سورة الرحمن
مكية وقيل مدنية عدد آيها ثمان وسبعون آية.
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) الرحمن.
(2) علم القرآن.
(3) خلق الانسان.
(4) علمه البيان قيل لما كانت هذه السورة مشتملة على تعداد النعم الدنيوية والأخروية صدرها بالرحمن وقدم أجل النعم وأشرفها وهو تعليم القرآن فإنه أساس الدين ومنشأ الشرع وأعظم الوحي وأعز الكتب إذ هو بإعجازه واشتماله على خلاصتها مصدق لنفسه ولها ثم أتبعه بنعمة خلق الانسان وإيتائه بما تميز به عن سائر الحيوان من التعبير عما في الضمير وإفهام الغير ما أدركه.
وفي المجمع قال الصادق (عليه السلام) البيان الاسم الأعظم الذي علم به كل شئ.
(5) الشمس والقمر بحسبان يجريان بحساب معلوم مقدر في بروجهما ومنازلهما وتنسق بذلك أمور الكائنات وتختلف الفصول والأوقات ويعلم السنون.
(6) والنجم النبات الذي ينجم أي يطلع من الأرض ولا ساق له ساق يسجدان ينقادان لله فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجدين من المكلفين طوعا.
(7) والسماء رفعها خلقها مرفوعة محلا ومرتبة فإنها منشأ أقضيته ومتنزل أحكامه ومحل ملائكته ووضع الميزان العدل بأن وفر على كل مستعد مستحقه ووفى كل ذي حق حقه حتى انتظم أمر العالم واستقام كما قال (صلى الله عليه وآله) بالعدل قامت السماوات والأرض.
(8) ألا تطغوا في الميزان لئلا تطغوا فيه أي لا تعتدوا ولا تجاوزوا الانصاف.
(9) وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ولا تنقصوه فإن من حقه أن يستوى لأنه المقصود من وضعه.
(10) والأرض وضعها خفظها مدحوة للأنام للخلق.
(11) فيها فكهة ضروب مما يتفكه به والنخل ذات الأكمام أوعية التمر.
(12) والحب والثمرة كالحنطة والشعير وسائر ما يتغذى به ذو العصف ذو الورق اليابس كالتبن والريحان يعني المشموم أو الرزق من قولهم خرجت أطلب ريحان الله.
القمي عن الرضا (عليه السلام) الرحمن علم القرآن قال الله علم القرآن قيل خلق الانسان قال ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) قيل علمه البيان قال علمه بيان كل شئ يحتاج إليه الناس قيل الشمس والقمر بحسبان قال هما بعذاب الله قيل الشمس والقمر يعذبان قال سألت عن شئ فأتقنه ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله تجريان بأمره مطيعان له ضوؤهما من نور عرشه وحرهما من جهنم فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرهما فلا يكون شمس ولا قمر وإنما عناهما لعنهما الله أوليس قد روى الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال إن الشمس والقمر نوران في النار قيل بلى قال أما سمعت قول الناس فلان وفلان شمسا هذه الأمة ونورها فهما في النار والله ما عنى غيرهما قيل النجم والشجر يسجدان قال النجم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد سماه الله في غير موضع فقال والنجم إذا هوى وقال وعلامات وبالنجم هم يهتدون فالعلامات الأوصياء والنجم رسول الله صلوات الله عليهم قيل يسجدان قال يعبدان وقوله والسماء رفعها ووضع الميزان قال السماء رسول الله رفعه الله إليه والميزان أمير المؤمنين صلوات الله عليهما نصبه لخلقه قيل ألا تطغوا في الميزان قال لا تعصوا الامام قيل وأقيموا الوزن بالقسط قال أقيموا الامام بالعدل قيل ولا تخسروا الميزان قال لا تبخسوا الامام حقه ولا تظلموه وقوله والأرض وضعها للأنام قال للناس فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام قال يكبر ثمر النخل في القمع ثم يطلع منه قوله والحب ذو العصف والريحان قال الحب الحنطة والشعير والحبوب والعصف التبن والريحان ما يؤكل منه.
