الآية 100 - 109

﴿أو كلما عهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون (100) ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتب كتب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون (101)﴾

وقيل: المراد به معاداة أوليائه، وصدر الكلام به تفخيما لشأنهم، وإفراد الملكين بالذكر لفضلهما، كأنهما من جنس آخر، ووضع الظاهر موضع الضمير للدلالة على أنه تعالى عاداهم لكفرهم، وأن عداوة الملائكة والرسل كفر فكيف بعداوة أمير المؤمنين ويعسوب الدين وإمام المتقين! وقرأ نافع ميكائل كميكاعل (1)، وأبو عمرو (2) ويعقوب (3) وعاصم (4) برواية حفص ميكال كميعاد، وقرئ ميكيل وميكائل وميكال.

ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون: أي المتمردون من الكفرة، والفسق إذا استعمل في نوع من المعاصي دل على أعظمه كأنه متجاوز عن حده.

قال ابن عباس: إن ابن صوريا قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا محمد، ما جئتنا بشئ نعرفه، وما انزل عليك آية بينة فنتبعك لها.

فأنزل الله هذا الآية (5).

أو كلما عهدوا عهدا: الهمزة حرف استفهام للانكار، ويحتمل أن يكون للتقرير، وقال بعضهم: يحتمل أن تكون زائدة، كزيادة الفاء في قولك: أفالله لتفعلن، والأول أصح، والواو للعطف على محذوف، تقديره أكفروا بالآيات، وكلما عاهدوا، وقرئ بسكون الواو على أن التقدير إلا الذين فسقوا أو كلما عاهدوا، وقرئ (عوهدوا) و (عهدوا).

نبذه فريق منهم: نقضه، وأصل النبذ الطرح، لكنه يغلب فيما ينسى.

وإنما قال فريق: لان بعضهم لم ينقض، وقرئ (نقضه) بل أكثرهم لا يؤمنون: رد لما يتوهم أن الفريق هم الأقلون، أو أن من لم ينبذ جهارا فهم يؤمنون به خفاء.

ولما جاءهم رسول من عند الله: كعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله).

مصدق لما معهم: من التوراة.

نبذ فريق من الذين أوتوا الكتب كتب الله: أي التوراة، لان كفرهم بالرسول المصدق لها كفر بها فيما يصدقه.

وقيل: المراد بكتاب الله القرآن.

وراء ظهورهم: مثل لاعراضهم عنه بالاعراض عما يرمى به وراء الظهر لعدم الالتفات إليه.

كأنهم لا يعلمون: أنه كتاب الله، يعني أن علمهم به رزين ولكن يتجاهلون عنادا، قال الشعبي: هو بين أيديهم يقرؤونه ولكن نبذوا العمل به (6)، وقال سفيان بن عيينة: أدرجوه في الحرير والديباج وحلوه بالذهب والفضة ولم يحلوا حلاله ولم يحرموا حرامه، فذلك النبذ.

هذا إذا حمل الكتاب على التوراة (7)، وأما إذا حمل على القرآن، فإنه لما جاءهم الرسول بهذا الكتاب فلم يقبلوه، صاروا نابذين له.

واعلم أنه تعالى دل بالآيتين على أن جل اليهود أربع فرق: فرقة آمنوا بالتوراة و قاموا بحقوقها كمؤمني أهل الكتاب وهم الأقلون، المدلول عليهم بقوله " بل أكثرهم لا يؤمنون " وفرقة جاهروا بنبذ عهودها وتخطي حدودها تمردا وفسوقا، وهم.

﴿واتبعوا ما تتلوا الشيطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشيطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هروت ومروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتريه ما له في الآخرة من خلق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)﴾

المعنيون بقوله: " نبذ فريق منهم " وفرقة لم يجاهروا بنبذها ولكن نبذوها لجهلهم بها وهم الأكثرون، وفرقة تمسكوا بها ظاهرا ونبذوها خفية عالمين بالحال بغيا وعنادا، و هم المتجاهلون.

واتبعوا ما تتلوا الشيطين: معطوف على نبذ، أي نبذوا كتاب الله واتبعوا كتب السحر التي تقرؤها أو تتبعها الشياطين من الجن والإنس، أو منهما.

على ملك سليمان: أي على عهد سليمان.

قيل: كانوا يسترقون السمع ويضمون إلى ما سمعوا أكاذيب ويلقونها إلى الكهنة، وهم يدونونها ويعلمون الناس، وفشا ذلك في عهد سليمان حتى قيل: إن الجن تعلم الغيب، وإن ملك سليمان تم بهذا العلم، وإنه تسخر به الإنس والجن والريح له.

