سورة الكوثر
مكية وقيل مدنية وهي ثلاث آيات بالاجماع
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) إنا أعطيناك الكوثر الخير المفرط الكثرة وفسر بالعلم والعمل والنبوة والكتاب وبشرف الدارين وبالذرية الطيبة.
وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) هو الشفاعة.
وعنه (عليه السلام) قال هو نهر في الجنة أعطاه الله نبيه عوضا من ابنه.
والقمي مثله وفي الأمالي عن ابن عباس قال لما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنا أعطيناك الكوثر قال له علي بن أبي طالب (عليه السلام) ما الكوثر يا رسول الله قال نهر أكرمني الله به قال علي (عليه السلام) ان هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول الله قال نعم يا علي الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل والين من الزبد حصاه الزبرجد والياقوت والمرجان حشيشه الزعفران ترابه المسك الأذفر قواعده تحت عرش الله عز وجل ثم ضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جنب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال يا علي هذا النهر لي ولك ولمبينك من بعدي.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه سئل عنه حين نزلت السورة فقال نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير وهو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة انيته عدد نجوم السماء فيختلج (1) القرن منهم فأقول يا رب إنهم من أمتي فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
وفي الخصال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي عترتي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا فان لكل أهل نجيبا ولنا نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا على الحوض فانا نذود عنه أعدائنا ونسقي منه أحبائنا وأوليائنا من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا حوضنا فيه مشعبان ينصبان من الجنة أحدهما من تسنيم والاخر من معين على حافتيه الزعفران وحصاه اللؤلؤ وهو الكوثر.
(2) فصل لربك فدم على الصلاة وانحر في المجمع عن الصادق (عليه السلام) هو رفع يديك حذاء وجهك وفي رواية فقال بيده هكذا يعني استقبل بيده حذاء وجهه القبلة في افتتاح الصلاة.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما نزلت هذه السورة قال النبي (صلى الله عليه وآله) لجبرئيل ما هذه النحيرة التي امرني بها ربي قال ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت فإنه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع فان لكل شئ زينة وان زينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة.
وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) انه سئل عنه فقال النحر الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه ونحره.
أقول: وفي تفسير العامة إن المراد بالصلاة صلاة العيد وبالنحر نحر الهدي والا ضحية.
(3) إن شانئك مبغضك هو الأبتر الذي لا عقب له إذ لا يبقى له نسل ولا حسن ذكر وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى يوم القيامة ولك في الآخرة ما لا يدخل تحت الوصف القمي قال دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن العاص فقال عمرو يا أبا الأبتر وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمي أبتر ثم قال عمرو إني لا شنئ محمدا أي ابغضه فأنزل الله على رسوله السورة ان شانئك هو الأبتر يعني لا دين له ولا نسب.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق (عليه السلام) من كانت قراءته انا أعطيناك الكوثر في فرائضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة وكان محدثه عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أصل طوبى.
1. الاختلاج: الجذب والنزع، والقرن من الناس: أهل زمان واحد. .