(13) فبأي آلاء ربكما تكذبان القمي قال في الظاهر مخاطبة الجن والإنس وفي الباطن فلان وفلان.
وعن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عنه قال قال الله فبأي النعمتين تكفران بمحمد (صلى الله عليه وآله) أم بعلي (عليه السلام).
وفي الكافي مرفوعا بالنبي (صلى الله عليه وآله) أم بالوصي ولقد تكلف المفسرون للالاء في كل موضع من هذه السورة معنى غير معناه في الموضع الاخر استنبطوه مما تقدم ذكره طوينا ذلك مكتفين بما في هذا الحديث ووجه التكرير نظير ما مر في سورة القمر.
(14) خلق الانسان من صلصال كالفخار والصلصال الطين اليابس الذي له صلصلة والفخار الخزف وقد خلق الله آدم من تراب جعله طينا ثم حمأ مسنونا ثم صلصالا فلا تنافي بين ما ورد بكل منها.
(15) وخلق الجان أبا الجن كما مضى في سورة الحجر من مارج من صاف من الدخان من نار بيان لمارج فإنه في الأصل المضطرب من مرج إذا اضطرب.
(16) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(17) رب المشرقين ورب المغربين مشرقي الشتاء والصيف ومغربيهما.
في الاحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه سئل عن هذه الآية فقال إن مشرق الشتاء على حدة ومشرق الصيف على حدة أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها قال وأما قوله رب المشارق والمغارب فإن لها ثلاث مأة وستين برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر فلا تعود إليه إلا من قابل في ذلك اليوم والقمي بعد ما فسرهما بما فسرنا.
روى عن الصادق (عليه السلام) إن المشرقين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما والمغربين الحسن والحسين (عليهما السلام) قال وفي أمثالهما يجري.
(18) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(19) مرج البحرين أرسل البحر العذاب والبحر الملح يلتقيان يتجاوران.
(20) بينهما برزخ حاجز من قدرة الله لا يبغيان لا يبغي أحدهما على الاخر بالممازجة وإبطال الخاصية.
(21) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(22) يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان كبار الدر وصغاره وقيل المرجان الخرز الأحمر وقرئ يخرج على البناء للمفعول.
وفي قرب الإسناد عن الصادق عن أبيه عن علي (عليهم السلام) يخرج منهما قال من ماء السماء ومن ماء البحر فإذا أمطرت فتحت الأصداف أفواهها في البحر فيقع فيها من ماء المطر فتخلق اللآلئ الصغيرة من القطرة الصغيرة واللؤلؤة الكبيرة من القطرة الكبيرة.
والقمي عن الصادق (عليه السلام) قال علي وفاطمة صلوات الله عليهما بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال الحسن والحسين (عليهما السلام).
وفي المجمع عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري إن البحرين علي وفاطمة (عليهما السلام) والبرزخ محمد (صلى الله عليه وآله) واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين (عليهما السلام).
(23) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(24) وله الجوار السفن جمع جارية المنشئات قيل المرفوعات الشراع وقرئ بكسر الشين أي الرافعات الشراع في البحر كالاعلام كالجبال جمع علم وهو الجبل الطويل.
فبأي آلاء ربكما تكذبان (26) كل من عليها من على وجه الأرض فان.
(27) ويبقى وجه ربك ذو الجلل والاكرام ذو الاستغناء المطلق والفضل العام وذلك لأنك إذا استقريت جهات الموجودات وتفحصت وجوهها وجدتها بأسرها فانية في حد ذاتها إلا وجه الله أي الوجه الذي يلي جهته والقمي كل من عليها فان قال من على وجه الأرض ويبقى وجه ربك قال دين ربك.
وعن السجاد (عليه السلام) نحن وجه الله الذي يؤتى منه.
وفي المناقب عن الصادق (عليه السلام) ويبقى وجه ربك قال نحن وجه الله.
