سورة كورت
مكية وهي تسع وعشرون آية.
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) إذا الشمس كورت لف ضوؤها فذهب انبساطه في الآفاق القمي قال تصير سوداء مظلمة.
(2) وإذا النجوم انكدرت قال يذهب ضوؤها.
(3) وإذا الجبال سيرت قال تسير كما قال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب.
(4) وإذا العشار النوق اللاتي أتت على حملهن عشرة أشهر جمع عشراء عطلت القمي قال الإبل تتعطل إذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها.
(5) وإذا الوحوش حشرت جمعت من كل جانب أو بعثت.
(6) وإذا البحار سجرت قال تتحول البحار التي حول الدنيا كلها نيرانا وقرئ سجرت بالتخفيف.
(7) وإذا النفوس زوجت قال من الحور العين وعن الباقر (عليه السلام) أما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان وأما أهل النار فمع كل إنسان منهم شيطان يعني قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرناؤهم.
(8) وإذا الموؤودة سئلت.
(9) بأي ذنب قتلت يعني أن المدفونة حية سئلت عن سبب قتلها تبكيتا لوائدها القمي قال كانت العرب يقتلون البنات للغيرة فإذا كان يوم القيامة سئلت الموؤودة بأي ذنب قتلت.
وفي المجمع عنهما (عليهما السلام) بفتح الميم والواو قال والمراد بذلك الرحم والقرابة وأنه سئل قاطعها عن سبب قطعها.
وعن الباقر (عليه السلام) يعني قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن قتل في جهاد وفي رواية أخرى قال هو من قتل في مودتنا وولايتنا.
والقمي عنه (عليه السلام) قال من قتل في مودتنا.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال يقول أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها مودة ذي القربى بأي ذنب قتلتموهم.
وفي المناقب عن الباقر (عليه السلام) مثله.
(10) وإذا الصحف نشرت القمي قال صحف الاعمال وقرئ بالتشديد.
(11) وإذا السماء كشطت قلعت وأزيلت القمي قال أبطلت.
(12) وإذا الجحيم سعرت أوقدت إيقادا شديدا.
(13) إذا الجنة أزلفت قربت من المؤمنين.
(14) علمت نفس ما أحضرت جواب إذا.
(15) فلا اقسم بالخنس القمي قال أي اقسم بالخنس وهو اسم النجوم.
وفي المجمع هي النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) هي خمسة أنجم زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد.
أقول: ولهذا وصفت بالجوار فان هذه الخمسة هي السيارات الرواجع وهو يؤيد ما قيل أن الخنس بمعنى الرواجع من خنس إذا تأخر.
(16) الجوار السيارات تجري في أفلاكها الكنس قيل المتواريات تحت ضوء الشمس والقمي قال النجوم تكنس بالنهار فلا تبين.
وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) انه سئل عنها فقال إمام يخنس سنة ستين ومائتين ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء وان أدركت زمانه قرت عينك.
وفي الاكمال ما يقرب منه.
(17) والليل إذا عسعس اقبل ظلامه أو أدبر وهو من الأضداد.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أدبر بظلامه والقمي قال إذا اظلم.
(18) والصبح إذا تنفس قال إذا ارتفع قيل عبر بالتنفس عن إقبال روح ونسيم.
(19) إنه أي القرآن لقول رسول كريم يعني جبرئيل فإنه قاله عن الله.
(20) ذي قوة عند ذي العرش مكين عند الله ذي مكانة.
(21) مطاع في ملائكته ثم أمين على الوحي وثم يخص اتصاله بما قبله وبما بعده.
في المجمع في الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لجبرئيل ما أحسن ما أثنى عليك ربك ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين فما كانت قوتك وما كانت أمانتك فقال اما قوتي فاني بعثت إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن في كل مدينة أربع مأة ألف مقاتل سوى الذراري فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب ثم هويت بهن فقلبتهن وأما أمانتي فاني لم أؤمر بشئ فعدوته إلى غيره وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لجبرئيل لما نزلت وما أرسلناك إلا رحمة للعلمين هل أصابك من هذه الرحمة شئ قال نعم إني كنت أخشى عاقبة الامر فآمنت بك لما أثنى الله علي بقوله ذي قوة عند ذي العرش مكين.
والقمي عن الصادق (عليه السلام) في قوله ذي قوة عند ذي العرش مكين قال يعني جبرئيل قلت قوله مطاع ثم أمين قال يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة.
(22) وما صاحبكم بمجنون قال يعني النبي (صلى الله عليه وآله) في نصبه أمير المؤمنين (عليه السلام) علما للناس.
أقول: هو رد لما بهته المنافقون.
(23) ولقد رآه قيل ولقد رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) جبرئيل بالأفق المبين بمطلع الشمس الاعلى.
في الخصال عن الصادق (عليه السلام) سئل ما الأفق المبين قال قاع بين يدي العرش فيه أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم.
(24) وما هو قيل وما محمد (صلى الله عليه وآله) على الغيب على ما يخبر من الوحي وغيره بظنين بمتهم من الظنة وهي التهمة وقرئ بالضاد من الضن وهو البخل أي لا يبخل بالتبليغ والتعليم.
والقمي عن الصادق (عليه السلام) قال وما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه.
(25) وما هو بقول شيطان رجيم قال يعني الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم يتكلمون على ألسنتهم فقال وما هو بقول شيطان رجيم مثل أولئك.
(26) فأين تذهبون قال أين تذهبون في علي (عليه السلام) يعني ولايته أين تفرون منها.
(27) إن هو إلا ذكر للعلمين قال لمن أخذ الله ميثاقه على ولايته.
(28) لمن شاء منكم أن يستقيم قال في طاعة علي (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) من بعده.
(29) وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العلمين قال لان المشيئة إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس وعن الكاظم (عليه السلام) إن الله جعل قلوب الأئمة (عليهم السلام) موردا لإرادته فإذا شاء الله شيئا شاؤوه وهو قوله وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العلمين وثواب قراءة السورة قد سبق في سورة عبس وتولى.