الآية 121 - 130

﴿الذين آتيناهم الكتب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون (121)﴾

ولن ترضى: وإن بالغت في إرضائهم.

عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم: كأنهم قالوا: لن نرضى عنك حتى تتبع ملتنا، إقناطا منهم لرسول الله عن دخولهم في الاسلام، فحكى الله عز وجل كلامهم، ولذلك قال تعالى: قل: تعليما للجواب.

إن هدى الله هو الهدى: لا ما تدعون إليه.

ولئن اتبعت أهواءهم: أي أقوالهم التي هي أهواء وبدع.

بعد الذي جاءك من العلم: من الوحي، أو الدين المعلوم صحته بالبراهين الصحيحة.

مالك من الله من ولى ولا نصير: يدفع عنك عقابه.

وفي هذه الآية دلالة على أن من علم الله تعالى منه أنه لا يعصي، يصح وعيده، لأنه علم أن نبيه (عليه السلام) لا يتبع أهوائهم، والمقصود منه التنبيه على أن حال أمته فيه أغلظ من حاله، لان منزلتهم دون منزلته.

وقيل: الخطاب للنبي والمراد أمته.

الذين آتيناهم الكتب: يريد مؤمني أهل الكتاب، أو مطلقهم.

﴿يبنى إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين (122) واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفعة ولا هم ينصرون (123)﴾

يتلونه حق تلاوته: بمراعاة اللفظ عن التحريف، والتدبر في معناه، والعمل بمقتضاه.

وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار، يسأل في الأولى ويستعيذ من الأخرى (1).

والجملة خبر للموصول على التقدير الأول لأهل الكتاب، وحال مقدرة على التقدير الثاني.

أولئك يؤمنون به: بكتابهم دون المحرفين.

ومن يكفر به: بالكتاب وهم أكثر اليهود، وقيل: هم جميع الكفار.

فأولئك هم الخاسرون: حيث اشتروا الضلالة بالهدى.

يبنى إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العلمين * و اتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفعة ولا هم ينصرون: مضى تفسيرها.

وقيل في سبب تكريرها ثلاثة أقوال: الأول: أن نعم الله سبحانه لما كانت أصول كل نعمة، كرر التذكير بها مبالغة في استدعائهم إلى ما يلزم من شكرها، ليقبلوا إلى طاعة ربهم المظاهر عليهم.

والثاني: أنه لما باعد بين الكلامين، حسن التنبيه والتذكير، إبلاغا في الحجة و تأكيدا للتذكرة.

﴿وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (124)﴾

والثالث: أنه لما ذكر التوراة وفيها الدلالة على شأن عيسى (عليه السلام) ومحمد (صلى الله عليه وآله) في النبوة والبشارة بهما، ذكرهم نعمته عليهم بذلك وما فضلهم به كما عدد النعم في سورة الرحمن، وكرر بقوله: " فبأي آلاء ربكما تكذبان "، فكل تقريع جاء بعد تقريع فإنما هو موصول بتذكير نعمة غير الأولى.

وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات: كلفه بأوامر ونواه.

والابتداء في الأصل التكليف بالامر الشاق، من البلاء، لكنه لما استلزم الاختبار بالنسبة إلى من يجهل العواقب، ظن ترادفهما، والضمير لإبراهيم، وحسن لتقدمه لفظا، وإن تأخر رتبة، لان الشرط أحد التقدمين.

والكلمات قد تطلق على المعاني، فلذلك فسرت بالخصال الثلاثين المحمودة المذكورة، عشرة منها في قوله: التائبون العابدون " (2)، وعشرة في قوله: " إن المسلمين " (3) إلى آخر الآيتين، وعشرة في قوله: " قد أفلح المؤمنون "، إلى قوله: " هم الوارثون " (4).

وروي عشرة في سورة سأل سائل إلى قوله: " والذين هم على صلواتهم يحافظون " (5) فجعلت أربعين.

وبالعشر التي هي من سنته: خمسة منها في الرأس، وخمسة منها في البدن.

فأما التي في الرأس: فأخذ الشارب، وإعفاء اللحى، وطم الشعر، والسواك، والخلال.

وأما التي في البدن: فحلق الشعر من البدن، والختان، وتقليم الأظفار، والغسل من الجنابة، والطهور بالماء.

