليها وجهه.

وقرئ لكل وجهة بالإضافة والمعنى: وكل وجهة الله تعالى موليها أهلها، واللام مزيدة للتأكيد، جبرا لضعف العامل، وقرأ ابن عامر مولى، أي هو مولى تلك الجهة قد وليها.

فاستبقوا الخيرت: من أمر القبلة وغيره مما يوجب السعادة، وأعظمها الولاية، بل ينحصر فيها، كما يأتي في الخبر.

أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا: أي يجمعكم للحساب أو أينما تكونوا من الجهات المتقابلة، يجعل صلاتكم كأنها إلى جهة واحدة، أو الخطاب لأصحاب القائم (عليه السلام) على ما رواه أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه الله في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) بإسناده إلى سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (عليهم السلام): إني لأرجو أن يكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فقال (عليه السلام): يا أبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملاها عدلا وقسطا هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيه وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب، يجتمع إليه أصحابه عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض، ذلك قول الله عز وجل: " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير " فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد - وهو عشرة آلاف رجل - خرج بإذن الله عز وجل، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضي الله تعالى.

قال عبد العظيم: فقلت: يا سيدي كيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي؟قال: يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما (27).

وبإسناده إلى أبي خالد الكابلي، عن سيد العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أصحاب بدر، فيصبحون بمكة، وهو قول الله عز وجل: " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " وهم أصحاب القائم (عليه السلام) (28).

وبإسناده إلى محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام) قوله عز وجل: أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا، إنهم ليفتقدون عن فرشهم ليلا فيصبحون بمكة، وبعضهم يسير في السحاب يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قال: فقلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا؟قال: الذي يسير في السحاب نهارا (29).

وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): والله لكأني أنظر إلى القائم وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد حقه، إلى أن قال: هو والله المضطر في كتاب الله في قوله: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض " (30)، فيكون أول من يبايعه جبرئيل ثم الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا، فمن كان ابتلي بالمسير وافى، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنين (عليه السلام): هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله عز وجل: " فاستبقوا الخيرات، أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " قال: الخيرات: الولاية (31).

وذكر الشيخ المفيد في كتاب الغيبة بإسناده عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: المعني بهذا الخطاب أصحاب القائم (عليه السلام)، قال بعد ذكر علامات ظهوره: ثم يجمع الله له أصحابه وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر، يجمعهم الله له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف (32)، وهي يا جابر الآية التي ذكرها الله في كتابه " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا " (33).

إن الله على كل شئ قدير: فيقدر على الإماتة والاحياء والجمع.

﴿ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغفل عما تعملون (149) ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولاتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون (150)﴾

ومن حيث خرجت: للسفر.

فول وجهك شطر المسجد الحرام: إذا صليت.

وإنه: أي هذا الامر.

للحق من ربك وما الله بغفل عما تعملون: وقرأ أبو عمرو بالياء.

ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره: تكرير هذا الحكم لتعدد علله، فإنه ذكر للتحويل ثلاث علل، تعظيم الرسول بابتغاء مرضاته، وجري العادة الإلهية على أن يولي كل صاحب دعوة جهة يستقبلها، ودفع حجج المخالفين.

وقرن بكل علة معلولها كما يقرن المدلول بكل واحد من دلائله تقريرا وللتأكيد، لان القبلة لها شان والنسخ من مظان الفتنة.

لئلا يكون للناس عليكم حجة: علة ل? (ولوا) والمعنى أن التولية عن الصخرة إلى الكعبة تدفع احتجاج اليهود بأن المنعوت في التوراة قبلته الكعبة، والمشركين بأنه يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته.

إلا الذين ظلموا: استثناء من الناس، أي لا يكون حجة إلا للمعاندين.

منهم: فإنهم يقولون: ما تحول إلى الكعبة إلا ميلا إلى دين قومه وحبا لبلده، وبدا له فرجع إلى قبلة آبائه ويوشك إلى دينهم أن يرجع.

ويسمي هذه حجة.


1- كتاب الغيبة للنعماني: باب 7، ما روي فيمن شك في واحد من الأئمة، ص 129، ح 3، و رواه في الوسائل: ج 18، ص 565، الباب 10، من أبواب حد المرتد، ح 38.

2- تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص 201، في تفسير قوله تعالى: " ما ننسخ من آية " الآية. وفي احتجاج الطبرسي: ج 1، ص 40، احتجاجه (صلى الله عليه وآله وسلم) على اليهود في جواز نسخ الشرائع وفي غير ذلك.

3- الكافي: ج 1، ص 148، كتاب التوحيد، باب البداء، ح 15.

4- الكافي: ج 1، ص 148، كتاب التوحيد، باب البداء، ح 12.

5- الكافي: ج 1، ص 147، كتاب التوحيد، باب البداء، ح 6.

6- الكافي: ج 1، ص 147، كتاب التوحيد، باب البداء، ح 8.

7- تفسير القمي: ج 1، ص 63، قال: وأما قوله: " وكذلك جعلناكم أمة وسطا "، يعني أئمة وسطا، أي عدلا وواسطة بين الرسول والناس.

8- تفسير القمي: ج 1، ص 63، قال: وأما قوله: " وكذلك جعلناكم أمة وسطا "، يعني أئمة وسطا، أي عدلا وواسطة بين الرسول والناس.

9- تفسير الكشاف: ج 1، ص 199.

10- الكافي: ج 1، ص 190، باب في أن الأئمة شهداء على الناس، ح 2.

11- تفسير العياشي: ج 1، ص 62، ح 11.

12- الكافي: ج 1، ص 366، باب في شأن انا أنزلناه في ليلة القدر، قطعة من ح 7.

13- شواهد التنزيل: ج 1، ص 92، ومما نزل فيهم (عليهم السلام) " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " ح 129، ورواه في مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 224.

14- تفسير العياشي: ج 1، ص 63، ح 111، وفيه بعد قوله تعالى: " وكذلك جعلناكم أمة وسطا " ما لفظه، قال: ثم قال: إلينا يرجع القالي وبنا يلحق التالي. وأما بقية الحديث الذي أورده المصنف قدس سره فهو مضمون الحديث 114، في تفسير العياشي فلا حظ.

15- تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص 202، قال: ولما قال الله عز وجل: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها، وهي بيت المقدس، إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه إلا لنعلم ذلك منه موجودا بعد أن علمناه سيوجد.

16- وفي الاحتجاج: ص 42، في احتجاجه (صلى الله عليه وآله) على اليهود في جواز نسخ الشرائع مثله.

17- الكشاف: ج 1، ص 201، في تفسير آية 143، من سورة البقرة.

18- تفسير العياشي: ج 1، ص 63، ح 115.

19- قائله لقيط الأيادي على ما قاله الفخر الرازي في التفسير الكبير: ج 4، ص 112، وضبط في المصراع الأول (شعركم) بدل (ثغركم) واستشهد به في مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 226، وفي الجامع لاحكام القرآن للقرطبي: ج 2، ص 159، وفي تفسير البحر المحيط لأبي حيان من دون تعرض لقائله.

20- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 227.

21- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 227.

22- سورة البقرة: الآية 115.

23- لاحظ الوسائل: ج 3، ص 242، كتاب الصلاة، الباب 15 من أبواب القبلة، أحاديث 18 و 19 و 23.

24- الكافي: ج 2، ص 283، ح 16، وفي تفسير البرهان: ج 1، ص 161، ح 1.

25- سورة الفتح: الآية 29.

26- سورة البقرة: الآية 89.

27- تفسير علي بن إبراهيم القمي: ج 1، ص 32.

28- كمال الدين وتمام النعمة: ص 377، باب 36، ما روي عن أبي جعفر الثاني في النص على القائم وغيبته وأنه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام)، ح 2.

29- كمال الدين وتمام النعمة: ص 654، باب 57، ما روي في علامات خروج القائم (عليه السلام)، ح 21.

30- كمال الدين وتمام النعمة: ص 672، باب 58، في نوادر الكتاب، ح 24.

31- سورة النمل: الآية 62.

32- تفسير علي بن إبراهيم القمي: ج 2، ص 205 في سورة سبأ في تفسيره الآية: " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت ". الآية.

33- وفي حديث علي كرم الله وجهه حين ذكر يعسوب الدين فقال: يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف، يعني قطع السحاب، لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق، ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك (لسان العرب: ج 8، في لغة قزع). وفي حديث علي: فيجتمعون إليه كما تجتمع قزع الخريف، مثله في أصحاب القائم يجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف أي قطع السحاب المتفرقة، قيل: وإنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرق غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك (مجمع البحرين: ج 4، ص 378، في لغة قزع).