وفي التوحيد عن الجواد (عليه السلام) في حديث وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصور والهجاء ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما.
(28) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(29) يسئله من في السماوات والأرض فإنهم مفتقرون إليه في ذواتهم وصفاتهم وسائر ما يهمهم ويعن لهم والمراد بالسؤال ما يدل على الحاجة إلى تحصيل الشئ نطقا كان أو غيره كل يوم هو في شأن من إحداث بديع لم يكن كذا.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة رواها في الكافي والقمي قال يحيي ويميت ويرزق ويزيد وينقص.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) في هذه الآية قال من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين قيل هو الرد لقول اليهود إن الله لا يقضي يوم السبت شيئا أو أنه قد فرغ من الامر.
(30) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(31) سنفرغ لكم أيه الثقلان وقرئ بالياء قيل أي سنتجرد لحسابكم وجزائكم وذلك يوم القيامة فإنه ينتهي يومئذ شؤون الخلق كلها فلا يبقى الا شأن واحد وهو الجزاء فجعل ذلك فراغا على سبيل التمثيل وقيل تهديد مستعار من قولك لمن تهدده سأفرغ لك فإن المتجرد للشئ كان أقوى عليه واجد فيه والثقلان الجن والإنس.
والقمي قال نحن وكتاب الله والدليل على ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
(32) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(33) يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض إن قدرتم أن تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين من الله فارين من قضائه فانفذوا فاخرجوا لا تنفذون لا تقدرون على النفوذ إلا بسلطان إلا بقوة وقهر وأنى لكم ذلك أو إن قدرتم أن تنفذوا لتعلموا ما في السماوات والأرض فانفذوا لتعلموا لكن لا تنفذون ولا تعلمون إلا ببينة نصبها الله فترجعون عليها بأفكاركم كذا قيل وفي المجمع قد جاء في الخبر يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثم ينادون يا معشر الجن والإنس إن استطعتم إلى قوله شواظ من نار.
وعن الصادق (عليه السلام) إذا كان يوم القيامة جمع الله العباد في صعيد واحد وذلك أنه يوحي إلى السماء الدنيا ان اهبطي بمن فيك فيهبط أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن والإنس والملائكة ثم يهبط أهل السماء الثانية بمثل الجميع مرتين فلا يزالون كذلك حتى يهبط أهل سبع سماوات فتصير الجن والإنس في سبع سرادقات من الملائكة ثم ينادي مناد يا معشر الجن والإنس إن استطعتم الآية فينظرون فإذا قد أحاط بهم سبعة أطواق من الملائكة والقمي ما يقرب منه وقد مر في سورة البقرة عند قوله تعالى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام.
(34) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
يرسل عليكما شواظ من النار ونحاس دخان أو صفر مذاب يصب على رؤوسهم وقرئ بكسر السين وهو لغة ونحاس بالجر فلا تنتصران فلا تمتنعان، (36) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(37) فإذا انشقت السماء فكانت وردة قيل أي حمراء كوردة النبات أو كلون الفرس الورد وهو الأبيض الذي يضرب إلى الحمرة أو الصفرة أو الغبرة ويختلف في الفصول والوردة واحدة الورد فشبه السماء يوم القيامة في اختلاف ألوانها بذلك كالدهان قيل كالدهان التي يصب بعضها فوق بعض بألوان مختلفة وقيل مذابة كالدهن وهو اسم لما يدهن به أو جمع دهن وقيل هو الأديم الأحمر.
(38) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(39) فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان قيل لأنهم يعرفون بسيماهم والقمي قال منكم يعني من الشيعة قال معناه من تولى أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبرأ من أعدائه وآمن بالله وأحل حلاله وحرم حرامه ثم دخل في الذنوب ولم يتب في الدنيا عذب بها في البرزخ ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه يوم القيامة.
وفي المجمع عن الرضا (عليه السلام) قال في هذه الآية إن من اعتقد الحق ثم أذنب ولم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه.