فهذه الحنيفية الظاهرة التي جاء بها إبراهيم (عليه السلام)، فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة.

وبمناسك الحج وبالكوكب والقمرين وذبح الولد والنار والهجرة، وبالآيات التي بعدها، وهي قوله: " إني جاعلك ".

الآية.

وكان سعيد بن المسيب يقول: كان إبراهيم أول الناس أضاف الضيف، و أول الناس قص شاربه واستحد، وأول الناس رأى الشيب، فلما رآه قال: يا رب ما هذا؟قال: الوقار قال: يا رب فزدني وقارا.

وهذا أيضا رواه السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ولم يذكر أول من قص شاربه واستحد، وزاد فيه: وأول من قاتل في سبيل الله إبراهيم، وأول من أخرج الخمس إبراهيم، وأول من اتخذ النعلين إبراهيم وأول من اتخذ الرايات إبراهيم (6).

وقرئ إبراهيم ربه، على أنه دعا ربه بكلمات، مثل (أرني كيف تحيي الموتى) (اجعل هذا البلد آمنا) ليرى هل يجيبه؟ وروى الشيخ أبو جعفر بن بابويه (رحمه الله) في كتاب النبوة بإسناده مرفوعا إلى المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " ما هذه الكلمات؟قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم (عليه السلام) من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم.

فقلت: يا بن رسول الله فما يعني بقوله (فأتمهن)؟فقال: أتمهن إلى القائم اثنى عشر إماما، تسعة من ولد الحسين (عليه السلام).

قال المفضل: فقلت له: يا بن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل " وجعلها كلمة باقية في عقبه " قال: يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين (عليه السلام) إلى يوم القيامة، فقلت له: يا بن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن، وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟فقال: إن موسى وهارون نبيان مرسلان أخوان، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلك؟وإن الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن؟لان الله عز وجل هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون (7).

فأتمهن: فأداهن كملا، وقام بهن حق القيام.

وفي القراءة الأخيرة، الضمير المستتر لربه، أي أعطاه جميع ما سأل.

قال إني جاعلك للناس إماما: جملة مستأنفة إن اضمر ناصب (إذ) والتقدير: فماذا قال ربه حين أتمهن، فأجيب بأنه قال إني الخ.

أو بيان للابتلاء، فيكون الكلمات ما ذكره من الإمامة وتطهير البيت وغير ذلك.

وإن كان ناصبة (قال) فالمجموع جملة معطوفة على ما قبلها.

وجاعل: من جعل المتعدي إلى مفعولين.

والامام: اسم لمن يؤتم به في أقواله وأفعاله، ويقوم بتدبير الإمامة، وسياستها.

﴿وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود (125)﴾

والقيام بأمورها، وتأديب جنايتها، وتولية ولايتها، وإقامة الحدود على مستحقها، ومحاربة من يكيدها ويعاديها.

وقد يطلق على المقتدى به في أقواله وأفعاله.

قال ومن ذريتي: عطف على الكاف عطف تلقين، أي وبعض ذريتي، كما تقول: وزيدا في جواب سأكرمك.

والذرية نسل الرجل، فعلية أو فعولة، من الذر، بمعنى التفريق، والأصل ذرية على الأول، وعلى الثاني ذرورة قلبت راؤها الثالثة ياء، كما في تقضيت، ثم أبدلت الواو والضمة، أو فعلية أو فعولة من الذر بمعنى الخلق، فخففت الهمزة.

وقرئ ذريتي بالكسر، وهي لغة، وبعض العرب بفتح الذال.

قال لا ينال عهدي الظالمين: والعهد: الإمامة، كما روي عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليهما السلام) (8) أي لا يكون الظالم إماما للناس.

واستدل أصحابنا بهذه الآية على أن الامام لا يكون إلا معصوما عن القبائح، لان الله سبحانه نفى أن ينال عهده - الذي هو الإمامة - ظالم، ومن ليس بمعصوم فقد يكون ظالما إما لنفسه أو لغيره.

لا يقال: إنما نفي أن يناله ظالم في حال ظلمه، فإذا تاب لا يسمى ظالما، فيصح أن يناله.