روى العياشي بإسناده عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما هلك سليمان وضع إبليس السحر ثم كتبه في كتاب وطواه وكتب على ظهره: هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم، من أراد كذا وكذا، فليقل كذا وكذا، ثم دفنه تحت السرير، ثم استأثره لهم، فقال الكافرون ما كان يغلبنا سليمان إلا بهذا، وقال المؤمنون: هو عبد الله ونبيه، فقال الله في كتابه (واتبعوا ما تتلوا) إلى آخره (8).

وما كفر سليمان: تكذيب لمن زعم ذلك، وعبر عن السحر بالكفر ليدل على أنه كفر، وأن من كان نبيا كان معصوما.

ولكن الشيطين كفروا: باستعماله.

وقيل: بما نسبوا إلى سليمان من السحر.

وقيل: عبر عن السحر بالكفر.

وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (ولكن) بالتخفيف، ورفع (الشياطين) (9).

يعلمون الناس السحر: إغواء وإضلالا، والجملة حال عن الضمير في " كفروا ".

والمراد بالسحر ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشياطين مما لا يستقل به الانسان، وذلك لا يستتب إلا لمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس، فإن التناسب شرط في التضام والتعاون، وبهذا تبين الساحر عن النبي.

وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات والأدوية، أو يريك صاحب خفة اليد فليس بسحر، وتسميته سحرا على التجوز، أو لما فيه من الدقة، لأنه في الأصل لما خفي سببه.

وما أنزل على الملكين: عطف على السحر، والمراد بهما واحد، والعطف لتغاير الاعتبار، أو لأنه أقوى منه، أو على (ما تتلوا) قيل: هما ملكان أنزلا لتعليم السحر ابتلاء من الله تعالى للناس وتمييزا بينه و بين المعجزة.

وقيل: رجلان سميا ملكين باعتبار صلاحهما، ويؤيده قراءة الملكين بالكسر.

وما روي أنهما مثلا بشرين وركب فيهما الشهوة، فتعرضا لامرأة يقال لها زهرة فحملتهما على المعاصي والشرك ثم صعدت إلى السماء بما تعلمت منهما - فمحكي عن اليهود.

وقيل: (ما انزل) نفي معطوف على ما كفر تكذيب لليهود في هذه القصة.

ببابل: ظرف، أو حال من الملكين، أو من الضمير في (انزل) والمشهور أنه بلد من سواد كوفة (10).

هروت ومروت: عطف بيان للملكين، ومنع صرفهما للعجمة والعلمية، ولو كانا من الهرت والمرت، وهو الكسر كما زعم بعضهم لانصرفا، ومن جعل (ما) نافية أبدلهما من الشياطين بدل البعض وما بينهما اعتراض، وقرئ بالرفع على تقديرهما هاروت وماروت.

وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر: فمعناه على الأول: ما يعلمان أحدا حتى يبينا له ويقولا له: إنما نحن ابتلاء من الله فمن تعلم منا وعمل به كفر، ومن تعلم وتوقى عمله ثبت على الايمان، فلا تكفر باعتقاد جوازه والعمل به، وعلى الثاني: ما يعلمانه حتى يقولا: إنا مفتونان فلا تكن مثلنا.

فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه: أي من السحر ما يكون.

﴿ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون (103) يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا رعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم (104)﴾

سبب تفريقهما.

وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله: لان الأسباب كلها مؤثرة بأمره تعالى.

ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا: أي اليهود.

لمن اشتريه: أي استبدله بكتاب الله.

ما له في الآخرة من خلق: نصيب.

ولبئس ما شروا به أنفسهم: باعوا أو اشتروا على ما مر.

لو كانوا يعلمون: قبحه على التعيين والمثبت لهم أولا على التوكيد القسمي العقل الغريزي، أو العلم الاجمالي بقبح الفعل، أو ترتب العقاب من غير تحقيق، فلا منافاة بين ما سبق وبين هذا.

ولو أنهم ء امنوا: بالرسول وما جاء به.

واتقوا: بترك المخالفة.

لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون: جهلهم لترك التدبر أو العمل بالعلم.

يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا رعنا وقولوا انظرنا: كان المسلمون يقولون لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذا ألقى عليهم شيئا من العلم: راعنا يا رسول الله، أي راقبنا وتأن بنا حتى نفهمه ونحفظه، وكانت لليهود كلمة يتسابون بها عبرانية، كما.

