سورة الانشقاق

وتسمى سورة انشقاق مكية عدد آيها ثلاث وعشرون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

(1) إذا السماء انشقت قيل بالغمام لقوله تعالى يوم تشقق السماء بالغمام.

وروي عن علي (عليه السلام) تنشق من المجرة القمي قال يوم القيامة.

(2) وأذنت لربها واستمعت له أي انقادت لتأثير قدرته حين أراد انشقاقها انقياد المطواع الذي يأذن للأمير ويذعن له وحقت وجعلت حقيقة بالاستماع والانقياد.

(3) وإذا الأرض مدت بسطت بأن تزال جبالها وآكامها.

في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.

(4) وألقت ما فيها ما في جوفها من الكنوز والأموات وتخلت وتكلفت في الخلو أقصى جهدها حتى لم يبق شئ في باطنها القمي قال تمد الأرض فتنشق فيخرج الناس منها.

(5) وأذنت لربها في الالقاء والتخلية وحقت للاذن وجواب إذا محذوف.

(6) يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ساع إليه سعيا إلى لقاء جزائه.

(7) فأما من اوتى كتابه بيمينه.

(8) فسوف يحاسب حسابا يسيرا سهلا لا مناقشة فيه.

في المعاني عن الباقر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل محاسب معذب فقال له قائل يا رسول الله فأين قول الله عز وجل فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلك العرض يعني التصفح وفي الجوامع روي أن الحساب اليسير هو الإثابة على الحسنات والتجاوز عن السيئات ومن نوقش في الحساب عذب.

(9) وينقلب إلى أهله مسرورا إلى عشيرته المؤمنين والحور العين.

(10) وأما من أوتى كتابه وراء ظهره قيل كأي تؤتى كتاب بشماله من وراء ظهره وقيل تغل يمناه إلى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره.

(11) فسوف يدعوا ثبورا يتمنى الثبور ويقول وا ثبوراه وهو الهلاك والقمي الثبور الويل.

(12) ويصلى سعيرا وقرئ يصلى بالتشديد من التصلية.

(13) إنه كان في أهله مسرورا بطرا بالمال والجاه فارغا عن الآخرة.

(14) إنه ظن أن لن يحور لن يرجع بعد ما يموت.

(15) بلى يرجع إن ربه كان به بصيرا عالما بأعماله فلا يمهله بل يرجعه ويجازيه.

(16) فلا اقسم بالشفق القمي الحمرة بعد غروب الشمس.

(17) والليل وما وسق وما جمعه وستره.

(18) والقمر إذا اتسق اجتمع وتم بدرا.

(19) لتركبن طبقا عن طبق حالا بعد حال مطابقة لأختها.

في الاكمال عن الصادق (عليه السلام) لتركبن طبقا عن طبق أي سير من كان قبلكم.

وفي الجوامع عنه (عليه السلام) لتركبن سنن من كان قبلكم من الأولين وأحوالهم.

وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء.

وفي الكافي والقمي عن الباقر (عليه السلام) أو لم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان والقمي يقول لتركبن سبيل من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة لا تخطون طريقهم ولا يخطي شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى أن لو كان من قبلكم دخل حجر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يا رسول الله قال فمن أعني لينقض عرى الاسلام عروة عروة فيكون أول ما تنقضون من دينكم الأمانة وآخره الصلاة وقرئ لتركبن بالفتح على خطاب الانسان باعتبار اللفظ.

(20) فما لهم لا يؤمنون.

(21) وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون لا يخضعون أو لا يسجدون لتلاوته.

في الجوامع عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قرأ ذات يوم واسجد واقترب فسجد هو ومن معه من المؤمنين وقريش تصفق فوق رؤوسهم وتصفر فنزلت.

(22) بل الذين كفروا يكذبون.

(23) والله أعلم بما يوعون بما يضمرون في صدورهم من الكفر والعداوة.

(24) فبشرهم بعذاب أليم استهزاء بهم.

(25) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات استثناء منقطع أو متصل والمراد من تاب وآمن منهم لهم أجر غير ممنون غير مقطوع أو غير ممنون به عليهم وقد سبق ثواب قراءتها في سورة الانفطار.