لأنا نقول: إن الظالم وإن تاب فلا يخرج من أن تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالما، وقد حكم عليه بأنه لا ينالها، والآية مطلقة غير مقيدة بوقت دون وقت، فيجب أن تكون محموله على الأوقات كلها، فلا ينالها الظالم وإن تاب فيما بعد.

وإذ جعلنا البيت: أي الكعبة، غلب عليها كالنجم على الثريا.

مثابة للناس: أي مرجعا يثوب إليه أعيان الزوار، أو أمثالهم، أو موضع ثواب يثابون بحجته واعتماره، أو موضع لا ينصرف منه أحد إلا وينبغي أن يكون على قصد الرجوع إليه.

وقد ورد في الخبر: إن من رجع من مكة وهو ينوي الحج من قابل زيد في عمره، ومن خرج من مكة وهو لا ينوي العود إليها فقد قرب أجله (9).

وأمنا: أي موضع أمن، والحمل للمبالغة، وذلك أنه لا يتعرض لأهله، أو يأمن حجه من عذاب الآخرة لان الحج يجب ما قبله، أو لا يؤاخذ الجاني الملتجئ إليه، والحمل على العموم أولى.

واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى: على إرادة القول، أو عطف على المقدر العامل في (إذ) أو اعتراض معطوف على مضمر، تقديره توبوا إليه واتخذوا.

ومقام إبراهيم الحجر الذي فيه أثر قدميه، والمراد باتخاذه مصلى الصلاة فيه بعد الصلاة كما روي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن الرجل يطوف بالبيت طواف الفريضة ونسي أن يصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، فقال: يصليها ولو بعد أيام ان الله تعالى يقول: " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " (10).

وروي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: مقام إبراهيم، وحجر بني إسرائيل، والحجر الأسود استودعه الله إبراهيم (عليه السلام) حجرا أبيض، وكان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم (11).

وروي في سبب النزول عن ابن عباس، وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن أبن أبي عمير عن أبان عن الصادق (عليه السلام) أنه لما أتى إبراهيم بإسماعيل وهاجر فوضعهما بمكة، وأتت على ذلك مدة ونزلها الجرهميون وتزوج إسماعيل امرأة منهم وماتت هاجر، فاستأذن إبراهيم سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له، وشرطت عليه أن لا ينزل، فقدم إبراهيم (عليه السلام) إذ قد ماتت هاجر، فذهب إلى بيت إسماعيل، فقال لامرأته: أين صاحبك؟قالت: ليس هاهنا ذهب يتصيد، وكان إسماعيل يخرج من الحرم فيصيد ثم يرجع، فقال إبراهيم: هل عندك ضيافة؟قالت: ليس عندي شئ وما عندي أحد، فقال لها إبراهيم (عليه السلام): إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له فليغير عتبة بابه، وذهب إبراهيم (عليه السلام)، فجاء إسماعيل فوجد ريح أبيه، فقال لامرأته: هل جاءك أحد؟قالت: جاءني شيخ صفته كذا وكذا، كالمستخفة بشأنه، قال: فما قال لك؟قالت: قال لي: اقرئي زوجك السلام وقولي له: فليغير عتبة بابه، فطلقها وتزوج أخرى.

فلبث إبراهيم ما شاء أن يلبث، ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل، فأذنت له واشترطت عليه أن لا ينزل، فجاء إبراهيم حتى انتهى إلى باب إسماعيل، فقال لامرأته: أين صاحبك؟قالت: ذهب يتصيد وهو يجيئ الآن إن شاء الله فأنزل يرحمك الله، قال لها: هل عندك ضيافة؟قالت: نعم، فجاءت باللبن واللحم، فدعا لهما بالبركة فلو جاءت يومئذ بخبز أو بر أو شعير أو تمر لكان أكثر أرض الله برا وشعيرا وتمرا، فقالت: انزل حتى أغسل رأسك، فلم ينزل، فجاءت بالمقام، فوضعته على شقه الأيمن، فوضع قدمه عليه، فبقي أثر قدمه عليه، فغسلت شق رأسه الأيمن، ثم حولت المقام إلى شقة الأيسر، فغسلت شق رأسه الأيسر، فبقي أثر قدمه عليه، فقال لها: إذا جاءك زوجك فاقرئيه السلام وقولي له: قد استقامت عتبة بابك، فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه فقال لامرأته: هل جاءك أحد؟قالت: نعم شيخ أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا، فقال لي كذا وكذا وقلت له كذا وكذا وغسلت رأسه، وهذا موضع قدميه على المقام، فقال إسماعيل: ذاك إبراهيم (12).

وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): إن إبراهيم استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له على أن لا يلبث عنها، وأن لا ينزل من حماره، فقيل له: فكيف كان ذلك؟فقال: إن الأرض طويت له (13).

وروى عبد الله بن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما، ولولا أن نورهما طمس لأضاء ما بين المشرق والمغرب (14).

واستدل أصحابنا بهذه الآية على أن صلاة الطواف فريضة مثل الطواف، بأن الله تعالى أمر بذلك، وظاهر الامر يقتضي الوجوب، ولا صلاة واجبة عند مقام إبراهيم غير صلاة الطواف بلا خلاف، والاستدلال بها معاضد بالروايات الواردة عن الأئمة (عليهم السلام) (15).

وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل: أمرناهما.

أن طهرا بيتي: بأن طهرا، ويجوز أن تكون (أن) مفسرة، لتضمن العهد معنى القول.

يريد طهراه من الأوثان والأنجاس وما لا يليق به، أو أخلصاه.

للطائفين: حوله.

والعاكفين: المقيمين عنده، أو المعتكفين فيه.

والركع السجود: اي المصلين، جمع راكع وساجد.

﴿وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير (126)﴾

وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا: معطوف على (إذ جعلنا) والإشارة إلى البلد أو المكان.

بلدا آمنا: ذا أمن كقوله تعالى " في عيشة راضية " (16) أو آمنا أهله كقوله: ليله نائم.

والمراد بالبلد: مكة، والمراد بكونه آمنا أنه لا يصاد طيره ولا يقطع شجره ولا يختلى خلاه (17).

كما روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من دخل الحرم مستجيرا بالله فهو آمن من سخط الله عز وجل، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم (18).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة: إن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لاحد قبلي ولا تحل لاحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من النهار (19).

فهذا الخبر وأمثاله المشهورة في روايات أصحابنا، يدل على أن الحرم كان آمنا قبل دعوة إبراهيم، وإنما تأكدت حرمته بدعاءه (عليه السلام).

وبعضهم قالوا: إنما صار حرما بدعاء إبراهيم، وكان قبل ذلك كسائر البلاد، واستدلوا عليه بقول النبي (صلى الله عليه وآله): إن إبراهيم (عليه السلام) حرم مكة، وإني حرمت المدينة (20).

والجواب: أنه يحتمل أن يكون حرمه بغير الوجه الذي كانت حراما قبله، لجواز كونها حراما قبل بمعنى كونها ممنوعا من الاصطلام والانتقال كما لحق غيرها من البلاد وصارت حراما بعد دعاء إبراهيم (عليه السلام) بتعظيمه على ألسنة الرسل وغير ذلك.

وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر: (من آمن) بدل من (أهله) بدل البعض.

قال ومن كفر: مبتدأ متضمن معنى الشرط.

فأمتعه قليلا: خبره، والجملة معطوفة على محذوف، أي من آمن مرزوق، ومن كفر فأمتعه قليلا.

ثم أضطره إلى عذاب النار: أدفعه وأسوقه إليها في الآخرة.

وبئس المصير: المخصوص محذوف، أي العذاب و " قليلا " منصوب على المصدر، أو الظرف، وقرئ بلفظ الامر في (فأمتعه) و (أضطره) على أنه من دعاء إبراهيم، و الضمير في " قال " راجع إليه.

﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (127)﴾

وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت: حكاية حال ماضية، تقديره واذكر " إذ يرفع ".

والقواعد: جمع قاعدة وهي الأساس، صفة غالبة ومعناها الثابتة، ومنه قعدك الله أي أسأل الله ان يقعدك أي يثبتك، ورفعها البناء عليها، لأنها إذا بني عليها نقلت عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع، وتطاولت بعد التقاصر.

ويحتمل أن يراد بها سافات البناء، فان كل ساف قاعدة يوضع فوقه ويرفع بناؤها، لأنه إذا وضع ساف فوق ساف فقد رفع السافات.