﴿ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (105)﴾

قال الباقر (عليه السلام) (11) وهي راعينا، فلما سمعوا بقول المؤمنين راعنا، إفترصوه وخاطبوا به الرسول، وهم يعنون به تلك السبة، فنهي المؤمنون عنها، وأمروا بما هو في معناها، وهو (انظرنا) بمعنى انظر إلينا، أو انتظرنا، من نظره إذا انتظره، وقرئ (أنظرنا) من الانظار بمعنى الامهال، و (راعونا) على لفظ الجمع للتوقير، و (راعنا) بالتنوين، أي قولا ذا رعن، نسبة إلى الرعن وهو الهرج، لمشابهة قولهم راعينا.

واسمعوا: أي أحسنوا الاستماع لما يكلمكم به رسول الله ويلقي عليكم من المسائل بأذن واعية وأذهان حاضرة، حتى لا تحتاجوا إلى الاستعادة وطلب المراعاة أو واسمعوا سماع قبول وطاعة، ولا يكن مثل سماع اليهود، حيث قالوا: سمعنا وعصينا أو واسمعوا ما أمرتم به بجد حتى لا تعودوا إلى ما نهيتم عنه.

وللكافرين عذاب أليم: يعني للذين تهاونوا بالرسول عذاب موجع مؤلم.

ما يود الذين كفروا من أهل الكتب ولا المشركين: نزلت تكذيبا لجمع من الكافرين يظهرون مودة المؤمنين ويزعمون أنهم يودون لهم الخير.

والمودة محبة الشئ مع تمنيه، ولذلك تستعمل في كل منهما.

و (من) للتبيين، لان الذين كفروا جنس تحته نوعان: أهل الكتاب.

﴿ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير (106) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير (107)﴾

والمشركون.

أن ينزل عليكم من خير من ربكم: مفعول (يود) و (من) الأولى مزيدة للاستغراق والثانية للابتداء، والمراد بالخير ما يعم الوحي والعلم والنصرة.

والله يختص برحمته من يشاء: روي عن أمير المؤمنين وعن أبي جعفر الباقر (عليهما السلام) أن المراد برحمته هنا.

النبوة (12).

والله ذو الفضل العظيم: فيه إشعار بأن النبوة من فضله، وأن كل خير نال عباده في دينهم أو دنياهم فإنه من عنده ابتداء منه إليهم وتفضلا عليهم، من غير استحقاق منهم لذلك عليه، فهو عظيم الفضل ذو المن والطول.

ما ننسخ من آية أو ننسها: نزلت لما قال المشركون أو اليهود: ألا ترون أن محمدا يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه.

والنسخ في اللغة إزالة الصورة عن الشئ وإثباتها في غيره، كنسخ الظل للشمس ومنه التناسخ، ثم استعمل في كل منهما كقولك: نسخت الريح الأثر، ونسخت الكتاب.

ونسخ الآية بيان انتهاء التعبد بها، إما بقرائتها فقط، كآية الرجم، فقد قيل: إنها كانت منزلة فرفع لفظها فقط، دون حكمها، أو بالعكس كقوله: " إن فاتكم.

﴿أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالأيمن فقد ضل سواء السبيل (108)﴾

شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم " (13) الآية، فهذه الآية ثابتة في الخط مرتفعة الحكم، أو بهما، كما روي عن أبي بكر قال: كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم (14) فرفع.

وإنساؤها إذهابها عن القلوب، و " ما " شرطية جازمة لننسخ، ومنتصبة به على المفعولية.

نأت بخير منها أو مثلها: أي بما هو خير للعباد في النفع والثواب، أو مثلها في الثواب.

وقرأ أبو عمرو بقلب الألف همزة (15).

ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير: فهو يقدر على النسخ والاتيان بمثل المنسوخ، وبما هو خير منه.

ألم تعلم: الخطاب للنبي والمراد هو وأمته، لقوله: أن الله له ملك السماوات والأرض: يملك أموركم ويدبرها على حسب ما يصلحكم، وهو أعلم بما بتعبدكم به من ناسخ أو منسوخ.

وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير: الفرق بين الولي والنصير، أن الولي قد يضعف عن النصرة، والنصير قد يكون أجنبيا عن المنصور.

أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل: لما بين لهم أنه.

﴿ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير (109)﴾

مالك أمورهم ومدبرها على حسب مصالحهم من نسخ الآيات وغيره، وقررهم على ذلك بقوله: " ألم تعلم " - أراد أن يوصيهم بالثقة به فيما هو أصلح لهم مما يتعبدهم به وينزل عليهم، وأن لا يقترحوا على رسولهم ما اقترحه آباء اليهود على موسى من الأشياء التي كانت عاقبتها وبالا عليهم.

قيل: نزلت في أهل الكتاب حين سألوا أن ينزل عليهم كتابا من السماء، وقيل في المشركين لما قالوا: " لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " (16).