(40) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(41) يعرف المجرمون بسيماهم (1) قيل هو ما يعلوهم من الكآبة والحزن فيؤخذ بالنواصي والاقدام.
في البصائر عن الصادق (عليه السلام) أنه سأل بعض أصحابه ما يقولون في هذا قال يزعمون أن الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في يوم القيامة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم فيلقون في النار فقال وكيف يحتاج تبارك وتعالى إلى معرفة خلق هو أنشأهم وهو خلقهم قال وما ذاك قال (عليه السلام) ذاك لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافرين فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطا.
(42) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(43) هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون.
(44) يطوفون بينها وبين حميم آن ماء بلغ النهاية في الحرارة.
وفي المجمع عنه (عليه السلام) هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان اصلياها فلا تموتان فيها ولا تحييان والقمي ما في معناه.
(45) فبأي آلاء ربكما تكذبان (46) ولمن خاف مقام ربه جنتان.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى وفي الفقيه في مناهي النبي (صلى الله عليه وآله) من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز وجل حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان.
(47) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
ذواتا أفنان ذواتا ألوان من النعيم أو أنواع من الأشجار والثمار جمع فن أو أغصان جمع فنن وهي الغصنة التي تتشعب من فرع الشجر وتخصيصها بالذكر لأنها التي تورق وتثمر وتمد الظل.
(49) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(50) فيهما عينان تجريان.
(51) فبأي آلاء ربكما تكذبان (52) فيهما من كل فكهة زوجان صنفان غريب ومعهود أو رطب ويابس.
(53) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(54) متكئين على فرش بطائنها من إستبرق من ديباج ثخين فما ظنك بالظهاير وجنا الجنتين دان مجنيهما قريب يناله القاعد والمضطجع.
(55) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(56) فيهن في الجنان قاصرات الطرف نساء قصرن أبصارهن على أزواجهن لم يردن غيرهم والقمي قال الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان لم يمس الانسيات إنس ولا الجنيات جن وقرئ بضم الميم.
(57) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(58) كأنهن الياقوت والمرجان في حمرة الوجنة وبياض البشرة وصفائهما.
في المجمع في الحديث إن المرأة من أهل الجنة يرى مخ ساقها وراء سبعين حلة من حرير.
وفي الكافي عن الباقر (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث مثله بدون قوله من حرير.
والقمي عن الصادق (عليه السلام) ما في معناه مع زيادات وقد مضى في سورة الحج.
(59) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(60) هل جزاء الاحسان إلا الاحسان القمي قال ما جزاء من أنعمت عليه بالمعرفة إلا الجنة.
ورواه في التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي العلل عن الحسن بن علي (عليهما السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال هل جزاء من قال لا إله إلا الله إلا الجنة.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه قرأ هذه الآية فقال هل تدرون ما يقول ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال فإن ربكم يقول هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلا الجنة.
وعن العياشي عن الصادق (عليه السلام) إن هذه الآية جرت في الكافر والمؤمن والبر والفاجر من صنع إليه معروف فعليه أن يكافى به وليس المكافاة ان تصنع كما صنع حتى تربى فإن صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء.
(61) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
ومن دونهما جنتان ومن دون تينك الجنتين الموعودتين للخائفين مقام ربهم جنتان لمن دونهم.
في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) جنتان من فضة أبنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب أبنيتهما وما فيهما.
وعن الصادق (عليه السلام) لا تقولن الجنة واحدة إن الله يقول ومن دونهما جنتان ولا تقولن درجة واحدة إن الله يقول درجات بعضها فوق بعض إنما تفاضل القوم بالاعمال.
وعنه (عليه السلام) قيل له الناس يتعجبون منا إذا قلنا يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة فقال إن الله يقول ومن دونهما جنتان لا والله ما يكونون مع أولياء الله.