ويجوز أن يكون المعنى: وإذ يرفع إبراهيم ما قعد من البيت، أي استوطأ، يعني جعل هيئة القاعدة المستوطئة مرتفعة عالية بالبناء.

وقيل: المراد رفع مكانته وإظهار شرفه بتعظيمه ودعاء الناس إلى حجه.

روي عن أئمتنا (عليهم السلام) أنه قد كان آدم بناه، ثم عفا أثره فجدده إبراهيم (عليه السلام) (21).

وقال مجاهد: بل إنشاء إبراهيم (عليه السلام) بأمر الله عز وجل (22).

وكان الحسن (عليه السلام) يقول: أول من حج البيت إبراهيم (23).

وفي أكثر الروايات أن أول من حج البيت آدم (عليه السلام) (24).

ويمكن الجمع بأنه كان مطاف آدم البيت المعمور، ومطاف إبراهيم الكعبة.

كما روي أن الله تعالى أنزل البيت ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان من زمرد شرقي وغربي، وقال لآدم: أهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول عرشي، فتوجه آدم من أرض الهند إليه ماشيا وتلقته الملائكة، فقالوا: بر حجك يا آدم، لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام، وحج آدم أربعين حجة من أرض الهند إلى مكة على رجليه، فكان على ذلك إلى أن رفعه الله أيام الطوفان إلى السماء الرابعة، فهو البيت المعمور، ثم أن الله تعالى أمر إبراهيم ببنائه وعرفه جبرئيل مكانه (25).

أو كان بناه آدم أولا ثم زال أثره، ثم أمر إبراهيم (عليه السلام) بالبناء ورفع القواعد.

وإسماعيل: كان يناوله الحجارة، ولكنه لما كان له مدخل في البناء عطف عليه.

وقيل: كانا يبنيان في طرفين، أو على التناوب.

يقولان: ربنا تقبل منا: على تقدير الحال.

وقرئ باظهار يقولان.

إنك أنت السميع: لدعائنا.

العليم: بنياتنا.

وقصة مهاجرة إسماعيل وهاجر على ما رواه الشيخ الطبرسي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن إبراهيم (عليه السلام) كان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا، لأنه لم يكن له منها ولد، فكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمه، فشكا ذلك إبراهيم إلى الله عز وجل فأوحى الله إليه: إنما مثل المرأة مثل الضلع المعوج إن تركته استمتعت به، وإن رمت أن تقيمه كسرته.

وقد قال القائل في ذلك: هي الضلع العوجاء لست تقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها ثم أمره أن يخرج إسماعيل وأمه عنها، فقال: أي رب، إلى أي مكان؟قال: إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من أرضي، وهي مكة.

وأنزل عليه جبرئيل بالبراق، فحمل عليه هاجر وإسماعيل وإبراهيم، فكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلا قال: يا جبرئيل إلى هاهنا؟فيقول جبرئيل: لا إمض، حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت، وقد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر، فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلت تحته، فلما سرحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر: لم تدعنا في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟فقال إبراهيم: ربي الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان، ثم انصرف عنهم، فلما بلغ كدى (26)، وهو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع.