ومن يتبدل الكفر بالأيمن: ومن ترك الثقة بالآيات المنزلة وشك فيها واقترح غيرها.

فقد ضل سواء السبيل: أي الطريق المستقيم حتى وقع في الكفر بعد الايمان.

ود كثير من أهل الكتب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفارا: روي أن فنحاص بن عازرواء وزيد بن قيس ونفرا من اليهود قالوا لحذيفة بن اليمان و عمار بن ياسر بعد وقعة أحد: ألم تروا ما أصابكم، ولو كنتم على الحق ما هزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم وأفضل ونحن أهدى منكم سبيلا، فقال عمار: كيف نقض العهد فيكم؟قالوا: شديد، قال: فإني عاهدت أن لا أكفر بمحمد ما عشت، فقالت اليهود: أما هذا فقد صبأ، وقال حذيفة: وأما أنا فقد رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا ثم أتيا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبراه، فقال: أصبتما خيرا وأفلحتما، فنزلت (17).

وعن ابن عباس أنها نزلت في حي بن أخطب وأخيه أبي ياسر بن أخطب وقد دخلا على النبي (صلى الله عليه وآله) حين قدم المدينة، فلما خرجا قيل لحي: أهو نبي؟قال: هو هو، فقيل فماله عندك؟قال: العداوة إلى الموت.

وهو الذي نقض العهد وأثار الحرب يوم الأحزاب.

وقيل: نزلت في كعب بن الأشرف (18).

حسدا: علة.

من عند أنفسهم: إما متعلق ب? (ود) أي تمنوا ذلك من عند أنفسهم و تشهيهم، لا من قبل التدين والميل مع الحق.

أو ب? " حسدا " أي حسدا منبعثا من أصل نفوسهم.

من بعد ما تبين لهم الحق: بالمعجزات والنعوت المذكورة في التوراة.

فاعفوا واصفحوا: العفو: ترك عقوبة المذنب والصفح ترك تثريبه.

حتى يأتي الله بأمره: الذي هو الاذن في قتالهم وضرب الجزية عليهم، أو قتل قريظة وإجلاء بني النظير.

قيل: إن هذه الآية منسوخة، فقال بعضهم بقوله: " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " (19).

وبعضهم بآية السيف، وهو قوله: " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " (20).

والمروي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: لم يؤمر رسول الله (صلى الله عليه).


1- تفسير البيضاوي: ج 1، ص 72.

2- تفسير البيضاوي: ج 1، ص 72.

3- تفسير البيضاوي: ج 1، ص 72.

4- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 168، في سبب نزول آية (99) من سورة البقرة.

5- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 169.

6- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 169.

7- تفسير العياشي: ج 1، ص 52، ح 74.

8- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 170.

9- بابل بكسر الباء: اسم ناحية منها الكوفة والحلة، ينسب إليها السحر والخمر، وقال أبو معشر: الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل في الزمن الأول، ويقال: إن أول من سكنها نوح (عليه السلام) وهو أول من عمرها، وكان قد نزلها بعقب الطوفان، فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدف ء فأقاموا بها وتناسلوا فيها وكثروا من بعد نوح وملكوا عليهم ملوكا وابتنوا بها المدائن، وقال أبو المنذر: إن مدينة بابل كانت اثنى عشر فرسخا في مثل ذلك، ومدينة بابل بناها بيوراسب الجبار ولما استتم بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه من العلماء وبنى لهم اثني عشر قصرا على عدد البروج وسماها بأسمائهم فلم تزل عامرة حتى كان الإسكندر وهو الذي خربها معجم البلدان: ج 1، في (بابل)، ص 309.

10- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 178، في ذيل آية 104، من سورة البقرة ولفظ الحديث: (وقال الباقر (عليه السلام): هذه الكلمة سب بالعبرانية، إليه كانوا يذهبون) وفي تفسير الإمام العسكري (عليه السلام): ص 195، نقلا عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: وكان (أي راعنا) في لغة اليهود معناه أي أسمع لا أسمعت. إلى آخره.

11- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 179، في ذيل آية 105، من سورة البقرة.

12- سورة الممتحنة: الآية 11.

13- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 280، في ذيل تفسير آية 106، من سورة البقرة.

14- مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 280، في ذيل تفسير آية 106، من سورة البقرة.

15- سورة الإسراء: الآية 93.

16- تفسير الكشاف: ج 1، ص 176، تفسير آية 108.

17- مجمع البيان: ج 1 - 2 - ص 184، في سبب نزول آية 109، من سورة البقرة.

18- سورة التوبة: الآية 29.

19- سورة التوبة: الآية 5.

20- سورة الحج: الآية 39.