والقمي عنه (عليه السلام) انه سئل عن قوله ومن دونهما جنتان قال خضراوتان في الدنيا يأكل المؤمنون منهما حتى يفرغ من الحساب.
(63) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(64) مدهامتان خضراوتان تضربان إلى السواد من شدة الخضرة.
القمي عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال يتصل ما بين مكة والمدينة نخلا.
(65) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(66) فيهما عينان نضاختان فوارتان.
القمي عنه (عليه السلام) قال تفوران.
(67) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(68) فيهما فاكهة ونخل ورمان عطفهما على الفاكهة بيانا لفضلهما فإن ثمرة النخل فاكهة وغذاء والرمان فاكهة ودواء.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) الفاكهة مائة وعشرون لونا سيدها الرمان.
وعنه (عليه السلام) خمس من فواكه الجنة في الدنيا الرمان الامليسي والتفاح الشيسقان والسفرجل والعنب الرازقي والرطب المشان.
(69) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(70) فيهن خيرات حسان.
في المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) أي نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) هن صوالح المؤمنات العارفات.
وفي الفقيه عنه (عليه السلام) الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا وهن أجمل من الحور العين والقمي قال جوار نابتات على شط الكوثر كلما أخذت منها واحدة نبتت مكانها أخرى.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن قول الرجل للرجل جزاك الله خيرا ما يعنى به قال إن خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر والكوثر مخرجه من ساق العرش عليه منازل الأوصياء وشيعتهم على حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت أخرى سمين باسم ذلك النهر وذلك قوله تعالى فيهن خيرات حسان فإذا قال الرجل لصاحبه جزاك الله خيرا فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي أعدها الله لصفوته وخيرته من خلقه.
(71) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(72) حور مقصورات في الخيام مخدرات.
في الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال الحور هن البيض المقصورات المخدرات في خيام الدر والياقوت والمرجان لكل خيمة أربعة أبواب على كل باب سبعون كاعبا حجابا لهن ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره يبشر الله عز وجل بهن المؤمنين والقمي حور مقصورات قال يقصر الطرف عنها وقيل مقصورة الطرف على أزواجهن.
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراه الآخرون.
وعنه (صلى الله عليه وآله) قال مررت ليلة أسري به بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت منه السلام عليك يا رسول الله فقلت يا جبرئيل من هؤلاء قال هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهن عز وجل أن يسلمن عليك فأذن لهن فقلن نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبأس أزواج رجال كرام ثم قرأ (صلى الله عليه وآله) حور مقصورات في الخيام.
(73) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(74) لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان.
(75) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
(76) متكئين على رفرف وسائد ونمارق جمع رفرفة وقيل الرفرف ضرب من البسط أو ذيل الخيمة وقد يقال لكل ثوب عريض خضر وعبقري حسان قيل زرابي وقيل كل ثوب موشى فهو عبقري وقيل العبقري منسوب إلى عبقر تزعم العرب أنه اسم بلد الجن فينسبون إليه كل شئ عجيب والمراد به الجنس ولذلك وصف بالجمع وقرئ في الشواذ رفارف خضر وعباقري.
وفي المجمع رواها عن النبي (صلى الله عليه وآله).
(77) فبأي آلاء ربكما تكذبان.
تبارك اسم ربك تعالى اسمه فما ظنك بذاته ذي الجلال والاكرام وقرئ بالرفع صفة للاسم.
القمي عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قال نحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا ومحبتنا.
في الكافي عن جابر بن عبد الله قال لما قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الجن كانوا أحسن جوابا منكم لما قرأت عليهم فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا لا بشئ من آلاء ربنا نكذب.
في ثواب الأعمال عن الصادق (عليه السلام) من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل فبأي آلاء ربكما تكذبان لا بشئ من آلائك رب اكذب فان قرأها ليلا ثم مات مات شهيدا وإن قرأها نهارا ثم مات مات شهيدا.
وفي المجمع أخبار أخر في فضلها.
1. أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشد بياضا. .