إلى قوله: لعلهم يشكرون (27) ثم مضى وبقيت هاجر فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل، فقامت هاجر في الوادي حتى صارت في موضع المسعى، فنادت: هل في الوادي من أنيس؟فغاب عنها إسماعيل، فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي، وظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المروة غاب عنها إسماعيل، ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا وهبطت إلى الوادي تطلب الماء، فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت إلى إسماعيل، حتى فعلت ذلك سبع مرات، فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه، فعدت حتى جمعت حوله رملا وانه كان سائلا، فزمته بما جعلت حوله، فلذلك سميت زمزم، وكانت جرهم (28) نازلة بذي المجاز وعرفات، فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير والوحوش على الماء، فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان فاتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبي نزلا في ذلك الموضع قد استظلا بشجرة قد ظهر لهم الماء، فقال لهم جرهم: من أنت وما شأنك وشأن هذا الصبي؟قالت: أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن وهذا ابنه أمره الله أن ينزلنا هاهنا، فقالوا لها: أتأذنين أن نكون بالقرب منكم؟فقالت: حتى أسأل إبراهيم، قال: فزارهما إبراهيم يوم الثالث فقالت له هاجر: يا خليل الله إن هاهنا قوما من جرهم يسألونك أن تأذن لهم حتى يكونوا بالقرب منا، أفتأذن لهم في ذلك؟فقال إبراهيم: نعم، فأذنت هاجر لجرهم، فنزلوا بالقرب منهم وضربوا خيامهم وأنست هاجر و إسماعيل بهم، فلما زارهم إبراهيم في المرة الثانية ونظر إلى كثرة الناس حولهم، سر بذلك سرورا شديدا، فلما تحرك إسماعيل وكانت جرهم قد وهبوا لإسماعيل كل واحد منهم شاة وشاتين، فكانت هاجر وإسماعيل يعيشان بها، فلما بلغ مبلغ الرجال أمر الله تعالى إبراهيم أن يبني البيت، فقال يا رب: في أي بقعة؟قال: في البقعة التي أنزلت على آدم القبة، فأضاءت الحرم، قال: ولم تزل القبة التي أنزلها على آدم قائمة حتى كان أيام الطوفان في زمن نوح، فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا ولم تغرق مكة فسمي البيت العتيق، لأنه أعتق من الغرق، فلما أمر الله عز وجل إبراهيم أن يبني البيت لم يدر في أي مكان يبنيه، فبعث الله جبريل (عليه السلام)، فخط له موضع البيت وأنزل عليه القواعد من الجنة، وكان الحجر الذي أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج، فلما مسته أيدي الكفار إسود، قال: فبنى إبراهيم البيت ونقل إبراهيم الحجر من ذي طوى، فرفعه في السماء تسعة أذرع ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه وجعل له بابين بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب، فالباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار، ثم ألقى عليه الشجر الإذخر وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها، فكانوا يكونون تحته، فلما بناه وفرغ حج إبراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبرئيل يوم التروية لثمان خلت من ذي الحجة فقال: قم يا إبراهيم فارتو من الماء لأنه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك، ثم أخرجه إلى منى فبات بها، ففعل به ما.

﴿ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك و أرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم (128) ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك و يعلمهم الكتب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم (129)﴾

فعل بآدم، فقال إبراهيم لما فرغ من بناء البيت: رب اجعل إلى آخر الآية (29).

ربنا واجعلنا مسلمين لك: مخلصين لك، من أسلم وجهه، أو مستسلمين من أسلم إذا استسلم وانقاد، وقرئ على لفظ الجمع على أن المراد أنفسهما وهاجر، أو أن التثنية من مراتب الجمع.

ومن ذريتنا أمة مسلمة لك: أي واجعل بعض ذريتنا، والتخصيص بالدعاء لأنهم أحق بالشفقة، ولأنهم إذا صلحوا صلح بهم الاتباع.

وخصا بعضهم لما أعلما أن في ذريتهما ظلمة، وعلما أن الحكمة الإلهية لا تقتضي الاتفاق على الاخلاص والاقبال على الله تعالى، فإنه مما يشوش المعاش، ولذلك قيل: لولا الحمقاء لخربت الدنيا.

وقيل: المراد بالأمة، أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، ويحتمل أن تكون (من) للتبيين.

وروي عن الصادق (عليه السلام) أن المراد بالأمة بنو هاشم خاصة (30).

وأرنا: من رأى بمعنى أبصر أو عرف، ولذلك لم يتجاوز مفعولين.

مناسكنا: المواضع التي يتعلق النسك بها، لنفعله عندها ونقضي عباداتنا فيها على حد ما يقتضيه توفيقنا عليها، وقال عطا ومجاهد: معنى مناسكنا مذابحنا، والأول أقوى (31).

والنسك في الأصل: غاية العبادة، وشاع في الحج، لما فيه من الكلفة والبعد عن العادة.

وقرأ ابن كثير ويعقوب (أرنا) قياسا على فخذ في فخذ (32).

وتب علينا: قالا تلك الكلمة على وجه التسبيح والتعبد والانقطاع إلى الله، ليقتدي بهما الناس فيهما.

وقيل: أنهما سألا التوبة على ظلمة ذريتهما.

وقيل معناه: ارجع علينا بالرحمة.

فليس فيها دلالة على جواز الصغيرة عليهم كما لا يخفى.

