سورة الضحى
مكية عدد آيها عشر آيات بلا خلاف
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) والضحى اقسم بوقت ارتفاع الشمس.
(2) والليل إذا سجى وبالليل إذا سكن أهله وركد ظلامه.
(3) ما ودعك ربك ما قطعك قطع المودع.
في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما ودعك بالتخفيف بمعنى ما تركك وما قلى وما أبغضك.
القمي عن الباقر (عليه السلام) وذلك أن جبرئيل أبطأ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنه كانت أول سورة نزلت اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم أبطأ عليه فقالت خديجة لعل ربك قد تركك فلا يرسل إليك فأنزل الله تبارك وتعالى ما ودعك ربك وما قلى وفي الجوامع روي أن الوحي قد احتبس عنه أياما فقال المشركون إن محمدا (صلى الله عليه وآله) ودعه ربه وقلاه فنزلت.
(4) وللآخرة خير لك من الأولى (1) القمي عن الصادق (عليه السلام) قال يعني الكرة.
(5) ولسوف يعطيك ربك فترضى قال يعطيك من الجنة حتى ترضى.
وفي المجمع عنه (عليه السلام) قال دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على فاطمة عليها كساء من ثلة الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أبصرها فقال يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة فقد أنزل الله تعالى علي ولسوف يعطيك ربك فترضى.
وفي المناقب عنه (عليه السلام) مثله وفيه بعد قوله بحلاوة الآخرة فقالت يا رسول الله الحمد لله على نعمائه والشكر على آلائه فأنزل الله ولسوف يعطيك ربك فترضى.
وفي المجمع قال الصادق (عليه السلام) رضي جدي أن لا يبقى في النار موحد وعن محمد بن علي ابن الحنفية أنه قال يا أهل العراق تزعمون أن أرجى آية في كتاب الله تعالى يا عبادي الذين أسرفوا الآية وإنا أهل البيت نقول أرجى آية في كتاب الله عز وجل ولسوف يعطيك ربك فترضى هي والله الشفاعة ليعطينها في أهل لا إله إلا الله حتى يقول رب رضيت.
(6) ألم يجدك يتيما فآوى.
(7) ووجدك ضالا فهدى.
(8) ووجدك عائلا فأغنى تعديد لما أنعم عليه تنبيها على أنه كما أحسن إليه فيما مضى يحسن فيما يستقبل ومعناه في الظاهر ظاهر.
والعياشي عن الرضا (عليه السلام) يتيما فردا لا مثل لك في المخلوقين فآوى الناس إليك وضالا أي ضالا في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم الله إليك وعائلا تعول أقواما بالعلم فأغناهم الله بك.
والقمي عن أحدهما (عليهما السلام) ما في معناه والقمي قال اليتيم الذي لا مثل له ولذلك سميت الدرة اليتيمة لأنه لا مثل لها فوجدك عائلا فأغنى قال فأغناك بالوحي فلا تسأل عن شئ أحدا ووجدك ضالا فهدى قال وجدك ضالا في قوم لا يعرفون فضل نبوتك فهداهم الله بك.
وفي العيون عن الرضا (عليه السلام) في حديث عصمة الأنبياء (عليهم السلام) ألم يجدك يتيما فآوى يقول ألم يجدك وحيدا فاوى إليك الناس ووجدك ضالا يعني عند قومك فهدى أي هداهم الله إلى معرفتك ووجدك عائلا فأغنى يقول بأن جعل دعاءك مستجابا.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال من علي ربي وهو أهل المن وسئل الصادق (عليه السلام) لم أوتم النبي (صلى الله عليه وآله) عن أبويه فقال لئلا يكون لمخلوق عليه حق.
(9) فأما اليتيم فلا تقهر القمي قال أي لا تظلم والمخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله) والمعنى للناس.
(10) وأما السائل فلا تنهر أي لا تطرد (2).
(11) وأما بنعمة ربك فحدث قال بما أنزل الله عليك وأمرك به من الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية وبما فضلك الله به فحدث.
وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) معناه فحدث بما أعطاك الله وفضلك ورزقك وأحسن إليك وهداك.
وفي المحاسن عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه من دينه.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال فحدث بدينه وما أعطاه الله وما أنعم به عليه.
وعنه (عليه السلام) قال إذا أنعم الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمي حبيب الله محدثا بنعمة الله وإذا أنعم الله على عبده بنعمة فلم تظهر عليه سمي بغيض الله مكذبا بنعمة الله سبق ثواب قراءتها في سورة الشمس.
1. أي في زمرة عبادي الصالحين المصطفين الذين رضيت عنهم. .
2. يعني ان ثواب الآخرة والنعيم الدائم فيها خير لك من الدنيا الفانية. .