سورة النازعات
مكية عدد آيها ست وأربعون كوفي وخمس وأربعون في الباقين آيتان ولانعامكم حجازي كوفي طغى عراقي شامي
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) والنازعات غرقا (2) والناشطات نشطا.
(3) والسابحات سبحا.
(4) فالسابقات سبقا.
(5) فالمدبرات أمرا هذه صفات ملائكة الموت اقسم الله بهم على قيام الساعة وإنما حذف لدلالة ما بعده عليه وهم الذين ينزعون أرواح الكفار من أبدانهم بالشدة غرقا أي إغراقا في النزع كما يغرق النازع في القوس فيبلغ به غاية المد وينشطون أرواحهم أي ينزعونها ما بين الجلد والأظفار حتى يخرجونها من أجوافهم بالكرب والغم ويقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشئ في الماء يرمى به فتسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة وتدبر الملائكة أمر العباد من السنة إلى السنة.
كذا في المجمع عن علي (عليه السلام) وعن الصادق (عليه السلام) هو الموت تنزع النفوس.
والقمي عن الباقر (عليه السلام) فالسابقات سبقا يعني أرواح المؤمنين تسبق أرواحهم إلى الجنة.
(6) يوم ترجف الراجفة القمي قال تنشق الأرض بأهلها.
(7) تتبعها الرادفة قال الرادفة الصيحة.
(8) قلوب يومئذ واجفة شديدة الاضطراب من الوجيف.
(9) أبصارها خاشعة أي أبصار أصحابها ذليلة من الخوف ولذلك أضافها إلى القلوب.
(10) يقولون أئنا لمردودون في الحافرة في الحالة الأولى يعنون الحياة بعد الموت من قوله رجع فلان في حافرته أي طريقته التي جاء فيها فحفرها أي أثر فيها بمشيته القمي قال قالت قريش أنرجع بعد الموت.
(11) أئذا كنا وقرئ إذا كنا على الخبر عظما ناخرة بالية وقرئ نخرة وهي أبلغ.
(12) قالوا تلك إذا كرة خاسرة ذات خسران والقمي انها ان صحت فنحن إذا خاسرون لتكذيبنا بها وهو استهزاء منهم القمي قال قالوا هذا على حد الاستهزاء.
(13) فإنما هي زجرة وحدة أي لا تستصعبوها فما هي إلا صيحة واحدة يعني النفخة الثانية.
(14) فإذا هم بالساهرة فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعدما كانوا أمواتا في بطنها والساهرة الأرض البيضاء المستوية القمي قال الزجرة النفخة الثانية في الصور والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس.
عن الباقر (عليه السلام) في قوله أئنا لمردودون في الحافرة يقول في الخلق الجديد وأما قوله فإذا هم بالساهرة والساهرة الأرض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الأرض.
(15) هل أتيك حديث موسى أليس قد أتاك حديثه فيسليك على تكذيب قومك ويهددهم عليه بأن يصيبهم مثل ما أصاب من هو أعظم منهم.
(16) إذ ناديه ربه بالواد المقدس طوى قد مر بيانه في سورة طه.
((17) اذهب إلى فرعون إنه طغى على إرادة القول.
(18) فقل هل لك إلى أن تزكى هل لك ميل إلى أن تتطهر من الكفر والطغيان وقرئ تزكى بتشديد الزاي.
(19) وأهديك إلى ربك فتخشى بأداء الواجبات وترك المحرمات إذ الخشية إنما تكون بعد المعرفة وهذا كالبيان لقوله فقولا له قولا لينا.
(20) فأريه الآية الكبرى أي ذهب وبلغ فأراه المعجزة الكبرى.
(21) فكذب وعصى.
(22) ثم أدبر يسعى أدبر عن الطاعة ساعيا في ابطال أمره.
(23) فحشر فجمع جنوده فنادى.
(24) فقال أنا ربكم الاعلى.
(25) فأخذه الله نكال الآخرة والأولى القمي النكال العقوبة والآخرة قوله أنا ربكم الاعلى والأولى قوله ما علمت لكم من إله غيري فأهلكه الله بهذين القولين.
وفي الخصال والمجمع عن الباقر (عليه السلام) انه كان بين الكلمتين أربعون سنة.
وعنه (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال جبرئيل قلت يا رب تدع فرعون وقد قال أنا ربكم الاعلى فقال إنما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت.
(26) إن في ذلك لعبرة لمن يخشى لمن كان شأنه الخشية.
(27) أأنتم أشد خلقا أم السماء بنيها.
(28) رفع سمكها فسواها.
(29) وأغطش ليلها أظلمه وأخرج ضحاها وأبرز ضوء شمسها.
(30) والأرض بعد ذلك دحاها بسطها ومهدها للسكنى.
(31) أخرج منها مائها بتفجير العيون ومراعها.
(32) والجبال أرساها أثبتها.
(33) متعا لكم ولأنعامكم.
(34) فإذا جاءت الطامة الداهية التي تطم أي تعلو على سائر الدواهي الكبرى الكبرى التي هي أكبر الطامات.
في الاكمال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أن الطامة الكبرى خروج دابة الأرض وجواب إذا محذوف دل عليه ما بعده.
(35) يوم يتذكر الانسان ما سعى بأن يراه مدونا في صحيفته وكان قد نسيها من فرط الغفلة وطول المدة القمي قال يذكر ما عمله كله.
(36) وبرزت الجحيم قال قال وأحضرت لمن يرى لكل داء بحيث لا تخفى على أحد.
(37) فأما من طغى.
في الكافي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث من طغى ضل على عمد بلا حجة.
(38) وآثر الحياة الدنيا فانهمك فيها ولم يستعد للآخرة بالعبادة وتهذيب النفس.
(39) فان الجحيم هي المأوى هي مأواه.
(40) وأما من خاف مقام ربه مقامه بين يدي ربه لعلمه بالمبدأ والمعاد ونهى النفس عن الهوى لعلمه بأن الهوى يرديه.
(41) فإن الجنة هي المأوى القمي قال هو العبد إذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى النفس عنها فمكافأته الجنة.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويفعل ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.
(42) يسئلونك عن الساعة أيان مرساها متى ارساؤها أي اقامتها واثباتها القمي قال متى تقوم.
(43) فيم أنت من ذكراها في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم أي ما أنت من ذكرها لهم وتبيين وقتها في شئ فإنه مما استأثره الله بعلمه.
(44) إلى ربك منتهاها أي منتهى علمها القمي أي علمها عند الله.
(45) إنما أنت منذر من يخشاها.
(46) كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا أي في الدنيا إلا عشية أو ضحاها أي عشية يوم أوضحاه كقوله إلا ساعة من نهار ولذلك أضاف الضحى إلى العشية لأنهما من يوم واحد القمي قال بعض يوم.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق (عليه السلام) من قرأ والنازعات لم يمت إلا ريانا ولم يبعثه الله إلا ريانا ولم يدخل الجنة إلا ريانا.