إنك أنت التواب: القابل للتوبة من عظائم الذنوب، أو الكثير القبول للتوبة مرة بعد أخرى.

الرحيم: بعباده المنعم عليهم بالنعم العظام وتكفير الآثام.

وفي هذه الآية دلالة على أنه يحسن الدعاء بما يعلم الداعي أنه يكون لا محالة.

ربنا وابعث فيهم: في الأمة المسلمة.

رسولا منهم: ولم يبعث من ذريتهما غير محمد (صلى الله عليه وآله)، فهو المجاب به دعوتهما كما قال (صلى الله عليه وآله): أنا دعوة أبي إبراهيم (عليه السلام) وبشرى عيسى (عليه السلام) يعنى قوله: " ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد " ورؤيا أمي (33) وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف من بني زهرة، رأت في المنام أنها وضعت نورا أضاء به قصور الشام من بصرى.

﴿ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين (130)﴾

1- سورة التوبة: الآية 112.

2- سورة الأحزاب: الآية 35.

3- سورة المؤمنون: الآية 1 - 10.

4- سورة المعارج: الآية 34.

5- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 200، ولما كان بين ما نقله الطبرسي وما نقله المصنف هنا اختلافا بالتقديم والتأخير والزيادة والنقيصة في بعض الجملات والعبائر، فلذا نورد ما أورده في مجمع البيان، لتتميم الفائدة. قال: ثم أنزل الله عليه الحنيفية وهي الطهارة، وهي عشرة أشياء خمسة منها في الرأس وخمسة منها في البدن، فأما التي في الرأس فأخذ الشارب وإعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال. وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وتقليم الأظفار والغسل من الجنابة والطهور بالماء، فهذه الحنيفية الظاهرة التي جاء بها إبراهيم، فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة، وهو قوله: " واتبع ملة إبراهيم حنيفا "، ذكره علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره. وقال قتادة: وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس: إنها عشر خصال كانت فرضا في شرعه، سنة في شريعتنا، المضمضة والاستنشاق، وفرق الرأس، وقص الشارب، والسواك في الرأس، والختان، وحلق العانة، ونتف الإبط وتقليم الأظفار، والاستنجاء بالماء في البدن. وفي الرواية الأخرى عن ابن عباس: انه ابتلاه بثلاثين خصلة من شرائع الاسلام لم يبتل أحدا بها، فأقامها كلها إبراهيم، فأتمهن، فكتب له البراءة، فقال: " وإبراهيم الذي وفى " وهي عشرة في سورة البراءة: " التائبون العابدون " إلى آخرها. وعشر في الأحزاب: " إن المسلمين والمسلمات ". إلى آخرها. وعشر في سورة المؤمنين: " قد أفلح المؤمنون " إلى قوله: " أولئك هم الوارثون " وروي وعشر في سورة سأل سائل إلى قوله: " والذين هم على صلاتهم يحافظون " فجعلها أربعين، وفي رواية ثالثة عن ابن عباس: إنه أمره بمناسك الحج. وقال الحسن: ابتلاه الله بالكوكب والقمر والشمس والختان وبذبح ابنه وبالنار وبالهجرة، فكلهن وفى الله فيهن. وقال مجاهد: ابتلاه الله بالآيات التي بعدها، وهي قوله: " إني جاعلك للناس إماما " إلى آخر القصة. وقال أبو علي الجبائي: أراد بذلك كل ما كلفه من الطاعات العقلية والشرعية. والآية محتملة لجميع هذه الأقاويل التي ذكرناها. وكان سعيد بن المسيب يقول: كان إبراهيم أول الناس أضاف الضيف، وأول الناس اختتن، و أول الناس قص شاربه واستحد (*) وأول الناس رأى الشيب فلما رآه قال: يا رب ما هذا؟قال: هذا الوقار، قال يا رب: فزدني وقارا. وهذا أيضا قد رواه السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ولم يذكر أول من قص شاربه واستحد وزاد فيه: وأول من قاتل في سبيل الله إبراهيم، وأول من أخرج الخمس إبراهيم، وأول من اتخذ النعلين إبراهيم، وأول من اتخذ الرايات إبراهيم. وروى الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله في كتاب النبوة باسناده مرفوعا إلى المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " ما هذه الكلمات قال هي الكلمات التي تلقاها آدم (عليه السلام) من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال يا رب: أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم، فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله: فأتمهن قال: أتمهن إلى القائم اثنى عشر إماما تسعة من ولد الحسين (عليه السلام)، قال المفضل: فقلت له: يا بن رسول الله فأخبرني عن كلمة الله عز وجل " وجعلها كلمة باقية في عقبه " قال: يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة، فقلت له: يا بن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون الحسن (عليهما السلام)، وهما جميعا ولدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة؟فقال: إن موسى وهارون نبيان مرسلان أخوان، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلك؟وإن الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول: لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن؟لان الله عز وجل هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسئلون. إلى آخره. * الاستحداد: الاحتلاق بالحديد، لسان العرب، ج 3، ص 141، في لغة (حدد) +.

6- تقدم تمام الحديث آنفا.

7- تفسير العياشي: ج 1، ح 89، من تفسير سورة البقرة.

8- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 203، في نقل المعنى لآية 125.

9- تفسير العياشي: ج 1، ص 58، ح 92، من تفسير سورة البقرة، وفي مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 203، في نقل المعنى لآية 125.

10- رواه في مجمع البيان ج 1 - 2، ص 203، في نقل المعنى لآية 125، كما في المتن، ورواه العياشي في تفسيره: ج 1، ص 59، ح 93، ولفظه (عن المنذر الثوري عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الحجر؟ فقال: نزلت ثلاثة أحجار من الجنة: الحجر الأسود استودعه إبراهيم، ومقام إبراهيم، وحجر بني إسرائيل، قال أبو جعفر: إن الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض. الحديث.

11- مجمع البيان، ج 1 - 2، ص 204.

12- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 204.

13- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 204.

14- الوسائل: ج 9، ص 155، كتاب الحج، الباب (71 - 72) من أبواب الطواف وفي خلال سائر الأبواب أيضا.

15- سورة الحاقة: الآية 21.

16- ومنه حديث مكة: لا يختلى خلاها بضم أوله وفتح اللام أي لا يجز نبتها الرقيق ولا يقطع ما دام رطبا، وإذا يبس فهو حشيش. مجمع البحرين: ج 1، ص 129، في لغة (خلا) والخلا هو الرطب من الكلاء. قالوا: الخلا والعشب اسم للرطب منه. والحشيش والهشيم اسم لليابس منه، والكلاء يقع على الرطب واليابس، ومعنى يختلى: يؤخذ ويقطع. شرح النووي لصحيح مسلم: ج 9، ص 125، باب تحريم مكة وتحريم صيدها وخلاها وشجرها.

17- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 206.

18- رواه الخاصة والعامة في الصحاح والسنن. الوسائل: ج 9، ص 68، الباب 50، من أبواب الاحرام، ح 7، وصحيح مسلم: ج 2، باب 82 تحريم مكة وصيدها، ح 445، ومسند أحمد بن حنبل: ج 1، ص 253، وغيرها.

19- مسند أحمد بن حنبل: ج 1، ص 119، ومجمع البيان: ج 1 - 2، ص 206.

20- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 207.

21- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 207.

22- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 207.

23- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 207.

24- الكشاف: ج 1، ص 187، في تفسيره لآية 128، من سورة البقرة.

25- وفيه أنه دخل مكة عام الفتح من كداء ودخل في العمرة من كدى، وكداء بالفتح والمد: الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر وهو المعلا، وكدى بالضم والقصر الثنية السفلى مما يلي باب العمرة، وأما كدي بالضم وتشديد الياء فهو موضع بأسفل مكة وقد تكرر ذكر الأولين في الحديث، النهاية: ج 4، ص 156، باب الكاف مع الدال.

26- سورة إبراهيم: الآية 37.

27- جرهم بضم الجيم والهاء، حي من اليمن. مجمع البحرين: ج 6، ص 31، في لغة جرهم.

28- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 208.

29- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 210.

30- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 210.

31- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 209.

32- مسند أحمد بن حنبل: ج 4، ص 127 و 128. و ج 5، ص 262. ولفظ الأخير (لقمان بن عامر قال: سمعت أبا امامة قال: قلت: يا نبي الله ما كان أول بدء أمرك؟قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام).

33- تفسير البيضاوي: ج 1، ص 83.